حرب الأشعة.. كيف تحوّل القوى الكبرى الليزر إلى سلاح ميداني؟
تاريخ النشر: 11th, July 2025 GMT
أعادت حادثة الليزر الأخيرة في البحر الأحمر بين سفينة صينية وطائرة استطلاع ألمانية فتح واحد من أكثر الملفات حساسية في سباق التسلح العالمي: أسلحة الطاقة الموجهة.
صباح الثاني من يوليو، وبينما كانت الطائرة الألمانية "أسبيدس" في مهمة ضمن عمليات حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، تعرّضت لشعاع ليزري يُعتقد أنه صادر عن سفينة حربية صينية.
ويشهد العالم سباقاً متسارعاً بين القوى العظمى لتحويل أسلحة الطاقة الموجهة، وتحديداً الليزر، من نماذج اختبارية إلى أدوات حاسمة في ساحة المعركة.
الولايات المتحدة: درع متعدد الطبقات
في طليعة هذا التطور، يختبر الجيش الأمريكي بشكل مكثف منظومة DE M-SHORAD (الطاقة الموجهة-الدفاع الجوي قصير المدى). هذه المنظومة، التي تدمج ليزراً بقوة 50 كيلوواط على مركبة "سترايكر" المدرعة، تمثل جزءاً من رؤية أمريكية لإنشاء "دفاع متعدد الطبقات"، يجمع بين أسلحة الطاقة الموجهة والصواريخ التقليدية.
ووفقاً لمسؤولين في البرنامج، فإن هذه التقنية لا تهدف إلى إلغاء الصواريخ، بل إلى "تكملتها"، مؤكدين أن الجمع بين القدرات الحركية (الصواريخ) وقدرات الطاقة الموجهة (الليزر) هو ما سيحقق السيطرة في مسارح العمليات المستقبلية.
الصين: طموح واسع النطاق
تستثمر الصين بقوة في تطوير ونشر أنظمة ليزر خاصة بها. ورغم سرية الكثير من برامجها، فقد عرضت شركات الدفاع الصينية أنظمة مثل "Silent Hunter" (الصياد الصامت)، وهو نظام ليزر مضاد للدرونز مركب على شاحنات. وتفيد تقارير استخباراتية غربية بأن الصين تعمل على دمج أنظمة ليزر أكثر قوة على مدمراتها البحرية، بهدف مواجهة تهديدات الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز.
روسيا: حماية البنية التحتية الاستراتيجية
لم تتخلف روسيا عن الركب، حيث أعلنت وزارة دفاعها عن إجراء تجارب ميدانية ناجحة لأنظمة ليزر مضادة للطائرات المسيّرة. وتزعم موسكو أن أنظمتها، مثل نظام "بيريسفيت" (Peresvet)، قادرة على العمل بفعالية حتى في الظروف الجوية الصعبة. ويتمثل الهدف الاستراتيجي في حماية المنشآت الحيوية، كالمنشآت النفطية والغازية، ضمن منظومة الدفاع الجوي الشاملة للبلاد.
بريطانيا: دقة "نار التنين"
دخلت بريطانيا السباق بقوة عبر مشروع "DragonFire" (نار التنين). فبعد تجارب ناجحة للغاية قبالة السواحل الإسكتلندية في يناير 2024، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن تسريع خطط تجهيز سفن البحرية الملكية بهذا النظام. أثبت "DragonFire" قدرته على إصابة أهداف جوية بدقة فائقة وبتكلفة تشغيلية منخفضة للغاية، لا تتجاوز 10 جنيهات استرلينية للطلقة الواحدة.
إسرائيل: "الشعاع الحديدي" لسد فجوة القبة الحديدية
تُعد إسرائيل، من أبرز الدول التي دفعت بتكنولوجيا الليزر نحو النضج العملياتي. نظامها "Iron Beam" (شعاع الحديد)، الذي تطوره شركة "رافائيل" للأنظمة الدفاعية المتقدمة، مصمم ليعمل جنباً إلى جنب مع منظومة "القبة الحديدية" الشهيرة.
بينما تتصدى "القبة الحديدية" للصواريخ الأكبر حجماً عبر صواريخها الاعتراضية باهظة الثمن، يستهدف "الشعاع الحديدي" التهديدات الأصغر والأقرب، مثل قذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى والطائرات المسيّرة، بتكلفة لا تتجاوز بضعة دولارات للطلقة الواحدة. وبعد تجارب ناجحة أثبتت قدرة النظام (الذي يُقدر أن قوته تبلغ حوالي 100 كيلوواط) على تدمير أهدافه، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن تسريع وتيرة نشره ليصبح جزءاً لا يتجزأ من منظومة الدفاع متعددة الطبقات في البلاد.
تحديات تقنية
وعلى الرغم من هذا التقدم، لا تزال هناك تحديات تقنية كبيرة. تتأثر فعالية أشعة الليزر بعوامل الطقس مثل الضباب والأمطار والغبار. كما أن متطلبات الطاقة والتبريد لهذه الأنظمة تشكل عبئاً لوجستياً في الميدان.
لكن العامل الذي يدفع هذا التطور بقوة هو الكلفة التشغيلية. ففي حين قد تصل تكلفة صاروخ اعتراضي واحد إلى ملايين الدولارات، فإن تكلفة إطلاق شعاع ليزري واحد لا تتعدى بضعة دولارات. هذا الفارق الهائل في التكلفة يجعل من الليزر خياراً جذاباً للغاية للتعامل مع التهديدات منخفضة التكلفة، مثل أسراب الطائرات بدون طيار.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أسبيدس البحر الأحمر ليزري الصين ليزر دفاع الليزر الصين البحر الأحمر حرب أسلحة أسبيدس البحر الأحمر ليزري الصين ليزر أخبار علمية
إقرأ أيضاً:
ماجستير بآداب اسوان يحذر من مواقع التواصل الإسرائيلية الموجهة بالعربية
حصل الباحث حسام مصطفي فتح الله - المعيد بكلية الآداب - على درجة الماجستير بامتياز والتوصية بتبادل الرسالة مع الجامعات الأخرى عن رسالته التي تقدم بها لقسم الإعلام وموضوعها "تعرض الشباب المصري لمواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيلية الموجهة بالعربية وعلاقتها بإدراكهم لطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي" (دراسة ميدانية) والتي أشرفت عليها الأستاذ الدكتور هبة الله نصر حسن أستاذ الصحافة – كلية الآداب جامعة أسوان.
وتشكّلت لجنة الحكم والمناقشة من السادة الأساتذة:
الدكتور محمد محفوظ الزهري
أستاذ الإعلام – كلية التربية النوعية جامعة سوهاج (رئيسًا ومناقشًا)
الدكتورة أسماء محمد مصطفى عرّام
أستاذ الصحافة – كلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال جامعة قنا (عضوًا ومناقشًا)
الدكتورة هبة الله نصر حسن
أستاذ الصحافة – كلية الآداب، جامعة أسوان (عضوًا ومشرفًا).
هدفت الدراسة إلى التعرف على معدل تعرض الشباب المصري للصفحات الإسرائيلية الموجهة بالعربية على مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقته بإدراكهم لطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي. تنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الوصفية والتي اعتمدت على منهج المسح لاستقصاء آراء عينة من الشباب المصري الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بهدف التعرف على معدل تعرضهم للصفحات الإسرائيلية الموجهة بالعربية وتأثير ذلك على إدراكهم لطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي.
وتوصل الباحث إلى أن الصفحات الإسرائيلية الموجهة بالعربية على موقع فيس بوك، مثل صفحتي أفخاي أدرعي وإسرائيل تتكلم العربية، تعد من أكثر الصفحات التي يتعرض لها الشباب المصري، وذلك بسبب رغبتهم في التعرف على ثقافات المجتمع الإسرائيلي ومتابعة وجهات النظر المختلفة حول القضايا السياسية.
وأظهرت النتائج أن المحتوى المقدم عبر هذه الصفحات يتميز بالبساطة واللغة الجذابة، مما يسهم في وصول الرسائل الدعائية بشكل غير مباشر، إلا أن وعي الشباب المصري ما زال مرتفعاً تجاه محاولات التأثير الإسرائيلي، كما تبين أن التعرض لهذه الصفحات لم يؤدِّ إلى تغير جوهري في المواقف السياسية أو تكوين تعاطف مع الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى أن تكرار التعرض للمحتوى الإسرائيلي الموجه بالعربية قد يؤدى إلى تطبيع فكري غير مباشر.
اوصت الدراسة بضرورة تنشيط الدور التثقيفي للإعلام العربي والمؤسسات التعليمية في زيادة الوعي التاريخي من خلال تسليط الضوء علي تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي وجذوره والانتهاكات الإسرائيلية ومحاولات طمس الهوية الفلسطينية والعربية
كما طالبت إطلاق حملات توعية رقمية موجهة للشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، توضح أهداف الدعاية الإسرائيلية الموجهة لهم ومدى خطورتها على وعيهم للصراع العربي الإسرائيلي، وتدريب الصحفيين والعاملين في الإعلام العربي على رصد وتحليل الخطاب الإسرائيلي الرقمي وتفنيد محتواه بأسلوب علمي وجذاب وتعزيز التعاون بين المؤسسات الإعلامية ومراكز البحوث الأكاديمية لوضع سياسات إعلامية عربية مشتركة تهدف إلى التصدي للخطاب الإسرائيلي الموجّه بالعربية، وبناء رواية عربية موحدة حول القضية الفلسطينية.
كما دعت الدراسة المؤسسات الإعلامية العربية إلى تبني استراتيجية رقمية مضادة تقوم على إنتاج محتوى إعلامي عربي موجه بلغة عصرية وبأسلوب جذاب، لمواجهة الدعاية الإسرائيلية