جهد واضح شهدته الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي والذي شاءت ظروف المنطقة إلى تأجيله لأكثر من مرة، قبل أن تستقر إدارته على المضي قُدُما في إقامتها بصبغة فلسطينية خالصة، دعما منها لأبناء غزة.

المهرجان الذي لم يعلن حتى الآن عن أى تكريمات إضافية سواء لشخصية عربية أو أجنبية، شهد عدة تغييرات هذا العام، بداية من المكتب الفني وصولا إلى منصة الجونة، وعدد من العناصر الحيوية الأخرى، وأثبت أغلبها تناغما جيدا في العمل على تكملة منهج المهرجان كمحفزٍ لتطوير السينما في العالم العربي، وتمكين صناع الأفلام المصريين والعرب، ومساعدتهم على إيجاد الدعم الفني والمالي اللازم.



تغيير الصورة النمطية للمهرجان

“لقد بذلنا على مدار سنوات مجهودا كبيرا في وضع المهرجان داخل إطار سينمائي محدد، ورغم ذلك كان التركيز دائما يتمحور حول أزياء النجمات” هكذا أكد عمرو منسي في حديثه لـ صدى البلد، وأضاف: لقد عملت مع فريق المهرجان على محاولة لفت أنظار وسائل الإعلام المختلفة إلى ما يحدث من حراك فني وسينمائي على مدار أيام المهرجان، جنبا إلى جنب مع التغطية التقليدية لكل ما هو لامع.

وتابع عمرو منسي : لقد تركت إدارة المهرجان سنتين، ولكني أعتقد الآن أننا وصلنا إلى نتيجة مرضية جدا بالرغم من الظروف الاستثنائية التي مر بها المهرجان هذا العام، والتغييرات التي حدثت سواء في الإدارة الفنية أو بعض العناصر المؤثرة الأخرى، وأعترف أني على مدار سنوات عملي في “الجونة” اكتسبت خبرة تمكني الآن في إضافة ولو جزء صغير من القيمة المضافة لصناعة السينما.
 

الجونة السينمائي 6.. دورة استثنائية توجه البوصلة إلى الصناعة محمد نبيل يكتب: قصص الواقع التونسي المتأزم بين "وراء الجبل" و"بنات ألفة"


انسحاب جائزة البحر الأحمر

لأول مرة منذ سنوات يقرر مهرجان البحر الأحمر السينمائي عدم تقديم جائزة هذا العام ضمن منصة الجونة السينمائية، بالرغم من استمرار تعاونه مع عدد من المهرجانات السينمائية الأخرى بالمنطقة.

وبالرغم من حضور كل من عمرو منسي المدير التنفيذي لمهرجان الجونة وماريان خوري المدير الفني لفعاليات النسخة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر، إلا أنه لم يصل حتى ساعات من حفل ختام مهرجان الجونة أي تمثيل رسمي من قبل مؤسسة البحر الأحمر.

المنافسة بين “البحر الأحمر” و"الجونة" ربما اتخذت مسارًا مغايرًا عقب تعليق ماريان خوري خلال المؤتمر الصحفي لمهرجان الجونة قبل أشهر، حول استحواذ المهرجان السعودي على النصيب الأكبر من الأفلام عن طريق ضخ الأموال، وهو ما حاول وقتها الناقد أحمد شوقي مدير منصة الجونة تفاديه، مؤكدا على التعاون المستمر بين مهرجان الجونة وعدد من المهرجانات الكبيرة في المنطقة ومنها البحر الأحمر.
 


دعم صناع الأفلام على مدار العام
على جانب آخر شملت قائمة جوائز منطلق الجونة للعام الحالي، جوائز يبلغ مجموعها 365 ألف دولار أمريكي، وهو رقم أكبر من أي عام آخر في مشوار المهرجان، يعطي الفرصة لأكثر من 15 مشروع فيلم جديد من مختنلف بلدان العالم العربي.

المهرجان غيّر من سياسة الدعم وأعلن عن إطلاق المرحلة الأولى من "صندوق تأسيسي" بقيمة 8 ملايين جنيه مصري، لتوفير الدعم المالي اللازم لصناع الأفلام المصرية والعربية، للبدء في تطوير أفكار مشاريع أفلامهم. 

وسيدعم الصندوق بحسب ماريان خوري مشاريع 10 أفلام، حيث تخصص المرحلة الأولى لتطوير الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية الطويلة والأفلام القصيرة، حيث تبرز الحاجة الملحة لإنتاج المحتوى الأصلي، واستيعاب الطلب عليه من قبل كل الجهات البارزة في صناعة السينما في عالم اليوم. ومن المقرر أن تعقد مرحلتين مختلفتين للصندوق في شهري أبريل وسبتمبر 2024.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الجونة السینمائی مهرجان الجونة البحر الأحمر على مدار

إقرأ أيضاً:

في دورته الثانية.. عودة «مهرجان تنوير» إلى صحراء مليحة

الشارقة (الاتحاد)
يعود «مهرجان تنوير» إلى صحراء مليحة في الشارقة بدورته الثانية، خلال أيام 21 و22 و23 نوفمبر 2025، بعد النجاح اللافت الذي حققته دورته الافتتاحية. ويقدّم المهرجان برنامجًا متكاملًا من الفعاليات الفنية والثقافية، حيث تلتقي الموسيقى والفن والتجارب الإنسانية في بيئة صحراوية ساحرة، تُلهم الزوّار بالتأمل والانفتاح والارتقاء الذاتي. 

وتُقام هذه التجربة الفريدة من نوعها وسط الطبيعة الخلابة لمنطقة مليحة، لتكون منصة تجمع الزوار من مختلف الثقافات والخلفيات حول العالم، وتعزز قيم التواصل والتفاهم واكتشاف الذات في رحلة ثقافية مميّزة تحت نجوم الصحراء. 

وتستند رؤية «مهرجان تنوير» إلى المبادرة الملهمة للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسسة وصاحبة رؤية المهرجان، التي استلهمت إطلاق المهرجان من شغفها بالحوار الثقافي والنمو الروحي والاستدامة. وتؤمن الشيخة بدور بقدرة الموسيقى والطبيعة والتجارب المشتركة على إحداث تحوّل إيجابي، ما دفعها إلى ابتكار منصة تتجاوز الحدود، وتقرّب بين المجتمعات، وتعزز الفهم الإنساني المشترك. 

وفي هذا السياق، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي: «يسعدنا إطلاق الدورة الثانية من 'مهرجان تنوير'، التي تأتي بتجارب أكثر طموحًا وتفاعلًا وتأثيرًا. وشكّلت الدورة الأولى بداية لمسار تواصل فاعل مع جمهور متنوع، ونحن اليوم نبني على تلك التجربة من خلال برنامج فعاليات غني، وممارسات استدامة أكثر صرامة، ورسالة أعمق في تعزيز الوحدة. ونتطلّع إلى استقبال جمهور المهرجان مجددًا في صحراء مليحة لمواصلة هذه الرحلة معًا». 

وتنعقد دورة هذا العام من «مهرجان تنوير» تحت شعار «ما تبحث عنه.. يبحث عنك»، المستوحى من المقولة الشهيرة للشاعر والمتصوّف جلال الدين الرومي، الذي عاش في القرن الثالث عشر للميلاد، وتجاوزت أعماله حدود الزمان والمكان والأديان. ومن خلال الموسيقى والشِعر، دعا الرومي الناس إلى استكشاف أعماق ذواتهم، والتواصل من جديد مع الطبيعة، واكتشاف الجمال في التنوع، وهي القيم التي يرتكز عليها «مهرجان تنوير». 

 

 

فعاليات وتجارب متعددة 

أخبار ذات صلة 25 يونيو.. حفل تكريم الفائزين بجائزة الشارقة للتميز 10 مشاريع جديدة للإنارة في كلباء

تم تنسيق المساحات المختلفة في المهرجان بعناية لتعكس رؤيته الشاملة. وتُشكِّل ساحة «المسرح الرئيسي» تجربة غامرة للحواس، تمزج بين الإضاءة الهادئة، والموسيقى المستوحاة من التراث، والعروض البصرية على سفوح الجبال المحيطة. أما «القبة»، فهي تمثّل مركز التعلّم المجتمعي من خلال ورش العمل وحلقات النقاش. وتوفر «شجرة الحياة» مكانًا هادئًا للتأمل والتواصل، بينما يضم ركن «نوريش» تجارب طهو مبنية على مفهوم «من المزرعة إلى المائدة»، ويقدّم مجموعة من الأطعمة الصحية، تشمل أطباقًا نباتية بالكامل، وأخرى مخصصة للنباتيين، بالإضافة إلى مشاوي بدوية تقليدية. كما تحتضن «السوق» مجموعة مختارة من الحرفيين الذين يعرضون منتجات يدوية فريدة، إلى جانب أعمال فنية تفاعلية تحوّل الصحراء إلى معرض فني في الهواء الطلق. 


 

الاستدامة في جوهر المهرجان

تُعَد الاستدامة إحدى الركائز الأساسية للمهرجان، حيث يُقام دون استعمال البلاستيك أحادي الاستخدام، ويعتمد استراتيجية متكاملة لإعادة التدوير، ومعالجة النفايات العضوية، وتقديم خدمات طعام وشراب خالية من النفايات. كما تتضمن فعاليات المهرجان برامج توعوية حول الاستدامة، لتقديم نموذج يُحتذى به للفعاليات الثقافية الصديقة للبيئة في المنطقة. ويتبنّى المهرجان نهج «لا تترك أثراً»، بما يضمن تقليل الأثر البيئي إلى أدنى حد، ويؤكد إمكانية تنظيم فعاليات كبرى تحترم الأرض التي تقام عليها. 

تحمل الدورة الثانية من «مهرجان تنوير» هوية أكثر عمقاً وتعبيراً، وتمنح المشاركين فرصة فريدة للانغماس في سكينة الصحراء، والتأمل، وإعادة التواصل مع الذات والآخرين عبر لغة الموسيقى العالمية. فـ «تنوير» ليس مجرد مهرجان، بل مساحة جامعة لأولئك الذين يبحثون عن المعنى الأعمق، والجمال، والانتماء في عالم يزداد فيه الانقسام. 

ويُمثّل «مهرجان تنوير» 2025 تجربة ثقافية وفنية متكاملة، تأخذ الزوّار في رحلة ساحرة تمتزج فيها عناصر الطبيعة بأبعاد التأمل والتجدد، في أجواء تعبق بالإلهام، وتحتضن قيم الاستنارة والتواصل. 

مقالات مشابهة

  • أربع مسابقات.. القائمة الكاملة لأفلام مهرجان عمان السينمائي بدورته السادسة
  • مهرجان عمان السينمائي يتيح عروض أفلامه بلغة الإشارة
  • صرخة فنية تقاوم الإبادة.. مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يوثق نضال الفلسطينيات
  • «مهرجان تنوير».. 3 أيام من الموسيقى الملهمة والفن التفاعلي
  • شيرين عبد الوهاب وماجدة الرومي تختتمان مهرجان موازين 2025
  • في دورته الثانية.. عودة «مهرجان تنوير» إلى صحراء مليحة
  • حكيم نجم الدورة الـ 22 لمهرجان أوسلو للموسيقى العالمية
  • حكيم نجم الدورة الـ22 لمهرجان أوسلو للموسيقي العالمية
  • لأول مرة .. محمد صلاح يختار منتجعًا سياحيًا بجنوب الغردقة لقضاء إجازته السنوية
  • انطلاق مهرجان أفلام الذكاء الاصطناعي السنوي في نيويورك