فيما تواصل حربها على حماس.. هل تسعى إسرائيل إلى فتح جبهة ضد حزب الله؟
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
إعداد: سيباستيان سايبت إعلان اقرأ المزيد
لطالما اعتبرت إسرائيل فتح جبهة ثانية شمالا ضد حزب الله أسوأ سيناريو محتمل منذ بدء الحرب ضد حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
لكن اتساع نطاق الحرب الدامية الجارية في قطاع غزة لتشمل الحدود اللبنانية ضد الجماعة الإسلامية السياسية-العسكرية المؤيدة لإيران، يبقى من أكبر هواجس الدولة العبرية وحليفتها الرئيسية الولايات المتحدة، التي سبق أن أرسلت حاملتي طائرات نشرتهما قبالة سواحل لبنان في محاولة لردع حزب الله.
ومع دخول الحرب بين حماس وإسرائيل شهرها الثالث، أخذ الخطاب في تل أبيب منحى تصعيديا، فيما يسعى الجيش الإسرائيلي لفرض نفسه بشكل متزايد شمالا. ففي 6 ديسمبر/كانون الأول، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي اليميني المتشدد يوآف غالانت أن بلاده مستعدة "لاستخدام كافة الوسائل الضرورية لدفع حزب الله بعيدا عن الحدود". بدوره، أبدى بيني غانتس، زعيم المعارضة الذي انضم إلى حكومة الحرب، توافقا مع نزعة الصقور اليمينيين، مؤكدا في 16 ديسمبر/كانون الأول أن إسرائيل "ستكون قادرة على صد" الحركة الشيعية الموالية لطهران.
"ضبط النفس رغم الوضع المتوتر"بالتزامن مع تصاعد نبرة الخطاب المؤيد أكثر من ذي قبل لخيار الحرب، كثّف الجيش الإسرائيلي ضرباته مع إعلانه الأربعاء عن استهداف "مركز قيادة" لحزب الله في جنوب لبنان.
وقُتلت امرأة في الثمانين من عمرها وأصيب زوجها بجروح في قصف إسرائيلي الخميس على قرية حدودية في جنوب لبنان، وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، بينما أعلن حزب الله شنّ عدد من الهجمات على الدولة العبرية.
يرى عمري برينر، وهو محلل إسرائيلي متخصص في الجغرافيا السياسية للشرق الأوسط بالمجموعة الدولية لدراسات الأمن، بأن "هذه (استهداف مركز القيادة) ليست أول مرة، إلا أنها ليست نوعا من الأهداف التي اعتادت إسرائيل على استهدافها".
كما يشن حزب الله بشكل يومي قصفا على طول الحدود بين البلدين. يوضح فيليبو ديونيجي المتخصص في حزب الله بجامعة بريستول في إنكلترا: "حاليا، الوضع متوتر فعلا، مع سقوط ضحايا في صفوف الجانبين، رغم أنه أكبر بالنسبة لحزب الله، وهو في ارتفاع مستمر". يضيف عمري برينر: "لو لم تكن الحرب مشتعلة في الجنوب، فإن تبادل إطلاق النار الحالي على الحدود اللبنانية كان قد أدى إلى اندلاع صراع مفتوح بين إسرائيل وحزب الله".
اقرأ أيضاترسانة حزب الله العسكرية... ما هي أسلحته الجديدة ومدى تأثيرها على أي حرب مع إسرائيل؟
يتابع فيليبو ديونيجي أن "كلا المعسكرين يظهران" في الوقت الحالي "قدرا معينا من ضبط النفس عبر رفض اللجوء إلى المزيد من التصعيد". لكن التصريحات الأخيرة للمسؤولين الإسرائيليين وعمليات الجيش الإسرائيلي على هذه الجبهة، تثير قلقا كبيرا لدى واشنطن. في هذا الإطار، يوضح كلايف جونز، مدير معهد دراسات الشرق الأوسط والإسلامية بجامعة دورهام: "إذا لم تشن إسرائيل حتى الساعة هجوما بريا على مواقع حزب الله في لبنان، فهذا بفعل الضغوط الكبيرة التي يمارسها الحليف الأمريكي".
من جانبها، قالت راندا سليم مديرة إدارة الصراع في معهد الشرق الأوسط بواشنطن، لصحيفة "الغارديان" البريطانية، إن أغلب الخبراء الإقليميين متفقون على أن "قرار تحويل هذا الوضع إلى حرب مفتوحة يتوقف بشكل رئيسي على إسرائيل". في نفس الشأن، يوضح فيليبو ديونيجي: "القوى الدولية الكبرى التي لديها مصالح في المنطقة، الولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي، لا تريد أن ترى أزمة إقليمية جديدة تندلع. يخاطر حزب الله كثيرا من ناحية الخسائر وصورته في لبنان إذا ما نُظر إليه على أنه جر البلاد إلى الحرب". فيما يخص إيران، القوة الوصية على حزب الله، يقول الخبير من جامعة بريستول بأنها "تحبذ شن حرب استنزاف على إسرائيل".
بدورها، راجعت الدولة العبرية "أولوياتها الأمنية، بما في ذلك جبهة الشمال منذ هجوم حماس على أراضيها في 7 أكتوبر/تشرين الأول "، حسبما يؤكد عمري برينر. كما قررت "نقل حوالي 200 ألف مواطن كانوا يقيمون قرب الحدود اللبنانية بسبب خطر تواجدهم ضمن نطاق نيران حزب الله" وفق كلايف جونز. وتقول السلطات الإسرائيلية لا يمكن لهؤلاء النازحين العودة إلى منازلهم قبل أن يتراجع حزب الله.
"بعض الوقت للدبلوماسية"يلحظ آهرون بريغمان أستاذ العلوم السياسية ومتخصص في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي بمعهد كينغز كوليدج في لندن: "لهذا، ليس أمام إسرائيل سوى خيارين: إما الانسحاب عن طريق التفاوض، أو، في حال فشل ذلك، الانسحاب بالقوة". يعتقد هذا الخبير بأنه لا يزال أمام الدبلوماسية بعض الوقت للتوصل إلى حل يسمح للجميع بالخروج من عنق الزجاجة.
اقرأ أيضاميقاتي: لبنان "في عين العاصفة" ونعمل على تجنيبه "دخول الحرب" مع إسرائيل
من جانبه، يقول كلايف جونز: "يشكو الإسرائيليون مثلا من أن حزب الله لم ينسحب قط من شمال نهر الليطاني (30 كيلومترا من الحدود)، بموجب القرار رقم 1701 الصادر عن الأمم المتحدة". في الواقع، لم تنجح المنظمة الدولية يوما في إجبار حزب الله على احترام هذا النص الذي تم تبنيه في 2006 وكان من المفترض أن يضمن نهاية الأعمال العدائية بينه وبين إسرائيل.
لكن في حقيقة الأمر، سيجد هؤلاء المقاتلين الموالين لإيران صعوبة في القبول بأي انسحاب. يوضح ديونيجي: "لقد أوضحوا فعلا بأنهم لن يتحركوا طالما تستمر الحرب في غزة. ولأنهم خسروا بالفعل حوالي مئة مقاتل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، فإنهم لن ينسحبوا دون الحصول على تعويضات".
كذلك، ليس من غير المؤكد بأن الحكومة الإسرائيلية مستعدة لتقديم أدنى تنازلات في هذا الشأن. يشرح عمري برينر: "يجب أن نفهم جيدا بأن لدى الجيش الإسرائيلي قناعة بأنه لا يمكن تجنب اندلاع حرب جديدة ضد حزب الله، وأيضا ضد إيران. ربما ليس غدا أو بعد أسبوع، لكن قريبا. وطالما أنه يخوض الحرب فعليا، فمن الأفضل له، في نظره، أن يبادر سريعا بشن الهجوم بدلا من المغامرة بالانتظار وأن يجد نفسه من ثمة في مواجهة عدو إيراني سيصبح حسب الإسرائيليين حتميا قوة نووية قريبا".
"حرب كارثية على الجميع"في الواقع، تفضل إسرائيل أن تخوض حربا على جبهتين بدلا من مواجهة عدو مدعوم بقوة نووية. لكن مثل هذه الحرب حسب آهرون بريغمان "ستكون كارثية على الجميع. حزب الله، وصواريخه التي تزيد عن 150 ألف، لديه القدرة على إلحاق أضرار جسيمة بإسرائيل، وللدولة العبرية التي يمكن لها أن تسبب أضرارا رهيبة لبيروت والبنية التحتية اللبنانية".
إلى جانب ذلك، هناك أيضا التكلفة البشرية وبالتالي السياسية بالنسبة لإسرائيل. يتساءل كلايف جونز: "هل الإسرائيليون مستعدون للقبول بسقوط مزيد من الوفيات، خاصة بين صفوف جنود الاحتياط، حيث إن معظم القوات النظامية منخرطة بالفعل في حرب غزة؟".
اقرأ أيضالبنان: حزب الله يعلن إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية وسط تصاعد التوتر على حدود البلدين
لهذا، فإن السيناريو الأكثر احتمالا هو أن يدع حزب الله وإسرائيل الباب مفتوحا أمام المفاوضات لأطول فترة ممكنة. كما أن الدولة العبرية تريد أن تثبت لحليفتها الولايات المتحدة، بأن الحرب المفتوحة المحتملة لن تندلع سوى كملاذ أخير.
وسط هذه الظروف، سيواصل الخصمان اللدودان وفق آهرون بريغمان "حربهما منخفضة الحدة مع الاكتفاء بعمليات القصف والغارات الجوية". في المقابل، يحذر فيليبو ديونيجي من أنه كلما طال أمد هذه الاشتباكات الحدودية "كلما زاد خطر وقوع حادث تجاوز أحد المعسكرين للخط الأحمر للمعسكر الآخر". يمكن أن يكون التصعيد مثلا أمرا حتميا في حال قتلت إسرائيل مسؤولا في حزب الله في إحدى ضرباتها الجارية ضد أهداف مثل مراكز القيادة.
هذا، وكان حزب الله قد أعلن ليل الأربعاء الخميس عن مقتل أحد مقاتليه بعد غارة إسرائيلية على منزل في قرية مركبا الحدودية. جاء ذلك بعدما كان الحزب الذي خسر حوالي مئة مقاتل في لبنان منذ بداية الحرب، قد أعلن مقتل مقاتلين آخرَين الأربعاء.
وأدى العنف الذي لا يزال محصورا على المناطق الحدودية إلى مقتل أكثر من 140 شخصا، بينهم عشرون مدنيا في لبنان، إضافة إلى مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا على الجانب الإسرائيلي.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج حزب الله الحرب بين حماس وإسرائيل لبنان النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إيران للمزيد الغارات على غزة فرنسا قانون الهجرة الحرب بين حماس وإسرائيل غزة الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا الجیش الإسرائیلی الدولة العبریة فی لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
تواصل الفعاليات والزيارات العيدية للجرحى والجبهات
حيث تفقد مدير الكلية الحربية العميد الركن محمد شيزر ومعه قادة وضباط، اليوم أحوال الجرحى الذين يتلقون الرعاية الطبية بمستشفى فلسطين ودار رعاية الجرحى في منطقتي الروضة وبني حوات بأمانة العاصمة.
ونقل العميد شيزر للجرحى تحيات وتهاني القيادة الثورية والسياسية والعسكرية العليا بمناسبة عيد الأضحى، مشيدًا بالمآثر البطولية التي سطرها الجرحى وهم يدافعون عن السيادة الوطنية ضد قوى العدوان والاستكبار في مختلف الجبهات.
من جانبه تفقد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل سمير باجعالة اليوم، مركزا للنازحين في بني حشيش بمحافظة صنعاء. وخلال الزيارة، ومعه وكيل الوزارة لقطاع الرعاية الاجتماعية ياسر شرف الدين، ومدير الرقابة والتقييم بالوزارة محمد الرزاع، تبادل الوزير مع النازحين التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ووجه بتوفير احتياجاتهم وصرف عيدية للأطفال.
-محافظة صعدة
وزعت مؤسسة كفل التنموية بالتعاون مع القطاع الإنساني بمحافظة صعدة لحوم الأضاحي على الأسر النازحة والمتضررة والفقراء والمساكين ضمن مشروع الأضاحي للعام 1446هـ والتي شملت 1300 اسرة مستفيدة في مديريتي سحار والصفراء.
كما زارت قيادة المجلس المحلي بمديرية منبه في محافظة صعدة وعدد من مشايخ ووجهاء المديرية اليوم، المرابطين في جبهة عسير بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
حيث اطلع مدير مديرية منبّه، جابر الدوشي وقيادات أمنية وعسكرية، على أحوال المرابطين في جبهة عسير وأبواب الحديد، وتبادلوا معهم التهاني والتبريكات بهذه المناسبة الدينية.
-محافظة تعز
ودشن وكيل محافظة تعز لشؤون التنمية عبدالواسع الشمسي اليوم مشروع توزيع الأضاحي على 380 أسرة من الأيتام والفقراء والمحتاجين في عزلة الجندية العليا بمديرية التعزية، الذي تنفذه مؤسسة صلة الاجتماعية الخيرية بدعم من فاعلي الخير. -محافظة الضالع وتفقد وزير الخدمة المدنية والتطوير الإداري الدكتور خالد الحوالي والقائم بأعمال محافظ الضالع عبد اللطيف الشغدري اليوم، أحوال المرابطين في جبهة العود بالضالع بمناسبة عيد الأضحى وقدموا لهم قافلة عيدية. وقد عبر المرابطون من قيادات وأفراد اللواء 12 صماد عن امتنانهم لهذه الزيارة.. مؤكدين استمرارهم في الصمود والثبات في مواجهة العدوان. وتفقد وكيل محافظة الضالع للشؤون المالية والادارية صادق الإدريسي ومدير مديرية الحشاء أحمد سفيان، اليوم أحوال المرابطين من منتسبي اللواء 35 في جبهة الحوامرة بمحافظة تعز وجبهة مراوسة بمديرية الحشاء في الضالع. كما اطلع الحوالي والشغدري ومرافقوهم، ومعهم مدير أمن محافظة الضالع العميد حسين الحمزي على أحوال المرابطين من منتسبي الأجهزة الأمنية في عدد من النقاط والمواقع في دمت وجبن. -الحديدة زار وكيل أول محافظة الحديدة - مسؤول التعبئة العامة أحمد البشري، اليوم، المرابطين في جبهة محافظة البيضاء. وقدم البشري ومعه عدد من كوادر التعبئة العامة بالمحافظة، قافلة مواشي للمرابطين وتبادلوا معهم التهاني بمناسبة عيد الأضحى المبارك.. مشيدين بصمودهم وتضحياتهم في سبيل الله والدفاع عن الوطن. كما زار محافظ الحديدة عبدالله عطيفي، اليوم، المرابطين في عدد من المواقع العسكرية في جبهة الساحل الغربي، لتفقد أحوالهم وتهنئتهم بمناسبة عيد الأضحى - محافظة اب زارت قيادات من مديريات العدين وفرع العدين وحزم العدين بمحافظة إب، اليوم المرابطين من منتسبي اللواء 111 في منطقة الستين بمحافظة تعز. كما زار وكيل محافظة إب عبدالواحد المروعي ومعه مديرا مديريتي الشعر والسبرة، ومسؤولو التعبئة، ومدير الأحوال المدنية في إب العقيد رضوان سنان، المرابطين من منتسبي اللواء الأول صماد واللواء الأول احتياط في جبهة الفاخر بمحافظة الضالع، وتبادلوا التهاني معهم بمناسبة العيد. وقدم الزوار قافلتين تحتويان على مواد غذائية وأغنام وأبقار وأدوية للمرابطين في تعز والضالع عرفانا بما يقدمه هؤلاء الأبطال من تضحيات في سبيل الله والدفاع عن الوطن. الى ذلك زارت قيادة جامعة إب، اليوم، المرابطين في جبهات العزة والكرامة من منتسبي اللواء 31 مدرع في الضالع. وقدمت قيادة الجامعة خلال الزيارة هديا عيدية للمرابطين تقديرا لدورهم الجهادي في مقارعة قوى العدوان. اطلع محافظ إب عبدالواحد صلاح، اليوم على أحوال المرابطين في خطوط التماس بجبهة الفاخر في محافظة الضالع، بمناسبة عيد الأضحى المبارك. وخلال الزيارة التي رافقه فيها مدراء مديرية الرضمة عبدالله الفرح ومسؤولو قطاعي الخدمة المدنية محمد أبلان والسياحة غانم عوسج، ومشايخ ووجهاء المحافظة، تم تقديم رؤوس أغنام وماشية للمرابطين في جبهة الفاخر عرفانًا بصمودهم وتضحياتهم في الدفاع عن اليمن. - محافظة ذمار ونظّمت إدارة أمن محافظة ذمار اليوم فعالية خطابية، بذكرى الولاية وتدشينًا لتسيير قافلة عيدية للمرابطين في الجبهات بمناسبة عيد الأضحى المبارك.