الكويت وأمريكا.. الشيخ مشعل ينتظر الدعم وواشنطن تترقب من سيخلفه
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
تتطلع القيادة الكويتية الجديدة إلى الولايات المتحدة للحصول على الدعم العسكري، في المقابل يجب أن تتمنى أمريكا التوفيق لأمير الكويت الجديد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، في دوره القيادي، وتأمل أن يتمكن في النهاية من اختيار خلفاً له وربما أصغر سناً من عائلة الصباح يكون قادراً على إدارة البلاد.
هكذا يخلص تقرير لـ"معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، الذي يتساءل عن هوية الشخص الذي تفضله عشيرة الصباح الأوسع نطاقاً، ليكون الوريث الشرعي للشيخ مشعل، وما إذا كان سيتم اختيار شخص أصغر سناً بكثير وأكثر قدرة على الحكم لفترة أطول.
ويلفت التقرير إلى أن وفاة الأمير السابق نواف الأحمد الصباح (86 عاماً)، لم تكن مفاجئة، حيث تم نقله في نوفمبر/تشرين الثاني، إلى المستشفى لأسباب غير معلنة، وكان وضعه الصحي المتردي بشكل متزايد قد دفعه أساساً إلى منح ولي العهد مشعل الأحمد الصباح زمام الحكم الفعلي في عام 2021.
ولكن الأخ غير الشقيق، الشيخ مشعل، هو نفسه في 83 من عمره، الأمر الذي سيثير الكثير من التكهنات من سيخلفه في الحكم.
وفي النظام الكويتي، أمام الأمير الجديد، الذي لم يؤدِ اليمين الدستورية بعد في مجلس الأمة (البرلمان) 12 شهراً لاختيار وريثه.
ولم تظهر بعد أسماء المرشحين المحتملين علناً.
اقرأ أيضاً
أمير الكويت الجديد.. الرجل الأقوى في الحرس الوطني و"عدو المحسوبية"
ويلفت التقرير إلى أن الكويت منخرطة حالياً في البروتوكول، بعدما أُعلن عن وفاة الأمير السابق الشيخ نواف في 16 ديسمبر/كانون الأول، ووُري الثرى بعد مراسم تشييع حضرها أفراد عائلته ورئيس مجلس الأمة الكويتي في اليوم التالي، وحاليا ويقوم القادة الإقليميون والعالميون بزيارات لتقديم التعزية.
وكان أول القادمين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأعقبه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ثم عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
كما كان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الزعماء الذين أعقبوهم في الوصول لتقديم التعزية.
وقد مثّل السعودية ولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة الأمير محمد بن سلمان، مما يشير إلى أن والده الملك سلمان، الذي سيبلغ 88 من عمره في العام المقبل، وسيكون أكبر زعماء الخليج سناً، لم يكن في صحة جيدة بما يكفي لسفره لتقديم التعزية.
ويلفت التقرير إلى أن ذكرى غزو الكويت بقيادة الرئيس العراقي صدام حسين في عام 1990، وما تلا ذلك من تحرير البلاد على يد القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة، تستحضر موقع الكويت الهش في الطرف الشمالي للخليج العربي، بين العراق والسعودية، حيث لا تبعد إيران سوى أميال قليلة عبر المياه.
وتمتلك الكويت، العضو في منظمة "أوبك"، ما يقرب من 10% من النفط العالمي، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 4 ملايين نسمة (70% منهم من المغتربين) وأصبح اسمها مرادفاً للثروة.
اقرأ أيضاً
مشعل الأحمد يؤدي اليمين أميرا للكويت ويدعو لمراجعة واقع البلاد
لكن على الرغم من ذلك، تعاني البلاد من انقسامات في الحكم وسوء الإدارة، وكثيراً ما ينتقد أعضاء "مجلس الأمة" الـ50 الحكومة (قدمت استقالتها بعد وفاة الأمير نواف) بقيادة رئيس الوزراء الشيخ أحمد نواف، الابن الأكبر للأمير الراحل.
ونتيجة للاستجواب والمساءلة القاسيان اللذين يواجههما الوزراء في المجلس، شكّل الشيخ أحمد نواف أساساً، والذي تم تعيينه في يوليو/تموز 2022، حكومته الرابعة.
وفي هذا الصدد، وصف الإصدار الأخير للنشرة الإخبارية للطاقة التابعة "للمسح الاقتصادي للشرق الأوسط" (MEES) علاقاته مع "مجلس الأمة" بأنها "مضطربة"، وجاء فيها: "في ظل هذه العلاقة المتوترة، لا تزال الإصلاحات المالية والاقتصادية المطلوبة بشدة غير مطبقة".
ومن الأمثلة الصارخة على ذلك هي الحاجة الناشئة إلى استئجار محطات لتوليد الكهرباء على متن السفن لأن البنية التحتية البرية الحالية بالكاد تكفي لتوفير الطاقة لأشهر الصيف، عندما يبلغ الطلب على تكييف الهواء ذروته.
ورغم كل ذلك، يرى التقرير إلى أن القيادة الكويتية الجديدة تتطلع إلى الولايات المتحدة للحصول على الدعم العسكري وتستضيف أكثر من 13000 جندي أمريكي في البلاد.
ويختتم: "يجب أن تتمنى الولايات المتحدة أيضا التوفيق للشيخ مشعل في دوره القيادي، وتأمل أن يتمكن في النهاية من اختيار خلفاً له، وربما أصغر سناً من عائلة الصباح يكون قادراً على إدارة البلاد".
اقرأ أيضاً
خلفاً لأخيه الراحل نواف.. الشيخ مشعل الأحمد الصباح أميراً للكويت
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الكويت أمير الكويت الأمير مشعل أمريكا أزمات الولایات المتحدة التقریر إلى أن الأحمد الصباح مشعل الأحمد مجلس الأمة الشیخ مشعل
إقرأ أيضاً:
طهران تؤكد عدم التنازل عن التخصيب.. وواشنطن: استئناف «المحادثات النووية» قريباً
البلاد (واشنطن، طهران)
في تطور لافت على خط الأزمة النووية، أكدت واشنطن أمس (الأحد) قرب استئناف المحادثات مع إيران، في وقت شددت فيه طهران على تمسكها الكامل بحقها في تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، رافضة أي شروط تمس بهذا “الحق السيادي”.
وقال المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”: إن المفاوضات مع إيران بشأن ملفها النووي “ستُستأنف قريباً”، دون أن يحدد موعداً دقيقاً، لكنه أشار إلى أن الجانبين لا يزالان على تواصل غير مباشر عبر وسطاء إقليميين.
بالتزامن، كشف نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، مجيد تخت روانجي، أن بلاده والولايات المتحدة تتبادلان “رسائل غير مباشرة” عبر عدد من الدول الوسيطة، مشيراً إلى دور بارز لعُمان في هذه القناة الخلفية من المحادثات.
وأوضح روانجي في مقابلة مع قناة “خبر تورك” التركية، أن “بعض الدول لا تزال على تواصل مع الجانبين، وتقوم بدور الوساطة، وقد سبق أن أجرينا محادثات عبر وساطة عمانية”، مؤكداً استمرار تبادل الرسائل حول سبل استئناف المحادثات.
ورداً على ما يُثار حول إمكانية تقديم تنازلات نووية، أكد روانجي أن “التخصيب داخل إيران هو جزء لا يتجزأ من أي اتفاق محتمل”، مشدداً على أن بلاده لن تقبل بأي صيغة لا تشمل رفع العقوبات الأمريكية، في موقف يعكس تمسك طهران بثوابتها التفاوضية منذ انهيار الاتفاق السابق عام 2018.
في السياق ذاته، أفاد موقع إيراني مقرب من المجلس الأعلى للأمن القومي، أن الجولة المقبلة من المحادثات بين إيران والترويكا الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) ستعقد في مدينة إسطنبول خلال الأيام العشرة المقبلة، دون تحديد تاريخ دقيق.
من جانبه، شنّ مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، هجوماً حاداً على الولايات المتحدة، متهماً واشنطن بدفع “أجندات جيوسياسية لقطع التواصل الجغرافي بين إيران وكلّ من روسيا ومنطقة القوقاز من الجنوب”.
وأكد ولايتي، في رسالة رسمية، أن “أمن إيران القومي خط أحمر”، محذراً من أن طهران سترد على أي محاولات لاستهداف مصالحها الاستراتيجية عبر ما وصفه بـ”سياسة الوقاية الفعالة”، بما في ذلك المناورات العسكرية وتحركات ميدانية.