دراسة أمريكية: إضافة المعادن إلى الماء يعد حلا بسيطا لارتفاع ضغط الدم
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
أظهرت دراسة طبية أمريكية حديثة أن إضافة معدني (الكالسيوم والمغنيسيوم)، إلى مياة الشرب قد يساعد في خفض ضغط الدم المرتفع.
وكشفت الدراسة التي أجريت في جامعة "إيموري" في ولاية "جورجيا" الأمريكية أن ضغط الدم المرتفع يعد مشكلة كبيرة بين العديد في الولايات الأمريكية، حيث يحاول ما يقرب من نصف البالغين إدارة هذه الحالة المرضية المهمة.
وقال الباحثون - بقيادة أبو محمد ناصر الأستاذ في جامعة "إيموري" - إنه "بالنظر إلى كيفية تأثير أنواع مختلفة من مياه الشرب على صحة الأشخاص في منطقة ساحلية في بنجلاديش، حيث عادة ما يشرب المواطنون هناك المياه الجوفية أو مياه البركة؛ ما أثر دهشة الباحثين، ووجدوا أن الأشخاص الذين تناولوا المياه المالحة تمتعوا بضغط أقل، مقارنة بأولئك الذن تناولوا المياه العذبة، وكان هذا غير متوقع لأن الماء المالح يحتوي على الصوديوم، المعروف بدوره في رفع ضغط الدم.
وفي محاولة للتعرف العوامل التي ساهمت في الحصول على هذه النتيجة، قام الباحثون بتحليل عينات من بول المشاركين في الدراسة ممن تناولوا الماء المالح، ووجدوا أن هذه النوعية من المياه تميزت بارتفاع مستويات عنصري الكالسيوم والمغنيسيوم، وقادهم هذا الاكتشاف إلى أن هذه المعادن، وليس الصوديوم، تلعب دورا مهما في خفض مستوى ضغط الدم المرتفع.
ويتناسب هذا مع الأبحاث السابقة التي أظهرت أن الكالسيوم والمغنيسيوم مهمان للحفاظ على ضغط الدم عند مستوى جيد؛ لذلك، يقترح فريق من جامعة إيموري أن وضع الكالسيوم والمغنيسيوم في مياه الشرب يمكن أن يكون وسيلة بسيطة وفعالة للسيطرة على ضغط الدم لكثير من الناس، خاصة أولئك المعرضين لخطر المشاكل المرتبطة بارتفاع ضغط الدم، لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد هذه النتائج ومعرفة أفضل طريقة لإضافة هذه المعادن إلى الماء.
وأوضح الباحثون أنه بإضافة الكالسيوم والمغنيسيوم إلى مياه الشرب، قد نكون أقرب إلى إدارة ارتفاع ضغط الدم؛ وهو سبب رئيسي للوفاة المبكرة؛ هذا النهج يمكن أن يجعل الطريق إلى الصحة والرفاهية أسهل لكثير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: دراسة طبية الكالسيوم المغنيسيوم مياه الشرب ضغط الدم ضغط الدم
إقرأ أيضاً:
بين القصف والعطش.. مياه الشرب تتحول لعملة نادرة في السودان
في ظل حرب لم تترك للبنية التحتية مجالا للصمود، تحولت مياه الشرب في السودان إلى مورد نادر يتصارع عليه النازحون في مدن أنهكها القصف، ومعسكرات اختنقت بالاكتظاظ، لتغدو أزمة العطش وجها آخر للمأساة الإنسانية المتفاقمة.
وتبرز مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، بوصفها نموذجا صارخا لهذه الأزمة، إذ تستضيف نحو مليون نازح فرّوا من مناطق القتال، في وقت تعاني فيه المدينة نقصا حادا في إمدادات المياه يقدَّر بنحو 50% عقب تدمير مصادرها الرئيسية خلال المواجهات.
وبحسب مصادر محلية، فإن هيئة المياه تحاول تعويض جزء من هذا العجز عبر التوسع في حفر الآبار الجوفية داخل المدينة، والتي تنتج حاليا قرابة 3 آلاف متر مكعب يوميا، غير أن ارتفاع نسبة الملوحة يجعل معظم هذه المياه بحاجة إلى معالجة إضافية.
ومع تدفق أعداد كبيرة من النازحين من ولايات كردفان، تقلصت حصة الفرد من المياه إلى مستويات مقلقة وسط ضغط متزايد على مراكز الإيواء، مما خلق أزمات مركبة تتجاوز العطش لتشمل مخاطر صحية وبيئية متصاعدة.
ولا تختلف الصورة في مخيم "طينة" على الحدود التشادية، حيث يواجه اللاجئون السودانيون شحا حادا في المياه الصالحة للشرب، وتضطر العائلات للاصطفاف لساعات طويلة من أجل الحصول على كميات محدودة لا تلبي احتياجاتها اليومية.
وتروي لاجئات من المخيم معاناة مستمرة مع مصادر مياه بعيدة وغير نقية، في ظل وصول متقطع لصهاريج المياه التي توفرها المنظمات، والتي لا تكفي الأعداد الكبيرة من المحتاجين، لتتحول المياه إلى مصدر توتر يومي داخل المعسكرات.
حلول إسعافيةويؤكد مراسل الجزيرة من مدينة الأبيض الطاهر المرضي أن المدينة فقدت نصف مصادرها المائية بعد تدميرها، مما دفع السلطات المحلية إلى حلول إسعافية، مثل حفر مضخات جديدة لا تغطي سوى نسبة محدودة من الاحتياج الفعلي.
إعلانويشير المرضي إلى أن المياه المستخرجة من بعض هذه المصادر ذات ملوحة مرتفعة، مما يجعلها غير صالحة للشرب، في حين يتكدس النازحون حول أي مصدر يوفر ماء عذبا، في مشهد يعكس عمق الأزمة الإنسانية.
وتتفاقم هذه المعاناة في ظل وجود عشرات الآلاف من الأطفال داخل المعسكرات ممن يحتاجون إلى مياه نظيفة للحد من الأمراض المنقولة بالمياه، في وقت تتراجع فيه الخدمات الصحية بشكل حاد.
وفي العاصمة ومحيطها، يوضح مراسل الجزيرة أسامة سيد أحمد من الخرطوم بحري أن المعارك السابقة ألحقت دمارا واسعا بمحطات المياه والآبار، مما جعل الحصول على مياه الشرب تحديا يوميا للسكان.
ويشير إلى أن جهودا محلية أعادت تشغيل بعض الآبار باستخدام الطاقة الشمسية لتوفير المياه لآلاف الأسر، غير أن هذه المبادرات تبقى محدودة مقارنة بحجم الدمار الذي طال شبكة المياه في العاصمة.
تأثير بالغ للحرب
من جهته، يقر وزير البنى التحتية والتنمية العمرانية بولاية شمال كردفان معاوية آدم بأن الحرب "أثرت بشكل بالغ على قطاع المياه"، موضحا أن احتياجات مدينة الأبيض اليومية تبلغ نحو 70 ألف متر مكعب من مياه الشرب.
ويقول آدم إن الدمار والنهب طال جميع محطات المياه تقريبا، مما أدى إلى فقدان كميات كبيرة من الإنتاج، مشيرا إلى أن الولاية تمكنت، بعد تحسن نسبي في الوضع الأمني، من توفير نحو 35 ألف متر مكعب فقط، أي ما يعادل نصف الاحتياج.
ويوضح الوزير أن هذه الكمية توزعت بين مصادر جنوبية وآبار جوفية داخل المدينة، لكنها لا تكفي لتغطية الطلب المتزايد، خاصة مع استضافة الأبيض لأكثر من 160 ألف أسرة نازحة، الأمر الذي خفّض حصة الفرد اليومية إلى نحو 10 لترات فقط.
ويضيف أن حكومة الولاية، بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية، تسعى إلى توسيع الإنتاج وإعادة تأهيل المصادر الشمالية فور تحسن الأوضاع الأمنية، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة في ظل استمرار النزوح.
وضع صعب للغاية
وعلى مستوى إقليم دارفور، يصف مسؤول العمليات في المجلس النرويجي للاجئين نواه تايلر الوضع الإنساني بأنه "صعب للغاية"، خاصة مع دخول الموسم الجاف وتزايد أعداد الفارين من مناطق النزاع.
ويشير تايلر إلى أن بعض المخيمات، مثل مخيم طويلة، تؤوي مئات الآلاف من النازحين، في وقت لا يتوفر فيها سوى عدد محدود جدا من نقاط توزيع المياه، مما يضع آلاف الأشخاص في مواجهة مباشرة مع العطش.
ويحذر من أن الأوضاع الأمنية وتعقيدات الوصول تعيق عمل المنظمات الإنسانية، رغم محاولاتها توفير مواد لتعقيم المياه، وتقديم مساعدات نقدية ودعم للمستجيبين الأوائل.
ويؤكد أن استهلاك مياه ملوثة يهدد حياة الفئات الأكثر هشاشة، من أطفال وكبار سن ومرضى، في ظل ضعف الخدمات الصحية، مشددا على ضرورة ضمان وصول إنساني آمن وكافٍ لتفادي تفاقم الكارثة.
وبين القصف وشح المياه، تتكشف ملامح أزمة إنسانية عميقة في السودان، حيث لم تعد مياه الشرب مجرد خدمة أساسية، بل تحولت إلى معركة يومية للبقاء، في انتظار استجابة دولية عاجلة تتناسب مع حجم المأساة.