(( الدَّان اللَّحجِي و مساجلاته الشِّعريَّة )) . . كتاب جديد صدر للشاعر القدير أحمد صلاح ناصر كُرْد
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
(( عدن الغد )) ــ تقرير / عيدروس زكي السَّقَّاف :
(( الدَّان اللَّحجِي و مساجلاته الشِّعريَّة )) . . كتاب جديد صدر للشاعر القدير أحمد صلاح ناصر كُرْد
(( عدن الغد )) ــ تقرير / عيدروس زكي السَّقَّاف :
صدر بمدينة الحَوطَة عاصمة محافظة لحج ، حديثاً ، كتاب : (( الدَّان اللَّحجِي و مساجلاته الشِّعريَّة )) ، للأستاذ التربوي الفاضل و الشاعر القدير أحمد صلاح ناصر كُرْد ، و جاء الكتاب في " 110 " صفحات من القطع المتوسِّط .
و.كتاب (( الدَّان اللَّحجِي و مساجلاته الشِّعريَّة )) ، يُعَدُّ إضافة نوعية ثرية جديدة إلى المكتبة الثقافية الفنية اللَّحجية اليمنية ، و قدَّم له الأستاذ الأديب الدكتور الراحل محمود مهدي كُرْد ، الذي أشار في مقدمته للكتاب ، إلى أن : (( الدَّان يمثِّل شكلاً غنائياً يتكوَّن من عبارات و جمل لحنية ، و الهدف المتوخَّى منها ، هو تحديد القوالب الشِّعريَّة ، " البحور بالوزن و القافية " ، فيُشَكِّل اللَّحن الذي تُصَب فيه الأوزان ، و عندما يزيد أو يقصر ذلك القالب ، ينكسر البيت شعرياً ، و للدَّان سهرة سمرته الليلية ، يبدأها مغنٍّ مقتدر ، إذ يستهل متدندناً بلحنٍ متوارث أو بتقليد للآخرين )) .
و أضاف الدكتور محمود مهدي كُرْد ، في فذلكته للكتاب . . قائلاً : إن (( الدَّان يتميَّز بشكله الغنائي الفني الذي يمارسه الغالبية الاجتماعية ، باستخدامها في ذلك التباري و التنافس في قول الشعراء و ارتجال القصائد الغنائية المؤثرة و تلحينها وخلق جو من التسابق الإبداعي )) .
فيما مؤلف كتاب (( الدَّان اللَّحجِي و مساجلاته الشِّعريَّة )) ، الأستاذ أحمد صلاح ناصر كُرْد ، سبر في كتابه أغوار " الدَّان اللَّحجِي " ، و بيَّن شارحاً من خلاله أن : (( ألوان الدَّان اللَّحجي ثلاثة ، أولها : لحن قصيدة " يا طير كُف النِّياح " ، للأمير الشاعر أحمد فضل العَبدَلِي " القومندان " ، و هو موغل في القدم ، إنتاج محلي ، هويته اكتُسِبَت من واقع و ظروف البيئة التي كان يعيشها الإنسان ، سواء من محيطَيه السهلي أو الساحلي ، اللذان مكَّناه من التفاعل مع هذا اللون الذي أصبح أكثر اتساعاً و انصهاراً فيه ، و نموذجه لحن قصيدة للشاعر " القومندان " ما يلي : " يا موز شيني طري يا دوم دوَّار . . يا فُل يا جُلَّنار خلِّص فؤادي من النَّار " . . و ثاني ألوان الدَّان اللَّحجي ، سمِّي بلحن قصيدة : " يا مرحبا بالهاشمي " ، الذي عُرِف أن الشاعر فضل ماطر بَاجَبَل ، مبتكر لحنه ، الذي ثم بعد ذلك رُكِّبَت على هذا اللحن الكثير من القصائد ، و على سبيل مثالها البيت الشعري التالي : " قصُّوا جناحك يا " مُقَيبِل " كيف عادك بتطير . . اصبر على ضيق القفص ذوق الحُلوة و المُرير " . . بينما ثالث ألوان الدَّان اللَّحجي ، يسمَّى بلحن قصيدة : " يهناك طيب المحبَّة يا وُرِش" للشاعر " القومندان " ، و على نسق لحنه تم تركيب القليل من القصائد ، منها قصيدة " القومندان " : " من علَّمك يا قلبي لا غابت الشَّمس تسمر . . ليه بَتِقهَد . . على الحَسِين المُرَغدَد . . لَنْتَه تُبَا الزَّين يسلى داري الهوى فيه و اصبر . . عيب تِتحَرَّد . . فُك الكَمَر طَرِّف البَد " )) .
و كتاب (( الدَّان اللَّحجِي و مساجلاته الشِّعريَّة )) ، أبرز على ضفافه ، كذلك ، شعراء " الدَّان اللَّحجِي " ، و في صدارتهم : الأمير أحمد فضل العَبدَلِي " القومندان " ، و الأمير صالح مهدي العَبدَلِي ، و الأمير علي أحمد فضل محسن العَبدَلِي ، و الأمير محسن حسن إسماعيل العَبدَلِي ، و عبد الله هادي سُبَيت ، و السَّيِّد صالح أحمد صالح عبد الله أحمد الحَامِد بن الشَّيخ أبو بكر بن سالم بن عبد الرَّحمن السَّقَّاف الحُسَينِي العَلَوِي الهَاشِمِي الشَّهِير بـ " اللَّبَن " ، و السَّيِّد عبد الله محمود الشَّرِيف ، و صالح سعيد نصيب الكَيَّال ، و عبد الخالق مفتاح بَاقَادِر ، و مسرور مبروك عَوَض ، و حسن أفندي ، و محمَّد حسين التَّرزِي ، و محمَّد سالم النَّهدِي ، و عَوَض أحمد كُرَيشَة ، و صالح أحمد فقيه ، و أحمد بَاهَدَى ، و علي عَوَض المُغَلِّس ، و محمَّد علي قُطَيش ، و رشاد أحمد عبد الله مَشبَح ، و عبد القادر بَاغَشَم ، و أحمد صالح عيسى ، و عبد الله سالم بَاجَهْل ، و حمود نعمان صالح ، و مهدي علي حمدون ، و محمود علي السَّلَّامِي ، و أحمد سيف ثابت الدُّبَينِي ، و أحمد سعيد دُهَيس ، و عبد القوي علي سعيد .
كتاب (( الدَّان اللَّحجِي و مساجلاته الشِّعريَّة )) ، أيضاً ، تطرَّق إلى مشاهير فن غناء الدَّان اللَّحجي ، و في مقدمتهم : حسن عبد الله القَبِيح ، و عَبْد سالم سَيلَان ، و حسن عبد الله خَمِيرَة .
يذكر أن الأستاذ أحمد صلاح ناصر كُرْد ، هو نجل الموسيقار و الملحن اللَّحجِي الكبير الراحل الفنان صلاح ناصر عبد الله كُرْد ، الشَّهِير بـ " سُنبَاطِي لحج " ، تيمُّناً بالموسيقار و الملحن المصري العربي الراحل رياض محمَّد السُّنبَاطِي ، و للأستاذ أحمد صلاح ناصر كُرْد ، إصدارات عدَّة فنية غنية منشورة ، و لديه هناك من المؤلفات المخطوطة الأخرى ، تأمل رؤية طريقها إلى النور ، إذا توفر لها ، الدعم المالي على المسارين الحكومي و الخاص .
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الع بد ل ی عبد الله ان الل
إقرأ أيضاً:
قراءة في كتاب: “من أسرار الذِّئب”
أنجز الباحث: فيحان بن بجاد العتيبي كتابًا عن حيوان الذّئب الذي رافق العربي في حياة الصّحراء بعنوان: “من أسرار الذِّئب.”
وجاء الكتاب في 133 صفحة محتوية على موضوعات كثيرة أهمها: الذئب في القرآن والحديث النبوي، وفي سيرة من قبلنا، الذئب وشهادته بالرسالة، الذئب في الأمثال، الذكاء عند الذئب، عمر الذئب، طريقة سيره أثناء الليل والنهار، طريقة هجومه، الفرق بين الجُحر والزّرب، الذئب وأكل الإبل، طريقة ترصّده للفرائس، الاعتداء على الإنسان، الذئب وأكل الجن، وروده للماء، حال الذئب مع كلاب الصيد، الفرق بين الذئب والولبة، انتقام الذئب، هجرة الذئب، اعتقاد عرب الجاهلية فيه، قصص ومواقف مع الذئب.
واستهل الباحث كتابه بالآيات التي ورد ذكر الذئب فيها في القرآن الكريم، ومنها قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ، وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ)، وقوله تعالى: (قَالُوا لَبِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَّخَسِرُونَ)، وكذلك قول الله: (قَالُوا يَأَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ).
وأضاف أن لهذا المخلوق العجيب أسماء منها (الذئب، السبع، سرحان، أويس، مصاوط، الأمعط، أبا السمح، الريح) كما أن العرب تردّد اسمه في كثير من كلامهم على سبيل الإعجاب، ويعدون ذلك إجلالًا واحترامًا لمن يُطلق عليه اسم الذئب، ويسمّون به مواليدهم مثل: (ذئب وذؤيب وذياب وسرحان) أو يطلقون عبارة دون اسم فيقولون: (ذيبان أو يا ذيبان) وهكذا، ولا يعدون ذلك من باب التنقيص من مكانة الشخص، بل على عكس من ذلك.
وأشار أنَّ للذئب تصرفات غريبة في سيره وتنقله، وأكله، وهجومه وهروبه وجميع تحركاته، وهذه التصرفات التي يتميز بها الذئب عن سائر الحيوانات يصعب على الإنسان اكتشافها؛ لأنَّ الذئب ليس من الحيوانات الأليفة، ولا تظهر كثير من تصرفاته إلا عندما يكون حرًّا طليقًا، والبدو الذين يربون الماشية يعرفون عنه أشياء ويجهلون أخرى، ومثل هذه المعلومات شحيحة جدًا ولا تجدها إلا عند فئة قليلة من كبار السن فقط.
وبيّن الباحث أن في الذئب ذكاء يتفوق به على كثير من الحيوانات الأخرى، فهو يعرف كيف ومتى يحتال، وكيف ومتى يخدع غيره، ويعرف أن كانت المحاولة في الموقف الذي اتخذه ناجعة أم لا، وإن كانت عكس ذلك فإنه يبادر إلى ترك الموقع واللجوء إلى طريقة أخرى، ويتّضح له من بداية المحاولة معرفة الموقف هل هو في صالحه أم لا، أما تعامله مع الكلاب فعجيب أيما عجب وذلك أنه يعرف الجيد منها ويفرق بينه وبين الذي يتوارى من الذئب حين رؤيته وهذا النوع من الكلاب له علامات تدل عليه منها: كثرة النوم، وقلة النباح، إضافة إلى أكله من الفريسة التي خلّفها الذئب، ويحدث أصوات نباح مزعجة بعد أن يتأكد من ذهاب الذئب وابتعاده عن الموقع، وهذا النوع من الكلاب يعرفه الذئب ولا يخاف منه.
وجاء في الكتاب أنّ سير الذئب عادة ما يكون عكس اتجاه الرياح، ولا يمكن أن يتجه مع الريح قط إلا في حالات نادرة، وله عدة احتياطات يحرص على مراعاتها للحفاظ على حياته، فمثلًا إذا كانت الرياح شرقية, فهو يستقبل الرياح بطريقة مستقيمة، والانحراف إلى اتجاه آخر ليتحاشى انتقال الريح إلى عدوه الأول (الكلب)، وتحرك الذئب يكون سريعًا إذا كان من مكان إلى آخر، ولا يطيل الوقوف في مكان إلا إذا كان في انتظار فرصة الهجوم على القطيع المحروس، فإنه يبقى بعض الوقت.
وناقش الباحث أسباب تناقص أعداد الذِّئاب في بلادنا في السنوات الأخيرة وأرجعها إلى عدة أمور منها: “كثرة السيارات”، و “التَّمدُّد العمراني”، و “تعبيد الطُّرق”، و “الإنارة الزائدة التي ربما امتدت بين القرى”، و “تحويل بعض الجبال إلى متنزّهات”، وهذا مما أسهم في تناقص أعداد الذئاب، إلّا أن هناك جبالًا كبيرة ممتدة على مساحات شاسعة من الجزيرة العربية لا زالت توفر ملاذًا آمنًا للذئاب حيث تتنقل فيها بكامل حريتها، وتحصل من خلالها على مبتغاها من فرائسها ليلًا أو نهارًا مستغلة بذلك وعورة المكان.
يُذكر أنه صدر عدّة مؤلفات عن الذئاب العربية، ومنها على سبيل المثال: “الذِّئب العربي طباعه وعلاقته بالإنسان” للباحث سعد الشّبانات، و “الذّئب في الأدب العربي” للدكتور فضل العماري، وله أيضًا “الذّئب في العلم والتاريخ”، و “الذّئب في الأدب القديم” للدكتور زكريّا النوتي.