لبنان ٢٤:
2025-07-29@01:05:07 GMT

السنيورة : حزب الله يأخذنا إلى حافة الهاوية

تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT

السنيورة : حزب الله يأخذنا إلى حافة الهاوية

قال الرئيس فؤاد السنيورة في حديث الى" الراي الكويتية": العالم كله غير راغب في توسيع الحرب، وإيران كانت واضحةً منذ البداية عندما قالت إن لا عِلْمَ لها بما حَدَثَ (طوفان الأقصى) ولا علاقة لها"، مذكّراً بما قالته حكومته في 12 تموز 2006 بعد أسْر حزب الله جنود إسرائيليين من"أننا لم نكن نعلم بذلك ونحن لا نتبنى، أي أخذْنا كدولة مسافةً عن المقاومين.

وحزب الله لم يقتنع بسهولة في بادئ الأمر وقمْنا باستدعاء سفيرنا في واشنطن حينها لإعلانه موقفاً مؤيداً (لما جرى)".
ويضيف: "ما يَجْري الآن فعلياً أن حزب الله يوحي بأنه صحيح أنه لم يدخل الحرب إلا أنه يُشاغِل القوات الإسرائيلية التي اضطُرت إلى سحْب ثلث جيشها إلى قبالة الحدود مع لبنان في الوقت الذي يسود الانطباع بأن إسرائيل ارتكبت كل ما يمكن ارتكابه في غزة وليس في وسعها أن تفعل أكثر مما تقوم به، ولذا فإن الادعاءَ بمُشاغَلة القوات الإسرائيلية جزءٌ من عملية إنقاذ ماء الوجه، وتالياً فإن الحزب يأخذنا إلى حافة الهاوية. وهنا لا بد من الانتباه إلى أنه صحيح أن إيران لا تريد التورط وأن حزب الله لا يريد الذهاب أبعد في تدخّله، وكذلك إسرائيل وأميركا، لكن هناك سوابق غير قليلة في التاريخ تقول إن الأطراف المنخرطة في معارك ومزايداتٍ ولم تكن تريد نشوب الحروب ولكنها وصلت إلى نقطة تدحرجت فيها الأمور. وما أخشاه هو أن يحصل ذلك بسوء حساب أو تقدير، أو كما يقال «فمَن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه".
وحين نقول له "من الواضح أننا أمام فكي كماشة... تهديدات إسرائيلية بما هو أدهى وسط ارتقاءٍ في المواجهات العسكرية وحركة ديبلوماسية ضاغطة عنوانها تنفيذ القرار 1701 بحذافيره، فأيّ أفق أمام لبنان ؟ يردّ "يجب أن نكون واضحين وأن يكون للحكومة اللبنانية ورئيسها موقف أكثر وضوحاً وتأكيداً أن لبنان لا يستطيع الدخول في المعركة، لاعتبارات عدة ليس أقلها أننا لا نملك شبكة الحماية التي كنا نتمتع بها في الـ2006، لا سياسياً ولا وطنياً ولا مالياً ولا اقتصادياً. ورغم مرور ثلاثة أعوام وأربعة أشهر على وقوع انفجار المرفأ، لم نستطع التعويض على جميع المتضررين حتى اليوم، ومعالجة انهيار مبنى في منطقة المنصورية أخيراً استغرقت نحو أسبوع. ولو كان انخراط لبنان في الحرب سيغيّر مجريات الأحداث ويقلب الموازين، ربما لاستأهل الأمر التضحية، أما غير ذلك فإنه سيعرّض بلادنا وناسنا لأخطار وأضرار غير محسوبة".
ونسأله: من الواضح أن الوضع في الجنوب بات مرتبطاً حُكْمياً بالترتيبات التي تُعد لمرحلة ما بعد انتهاء حرب غزة. وإسرائيل واضحة في مطالبتها بتنفيذ الـ1701 بحذافيره وعلى نحو يبعد حزب الله إلى شمال الليطاني، فكيف يمكن إدارة هذا التحدي؟ يقول السنيورة: "لا بد من العودة إلى(الكتاب). نحن لدينا الـ 1701 الذي لم تطبّقه إسرائيل وكذلك حزب الله لم يتقيّد به".
وحين نقاطعه: "ألم يَكن من مصلحة لبنان صدور الـ 1701 تحت البند السابع؟".
يجيب: "في الـ 2006 كان هذا الأمر سيؤدي إلى مشكلة داخلية. وهمّي الأساسي فعلياً يومها كان إنهاء الحرب وإعادة الناس إلى قراهم. وكنتُ أمام تحدي الحفاظ على وحدة البلاد والتوصل إلى القرار قبل حصول انهيار جبهة حزب الله... وقبل ثلاثة أشهر من وفاته، قال هنري كيسنجر إنه عندما وقعتْ حرب الـ 1973 اتخذنا قراراً بأنه ممنوع هزيمة إسرائيل، وتالياً انطلق جسر جوّي لتزويدها بكل ما تريده من دعم عسكري، لوجستي، مخابراتي وسوى ذلك لإحداث ما سمي حينه بـ "الدفرسوار"، ولذا علينا الانتباه".
ويضيف: "المهم أنه في الـ2006 حصلنا على القرار 1701، الذي ينصّ على انسحاب إسرائيل من جميع المناطق التي احتلتْها، والبقية هي قرية الماري شمال الغجر. وقرية الغجر هي أساساً في الجولان السوري، والإسرائيليون يقولون إن عند احتلالهم لها في 1967 كانت تتمركز فيها الجندرما السورية. والواقع عملياً أن الحدود اللبنانية مع فلسطين تم تحديدها بفعل المشاحنات الفرنسية – البريطانية آنذاك، لكن لبنان وسورية كان كلاهما واقعاً تحت الانتداب الفرنسي فلم يَجْرِ تحديد الحدود بينهما كما حصل بين لبنان وفلسطين، فبقيتْ تلك المناطق غير محسومة، وكانت سائدة نظرية اعتبار مجرى المياه معياراً فإذا كان إلى الغرب فالأرض لبنانية وإذا لجهة الشرق فالأرض سورية".
ويتابع: "عندما انسحبتْ إسرائيل في العام 2000 انبرى البعض في عهد اميل لحود للقول إن مزارع شبعا لبنانية لجعْلها مسمار جحا، في الوقت الذي استمرّت سورية في القول إنها أرض سورية. المرة الوحيدة التي وقف فاروق الشرع يوم كنا في برشلونة وقال إن مزارع شبعا أرض لبنانية، لم يسمعه أحد ولم يتبن كلامه أحد بل على العكس رفض محمد ناجي العطري (رئيس الوزراء السوري آنذاك) هذا الأمر وأرسل لي كتاباً في هذا الخصوص. وتالياً فإن أمر المزارع والسيادة عليها غير محسوم".
ويشدد السنيورة على أنه "بصرف النظر عن لبنانية مزارع شبعا أو اذا كانت سورية، فهي بالتأكيد ليست إسرائيلية، ومن هنا كان الطرح الذي قدّمتُه بأن توضع تحت ولاية الأمم المتحدة إلى أن تُحسم السيادة عليها بين لبنان وسورية. وهذا ما تتضمّنه خطة النقاط السبع التي تَقَدّمتْ بها في 2006 الحكومة التي كنتُ أترأسها (إبان حرب يوليو وقبل أن يصدر القرار 1701). وتالياً على إسرائيل اليوم أن تنسحب من قرية الماري ومزارع شبعا وتلال كفرشوبا وتسهّل حلّ النقاط المتنازَع عليها (على الخط الأزرق)، وفي المقابل على (حزب الله) أن يسحب قواته وأسلحته الثقيلة من جنوب الليطاني".
ويشير إلى أن المؤشرات تدلّ على أن مثل هذا الأمر ليس من السهل أن يَتحقق"لأن حزب الله لن يتخلى بسهولة عن ذرائع لبقاء وضعيّته خارج الدولة، كما أن إسرائيل عدو لا يمكن الركون إلى نياته وما يضمره، وهذا ما يفسر خطورة الوضع حالياً".
وعن تفسيره لزيارة آموس هوكشتاين لبيروت عشية حرب غزة وخلالها، وسط كلام عن مهمةٍ يضطلع بها في موضوع الحدود البرية مع إسرائيل على قاعدة بتّ النقاط الخلافية على الخط الأزرق بالتوازي مع تسريباتٍ عن أفكار يتم بحثها وبينها وضْع مزارع شبعا في عهدة الأمم المتحدة، يقول السنيورة: "هناك كلام يَجْري تداوله في الأروقة حول كيفية إيجاد مَخارج لهذا الملف. ولا شكّ في أن وضْع الجنوب بات مرتبطاً بمآلات حرب غزة التي رُبط بها بالنار. وهناك رؤوس حامية في إسرائيل تريد لهذه الحرب أن تستمرّ، ناهيك عن بنيامين نتنياهو الذي يدرك تماماً أن رأسه بات تحت المقصلة ما أن تنتهي. ولكن في الوقت نفسه تعيش إسرائيل ظروفاً صعبة. من ملف المخطوفين لدى(حماس) الذي تمارس عائلاتهم ضغطاً داخلياً يضع حكومة نتنياهو أمام موجبات تقديم تنازلات، إلى الرأي العام الدولي الذي يشكّل بدوره عنصراً ضاغطاً في ضوء المآسي الكبرى التي تشهدها غزة والجرائم المرعبة التي ترتكبها إسرائيل. وكل هذه المعطيات تتشابك في خلفية الحرب في غزة التي تتكثّف بالتوازي مع وقائعها الميدانية الاتصالاتُ غير المعلنة، وبينها مثلاً لقاء مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي ايه» مع رئيس الوزراء القطري في وارسو، ولقاءاتٌ أخرى تشكل القاهرة محورَها، من دون أن يكون ممكناً استشرافُ الأفق بوضوح".
ونقول للسنيورة: في ضوء إفراغ المستوطنات ونقْل سكانها إلى مناطق أخرى، وما ظهّرتْه المواجهاتُ على الحدود الجنوبية من أن حزب الله موجودٌ بقوة على الحافة الأمامية، تتعزّز المخاوفُ من أن يَفرض الإسرائيلي أمراً واقعاً على الأميركيين، في ظلّ الوجود العسكري لأكثر من دولة من الناتو في المتوسط وذلك في محاولة لفرض تنفيذ الـ 1701 تحت ضغط النار وعلى قاعدة أن الديناميةَ العسكريةَ بحدودها الحالية جنوباً غير كافية لتحقيق هذا الهدف، فيجيب: "هذا غير مستبعَد. والأمور وصلتْ إلى نقطة تستوجب الكثير من التبصر من حزب الله الذي لا يمكنه المضيّ في المعاندة على أساس أنّ إسرائيل لا يمكنها وغير قادرة. مع العلم أن القرار في ما خص وضعيته وما يقوم به في الجنوب ليس عنده بل في يد إيران التي يتعيّن عليها أن تقيس الأمور بدقة. ويجب عدم إغفال العامل الذي يشكّله رفْض أكثر من 70 ألف مستوطن العودة الى مستوطنات الشمال بحال بقي الوضع على ما كان عليه قبل 7 أكتوبر، وهذا يَضغط أيضاً على القيادة الإسرائيلية ويدخل في حساباتها".
إبعاد "حزب الله"
وفي موازاةِ الحملة الديبلوماسية التي تقوم بها تل أبيب تحت عنوان إبعاد "حزب الله" عن جنوب الليطاني والحضّ على تطبيق الـ 1701 ونجاحها في تشكيل وعاءٍ دولي يحتضن طروحاتها في هذا السياق، يَبرز ارتباكٌ لدى لبنان الرسمي وديبلوماسيته وغيابٌ عما يُرسم للبلد وجنوبه. ويقول السنيورة عن ذلك: "لم يَعُد جائزاً الركونُ إلى المواقف الرمادية. يجب أن نكون واضحين، فنحن دولة مسؤولة أمام المجتمع والرأي العام الدولي، وقد وافقْنا على القرار 1701". ومَن يعُد إلى مَحاضر ليلة 12 آب 2006 ومداولات مجلس الوزراء التي استمرّتْ نحو 5 ساعات (قبل الموافقة على الـ 1701) يجد أنني قلتُ صراحة: "لا مَكان للتذاكي على المجتمع الدولي، فإذا فعلْنا ذلك تَذاكى علينا. وهذا اتفاقٌ تقولون عنه إنه ظالِم، وربما يكون كذلك لأننا لم نحصل على كامل حقوقنا بموجبه، ولكن الآن صرْنا أمام قرارٍ وافقتْ عليه 15 دولة (في مجلس الأمن). وإذا كان هناك طرفٌ لن يقبل بالقرار، فسأكون قبْله وأقول لستُ موافقاً ولا نسير به، ولا أحد يزايد عليّ وعلى الدولة في هذا الشأن، فإما نوافق جميعاً على القرار وإما نرفضه". ويضيف: "علينا أن نكون حريصين على بلدنا وشعبنا وعلى عروبتنا كما على الفلسطينيين، فلا يخوض البعضُ مَعارك تؤدي إلى المزيد من الخسائر".
وفي غمرة الأزمات التي يعيشها لبنان، مالياً وسياسياً، جاء الخطر العسكري على الحدود مع إسرائيل، لترتسم معه مجدداً مشهدية سوريالية تتمثل في أنه رغم كل هذه المَخاطر لم يجد الأطراف الوازنون أرضيةً لإنهاء الشغور الرئاسي وتصفيح الواقع السياسي بوجه عواصف "طرقتْ الباب" من الجنوب. ولا يستغرب الرئيس السنيورة هذا الواقع المؤلم، معتبراً أنّ "حرب غزة جعلتْ احتمالات الإفراج عن الاستحقاق الرئاسي، الذي يشكّل مدخلَ الخروج من الأزمات، تتراجع في ضوء تبدّل أولويات المجتمع الدولي وتركيزه على هذه الحرب وتداعياتها التي لا تنفكّ تتمدد وليس أقلّها ما يجري في البحر الأحمر".
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: أن حزب الله مزارع شبعا القرار 1701 حرب غزة التی ت الـ 1701

إقرأ أيضاً:

ما مدى نجاسة بول القطط وحكم الصلاة في المكان الذي تلوث به؟.. الإفتاء توضح

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه عندي قطة أقوم بتربيتها، وقد درَّبتها على قضاء حاجتها في مكان مخصص، ولكنها عند خروجها من هذا المكان تقوم بتلويث البيت من أثر قدميها؛ فما مدى نجاسة بول القطة، وما حكم الصلاة في البيت حينئذٍ؟ 

وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة:القطط الأليفة حيوانٌ طاهر عند عامة الفقهاء، يجوز حيازته واقتناؤه وتملُّكه.

وبول القطط وروثها نجسٌ، ويجب غَسْل الموضع الذي أصابه البول من الثوب أو البدن إذا علمه السائل، وفي حالة تيقُّن وجود النجاسة في قَدَم القطة وانتقالها: فيجوز العمل بمذهب الحنفية، فعندهم إذا كان الشيء المتنجِّس جافًّا، وكانت اليد أو القدم أو الثوب مثلًا هي المبتلة، فإن ظهر فيها شيء من النجاسة أو أثرها تنجَّست، وإلا فلا، وإذا شقَّ على السائل إزالة النجاسة: فيجوز له العمل بمذهب المالكية؛ حيث إنَّ إزالتها سُنَّة عندهم.

والأولى والأحوط لأمر صلاتك: أن تُخصِّص لك مكانًا للصلاة لا تدخله القطة؛ احترازًا وتجنُّبًا لروثها لا لذاتها.

طهارة القطط الأليفة وحكم اقتنائها وتملكها

وأوضحت ان القطط الأليفة، أو الهرة الأهلية "المستأنسة" هي: حيوانٌ طاهر عند عامة الفقهاء، يجوز حيازته واقتناؤه وتملُّكه؛ وممَّا يدلُّ على طهارة القطط: ما رواه أصحاب السنن الأربعة عن كبشة بنت كعب بن مالك رضي الله عنهما، وكانت عند ابن أبي قتادة رضي الله عنه: أنَّ أبا قتادة دخل عليها، قالت: فسكبت له وَضوءًا. قالت: فجاءت هرة تشرب، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كبشة: فرآني أنظر إليه، فقال: أتعجبين يا بنت أخي؟ فقلت: نعم، فقال: إنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ، إِنَّمَا هِيَ مِنَ الطَّوَّافِينَ عَلَيْكُمْ، أَوِ الطَّوَّافَاتِ» رواه الترمذي في "السنن"، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو قول أكثر العلماء من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتابعين ومن بعدهم مثل: الشافعي، وأحمد، وإسحاق: لم يروا بسؤر الهرة بأسًا، وهذا أحسن شيءٍ في هذا الباب.

فقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَجَسٍ» صريحٌ في إثبات طهارة القطط أو الهرة.

كيف أحرك أصبعي السبابة في التشهد؟ الإفتاء تجيبصلاة الضحى .. أدها الآن وكفر عن خطاياك وتصدق عن جسدكعلي جمعة يكشف عن وصف السيدة عائشة لعمل النبيأذكار الصباح كاملة.. اغتنم فضلها ورددها الآن

مدى نجاسة بول القطط وحكم الصلاة في المكان الذي تلوث به

أمَّا بول القطط وروثها: فإنَّ المقرَّر شرعًا عند جمهور العلماء أنَّه نجس يجب التحرُّز منه، وتطهير مكان الصلاة منه؛ قال العلامة ابن عابدين في "رد المحتار" (1/ 220، ط. دار الفكر): [وفي "الخانية": أَنَّ بول الهرة والفأرة وخرأهما نجس في أظهر الروايات، يُفْسِد الماء والثوب] اهـ.

قال الإمام ابن عبد البر المالكي في "الكافي" (1/ 160، ط. مكتبة الرياض الحديثة): [والنجاسات: كل ما خرج من مخرجي بني آدم، ومن مخرجي ما لا يؤكل لحمه من الحيوان] اهـ.

وقال العلامة الدَّمِيري الشافعي في "النجم الوهاج" (1/ 410، ط. دار المنهاج): [فَبَوْلُ ما لا يؤكل لحمه نجس بالإجماع] اهـ.

وقال العلامة ابن قدامة الحنبلي في "المغني" (2/ 64، ط. مكتبة القاهرة): [وما خرج من الإنسان ‌أو ‌البهيمة ‌التي ‌لا ‌يؤكل ‌لحمها ‌من ‌بول ‌أو ‌غيره ‌فهو ‌نجس] اهـ.

وبينت بناء على ذلك: إنَّ الموضع الذي أصابه البول أو الروث من الثوب أو البدن أو المكان إذا علمه السائل فالواجب عليه غسله بالماء الطاهر عند إرادة الصلاة؛ بأن تزال عين النجاسة أولًا، ثم يصب الماء على موضعها بحيث لا يبقى لها لونٌ أو طعمٌ أو رائحةٌ؛ وذلك لما هو مقرَّر أنَّ مِن شروط صحة الصلاة: طهارةَ الثِّياب والبدن والمكان، وقد نقل الإمام ابن عبد البر المالكي الإجماع على ذلك. ينظر: "التمهيد" (22/ 242، ط. وزارة عموم الأوقاف والشؤون الإسلامية بالمغرب).

وتابعت:أمَّا إذا لم يعلمه السائل فينبغي أن يتحرَّى الموضع ويغسله؛ قال الإمام النووي في "روضة الطالبين وعمدة المفتين" (1/ 31، ط. المكتب الإسلامي-بيروت): [الواجب في إزالة النجاسة: الغسل] اهـ.

وقال الإمام ابن عبد البر المالكي في "الاستذكار" (1/ 332، ط. دار الكتب العلمية): [واحتجُّوا بإجماع الجمهور الذين هم الحجة على من شذَّ عنهم، ولا يُعدُّ خلافهم خلافًا عليهم: أنَّ من صلَّى عامدًا بالنجاسة يعلمها في بدنه أو ثوبه أو على الأرض التي صلَّى عليها، وهو قادرٌ على إزاحتها واجتنابها وغسلها، ولم يفعل وكانت كثيرة، أنَّ صلاته باطلة، وعليه إعادتها كمَن لم يصلِّها، فدلَّ هذا على ما وصفنا من أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بغسل النجاسات، وغسلها له من ثوبه، على أنَّ غسل النجاسة فرض واجب] اهـ.

وأضافت: فى حالة عدم التيقُّن من انتقال النجاسة إلى المكان أو الفرش فهو طاهر؛ عملًا بالأصل الذي هو الطهارة، ولأنَّ الأعيان لا تتنجَّس بالشك، وينبغي على السائل طرح هذا الشك وعدم التفكير فيه؛ دفعًا للوسواس.

قال شمس الأئمة السرخسي في "المبسوط" (1/ 86، ط. دار المعرفة): [(ومَن شكَّ في الحدث فهو على وضوئه، وإن كان محدثًا فشكَّ في الوضوء فهو على حدثه؛ لأنَّ الشك لا يعارض اليقين، وما تيقَّن به لا يرتفع بالشك)] اهـ.

وجاء أيضًا فيه (1/ 85): [(ومن سال عليه من موضع شيء لا يدري ما هو فغسله أحسن)؛ لأنَّ غسله لا يريبه، وتركه يريبه. وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إلَى مَا لَا يَرِيبُكَ»، فإنْ تركه جاز؛ لأنَّه على يقين من الطهارة في ثوبه، وفي شك من حقيقة النجاسة، فإن كان في أكبر رأيه أنَّه نجس غسله؛ لأنَّ أكبر الرأي فيما لا تعلم حقيقته كاليقين، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمُؤْمِنُ يَنْظُرُ بِنُورِ اللهِ تَعَالَى»] اهـ.

وقال الشيخ الحطاب المالكي في "مواهب الجليل في شرح مختصر خليل" (1/ 166، ط. دار الفكر): [الْأَشْيَاءَ خُلِقَتْ طَاهِرَةً بِيَقِينٍ، فَمَا لَا يُشَاهَدُ عَلَيْهِ نَجَاسَةٌ، وَلَا يَعْلَمُهَا يَقِينًا: يُصَلِّي بِهِ، وَلَا يَنْبَغِي أَنْ يَتَوَصَّلَ بِالِاشْتِبَاهِ إلَى تَقْدِيرِ النَّجَاسَاتِ] اهـ.

وقال العلامة البهوتي في "كشاف القناع" (1/ 45، ط. دار الكتب العلمية): [(وإن شكَّ في نجاسة ماء أو غيره)؛ كثوب أو إناء (ولو) كان الشك في نجاسة ماء (مع تغيُّر) الماء بنى على أصله، لحديث: «دَعْ مَا يَرِيبُكَ إلَى مَا لَا يَرِيبُكَ»، والتغيُّر يحتمل أن يكون بمكثه أو نحوه، (أو) شكَّ في (طهارته) وقد تيقَّن نجاسته قبل ذلك (بنى على أصله) الذي كان متيقَّنًا قبل طروء الشك؛ لأنَّ الشيء إذا كان على حال فانتقاله عنها يفتقر إلى عدمها ووجود الأخرى، وبقاؤها وبقاء الأُولى لا يفتقر إلا إلى مجرد البقاء، فيكون أيسر من الحديث وأكثر، والأصل إلحاق الفرد بالأعم الأغلب] اهـ.

أمَّا في حالة تَيَقُّن وجود النجاسة في قَدَم القطة وانتقالها، فيجوز العمل بمذهب الحنفية، فعندهم إذا كان الشيء المتنجِّس جافًّا، وكانت اليد أو القدم أو الثوب مثلًا هي المبتلَّة: فإن ظهر فيها شيءٌ من النجاسة أو أثرها تنجَّست، وإلَّا فلا.

قال الإمام الحصكفي في "الدر المختار" (1/ 345، ط. دار الفكر): [نَامَ أو مَشَى على نجاسة، إن ظهر عينها تنجَّس وإلَّا لا] اهـ.

قال العلامة ابن عابدين مُحشِّيًا عليه: [قوله: (نام) أي: فَعَرِقَ، وقوله: (أو مَشَى) أي: وقدمه مُبْتَلَّةٌ. قوله: (على نجاسة) أي: يَابِسَةٍ؛ لما في "متن الملتقى"، لو وضع ثوبًا رطبًا على ما طِينَ بِطِينٍ نجس جاف لا ينجس، قال الشارح: لأنَّ بالجفاف تنجذب رطوبة الثوب من غير عكس، بخلاف ما إذا كان الطين رطبًا. اهـ. قوله: (إن ظهر عينها) المراد بالعين ما يشمل الأثر؛ لأنَّه دليل على وجودها، لو عبَّر به كما في "نور الإيضاح" لكان أولى] اهـ.

وإذا شُقَّ على السائل إزالة أثر النجاسة فيجوز له العمل حيئنذٍ بمذهب المالكية؛ حيث إنَّ إزالة النجاسات عن ثوب المصلِّي، أو بدنه، أو مكانه سُنَّة عندهم على أحد القولين في المذهب.

قال الإمام الدردير المالكي في "الشرح الصغير" (1/ 66، ط. دار المعارف): [إزالة النجاسة واجبة إن ذَكَرَ وَقَدَرَ هو أحد المشهورَيْن في المذهب. وعليه: فإن صلَّى بها عامدًا قادرًا على إزالتها أعاد صلاته أبدًا وجوبًا؛ لبطلانها. والمشهور الثاني أنَّ إزالتها سنة إن ذكر وقدر أيضًا، فإن لم يذكرها أو لم يقدر على إزالتها أعاد بوقت كالقول الأول. وأمَّا العامد القادر فيعيد أبدًا، لكن ندبًا. فعلم أنهما يتَّفقان على الإعادة في الوقت ندبًا في الناسي وغير العالم، وفي العاجز، ويتفقان على الإعادة أبدًا في العامد الذاكر لكن وجوبًا على القول الأول، وندبًا على الثاني] اهـ.

طباعة شارك الإفتاء مدى نجاسة بول القطط حكم الصلاة في المكان الذي تلوث ببول القطط الصلاة القطط

مقالات مشابهة

  • جعجع: سلاح حزب الله بلا فائدة ولم يعُد يُخيف إسرائيل
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • السنيورة بحث ورئيس البعثة الديبلوماسية العراقية العلاقات الثنائية
  • ما معنى قهر الرجال الذي استعاذ منه النبي؟.. الإفتاء تجيب
  • عاجل | الوكالة الوطنية للأمن في هولندا: إدراج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد
  • هولندا تدرج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد
  • ما مدى نجاسة بول القطط وحكم الصلاة في المكان الذي تلوث به؟.. الإفتاء توضح
  • العدو الذي يتحدث لغتك.. خطة إسرائيل الجديدة لاختراق المجتمعات
  • إسرائيل تعلن قتل قيادي في حزب الله جنوبي لبنان
  • قيادي في حزب الله.. إسرائيل تعلن تفاصيل غارة جنوب لبنان