تواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في (الخرطوم)
تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة الكويت عن تواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم، الخرطوم 14 7 كونا تواصلت الاشتباكات بين قوات الجيش السوادني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى اليوم الجمعة في مواجهات .،بحسب ما نشر وكالة الأنباء الكويتية، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات تواصل الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في (الخرطوم)، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
الخرطوم - 14 - 7 (كونا) -- تواصلت الاشتباكات بين قوات الجيش السوادني وقوات الدعم السريع في العاصمة (الخرطوم) ومناطق أخرى اليوم الجمعة في مواجهات وصفها مراقبون بأنها "عنيفة".وأعلن الجيش في بيان تنفيذ "عمليات تمشيط واسعة" في العاصمة بمدنها الثلاث (الخرطوم) و(أم درمان) و(بحري) وصفها بأنها "ناجحة" إلا أنه أكد تعرض قواته لبعض الخسائر في (بحري).وفي المقابل قالت قوات الدعم السريع إنها تصدت لهجوم من الجيش عبر 130 مركبة قتالية في شمال (بحري) مشيرة إلى الاستيلاء على عدد من الآليات العسكرية وقتل وأسر العشرات من القوات المهاجمة.وبدأت الاشتباكات منذ منتصف الليلة الماضية عبر المدفعية قبل أن يبدأ القصف المدفعي مع ساعات الصباح ويتواصل لما بعد منتصف النهار بقليل.ويشهد السودان منذ ال15 من إبريل الماضي اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الخرطوم ومدن أخرى سقط فيها نحو ثلاثة آلاف شخص فيما أصيب ستة آلاف آخرين كما تسبب في فرار نحو ثلاثة ملايين شخص بينهم نحو نصف مليون لجأوا إلى دول مجاورة.وتأتي هذه الاشتباكات رغم استضافة مصر قمة دول جوار السودان التي اختتمت أعمالها في القاهرة أمس الخميس لبحث سبل إنهاء الصراع الدائر في السودان وتداعياته السلبية على دول الجوار وعلى أمن المنطقة واستقرارها.وشارك في القمة التي عقدت بدعوة من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رؤساء دول ليبيا وجنوب السودان وتشاد وإريتريا وجمهورية إفريقيا الوسطى وإثيوبيا بحضور رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.وأكدت الدول المشاركة في القمة أهمية حل الصراع الداخلي في السودان بالطرق السلمية وإطلاق حوار لبدء عملية سياسية تلبي طموح الشعب السوداني. (النهاية) م ع م / م ع ع
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: الجيش الجيش موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس وقوات الدعم السریع فی
إقرأ أيضاً:
هل أصبحت الفاشر مدينة موت بعد سقوطها في يد الدعم السريع؟
دارفور – تقول أمينة آدم، وهي نازحة من حي السلام جنوب مدينة الفاشر، إن أحدا "لا يستطيع الخروج من المدينة، ولا يزال المئات مشردين ومتكدسين في أماكن مثل حي الدرجة الأولى، وداخلية الرشيد التابعة لجامعة الفاشر".
كما تشير أمينة، في حديث للجزيرة نت، إلى أن حركة السكان مقيدة جدا في بعض مراكز الإيواء العشوائية غربي المدينة. وأضافت "نعيش على القليل من المساعدات.. والخوف رفيقنا الدائم".
وبعد نحو سبعة أسابيع من سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور وآخر معاقل الجيش السوداني في الإقليم، تبدو المدينة اليوم غارقة في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخ الحرب بالسودان.
فبينما تتحدث القوات المسيطرة عن "النصر والتحرير"، يُعتقد أن ما يبلغ 150 ألفا من سكان المدينة فُقدوا منذ سقوطها، وفق تقديرات محلية ودولية.
ورغم توقف الاشتباكات المباشرة، يعيش سكان الفاشر في أجواء من الخوف المستمر. وتتحدث شهادات محلية عن انتشار نقاط تفتيش وحواجز أمنية تابعة لقوات الدعم السريع، تحدّ من حركة المدنيين وتثير المخاوف من استهداف من يُشتبه في تعاطفه مع الجيش.
وفي الأحياء الجنوبية والغربية للمدينة، تتناثر الجثث داخل المنازل المهجورة، حيث تتحلل تحت وطأة الحرارة المرتفعة. وتحدثت مصادر محلية للجزيرة نت عن عشرات الجثث التي لم تُرفع منذ أكثر من شهر، في ظل غياب تام للجهات الصحية والإنسانية.
وفي حي الرديف غربي المدينة الذي كان مسرحا لمعارك عنيفة قبل سقوطها، يحكي أحد السكان، الذي فضل عدم ذكر اسمه، للجزيرة نت كيف زار قريبه منزلَ جارٍ انقطع التواصل معه، ليتفاجأ بمنظر مروّع: جثتان متحللتان عند المدخل، وثالثة وسط المنزل.
ويضيف الرجل "لم أستطع التقدم داخل البيت بسبب شدة الروائح الكريهة"، مشيرا إلى أن الحي أصبح خاليا تماما من السكان، وتحول إلى منطقة أشباح، لا ينتشر فيها سوى رائحة الموت.
وباء صامت
ومع انهيار النظام الصحي بالكامل، تحدثت مصادر للجزيرة نت عن تفشى وباء الكوليرا بشكل مريع، فالمستشفيات تعرضت للنهب، والفرق الطبية غادرت المدينة، في حين تحولت المراكز الصحية إلى مجرد نقاط إسعاف أولي تفتقر لأبسط الأدوية والمعدات.
إعلانوفي حديثه للجزيرة نت، قال المتحدث باسم المقاومة الشعبية بولاية شمال دارفور أبو بكر أحمد إمام إن تقارير ميدانية تتحدث عن انتشار الكوليرا داخل معتقلات قوات الدعم السريع، و"أدى ذلك إلى وفاة مئات المحتجزين نتيجة غياب الأدوية والغذاء والاكتظاظ الشديد".
وأوضح إمام أن احتجاز بعض المعتقلين في غرف ضيقة أو حاويات غير مؤهلة يسرّع من تفشي الأمراض ويهدد حياتهم بشكل مباشر.
كما وثّقت فرق المقاومة -وفقا للتقرير الميداني الصادر في 7 ديسمبر/كانون الأول 2025- حالات يُعتقد أنه تم فيها التخلص من جثث الضحايا عبر الحرق. ووصفت هذه الممارسة بأنها "انتهاك صارخ للأعراف الإنسانية والقوانين الدولية" دون تأكيد من مصدر مستقل حتى الآن.
وفي تغريدة على صفحته الرسمية في فيسبوك، قال ممثل اليونيسيف في السودان شيلدون يت، عقب زيارته مخيم طويلة، "يصل الأطفال خائفين ومنهكين بعد فرارهم من العنف. تعمل اليونيسيف وشركاؤها بلا كلل لتقديم الدعم المنقذ للحياة للأطفال وأسرهم".
وبدورها قالت منظمة أطباء بلا حدود في السودان إن أكثر من 10 آلاف شخص فرّوا من الفظائع الجماعية التي تشهدها مدينة الفاشر والمناطق المحيطة بها، وصلوا إلى بلدة طويلة بحثا عن ملاذ آمن. غير أن الواقع الذي واجهوه كان قاسيا ومروّعا، حيث تحوّل ملاذهم الأخير إلى مشهد من المعاناة الإنسانية المتفاقمة.
ومنذ أكثر من عامين، تتحول الحياة في مدينة الفاشر إلى كابوس يومي مع انهيار شبه كامل للبنى التحتية والخدمات. فانقطاع التيار الكهربائي صار حالا دائما، وغابت شبكات الاتصالات التقليدية لتبقى أجهزة "ستار لينك" القليلة شريان اتصال هش مع العالم.
وتفاقمت المعاناة مع انعدام المواد الغذائية جراء الحصار وارتفاع أسعار المياه النظيفة إلى مستويات خيالية، في وقت توقفت فيه جميع المخابز ومولدات الكهرباء بسبب شح الوقود، مما حول مسألة البقاء إلى تحد مرير.
وفي خضم هذه الأزمة الشاملة، تأتي شهادة "م. ن. د"، وهو كفيف تم الإفراج عنه مؤخرا من معتقلات الفاشر، لترسم صورة أكثر قتامة للأوضاع داخل مراكز الاحتجاز.
وقال للجزيرة نت "إذا كانت الحياة خارج السجن صراعا من أجل الحصول على الماء والطعام، فإن الداخل سقوطا في هاوية من الإهمال المطبق".
وأضاف "هناك مرضى مصابون بالسكري وغيره من الأمراض المزمنة يُتركون دون أدوية أو رعاية. كانت الأصوات تتعالى طلبا للعلاج أو حتى مسكّنات الألم البسيطة، ولكن دون استجابة. كنا نسمع أنينهم يخفت تدريجيا حتى يتحول إلى صمت".
ورغم التحذيرات المتكررة من منظمات إنسانية وحقوقية، لم تُسجّل استجابة ملموسة من المجتمع الدولي. فعمال الإغاثة يؤكدون أنهم عاجزون عن الوصول إلى مدينة الفاشر بسبب غياب الضمانات الأمنية وإغلاق الممرات الإنسانية، مما يزيد من تفاقم الأزمة.
وحاولت الجزيرة نت التواصل مع قوات الدعم السريع للحصول على تعليق بشأن الاتهامات المتعلقة بالانتهاكات، إلا أنها لم تستجب حتى لحظة إعداد هذا التقرير.
إعلانومنذ اندلاع الحرب بالسودان في أبريل/نيسان 2023، تسببت المواجهات في أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث تم تهجير نحو 13 مليون شخص من منازلهم، وفر أكثر من 4 ملايين إلى دول الجوار مثل تشاد ومصر وليبيا.
وبحسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، هناك أكثر من 86 ألف سوداني مسجلين كطالبي لجوء أو لاجئين في ليبيا بزيادة قدرها 60 ألفا مقارنة بما قبل الحرب.
مرحلة جديدة
ويرى محللون أن سيطرة الدعم السريع على الفاشر تعكس تحولات في ميزان القوى داخل السودان، وتفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تعقيدا في المشهد السياسي والعسكري في البلاد.
وفي حديثه للجزيرة نت، يقول مدير برنامج شرق أفريقيا بمركز "فوكس للأبحاث" عبد الناصر سلم حامد إن سقوط الفاشر لا ينبغي النظر إليه بوصفه تحوّلا ميدانيا معزولا، بل علامة على انتقال السودان إلى مرحلة جديدة من الصراع، تتراجع فيها الدولة كمركز قرار واحد إلى صالح قوى مسلّحة تفرض وقائعها على الأرض.
ويضيف حامد، وهو خبير إدارة الأزمات والنزاعات، أن ما يجري في الفاشر اليوم يختزل ثلاثة مستويات للأزمة:
أولها المستوى الإنساني، إذ تحوّلت المدينة إلى فضاء للموت البطيء عبر الحصار وانهيار الخدمات. وثانيها المستوى السياسي، حيث باتت قوات الدعم السريع تمارس عمليا "حكم الأمر الواقع". أما المستوى الثالث فهو الإستراتيجي، إذ إن سقوط الفاشر بعد حصار طويل يرسل رسالة بأن ميزان القوة يميل لصالح من يستطيع تطويق السكان وإخضاعهم.ويشرح حامد أن خطر سقوط الفاشر لا يتوقف عند حدودها الجغرافية؛ فالمدينة كانت تاريخيا عقدة وصل بين شمال البلاد وغربه وجنوبه. ومع خروجها من يد الدولة، دخل السودان عمليا في وضع تتوزع فيه السلطة بين جزر مسلّحة، يقود إلى تفكك تدريجي لمفهوم الدولة المركزية.
ويشير الخبير ذاته إلى أن استهداف البنية السكانية للفاشر عبر النزوح الواسع وحرق الجثث لا يمكن قراءته فقط بوصفه فشلا في إدارة الأزمة، بل بوصفه جزءا من نمط أوسع لاستخدام المعاناة اليومية لإعادة رسم الخريطة الديمغرافية والسياسية.