تراجع احتياطي المياه في العراق إلى أدنى مستوياته
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
قالت الحكومة العراقية، إن احتياطي المياه في العراق وصل إلى أدنى مستوى له منذ عقود، حيث تواصل البلاد المحادثات مع إيران وتركيا المجاورتين لزيادة التدفقات لتلبية الاستهلاك المحلي.
وقال وزير الموارد المائية عون ذياب في مؤتمر صحفي، "في عام 2018، كان لدينا احتياطيات ضعف ما لدينا هذا العام"، دون إعطاء الكمية الدقيقة لاحتياطيات المياه، وفقاً لوكالة بلومبرغ للأنباء.
وذكر أن الوزارة بدأت في بناء الاحتياطيات من خلال التكنولوجيا التي تساعد في الحفاظ على المياه، وخاصة تلك المستخدمة في الزراعة. وأعرب عن أمله في أن تساعد المبادرة العراق، الذي يعبره نهرا دجلة والفرات، على اجتياز الموسم الزراعي في الصيف المقبل.
ويجري العراق محادثات مستمرة مع إيران وتركيا بشأن قضايا المياه، وهو مصدر قلق متزايد وسط تغير المناخ. وبعد قطع الكثير من إمدادات المياه التي تصل إلى العراق، وافقت إيران في وقت سابق من هذا العام على إعادة إطلاق تدفق المياه من نهر كارون، ولم يتم التوصل إلى اتفاق مع تركيا.
وقال ذياب: "مشكلة المياه خطيرة مثل مواجهة داعش، وبالتالي فإن الحكومة جادة في حل هذه المشكلة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة العراق
إقرأ أيضاً:
بحر من المياه العذبة تحت أقدام العراقيين .. ؟؟
بقلم : الخبير المهندس:- حيدر عبدالجبار البطاط ..
في ظل التحديات المائية المتزايدة التي تواجه العراق والمنطقة تبرز مؤشرات علمية وجيولوجية تستحق الوقوف عندها بجدية.
فخلال بحث شخصي واطلاع على عدد من الدراسات غير المنشورة ومصادر فنية تتكشف حقائق مذهلة عن كنز مائي دفين في الصحراء الغربية العراقية قد يغيّر معادلة الأمن المائي للبلاد لعقود أو حتى قرون قادمة.
تشير التقديرات الأولية إلى وجود خزان مائي جوفي هائل في هذه المنطقة الجافة يُحتمل أن يعادل ما يقارب ١٧٠٠ مرة سعة سد الموصل الذي تُقدَّر طاقته الاستيعابية القصوى بـ٢٩ مليار متر مكعب ما يعني أن حجم المياه المحتمل يناهز ٤٩٣ تريليون متر مكعب – رقم يضع العراق في مصاف الدول الغنية بالمياه الجوفية إن صحّت هذه التقديرات.
ظواهر جيولوجية فريدة
الأمر المثير في هذه القضية ليس فقط الكمية بل الكيفية. فالمياه الجوفية في العراق بحسب مؤشرات جيولوجية تجري على شكل أنهار تحت سطح الأرض – وهي ظاهرة نادرة عالمياً.
والأكثر إدهاشاً أن الطبقات المائية الجوفية العراقية تتوزع على ثلاث مستويات تقع كل منها على عمق مختلف مما يعزز فرص الاستدامة إذا ما استُثمرت هذه الثروة بطريقة علمية.
العراق… وادي المياه الجوفية في المنطقة؟
العجيب الآخر هو أن تضاريس العراق الجيولوجية تجعل منه ما يشبه الوادي الذي يستقبل المياه الجوفية من دول الجوار خصوصاً من السعودية والأردن حيث تم رصد حركة المياه تحت الأرض باتجاه الأراضي العراقية لتتجمع في الصحراء الغربية.
هذا الاكتشاف – إن تم تأكيده – لا يمثل مجرد مورد طبيعي بل مكمنًا استراتيجيًا بالغ الأهمية يمكن أن يوفر للعراق مصدرًا مائياً يعوّض عن التحديات المرتبطة بالأنهار السطحية ويعزز الأمن الغذائي والمائي والاقتصادي .
دعوة للتحقيق العلمي والرسمـي
إن ما ورد في هذا التقرير يبقى في إطار المعطيات الأولية التي تحتاج إلى تحقيق علمي ممنهج من قبل الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة الموارد المائية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة المسح الجيولوجي العراقية.
وإننا نضع هذه المعلومات أمام الرأي العام وأمام مؤسسات الدولة العراقية لتحمّل مسؤولياتها في التحقق من هذه الثروة الطبيعية التي قد تكون نقطة تحول في مستقبل العراق المائي والاقتصادي
حيدر عبد الجبار البطاط