قال الدكتور عرفات أبومشايخ، رئيس الصحة النفسية بمستشفى شهداء الأقصى بقطاع غزة، إنّ أطفال القطاع يعانون من صدمات نفسية وعصبية خطيرة ومعقّدة نتيجة العدوان الإسرائيلى الغاشم الذى يستهدف المدنيين، بما فى ذلك النساء والأطفال الذين تمزّقوا إلى أشلاء بعد استهدافهم بأطنان من المتفجرات، لافتاً إلى أنّ الأطفال تظهر عليهم أعراض نفسية متعدّدة ظاهرة للعيان.

وأضاف «أبومشايخ»، فى حوار لـ«الوطن»، أنّ أطفال غزة لا يشعرون بالأمان ومرعوبون من تدمير مساكنهم فى أى لحظة، مشيراً إلى تقديم الفريق الطبى للصحة النفسية بالمستشفى نصائح وتمارين للأهالى وأطفالهم للخروج من الحالة النفسية السيئة التى أصابتهم جرّاء الحرب.

ما الآثار النفسية للحرب على الأطفال؟

- العدوان الإسرائيلى الغاشم تسبّب فى إصابة عشرات الآلاف من الأطفال بمشكلات نفسية معقّدة، ومن خلال ملاحظاتنا الميدانية للأطفال المصابين، أو حتى المرضى الذين يأتون إلى المستشفى، فإن إطلاق كلمة كارثة على ما يمرون به قليل، مقارنة بما يحدث، وما يعمّق معاناة الأطفال هو أنهم أصبحوا بلا مأوى وبلا مأمن ودون طعام أو شراب، وجرّاء ذلك فقد ظهرت آثار تلك الظروف القاسية بشكل نفسى عليهم، وأصبحوا يعانون من الأمراض النفسية، ومن المعروف أن الأمراض النفسية لها أوجه كثيرة وعديدة.

ما هى أوجه الأمراض النفسية العديدة التى يعانى منها أطفال قطاع غزة بسبب استمرار العدوان الإسرائيلى؟

- لا بد أن نُؤكد أنّ الأطفال الآن يعانون من نوبات الهلع بمجرد رؤية أو سماع أصوات الطائرات والقصف أو صوت أجهزة التنبيه الخاصة بسيارات الإسعاف، وأجريت مع الفريق الطبى النفسى جولة ميدانية فى خيام النازحين بالمنطقة التى يعيش فيها عدد من الأطفال، ورأينا جميع أعراض الصدمات النفسية عليهم، فالأطفال خائفون، ولديهم سلوكيات تعبّر عن ذلك، مثل لعق الإصبع، وإصابة عدد منهم بسلس البول، ورأيت أطفالاً عندهم نوبات قلق متزايدة على الأبوين خوفاً من فقدهما.

كيف تؤثر المشكلات النفسية على الأطفال داخل قطاع غزة وخاصة فى الأماكن المعرضة للقصف المستمر؟

- هناك آثار على المدى القريب والبعيد بالنسبة للأطفال الذين يعيشون ظروفاً دموية ومدمّرة كالتى يشهدها قطاع غزة، ولذلك فنحن نحذّر من هذه التداعيات النفسية الخطيرة، وهناك أكثر من 280 ألف طفل من القطاع يعانون من مشكلات نفسية وبحاجة إلى المساعدة والدعم، ومن أهم هذه الآثار اضطراب ما بعد الصدمة، الذى يُعد من أبرز أعراضه فقدان القدرة على التركيز، ومشكلات فى النوم، والرعب الليلى، والميل للعزلة، ونوبات الغضب والسلوك العدوانى، وهذا كله يحدث بسبب العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة الذى لا يفرق بين طفل أو مريض بالمستشفى أو طالب فى مدرسة.

نعمل على التخفيف عنهم بتمارين التنفّس العميق والرسم وتفريغ الطاقة السلبية

ما المبادرات والنصائح التى يقدمها الأطباء النفسيون لأطفال غزة؟

- الوضع فى قطاع غزة أصبح كارثياً بالفعل بسبب العدوان المستمر على القطاع فأى طفل غزاوى لا يشعر بالأمان فى أى مكان بالقطاع، فهو معرّض لأن يغادر مسكنه فى أى لحظة جراء عدوان الاحتلال، ليعود فيجد أن بيته قد سوىّ بالأرض، وهى مأساة لا تغيب عن معظم سكان غزة.

وقد نظمنا مجموعات من الأطباء والمعالجين والإخصائيين النفسيين لتقديم الرعاية والنصائح للأهالى والأطفال، وذلك فى سبيل التخفيف من معاناتهم، ووضعت فرقنا برامج ترفيهية ونفسية لشغل وقت النازحين للخروج من الحالة السيئة التى يشعرون بها، وأعطينا الأطفال نماذج لتمارين التنفّس العميق والرسم وكيفية تفريغ أى طاقة سلبية لديهم.

معاناة أطفال «غزة»

وضعت أصوات القنابل والانفجارات والرصاص المفاجئ الذى لا يعرف موعداً الأطفال فى القطاع المحاصر فى حالة مستمرة من الخوف الدائم والرهبة والقلق، فتلك الأصوات ترتبط مباشرة إما بفقدانهم منازلهم، وإما بمعايشتهم لفقدان أفراد العائلة والأصدقاء المحيطين بهم، وهنا أشير إلى أنّه وفق اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة فإنه يحق للأطفال الحصول على الحماية الكاملة أثناء الحروب وضمان سلامتهم، والتى تكفل للأطفال الحصول على الغذاء الكافى والماء والخدمات الصحية المناسبة، وهو الأمر الذى لم يتم تطبيقه.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: غزة طلاب غزة العدوان الإسرائیلى یعانون من قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

إجراءات عاجلة من محافظ بورسعيد لإنقاذ 3 أطفال بلا مأوى

في استجابة عاجلة من اللواء أركان حرب محب حبشي محافظ بورسعيد، لما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن وجود ثلاثة أطفال بلا مأوى في ظروف إنسانية صعبة، وجه المحافظ فريق التدخل السريع بمديرية التضامن الاجتماعي بسرعة التحرك لفحص الحالة واتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم.

وكان رواد مواقع التواصل قد تداولوا صورًا ومقاطع فيديو تُظهر الأطفال وهم يفترشون مدخل إحدى العمارات السكنية، في مشهد مؤلم أثار تعاطفًا واسعًا واستياءً من الحالة التي يعيشها الأطفال، وسط مناشدات بتدخل عاجل لإنقاذهم.

وتحت إشراف الدكتورة إنجي حسن، مدير مديرية التضامن الاجتماعي ببورسعيد، تحرك فريق التدخل السريع وأجرى بحثًا اجتماعيًا شاملًا، وتبيّن أن الأطفال ليسوا بلا عائل، بل إنهم ضحية خلافات أسرية حادة بين الأب والأم، رغم وجود الأسرة بالكامل على قيد الحياة بما فيهم الجد والجدة.

وأكدت الدكتورة إنجي حسن أن المديرية بدأت في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لضمان حماية الأطفال وتوفير بيئة صحية وآمنة لهم، تنفيذًا لتوجيهات السيد المحافظ، الذي شدد على أهمية التحرك السريع والفوري في مثل هذه الحالات الإنسانية.

وأشار محافظ بورسعيد إلى أن فرق الرصد والتدخل السريع بمديرية التضامن تعمل على مدار الساعة، للتعامل مع أي وقائع تمس حياة الأطفال أو تعرضهم للخطر، مؤكدًا أن حماية الأطفال أولوية قصوى لدى الدولة.

مقالات مشابهة

  • بين الاضطرابات النفسية ووسائل الترفيه.. كيف نقيّم علاقة الأطفال بالهواتف الذكية؟
  • الشيخ محمد أبو بكر: بكاء الأطفال هو سر القبول لبيج رامي.. صور
  • إجراءات عاجلة من محافظ بورسعيد لإنقاذ 3 أطفال بلا مأوى
  • مجازر أطفال غزة تدفع أمهات فرنسا للاحتجاج أمام الإليزيه
  • ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 54,880 شهيدًا
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 54,880 شهيدًا
  • ارتفاع شهداء غزة إلى 54,880 والإصابات تتجاوز 126 ألفًا منذ العدوان
  • أطفال مفقودون بسوريا.. قصة عائلة ياسين والفصل القسري الذي طمس ذاكرة الطفولة
  • «الصحة» تُعلن فحص 7 ملايين و909 آلاف طفل ضمن مبادرة رئيس الجمهورية للكشف المبكر
  • خيط الجريمة.. سجل المكالمات يكشف 3 عاطلين قتلوا صديقهم لسرقته بالقاهرة