سمحت السلطات الفرنسية لطائرة موقوفة للاشتباه بنقل مهاجرين غير شرعيين بالمغادرة نحو بومباي وعلى متنها 276 هنديا من أصل 303 كانت تقلهم وأطلقت سراح راكبين أوقفا بشبهة تهريب البشر.

وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، أقلعت أمس الإثنين، الطائرة المتوقفة منذ الخميس في شمال شرق فرنسا للاشتباه بنقلها مهاجرين غير شرعيين باتجاه بومباي وعلى متنها 276 هنديا من أصل 303 أشخاص كانت تقلهم، وإضافة إلى هنديين اثنين أوقفا بشبهة تهريب البشر، ما زال 25 آخرون بينهم خمسة قصر (علما بأن السلطات تحدثت بداية عن قاصرين اثنين فقط) في فرنسا بعدما تقدموا بطلبات لجوء رسمية ستخضع للدراسة في مطار شارل ديغول، وفق ما أفادت إدارة منطقة مارن في بيان.

وأكدت إدارة المنطقة أن طائرة "إيرباص أيه 340" التابعة لشركة طيران صغيرة من رومانيا هي "ليجند إيرلاينز" التي تم توقيفها في مطار "فاتري" في مارن منذ بعد ظهر الخميس بشبهة تهريب البشر، غادرت عند الساعة 14:35 متوجهة إلى بومباي.

ولم توجه اتهامات للهنديين المولودين في عامي 1984 و2000 واللذين أوقفا بشبهة تهريب البشر، وتم منحهما وضع شاهدين مساعدين وبالتالي أطلق سراحهما بعد استجوابهما من قبل قاضي تحقيق في باريس، وكانت طلبت النيابة العامة في وقت سابق إيداعهما الحبس الاحتياطي، لكنهما أُبلغا بوجوب مغادرتهما الأراضي الفرنسية، وفق ما قال محامون لوكالة الأنباء الفرنسية.

ويرتبط التحقيق القضائي بشبهات المساعدة على الدخول والإقامة غير القانونية لأجانب في البلاد ضمن عصابة منظمة والمشاركة في منظمة إجرامية، بحسب النيابة العامة.

وذكر مصدر مقرب من التحقيق أنه لم يتم قبول تصنيف الاتجار بالبشر في هذه المرحلة نظرا إلى أن ركاب الطائرة صعدوا طوعا على متنها على ما يبدو، ورفع القضاء قرار مصادرة الطائرة يوم الأحد، وعملت السلطات بعدها على "استصدار التصاريح اللازمة" لإقلاعها.

وكان من المقرر أن تتوقف الطائرة لأسباب تقنية لمدة ساعة واحدة في فاتري وهو الوقت اللازم للتزود بالوقود خلال رحلة من دبي إلى ماناغوا عاصمة نيكاراغوا، حيث أفاد ركاب أمام السلطات القضائية يوم الأحد أنهم أرادوا الذهاب في رحلة سياحية، لكنها مُنعت من الإقلاع بعدما وصل "بلاغ من مجهول" أفاد بأن الركاب "يرجح بأنهم ضحايا تهريب بشر" من قبل عصابة منظمة، وفق ما أفاد مكتب النائب العام في باريس يوم الجمعة.

وأفاد مصدر مقرب من القضية بأن الهنود، وهم على الأرجح عمال في الإمارات، كانوا يخططون على ما يبدو للتوجه إلى أمريكا الوسطى ليحاولوا الدخول لاحقا بشكل غير قانوني إلى الولايات المتحدة أو كندا.

وقالت جنفييف كولا، المنسقة في منظمة "كاريتاس" الإغاثية الكاثوليكية يوم الأحد: "لا نعرف ما إذا كان الأمر يتعلق بالاتجار بالبشر أم بتهريب المهاجرين.. لكن لمدة ثلاث ليال وثلاثة أيام تم احتجاز 303 أشخاص من رجال ونساء وأطفال، كانوا في مرحلة ترانزيت في المطار"، واعتبرت أن ذلك "أمر يدعو للاستغراب".

ووفرت السلطات أسرّة فردية ومراحيض وحمامات، بالإضافة إلى منطقة "للعائلات" لضمان الخصوصية، لكن نقيب المحامين في "شالون أون شامباني" فرانسوا بروكورور، أعرب عن قلقه بشأن "الظروف المعيشية الصعبة والسيئة" في هذه المنطقة التي أقيمت بموجب قرار اصدرته قيادة الشرطة.

وشكك القضاء يوم الأحد في شرعية احتجاز الركاب في منطقة الانتظار، معتبرا أنه غير قانوني بالنسبة لأول ثلاثة ركاب استجوبهم قاضي الحريات والاحتجاز.

وقالت السفارة الهندية لدى فرنسا في منشور على منصة "إكس": "شكرا للحكومة الفرنسية ومطار فاتري على حل المسألة سريعا".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فرنسا دبي تهريب البشر یوم الأحد

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف: أسلاف البشر يصنعون أدوات عظمية قبل مليون ونصف!

انضم إلى قناتنا على واتساب

شمسان بوست / متابعات:

توصلت دراسة نُشرت الأربعاء في مجلة «نيتشر» إلى أنّ أشباه البشر، وهم الممثلون الأوائل للسلالة البشرية، كانوا يصنّعون أدوات عظمية قبل 1.5 مليون سنة؛ أي في مرحلة أبكر بكثير مما كان يُعتقد.

ومن المعلوم أنّ بعض هؤلاء الأسلاف البعيدين، على سبيل المثال شبيه الإنسان الأسترالي (القرد الجنوبي)، استخدموا بقايا العظام لحفر تلال النمل الأبيض أو حفر الدرنات. واليوم مثلاً، لا تزال قردة الشمبانزي، وهي من سلالة قريبة من البشر، تستخدم عيدان تناول الطعام للوصول إلى النمل الأبيض في موائلها.

قبل أكثر من مليونَي سنة، أنتج أشباه البشر من شرق أفريقيا في مضيق أولدوفاي في تنزانيا، وهو أحد أهم مواقع ما قبل التاريخ في العالم، أدوات حجرية. لكن حتى اليوم، ما كان يُعرَف أي مثال على الإنتاج المنهجي لأدوات عظمية يعود تاريخها إلى ما قبل 500 ألف سنة قبل الميلاد، باستثناء بضعة أمثلة متفرقة في أفريقيا.

وكان لاكتشاف أجرته مجموعة تضم علماء من مختلف أنحاء العالم، دور في تغيير هذا السيناريو من خلال إعادة عقارب الساعة مليون سنة إلى الوراء.

وحددت الدراسة التي وقعها إغناسيو دي لا توري من المعهد الإسباني للتاريخ في مدريد، 27 أداة مصنوعة من عظام الفخذ والساق وعظم العضد لحيوانات كبيرة، خصوصاً لفيلة وأفراس نهر.

وفي حديث لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول عالم الآثار فرنشيسكو ديريكو من جامعة بوردو، والذي أشرف على الدراسة مع أنجيليكي تيودوروبولو من المعهد الإسباني للتاريخ: «هذه المرة الأولى التي نكتشف فيها مجموعة من هذه الأدوات تعود إلى الأرض نفسها في أولدوفاي».

ولن ترى عيون غير الخبراء سوى قطع كبيرة من العظام. لكن بالنسبة إلى عالم الأنثروبولوجيا، تشكل هذه العظام شاهداً على قدرات معرفية مميزة، وتؤشر إلى إتقان «أنماط ذهنية» للغرض الذي رغبوا في الحصول عليه، واختيار المادة المناسبة، والاستراتيجية المستخدمة لإنجازه.

ويُظهر تحليل الأدوات أن مبتكريها فضّلوا استخدام عظام الفخذ المأخوذة مباشرة من الجيفة في حالة فرس النهر مثلاً، ولكن أيضاً من الأفيال، رغم ندرتها في هذا المكان، مما يؤشر إلى أنه تم الحصول عليها في مكان آخر.

وكانت هذه العظام تُشذّب بالحجارة التي كانت تُستَخدم كمطارق، للحصول على أداة يتراوح طولها بين 20 و40 سنتيمتراً، ويصل وزنها إلى أكثر من كيلوغرام.

يقول ديريكو: «لاحظنا وجود رغبة في تغيير شكل العظم، وإنتاج أدوات ثقيلة جداً وطويلة. وحتى في بعض الحالات، إنشاء نوع من الشق في وسط العظم، ربما للتمكّن من حمله بشكل أفضل في اليد».

ويُفترض أن هذه العظام الضخمة وذات الرؤوس المدببة قد استُخدمت لذبح ثدييات كبيرة، في وقت كانت لا تزال فيه الأدوات الحجرية، في الثقافة المسماة أولدوفاية تيمّناً بموقع أولدوفاي، مشذبة بطريقة بدائية.

وبحسب عالم الآثار، فإنه «ثمة عدد قليل جداً من الأدوات الكبيرة» المصنوعة من الحجر في موقع أولدوفاي، وهو نوع من الكوارتز لا يناسب العمليات الوحشية لذبح الفرائس الكبيرة.

وكانت الثقافة الأشولية التي ظهرت في المرحلة نفسها هي التي اخترعت قطع الحجارة ثنائية السطح التي أتاحت قطع لحم الطرائد وكشط جلودها.

ويقول فرنشيسكو ديريكو إن «فرضية الدراسة هي أن هذا الحجم من العظام في أولدوفاي هو اختراع أصلي، في لحظة تحوّل نحو السطوح الثنائية».

ويتابع أنّ «الاحتمال الآخر هو أنّ هذا التقليد استمر، لكن لم يتم تحديد هذه العظام فعلياً في مواقع أثرية أخرى».

وبالتالي، فإن التقنية التي بدأ اعتمادها في أولدوفاي «اختفت» لمليون عام، قبل أن تعاود الظهور لاحقاً، كما الحال في منطقة روما الحالية التي كانت تفتقر إلى الصوان ذي الحجم المناسب، فقام السكان بقطع عظام الفيل على شكل قطع ثنائية.

ويتبع استخدام العظام تطوّر السلالة البشرية؛ إذ انتقل ممثلوها من نحت عظام الفخذ قبل 1.5 مليون سنة إلى نحت قطع أكثر تعقيداً، مثل إبر الخياطة التي «تم اختراعها في الصين وسيبيريا ولم تصل إلى أوروبا إلا اعتباراً من 26 ألف سنة قبل الميلاد»، بحسب عالم الآثار.

مقالات مشابهة

  • السلطات الفرنسية تحظر نشاطًا لحركة “ماك” للإعلان عن انفصال منطقة القبائل عن الجزائر
  • الصحة العراقية تطلق برنامج ثقة المريض وأمان المجتمع بالشراكة مع سانوفي الفرنسية
  • العشوائية تبتلع ملايين المنحة الفرنسية 
  • عبد العاطي يعرب عن تطلعه لزيادة الاستثمارات الفرنسية في مصر
  • دراسة تكشف: أسلاف البشر يصنعون أدوات عظمية قبل مليون ونصف!
  • أحمديات: مملكة النمل تتحدث عن البشر
  • هجوم سيبراني يستهدف وزارة الداخلية الفرنسية
  • رحلة غامضة لطائرة عسكرية أميركية في اليابان تثير التساؤلات
  • التعليم تسمح للمدارس الخاصة بفتح أكاديميات تعليمية ورياضية بعد مواعيد العمل
  • المغرب يفتح زوج بغال الحدودي لاستقبال 42 شخصاً قادمين من الجزائر