عن اغتيال "سعد".. خبير أمني لـ"صفا": "إسرائيل" تحاول "جز العشب" لمنع تعافي المقاومة في غزة
تاريخ النشر: 14th, December 2025 GMT
غزة - خاص صفا
لا تبدو المبررات التي ساقها الاحتلال الإسرائيلي لاغتيال القائد البارز في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، رائد سعد، منطقية، كما الكثير من السياسات العدوانية التي ينتهجها ضد الفلسطينيين، ولاسيما خلال عامي الإبادة الجماعية في قطاع غزة؛ فأهدافها تتعدى مزاعم "الرد" إلى محاولة "جز العُشب".
واغتالت "إسرائيل" أمس السبت، القيادي سعد وثلاثة من القادة الميدانيين والمقاتلين في "القسام"، باستهداف مركبة قرب شاطئ بحر غزة، في عملية مفاجئة زعمت لاحقًا أنها "رد" على إصابة جنديين إسرائيليين بتفجير عبوة ناسفة جنوبي القطاع.
لكن الأمر يبعد كثيرًا عن خرق اتفاق وقف إطلاق النار، فـ"إسرائيل" تحاول أن تصل بطريقة معينة لأهدافها، قبل أن يتم الدخول بالمرحلة الثانية "التي تشكل ضررًا لها"، حسب خبير في الشأن الأمني والمقاومة.
استباق مرحلة "الضرر"
ويقول الخبير لوكالة "صفا"، "نحن في المرحلة الأولى من الاتفاق وهذه المرحلة دقيقة، خاصة في ظل الحديث عن قرب الدخول في الثانية، وهو ما تحاول إسرائيل، أن تصل قبله بطريقة ما لأهدافها حسب معادلات معينة".
ويوضح أن "إسرائيل"، تنفذ نظرية "جز العشب"، وهي معادلة موجودة في العقلية العسكرية والأمنية الإسرائيلية، ضمن منهجية تسير عليها، بالإضافة إلى أن هذه الطريقة هي من دروس "7 أكتوبر".
ويشير إلى أن "إسرائيل" لم تتمكن من تحقيق كل أهدافها في القضاء على المقاومة خلال حرب الإبادة، وبالتالي فإن المرحلة الثانية ستشكل ضررًا عليها، ما لم تذهب لاستهداف بعض الشخصيات.
ويضيف "إسرائيل وضعت أهدافها في القضاء على المقاومة وضرب الإدارة السلطوية لحماس، وهي بذلك تذهب لضرب العاملين في الأجهزة الحكومية والأمنية وقيادات المقاومة في غزة"، مشيرًا إلى اغتيال ضابط الأمن الداخلي "أحمد زمزم" في المحافظة الوسطى صباح اليوم.
ويلفت إلى أن "إسرائيل تريد إحداث ضغط نفسي على المجتمع وصناعة إرباك وفوضى، لأن حالة الاستقرار التي نجحت الأجهزة بغزة في تثبيتها غير مريحة للاحتلال".
ولذلك، فإن "إسرائيل" تحاول بناء معادلات أمنية جديدة، تسمح لها بحرية الحركة في غزة، وتمنع نمو المقاومة وتأخير حالة الضبط والاستقرار التي ظهرت واضحة في المرحلة الأولى، كما يجزم الخبير الأمني.
مرحلة مُخاض ستجتازها
ويشدد على أن "إسرائيل تستخدم أدوات مختلفة في ضرب الأمن بغزة، بين الاغتيال الجوي والعمليات الأمنية الخاصة عبر عملاء لها".
ويفسر ذلك بأنها "لا تريد أن تظهر بأنها تُمعن في انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار".
ويستطرد "هذه المسألة -عمليات الاغتيال عبر العملاء- يمكن للمقاومة أن تقضي عليها وتحبطها عبر الاستفادة من الدروس، خاصة وأن لها تجارب سابقة في التغلب عليها".
"بمعنى آخر الساحة في غزة مفتوحة ما بين الاستهداف العلني وبين العمليات السرية، وهذا قد يأخذ وقتًا ليس بالقليل إلى أن تتمكن المقاومة من إيجاد حلول وتثبيت معادلات في الميدان، كما جرى عامي 2004 وأواخر 2005"، كما يضيف الخبير الأمني.
وإزاء ذلك، فإن الأهم من وجهة نظر الخبير، أن المجتمع الفلسطيني بغزة هو حاضن للمقاومة، ويعمل على حماية أبنائها، مضيفًا أن شعبنا أثبت تعاونه في كل محطات المقاومة السابقة.
ويشدد على أن المطلوب في الوقت الراهن على المستوى الشعبي والأمني "الوعي وأخذ الحيطة وعدم الارتكان أو الاستهتار، لأن العدو لا ينام، ويُريد أن يُحدث معادلات ويخشى أن يخسر هذه المعركة".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الامن استباق المقاومة غزة سعد إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
خليل الحية يوضح أولويات حماس في الذكرى الـ38 لتأسيس الحركة
أكد خليل الحية، رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، أن قيادة الحركة اعتمدت أولويات عمل واضحة لمواجهة التحديات والمخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة، موضحًا أن أهم هذه الأولويات تتمثل في الاستمرار في خطوات وقف الحرب واستكمال المرحلة الأولى ودخول المرحلة الثانية من الاتفاق.
التزام حماس بالاتفاق ورفض الوصايةوشدد الحية على أن الحركة ومعها الفصائل الوطنية متمسكة بالاتفاق، مؤكدًا موقفها الرافض لكل مظاهر الوصاية والانتداب على الشعب الفلسطيني.
وأوضح أن مهمة مجلس السلام تقتصر على:
رعاية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.
الإشراف على إعادة إعمار قطاع غزة.
كما لفت إلى أن مهام القوات الدولية يجب أن تقتصر على حفظ وقف إطلاق النار والفصل بين الجانبين دون أي تدخل في الشؤون الداخلية للقطاع.
المقاومة وحق السلاحوأشار الحية إلى أن المقاومة وسلاحها حق مشروع كفله القانون الدولي، موضحًا أن الحركة منفتحة لدراسة أي مقترحات تحافظ على هذا الحق.
وحذر من أن الخروقات الإسرائيلية تهدد بقاء الاتفاق صامدًا، داعيًا الوسطاء والدول الضامنة، وخاصة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى العمل على إلزام الاحتلال باحترام الاتفاق ومنع انهياره.
إدارة قطاع غزةوأكد القيادي في حماس على أهمية تشكيل لجنة تكنوقراط لإدارة قطاع غزة بشكل فوري، مشيرًا إلى جاهزية الحركة لتسليمها كامل الأعمال في جميع المجالات، بما يضمن استمرار الخدمات وتحقيق الاستقرار داخل القطاع.