موقع 24:
2025-07-30@06:39:36 GMT

الجدل حول التعددية القطبية

تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT

الجدل حول التعددية القطبية

كان تفكك الاتحاد السوفييتي في ديسمبر1991 إيذاناً بنهاية الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، ومعها نهاية مرحلة القطبية الثنائية التي ميزت بنية النظام الدولي عقب الحرب العالمية الثانية لثلاثة عقود على الأقل.

وكان منطقياً أن ينفرد المنتصر في تلك الحرب بقيادة النظام الدولي فيما عُرف بنموذج الأحادية القطبية الذي بلغ ذروته بقرار الولايات المتحدة غزو العراق في2003، حيث تم القرار رغم رفض مجلس الأمن إعطاءها تفويضاً بإدارة الأزمة المفتعلة لامتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وكما مثل هذا القرار ذروة الأحادية الأمريكية القطبية كان بداية لتآكلها بالمقاومة العراقية الضارية للغزو أولاً والمقاومة الأفغانية للغزو الأمريكي الذي سبق غزو العراق بسنتين، ومن ناحية أخرى استمر الصعود الدؤوب للقوة الصينية، ووضعت روسيا قدميها على بداية طريق إعادة البناء كقوة عالمية مؤثرة مع صعود بوتين لقمة السلطة في 2000، ومع التراجع الأمريكي تحت وطأة فشل المغامرات الخارجية وعوامل أخرى من ناحية، واستمرار صعود الصين واستعادة روسيا تماسكها وقوتها من ناحية أخرى بدأت الملامح الجنينية لنظام دولي جديد لا يوجد فيه قطب واحد ينفرد بالقيادة، وكتبت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا شهادة الوفاة الرسمية لنموذج الأحادية القطبية بعد أن تصدت روسيا بالقوة لمخطط ضم أوكرانيا لحلف الأطلنطي، الذي اعتبرته استخفافاً بأمنها وتهديداً فعلياً له، وأصبح الجدل لا يدور حول حقيقة التعددية في النظام الدولي وإنما عن توقيت اكتمالها.


ومع الأحداث الراهنة في غزة وفشل العالم كله في وقف إطلاق النار على أرضها سواء بسبب الإصرار الإسرائيلي على استمرار القتال، حتى يتم تحرير الرهائن والأسرى والقضاء على "حماس"، أو بسبب الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل عسكرياً واقتصادياً ودبلوماسياً بات واضحاً أنه لا وقف لإطلاق النار دون موافقة أمريكية، ومن هنا تجدد الجدل بين من يقولون بالتعددية ولو غير المكتملة لبنية القيادة في النظام الدولي، ومن لا يقبلون هذا التكييف ويرون أن أحداث غزة قد حسمت بما لا يدع مجالاً لشك أنه لا يوجد إلا قطب واحد بيده الحل والعقد، وإلا ما كان إطلاق النار قد استمر رغم أنف العالم كله.

والواقع أن هذا القول يحتاج إمعاناً للنظر، فلا شك في وجود مقومات حقيقية للتعددية في النظام الدولي، وهو استنتاج يمكن استخلاصه بسهولة من استعراض مؤشرات القوة الاقتصادية والعسكرية لكل من الصين وروسيا، وكذلك حضورهما السياسي في عدد من الأزمات الدولية، لكن الواضح أن هذا الحضور حتى الآن يتعلق بمصالحهما المباشرة، إذ تصدت روسيا بالقوة لمخططات ضم أوكرانيا لحلف الأطلنطي، وتدخلت قبل ذلك تدخلاً عسكرياً مباشراً في جورجيا لتأمين فضائها السوفييتي السابق، كما تدخلت في سوريا لحماية النظام السوري الذي يؤمن لها تسهيلات استراتيجية في المتوسط، كذلك فإن الصين لا تقبل المزاح في قضايا كقضيتي تايوان وبحر الصين الجنوبي، كما حققت في مارس2013 اختراقاً دبلوماسياً بنجاحها في التوسط بين السعودية وإيران، وبالتالي فإن التعددية القطبية حاضرة عندما تكون هناك مصالح مباشرة للأقطاب الصاعدة، أما أن يتصور أحد أن هذه الأقطاب سوف توظف قوتها لمصلحة آخرين فهذا ما لا يتسق مع منطق العلاقات الدولية الذي لا يعرف سوى لغة المصالح.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية النظام الدولی

إقرأ أيضاً:

مطلق النار الذي قتل 4 في مانهاتن لاعب سابق كان يستهدف رابطة كرة القدم الأميركية

قال عمدة نيويورك إريك آدامز اليوم الثلاثاء، إن المسلحين الذين قتلوا 4 أشخاص في مانهاتن كانوا يستهدفون المقر الرئيسي للرابطة الوطنية لكرة القدم الأميركية ولكنهم استقلوا مصعدا خطأ.

وقال آدامز في مقابلات أجراها اليوم الثلاثاء، إن المحققين يعتقدون أن المسلح، الذي حددته السلطات بأنه شين تامورا من لاس فيغاس، كان يحاول الوصول إلى مكاتب الرابطة بعد إطلاق النار على عدة أشخاص في بهو المبنى، لكنه دخل عن طريق الخطأ إلى مجموعة المصاعد الخاطئة.

وقتل  تامورا 4 أشخاص، بينهم ضابط شرطة نيويورك خارج وقت عمله.

ووقع إطلاق النار في ناطحة سحاب تضم مقر كل من مكاتب الرابطة الوطنية لكرة القدم الأميركية وشركة بلاكستون، إحدى أكبر شركات الاستثمار في العالم، بالإضافة إلى مستأجرين آخرين.

رجال الشرطة يعاينون مكان الطلقات التي أطلقها المهاجم (رويترز)

وقالت مفوضة شرطة مدينة نيويورك، جيسيكا تيش، إن تامورا لديه "سجل موثق بمشاكل صحية نفسية"، لكن الدافع وراء الهجوم لا يزال غير معروف حتى الآن.

كما أشارت الشرطة  إلى أن  مذكرة عُثر عليها على جثته كشفت أنه كان يحمل ضغينة ضد الدوري الوطني لكرة القدم بسبب ادعاء غير مثبت بأنه كان يعاني من التهاب دماغي مزمن.

ولعب تامورا كرة القدم الأميركية في المدرسة الثانوية بولاية كاليفورنيا قبل ما يقرب من عقدين من الزمان.

مقالات مشابهة

  • الصين تصدر تحذيرًا من حدوث موجات تسونامي بعد زلزال روسيا
  • ترامب يمهل روسيا 10 أيام لوقف الحرب في أوكرانيا
  • ترامب: روسيا ستواجه عقوبات أميركية جديدة إذا لم تنه حرب أوكرانيا في 10 أيام
  • مطلق النار الذي قتل 4 في مانهاتن لاعب سابق كان يستهدف رابطة كرة القدم الأميركية
  • الكرملين لا يستبعد لقاء بوتين وترمب.. روسيا تشترط استبعاد أوكرانيا من الناتو للتسوية
  • وزير الخارجية السعودي: الكارثة الإنسانية في فلسطين تهدد مصداقية النظام الدولي
  • ترامب يمنح روسيا 12 يوماً لإنهاء حرب أوكرانيا ويهدد بعقوبات
  • طالبة سورية تعدل مشروع تخرجها في هولندا لتسهم بإعادة إعمار حي جوبر الذي دمره النظام البائد
  • روسيا: نفضل السبل الدبلوماسية لحل النزاع في أوكرانيا
  • الأحمد لـ سانا: أكد السيد الرئيس ضرورة المضي في العملية الانتخابية في كل المحافظات السورية، ورفض التقسيم الذي ينبذه جميع السوريين