هنري ميلر .. منعت روايته الأولى 27 عاما ما قصته؟
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
في مثل هذا اليوم، 26 ديسمبر عام 1891، وُلد الكاتب الأمريكي هنري ميلر، الذي أصبح رمزًا في عالم الأدب. سنلقي نظرة على سيرته الذاتية وبدايته الأدبية.
هنري ميلر، الروائي والرسام الأمريكي، كان معروفًا بعدم رضاه عن الاتجاه الأدبي السائد في الأدب الأمريكي. يُنسب إليه بدء تطوير نوع جديد من الرواية، حيث يمزج بين القصة والسيرة الذاتية والنقد الاجتماعي والفلسفة والتصوف.
كانت رواية "مدار السرطان" أول أعماله، وتحتوي على جميع عناصر أدب ميلر. وتعد روايته الأولى خيالية بشكل أكبر من أنها واقعية، وتتحدث الرواية عن تجاربه في مدينة باريس. وتُعتبر اليوم أحد الكلاسيكيات في الأدب الأمريكي. تعرضت تلك الرواية للحظر في أمريكا لمدة تزيد عن 27 عامًا بعد نشرها في باريس عام 1934.
صف ميلر حياته قبل أن يفصل عن زوجته بياتريس، وتضمنت المصاعب التي واجهها ليصبح كاتبًا، ومغامراته الجنسية، وفشله، وأصدقاؤه، وفلسفته التي تجلى في ثلاثية سيرته الذاتية الخاصة به: "الصلب الوردي". وكتب ميلر روايته الثانية "مولوخ، أو هذا العالم الوثني" في الفترة بين عامي 1927 و 1928 تحت قناع رواية أخرى ينسبها لزوجته جون. حيث طلب أحد المعجبين الأثرياء بجون منها أن تكتب رواية له مقابل المال، وفي كل أسبوع كانت تريه صفحات الرواية التي كتبها زوجها وتتظاهر بأنها هي من كتبتها. لم يتم نشر تلك الرواية إلا بعد عام 1992.
رحل هنري ميلر عن عالمنا في منزله في عام 1980 عن عمر يناهز 88 عامًا بسبب مشاكل في الدورة الدموية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مدينة باريس مدار السرطان عالم الأدب السيرة الذاتية
إقرأ أيضاً:
باتريك وايت..لماذا رفض النجومية والشهرة؟
في عالم الأدب، كثير من الكتاب يسعون للشهرة، للكاميرات، للتكريمات، وحتى لحفلات الجوائز.
لكن باتريك وايت، الكاتب الأسترالي الوحيد الحائز على جائزة نوبل في الأدب، سار في الاتجاه المعاكس تمامًا.
رفض الأضواء، قاطع الإعلام، وامتنع عن حضور حفل نوبل نفسه.
رفض الحضور إلى حفل نوبلفي عام 1973، أعلنت الأكاديمية السويدية عن فوز باتريك وايت بجائزة نوبل في الأدب، تكريمًا لـ”سردياته الملحمية والمعقدة التي كشفت عمق النفس البشرية”.
لكن بدلاً من السفر إلى ستوكهولم لتسلم الجائزة كما يفعل الجميع، أرسل وايت صديقه ومترجمه Barry Humphries نيابة عنه. بالنسبة له، الجائزة كانت شرفًا للأدب، لا مناسبة للعرض أو التصفيق.
قال لاحقًا في حوار نادر:
“الجوائز تُمنَح غالبًا لمن لا يحتاجونها، وأنا لا أحتاج إلى تصفيق المجتمع الثقافي.”
شخصية معقدة… وصراع داخلي دائمكان وايت معروفًا بعزلته القاسية عن الحياة الثقافية والاجتماعية في سيدني، رغم شهرته الواسعة.
لم يكن يحب الأحاديث الصغيرة أو الأضواء، واعتبر أن الكاتب كلما اقترب من الحياة العامة، فقد شيئًا من صدقه الفني. تلك العزلة لم تكن مجرد خيار اجتماعي، بل انعكاس لحساسية داخلية عالية، ومعاناة من شعور دائم بالاغتراب كونه كاتبًا مثليًا في مجتمع محافظ، وروائيًا ينتمي لبلد لم يكن الأدب جزءًا من هويته الثقافية الأساسية.
الإبداع في الصمت: “الكلمات تتحدث بدلًا عني”في مقابلة قصيرة، قال وايت:
“الناس يسألونني: لماذا لا تخرج للناس؟ والجواب بسيط: لقد قلت كل ما أريد في كتبي.”
أعماله، مثل The Tree of Man وVoss، تحمل عمقًا نفسيًا وفلسفيًا كبيرًا، وتغوص في أسئلة الهوية، والروح، والموت، والعزلة تمامًا كما عاشها هو، فليست العزلة هنا هروبًا، بل كانت شرطًا للإبداع.
موقفه من الإعلام..قطيعة كاملةلم يكن باتريك وايت يحب الإعلام ولا يرى فيه وسيلة مفيدة. بل اعتبر أن الصحافة أفسدت العلاقة بين الكاتب والقارئ، وأن الشهرة المبالغ فيها تُفقد الكاتب سلطته الأدبية.
ولهذا لم يظهر على التلفاز إلا نادرًا، ولم يجر مقابلات إلا حين شعر أن الأدب أو المبدأ يتطلبان ذلك.