قبل ساعات كان أطفال عائلة «العمصي» يلعبون أمام منزلهم بمخيم الشابورة جنوب رفح الفلسطينية، ظنا منهم أنهم في مكان آمن بعيدا عن القصف المتواصل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن جنودا اغتالوا فرحتهم وقتلوا لحظات السعادة التي يقتنصها هؤلاء الصغار.

أطفال يبحثون عن متعلقاتهم على أنقاض منزلهم

جهاز تلفزيون قديم، وجثة لأحد الأطفال، وحقيبة لإحدى السيدات، إضافة إلى حجارة وركام، هو كل ما تبقى من عائلة «العمصي» بجانب عدد من أفرادها الذين ظلوا على قيد الحياة، بعد تعرض منزلهم الواقع في مخيم الشابورة برفح، إلى قصف عنيف، وفق إبراهيم العمصي: «كنا قاعدين والأطفال بتلعب أمام البيت، وفجأة الطيران الإسرائيلي استهدفنا».

لم يستسلم الأطفال الصغار إلى لحظات الرعب التي بثها طيران الاحتلال الإسرائيلي في نفوسهم، بل استعادوا قواهم وبدأوا في البحث عن متعلقاتهم، وفق محمود العمصي: «لما استشهد ابن بنتنا إبراهيم خالد، جرينا الأول علشان نلحق جثته، وبعد كدة استشهد أطفال تانيين كاوا قريبين من البيت بينهم أولادنا، لكن الباقي لم يستسلم وبدأوا يبحقوا عن أشيائهم وذكرياتهم».

قصف منزل في مخيم الشابورة

على ركام المنزل في مخيم الشابورة، وقف 3 أطفال لم تتعد اعمارهم الـ12 عاما، على أنقاضه، يبحثون عن طفولتهم التي اغتالها الاحتلال، هنا «علي» الذي يبحث عن سريره، وإلى جواره «عاصم» يستخرج كتبه من تحت الركام، وفي غرفة متهدمة مجاورة يبحث «أيمن» على ألبوم صور جمعه بشقيقه الشهيد إبراهيم وبالكاد عثر على تليفزيونه الصغير، وفق الأطفال الـ3.

«لن نستسلم وسنبقى هنا لآخر نفس»، عبارة قالتها الطفلة الصغيرة مريم العمصي، التي نجت بأعجوبة من قصف منزلها، إذا كانت تتوضأ كي تصلي لكنها فوجئت بقصف المنزل: «ما ضل إشي، كنت بتوضى علشان أصلي لكن فجأة الطيران هدم المنزل، والحمدلله الله نجاني».

أطفال عائلة العمصي، من بين مئات الآلاف من أطفال فلسطين، يعانون من ويلات الحرب منذ السابع من أكتوبر الماضي، إذ تخترق أصوات القذائف والصواريخ آذانهم، لكنهم دوما يرفعون علامة النصر في وجه الاحتلال، وفقا لهم: «ما راح نرحل حتى لو ما ضل إيشي، بس بنتمنى أن تنتهي هاي الحرب».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحرب على غزة الجيش الإسرائيلي جيش الاحتلال أطفال غزة أطفال فلسطين

إقرأ أيضاً:

"المقترح النهائي" لآخر مستجدات وقف إطلاق النار بغزة

واشنطن-رويترز

حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)  على الموافقة على ما وصفه "بالمقترح النهائي" لوقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة لمدة 60 يوما، والذي سيقدمه مسؤولون وسطاء من قطر ومصر.

وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قال ترامب إن ممثليه عقدوا اجتماعا "طويلا ومثمرا" مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن غزة.

ولم يكشف ترامب عن ممثليه، إلا أن اجتماعا كان مقررا بين المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف ووزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جيه.دي فانس مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.

وقال ترامب إن إسرائيل وافقت على شروط وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، "وخلال هذه الفترة سنعمل مع جميع الأطراف لإنهاء الحرب" مشيرا إلى أن ممثلين عن قطر ومصر سيسلمون "هذا الاقتراح النهائي" إلى حماس.

وقال الرئيس الأمريكي "آمل، من أجل مصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذه الصفقة، لأن الوضع لن يتحسن، بل سيزداد سوءا. أشكركم على اهتمامكم بهذا الأمر!".

وكان ترامب قد قال للصحفيين في وقت سابق يوم الثلاثاء إنه يأمل في أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مقابل الرهائن الأسبوع المقبل بين إسرائيل وحماس.

ومن المقرر أن يلتقي ترامب بنتنياهو في البيت الأبيض يوم الاثنين.

وقالت حماس إنها على استعداد للإفراج عن الرهائن المتبقين في غزة بموجب أي اتفاق لإنهاء الحرب، بينما تقول إسرائيل إنها لن تنهي الحرب إلا بعد نزع سلاح حماس وتفكيكها.

وترفض حماس إلقاء سلاحها.

اندلعت الحرب في غزة عندما هاجم مسلحون بقيادة عناصر من حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، وهو ما تشير إحصاءات إسرائيلية إلى أنه تسبب في مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

ولم يُظهر الجانبان علامات تذكر على استعدادهما لتقديم أي تنازلات.

واقترحت الولايات المتحدة وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما والإفراج عن نصف الرهائن مقابل أسرى فلسطينيين ورفات فلسطينيين آخرين.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في وقت سابق من هذا الأسبوع إن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما وصفقة الرهائن التي اقترحتها الولايات المتحدة، محملا حماس المسؤولية.

ويسعى ترامب ومساعدوه على ما يبدو إلى استغلال أي زخم من الضربات الأمريكية والإسرائيلية على المواقع النووية الإيرانية، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الأسبوع الماضي في هذا الصراع، لتأمين هدنة دائمة في الحرب في غزة.

وقال ترامب للصحفيين خلال زيارة إلى فلوريدا إنه سيكون "حازما جدا" مع نتنياهو بشأن الحاجة إلى وقف سريع لإطلاق النار في غزة، مشيرا إلى أن نتنياهو يريد أيضا وقفا سريعا لإطلاق النار.

وقال الرئيس الأمريكي "نأمل أن يحدث ذلك. ونحن نتطلع إلى حدوثه في وقت ما الأسبوع المقبل...نريد إخراج الرهائن".

وتقول وزارة الصحة في غزة إن الهجوم العسكري الإسرائيلي الذي أعقب هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول أدى إلى مقتل أكثر من 56 ألف فلسطيني، كما تسبب في أزمة جوع، ونزوح سكان غزة بالكامل، ودفع إلى توجيه اتهامات بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية واتهامات بارتكاب جرائم حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية. وتنفي إسرائيل هذه الاتهامات.

مقالات مشابهة

  • غزة.. وجهٌ آخر للنصر
  • تعرف على أبرز الوثائق والتحقيقات التي تفضح الاحتلال.. الأكثر إجراما عالميا
  • فلسطينيون ينظمون مسيرة حاشدة شمال رام الله لصد هجمات المستوطنين
  • الصحة العالمية: سنبقى في غزة ونعمل على إعادة تأهيل النظام الطبي بعد الحرب
  • الاحتلال يمنع إنقاذ مفقودين تحت الأنقاض شرق غزة.. يطلقون نداءات استغاثة
  • الاحتلال يمنع إنقاذ المفقودين تحت الأنقاض في شرق مدينة غزة.. يطلقون نداءات استغاثة
  • سفير إيران في لبنان: سنبقى مستعدون للرد على أي عدوان إسرائيليّ آخر
  • قتلى فلسطينيون بينهم مدير المستشفى الإندونيسي في غزة
  • رشيد:سنبقى ندافع عن إيران حتى الموت
  • "المقترح النهائي" لآخر مستجدات وقف إطلاق النار بغزة