النصر لا ينتظر إلا أن تثِق القيادة في شعبها
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
????????قوات الكرامة الشعبية المسلحة (المقاومة الشعبية المسلحة) Partisan ، هو مصطلحٌ فِرنسي مأخوذ عن اللاتينية ، وقد تم استخدامه لأول مرة في القرن السابع عشر وأشار له Johann von Ewald في كتابه Treatise on Partisan Warfare الصادر في عام ١٧٨٩م ، واستُخدِم هذا النمط في الغالبية العظمى من دول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة وكل دول أوربا ولا سيما في الحرب العالمية الثانية ، فهي ليست بدعةً سودانية ، وإنما إرث مُستمَدٌّ من التجربة الإنسانية ، وكثيرةٌ هي الدول في عالم اليوم التي تُجيِّش كل شعبها ومنهم سويسرا.
????????إن دواعي إندلاع قوات الكرامة الشعبية المسلحة (المقاومة الشعبية المسلحة) في السودان أوضح من أن يجري سردها ، فهي استدعتها غريزة البقاء في مواجهة عمليات ممنهجة ومنظمة وممولة ومدعومة إقليمياً ودولياً لاستئصال واجتثاث وإذلال كل الوجود البشري السوداني وتجريفه خارج التراب الوطني وإخضاع ما يتبقى منه مُذعِناً وخانعاً للإرادة الأجنبية لتتحكم في موارد البلاد ومُقدَّراتها.
???????? تنقسم المقاومة الشعبية المسلحة بشكلٍ عام إلى منظمة وغير منظمة ، فالمقاومة الشعبية المسلحة المنظمة تتميز بوجود أهداف استراتيجية محددة ، وقيادة مركزية واضحة ، وهيكل تنظيمي يُمكِّن من تنسيق الأنشطة بشكل فعَّال ، وهذا الذي نحن بصدده في السودان إذ أن هدف المقاومة الشعبية المسلحة هو دحر عدوان الجنجويد ومَن يقف وراءهم ، وإخضاعهم للقانون ، وتحقيق استتباب الأمن إسناداً للقوات المسلحة التي تتولى تسليح وتدريب وتوظيف هذه المقاومة الشعبية لتحقيق الأهداف.
????????المقاومة الشعبية غير المنظمة تكون أقل تنظيماً وأكثر استقلالاً ، ولن يكون ذلك شأن المقاومة الشعبية التي ندعو لها .. إلا بتقاعس القوات المسلحة وقيادتها في تسليح وتوظيف هذه المقاومة تحت دعاوى يصطنعها الذباب الإلكتروني للإمارات بعملائها من قادة قحت والجنجويد ، فتضطر ضرورة الواقع والوقائع لأن يتسلح المواطنون ذاتياً ، فيعملون بشكلٍ مُستقِل ، وقد تستعر بينهم وبين المؤسسة العسكرية إشاعات التخوين التي يبثها الذباب الالكتروني ، وسيترتب على ذلك وِلادة مجموعاتٍ مُصطنعةٍ ومزيفةٍ تستولدها الإمارات وعملائها ، فتقوم بانتهاكاتٍ لا حصر لها لنسف الثقة ما بين الجيش والمقاومة الشعبية ، وما بين المقاومة الشعبية والمواطن ، ولشيطنة وتجريم كل المقاومة الشعبية ، وزيادة الفوضى والدمار وهتك ما تبقى من اللُّحمة الشعبية.
????????السلطة القائمة في البلاد اليوم يلزمها للنصر أن تثِق في جيشها وشعبها ، وكما أن دعاوى تخوين القوات المسلحة تهدد بانهيار البلاد ، فكذلك إن عدم استبشار قيادة البلاد بهذه المقاومة الشعبية وقيادتها وتسليحها وتوظيفها تحت مبررات الخوف من التوظيف السياسي أو الإسلام السياسي في غمرة هذا التهديد الوجودي سيكون تقاعساً لا يوصف إلا بتخوين القيادة لشعبها ، ولا شك أن ذلك لا يقل خطراً وضرراً عن تخوين الشعب للجيش وقادة البلاد ، وعلى قيادة الجيش والبلاد أن تحذر من الوقوع في هذا الفخ الذي ينصبه لهم أعداء السودان.
????????إن وعي الشعب السوداني والإرادة الشعبية هي ما يُحصِّن السودان من أن يختطفه الإسلام السياسي أو أن يختطفه عملاء الإمارات أو أن يختطفه غيرهم ، ويجب على الجميع أن لا ينسوا بأن القوات المسلحة التي يصفها ذات الذباب الإلكتروني بأنها جيش الكيزان هي من أسقطت حُكومة الكيزان استجابةً لإرادة شعبها ، وقدمت للقيادة الحالية سلطة حكم البلاد ، وعلى قيادة البلاد أن لا تُشكِّك أو تُزايد في وعي شعبها وقُدرة جيشها على حماية الإرادة الوطنية ، ونكرر النصح لهم بأن الاستماع لشعبهم والانشغال بمشاغله أولى لهم من الاستماع لأعداء البلاد والانشغال بمشاغلهم ، وخيرٌ لهم أن يقودوا شعبهم إلى النصر ، وهو إنشاءالله حتميٌّ وقريب .. عِوضاً عن تقسيمهم شِيَعاً فيفشلوا وتذهب ريحهم.
اللواء (م) مازن محمد اسماعيل
٢٦ ديسمبر ٢٠٢٣م
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
كارثة جوية في السودان: مصرع طاقم طائرة عسكرية شرق البلاد
صراحة نيوز-سقطت طائرة نقل عسكرية سودانية، من طراز إليوشن 76، يوم الثلاثاء أثناء محاولتها الهبوط في قاعدة دقنه الجوية شرق البلاد، مما أسفر عن مقتل جميع أفراد طاقمها، وفق ما أفاد مصدران عسكريان.
أوضح أحد المصادر العسكرية، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخوّل بالحديث للإعلام، أن “عطلًا فنيًا تسبب في تحطم الطائرة أثناء الهبوط”. وأكد مصدر عسكري آخر مقتل جميع الطاقم، دون الكشف عن عددهم، فيما لم تصدر السلطات السودانية أي حصيلة رسمية للضحايا حتى الآن.
تعتبر طائرة الشحن إليوشن-76، المصممة في الاتحاد السوفيتي، العمود الفقري للجيش السوداني، وتُستخدم لنقل الإمدادات والأفراد عبر خطوط المواجهة.