مع تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تنتشر دعوات وحملات في أنحاء الضفة الغربية تحث الفلسطينيين على مقاطعة المنتجات الإسرائيلية وشراء السلع المحلية والتي تنسجم مع دعوات لحظر البضائع الإسرائيلية في العديد من البلدان.

ويعبر الفلسطينيون في الضفة الغربية عن تزايد حملات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، نتيجة لجهود نشطة للتحسيس بهذا الأمر.


 
من بين الأشخاص الذين يتبنون هذا الموقف هو محمد علي، صاحب محل بقالة في مدينة البيرة وسط الضفة الغربية المحتلة والذي لم يبع منتجات إسرائيلية منذ أكثر من عشر سنوات.  
 



يقول علي في تصريحات لوكالة فرنس بريس إنه قرر مقاطعة المنتجات الإسرائيلية منذ عشر سنوات، مشدداً على أن هذا القرار يعكس رفضه لتمويل الجيش الإسرائيلي الذي يشارك في قتل الفلسطينيين.
  
يعبر عمر بواطنة، مدير إحدى نقاط البيع في رام الله، عن أهمية تسليط الضوء على المنتجات الفلسطينية، حيث يظهر ذلك من خلال وضع عبوات الماء والحليب ومسحوق الغسيل والمناديل على الرفوف مع عبارة "صنع في فلسطين".
 
وتقدر السلاسل التجارية أن نسبة استهلاك المنتجات الإسرائيلية قد انخفضت من "90 في المئة إلى 60 في المئة" منذ بداية الحرب.
 

يشير بواطنة إلى أن الشباب في المحلات يظهرون اهتماما سياسيا أكبر ويزيدون استهلاكهم للمنتجات الفلسطينية، حيث يقول: "طوروا ضميرا سياسيا وصاروا يستهلكون المزيد والمزيد من المنتجات الفلسطينية مضيفا بأنهم ينظرون إلى الملصقات ويتصفحون صفحات الإنترنت لمعرفة قائمة المنتجات التي يجب مقاطعتها"
 



تأتي هذه المبادرات في سياق حملة أوسع يقودها نشطاء فلسطينيون عبر حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات الدولية، والتي تأسست في عام 2005 لدعوة إلى فرض عقوبات سياسية واقتصادية ضد إسرائيل نتيجة لمعاملتها للفلسطينيين.
 
مقاطعة العنصرية
 
ومع حملات المقاطعة في الضفة الغربية تتواصل حملة المقاطعة ضد إسرائيل في عدد من دول العالم وتحقق نجاحا واسعا، فيما يشكل الرد على اتهامات بمعاداة السامية جزءا من الحركة نفسها.
 
ويعتبر عمر البرغوثي، أحد مؤسسي الحملة، أن المقاطعة تعارض بشكل قاطع العنصرية بكل أشكالها، بما في ذلك الإسلاموفوبيا ومعاداة السامية.
 
تستمد حركة المقاطعة فكرتها من حركة المقاومة ضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وتسعى إلى تحقيق حقوق جميع مكونات الشعب الفلسطيني عبر مختلف المناطق التاريخية.
 
وتعتبر مطالب حركة مقاطعة إسرائيل ضمن إطار واسع يشمل فلسطينيي العام 1948، وقطاع غزة، والضفة الغربية، والقدس، والمخيمات، والشتات.
 



تحقق الحملة زخما عالميا مع وجود فروع في 40 دولة، ويؤيد العضو الإسرائيلي في الحركة عوفر نيمان هذه المبادرة باعتبارها وسيلة للضغط الدولي والتأثير على الأحداث في إسرائيل.
 
ويظهر نيمان تأييده لمبدأ الحملة اللاعنفية التي تعتمد على حقوق الإنسان لتحقيق التغيير، محاولا في الوقت نفسه مقاطعة منتجات المستوطنات الإسرائيلية.
 
مع ذلك، يعتبر بعض التجار الفلسطينيين المقاطعة غير فعالة وغير عملية.
 
كما يشير صاحب متجر في رام الله إلى صعوبة إدارة مشروعه التجاري دون الاعتماد على البضائع الإسرائيلية، مشيرا إلى أن الزبائن يفضلون الجودة العالية التي توفرها تلك المنتجات.
 
هناك آراء متضاربة بين الفلسطينيين حيال فعالية المقاطعة، وتظل هذه الحملة جزءا من الحوار الدائر حول كيفية التصدي للسياسات الإسرائيلية من خلال وسائل سلمية وفعالة.
 
 ترهيب وسط التحديات

تظهر التحديات الاقتصادية والتجارية في القدس الشرقية، حيث يفرض الاعتماد الكبير على المساعدات الدولية وتأثير التدخل الإسرائيلي على المشاريع الاستثمارية والتنموية.
 
ويشير البنك الدولي إلى أن جميع المشاريع في هذه المنطقة تخضع لموافقة إسرائيل، وهو ما يجعل الأراضي الفلسطينية تعتمد بشكل كبير على المساعدات الدولية.
في ظل صعوبة العثور على بدائل فلسطينية في القدس الشرقية، تكتظ المحال التجارية هناك بالمنتجات "الإسرائيلية".
 



ويشير بواطنة إلى أن التجار يستخدمون نظام البيع بالجملة الذي يشرف عليه مسؤول إسرائيلي، ويحافظون على "توازن" بين المنتجات الإسرائيلية والفلسطينية.
 
من ناحية أخرى، يعبر علي عن رفضه للمنتجات الإسرائيلية ويحرص على أن يكون متجره "صفر منتجات إسرائيلية".
 
ويشير إلى تعرضه لـ"ترهيب" من قبل الجنود، حيث تعرض للتهديد بإغلاق محله في يوم من الأيام.
 
هذه التحديات تبرز التوترات التجارية والاقتصادية في هذه المنطقة المعقدة، حيث يتناقش التجار والمستهلكون بين الحاجة إلى الاستدامة الاقتصادية والرغبة في التمسك بالمبادئ السياسية والوطنية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقاطعة المنتجات الإسرائيلية الضفة الغربية مقاطعة الضفة الغربية منتجات إسرائيلية العدوان على غزة منتجات وطنية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المنتجات الإسرائیلیة الضفة الغربیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

إصابة فلسطينيَّين في اقتحامات الاحتلال بالضفة ومستوطنون يهاجمون مزارعين

أصيب فلسطينيان أثناء اقتحامات قوات الاحتلال الإسرائيلي لبلدات في الضفة الغربية، في حين هاجم مستوطنون مزارعين فلسطينيين وأتلفوا محاصيلهم الزراعية في الأغوار الشمالية.

فقد أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، مساء الأحد، بإصابة فلسطيني ونقله إلى المستشفى نتيجة إصابته بجروح ورضوض بعد تعرضه للضرب على يد الجيش الإسرائيلي، الذي اقتحم عدة بلدات بالضفة الغربية المحتلة.

وقالت الوكالة إن القوات الإسرائيلية أوقفت الشاب عز الدين خالد أبو ربيع، عند أحد الحواجز العسكرية على مدخل مدينة أريحا (شرق)، واعتدت عليه بالضرب المبرح، مما أدى لإصابته بجروح وكدمات، نقل على إثرها إلى المستشفى الأهلي في الخليل.

وعلى صعيد الاقتحامات، ذكرت إذاعة صوت فلسطين أن الجيش اقتحم بلدة دير أبو مشعل، شمال غرب مدينة رام الله (وسط) وأطلق قنابل مسيلة للدموع.

وأفادت مصادر للجزيرة بإصابة مواطن فلسطيني برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في بلدة برقة شمال شرق رام الله بالضفة.

وكانت مصادر للجزيرة قالت إن قوات إسرائيلية اقتحمت القرية، وإن مستوطنين إسرائيليين هاجموا أطرافها.

كما اندلعت مواجهات في قرية أودلا، جنوب شرق مدينة نابلس (شمال)، واقتحمت قوات الاحتلال بلدة زعترة، شرق مدينة بيت لحم (جنوب).

إعلان

هجوم على مزارع

كما ذكرت وكالة "وفا" أن الجيش الإسرائيلي اقتحم بلدة عرّابة، جنوب مدينة جنين (شمال)، وأن قوة راجلة اقتحمت البلدة وانتشرت في شوارعها، وداهمت منزلا وفتشته، وسط تحليق طائرات مُسيرة في الأجواء.

من ناحية ثانية، هاجم مستوطنون مزارعين فلسطينيين في سهل قاعون شمال قرية بردلة في الأغوار الشمالية شمالي الضفة الغربية، واعتدوا عليهم بالضرب وطردوهم من حقولهم، وعمدوا إلى إتلاف محاصيلهم الزراعية.

وأفاد شهود عيان من المزارعين الفلسطينيين للجزيرة بأنهم يتعرضون باستمرار لاعتداءات من المستوطنين وتخريب لممتلكاتهم وحقولهم، في محاولة لطردهم من المنطقة والسيطرة على الأرض.

وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 972 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.

وبدعم أميركي مطلق، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

مقالات مشابهة

  • الأجواء المشحونة تعود إلى مقاطعة حسان الرباط و الرئيس السابق يتمسك بالكرسي رغم قرار العزل (فيديو)
  • المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين يُسجل 3024 جريمة في أسبوع
  • مسؤول فلسطيني: الاحتلال يسابق الزمن لتنفيذ مخططاته بالضفة
  • تصعيد بالضفة.. استشهاد طفل في رام الله ومواجهات جنوب جنين
  • ارتفاع ضحايا الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 54470 شهيدا
  • تركيا تسحب منتجات خطيرة من الأسواق بينها ملابس وألعاب أطفال
  • الاحتلال يحتجز رئيس هيئة مقاومة الجدار والمتضامنين بالضفة الغربية
  • إصابة فلسطينيَّين في اقتحامات الاحتلال بالضفة ومستوطنون يهاجمون مزارعين
  • ارتفاع ضحايا الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 54418 شهيداً
  • «وفا»: الاحتلال الإسرائيلي يداهم عدة مناطق بالضفة الغربية واستشهاد 8 فلسطينيين في خان يونس