سودانايل:
2025-12-14@03:06:09 GMT

الجَنجَوِيد وكَضبَة “المتفلتين” و”المندسين”

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

كثر الحديث عن أن الإنتهاكات و الإعتدآءات التي تحدث بعد مهاجمة مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) للبلدات يمارسها ”متفلتون“ و ”مندسون“!!!...
إبتدآءً كل أفراد مليشيات الجَنجَوِيد قتلة متفلتون ، و ليس بينهم مندسين...
و قد أصبح الحديث عن نشأة و طبيعة مليشيات الجَنجَوِيد مكرر و ممل ، و مختصره هو أنهم جماعات عشآئرية تمتهن قطع الطريق و القتل و النهب و الإغتصاب و الخراب ، و أنهم قد تمددوا في بلاد السودان بتسهيلات من تنظيم جماعة الأخوان المتأسلمين (الكيزان) الذين إستغلوا خبرات و مقدرات الجنجويد في البطش و الفتك و الدمار و وظفوها في قتل الشعوب السودانية و قمع المعارضين السياسيين ، و أن الجنجويد و في غياب الأمن و الدولة قد تفلتوا و تجبروا و أكثروا الفساد في جميع عموم بلاد السودان.

..
تهاجم مليشيات الجَنجَوِيد البلدات و تقصفها عشوآئياً و تدمرها ، و تُقَتِّلُ من المواطنين الأبريآء ما تُقَتِّلُ ، و تنهبُ الدور و المخازن و الأسواق و البنوك ، و تسلبُ الناس مقتنياتهم و مدخراتهم و أشيآءهم ، و تغتصب الإناث ، ثم تأتي من بعد ذلك منصات تواصلهم الإجتماعية و مستشاروهم المتكاثرون و آخرون من دونهم يرمون اللوم فيما حدث من الإعتدآءات و الإنتهاكات على ”المتفلتين“ و ”المندسين“!!! ، ثم يشرعون في بث الرسآئل الكاذبة و المضللة عن أهداف المليشيات من بسط الأمن و نشر الطمأنينة إلى إقامة دولة القانون و العدالة!!!...
و مما يؤسف له أن هنالك جماعات من السودانيين قد إنخدعوا بالخطاب الجنجويدي المنافق و المضلل ، و قد برزت منهم طآئفتان أولاهما إنحازت إلى الجنجويد كرهاً في عقود ظلم جماعة الأخوان المتأسلمين (الكيزان) الفاسدة ، و هذا ليس بالمبرر المقنع أو الكافي لمساندة قتلة و ظالمين ، أما الطآئفة الثانية فهي بعضٌ من الذين آثروا عدم النزوح من مساكنهم و بلداتهم لأسباب مختلفة ، و من غير المستبعد أن يكون ”تصديق“ هذه الطآئفة للكَضَبَة الجنجويدية و ترويجهم لها كان بسبب الخوف من البطش...
و قد إنطلقت الطآئفتان تروجان للأحاديث الجنجويدية الكاذبة المضللة عن ”الطمأنينة“ و”الدولة المدنية“ ، و اجتهدا كثيراً في تسويق ”طيبة“ جنود الجنجويد و ”تسامحهم“ عبر الوسآئط الإجتماعية!!! ، بل ذهبا إلى أبعد من ذلك حين دعوا المواطنين إلى الجلوس مع قطاع الطرق و القتلة و الغاصبين لمناقشة ”القضايا المحلية“ مثل ”نشر الأمن“ و فتح الأسواق و ضمان تدفق الخدمات!!!...
و تعلم الطآئفتان يقيناً صعوبة الجهر بالصدق أو الحوار تحت تهديد البنادق السريعة الطلقات و الدُّوشكَات و الذبح الوريدي و بقر البطون ، و تلما إلماماً تآماً أن مليشيات الجنجويد ليست سوى جماعات القتلة و قطاع الطرق الذين تذوقت ”تفلتاتهم“ جميع الشعوب السودانية ، لكن يبدوا أن الخوف و الذعر قد أثرا على ذاكرات الطآئفتين القريبة و البعيدة ، و أحدثت ضبابية أنستهما أنفسهم و حجبت عنهما حقيقة أن ممارسات المليشيات ”المتفلتة“ هي التي تسببت في المقام الأول في ”التفلتات“ الأمنية و في إنعدام الطمأنينة!!!...
هذه المليشيات العشآئرية القاتلة الفاسدة لا تملك حلاً ، و تحظى بنصيب وافر و نسبة عالية من عدم ثقة قطاع عريض من الشعوب السودانية ، و تنقصها المصداقية ، و ليس لها المقدرة أو الخبرات أو الإمكانيات التي تمكنها من بسط الأمن و تحقيق السلم و إدارة الدولة ، و تكمن المعضلة المستقبلية و الحقيقية في أن هؤلآء ”المتفلتين“ الذين لا يجيدون سوى القتل و النهب و في مرحلة لاحقة من تمددهم و إنتشارهم المدمر ، يمكن تعريفها بمرحلة نضوب الموارد و الغنآئم أو المرحلة الكارثية ، سوف يتحولون إلى جماعات إرهاب و تخريب مستقلة تعمل و تتحرك وفق دفع ذاتي و مبادرات خآصة تتحكم فيها الإحتياجات إلى الغذآء و المأوى و الدوآء و الأمزجة و شهوات الثروة و الفرج!!! ، في هذه المرحلة لن تنصاع جماعات القتلة ”المتفلتين“ للتوجيهات و الأوامر الصادرة من القيادات العديدة و أرتال المستشارين ، و تلك هي مرحلة الفوضى و الإنفلات الحقيقي و بداية حقبة دويلات الرَّبَاطَة (قطاع الطرق) ، التي سوف تنتظم كل أرض وطأتها نعال و تاتشرات مليشيات الجنجويد المتفلتة...
إقتباس:
جآء في كتاب سير الملوك أو كتاب السياسة/الحكومة لمؤلفه الوزير نظام الملك الطوسي أنه في عهد السلطان محمود الغزنوي كثر حديث الناس عن فساد الديالمة و ظلمهم في نواحي كوج و بلوج في ولاية كرمان في بلاد العراق ، و قد ذكرت الروايات أنهم كانوا يقطعون الطريق و ينصبون الكمآئن على ملتقى الطرق و معابرها ، و ينقضون على المرأة و الغلام الطرير الوسيم ، يأخذونهم عنوةً و يفعلون فيهم الفاحشة...
الختام:
من أقوال الوزير نظام الملك الطوسي:
(الملك يبقى مع الكفر ، و لا يبقى مع الظلم)
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة
[email protected]
/////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

“البعثة الأممية” تختتم ورشة عمل لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار

الوطن| متابعات

نظمت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا مع لجنة “5+5” ورشة عمل حول التقدم المحرز في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في مركز جنيف لحكومة قطاع الأمن.

وأقيمت الورشة بالتعاون مع برنامج ليبيا في المركز ورؤساء اللجنة الفرعية للترتيبات الأمنية، حيث تناولت ملف انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية وتحديد الأولويات لاستدامة وقف إطلاق النار وتنفيذ بنود الاتفاق بالكامل.

وخلال الورشة قدم مركز جنيف لحوكمة قطاع الأمن تجارب دولية ودروس مستفادة من تجارب دول أخرى حول وقف إطلاق النار، فيما أكدت لجنة “5+5” التزامها بتنفيذ وقف إطلاق النار بالكامل.

وأعربت اللجنة عن دعمها الكامل لجهود البعثة في دفع العملية السياسية للأمام بما في ذلك إجراء انتخابات عامة وبناء مؤسسات موحدة للدولة التي تلبي تطلعات الشعب الليبي.

الوسومالبعثة الأممّية لجنة "5+5" ليبيا

مقالات مشابهة

  • “الأحرار الفلسطينية” : على الوسطاء والضامنين سرعة إغاثة وإيواء أهالي غزة
  • “أونروا”: “إسرائيل” تمنع إدخال إمدادات للمأوى إلى قطاع غزة
  • “لجان المقاومة” : الكارثة الإنسانية في غزة فصل جديد من فصول حرب الإبادة الصهيونية
  • خلال ما يسمى عيد “الحانوكاه”.. استعدادات لاقتحامات واسعة للأقصى
  • “حماس”: ما يجري في غزة امتداد لحرب الإبادة وعجز المنظومة الدولية عن إغاثة القطاع
  • “الإعلام الحكومي”: تصريحات السفير الأمريكي بدخول 600 شاحنة يوميا إلى غزة كاذبة
  • “البعثة الأممية” تختتم ورشة عمل لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
  • “أونروا”: ما يجري في غزة “تسونامي إنساني” يفوق قدرات الوكالة والمنظمات الإغاثية
  • عطاف: الحركية التي تطبع العلاقات “الجزائرية-التونسية” تقوم على ثلاثة أبعاد أساسية
  • حل لغز القراءات الغريبة التي سجلتها مركبة “فوياجر 2” لأورانوس عام 1986