عربي21:
2025-06-07@08:11:55 GMT

لا يكفي وقف العدوان على غزة

تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT

كثُرت المبادرات والتصورات في الآونة الأخيرة بحثا عن مخرج لورطة الاحتلال الإسرائيلي في غزة، بتشجيع ورعاية أمريكية ترى في سلوك بنيامين نتنياهو وزمرته المتطرفة في حكومة الحرب وصفة لغرق إسرائيل واستنزافها، بعد أن فقدت شرعية ما تقوم به من عدوان ارتقى إلى مستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية في نظر الرأي العام والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي؛ الذي صوّت بدوره على قرارٍ لوقف العدوان وفتح الممرات الإنسانية في الجمعية العامة للأمم المتحدة بواقع 153 دولة مقابل عشر دول منها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي.



أحدثُ مبادرة سياسية في هذا السياق هي المبادرة المصرية التي تسرّبت بنودها إلى الإعلام والتي تحدّثت عن ثلاث مراحل، اثنتان منها على شكل هُدَن مؤقتة لإطلاق سراح متبادل للأسرى ولإدخال المساعدات الإنسانية، تُفضي في المرحلة الثالثة إلى وقفٍ للعدوان الإسرائيلي بعد الاتفاق على إطلاق سراح كل الأسرى لدى حركة حماس مقابل التفاوض على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيُطلق الاحتلال سراحهم، ومن ثم انسحاب جيش الاحتلال إلى حدود قطاع غزة، ويجري في الأثناء إشراف واشنطن والقاهرة والدوحة على تشكيل حكومة "تكنوقراط" فلسطينية لإدارة غزة والضفة الغربية على حد سواء.

يُلاحظ في عجالة أن المبادرة المصرية المسرّبة، تتحدّث عن إلزام حماس بإطلاق سراح كامل الأسرى لديها، مقابل التفاوض مع الاحتلال على عدد الأسرى الفلسطينيين المزمع إطلاق سراحهم، كما أنها تتحدث عن حكومة "تكنوقراط" فلسطينية، لا يعلم أحد ما هي حدود صلاحياتها، ومن مرجعيّتها؛ فهل مرجعيّتها من قام بتشكيلها، أم أن مرجعيّتها منظمة التحرير الفلسطينية أم السلطة الفلسطينية؟ وتحت أي سقف سياسي ستعمل؟ ومن سيموّلها؟ وما هي أولوياتها الإدارية والاقتصادية والأمنية؟ والعديد من الأسئلة المشروعة التي لا جواب عليها.

المبادرة المصرية المسرّبة والتحركات الدولية الموازية، وكافة التفاصيل التي تُساق، تُعطي انطباعا بأنها بُنيت على قاعدة أن حماس والمقاومة منهارة، وأن الفلسطينيين في أزمة سحيقة ساحقة، وعلى حافة الهاوية، وبأن الاحتلال هو صاحب اليد العليا وصاحب القول الفصل.

الموضوعية تقتضي القول؛ بأن الاحتلال أيضا يعيش أزمة مركّبة لا تقل تعقيدا عن أزمة الجانب الفلسطيني؛ فالاحتلال يعاني من فشل عسكري وأمني، ويعاني من انقسامات سياسية داخل حكومة الحرب، ناهيك عن تراشق الاتهامات بين المعارضة من جهة وبين بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة من جهة أخرى، والأزمة الاقتصادية الناشئة بسبب الحرب والتي كلّفت الكيان خلال 80 يوما نحو 17.5مليار دولار حسب وزارة الحرب الصهيونية، ناهيك عن تأثّر كافة القطاعات الاقتصادية الأخرى سلبا، إضافة إلى ملف المستوطنين النازحين من الجنوب والشمال، وتوسّع دائرة الاستنزاف للاحتلال مع لبنان وفي البحر الأحمر مع اليمن، ناهيك عن فقدان العدوان للشرعية  في نظر الرأي العام والمجتمع الدولي.

المبادرة المصرية المسرّبة والتحركات الدولية الموازية، وكافة التفاصيل التي تُساق، تُعطي انطباعا بأنها بُنيت على قاعدة أن حماس والمقاومة منهارة، وأن الفلسطينيين في أزمة سحيقة ساحقة، وعلى حافة الهاوية، وبأن الاحتلال هو صاحب اليد العليا وصاحب القول الفصل
في المقابل أزمة قطاع غزة وحركة حماس كارثية إنسانيا؛ من ناحية الشهداء والجرحى وتدمير معظم قطاع غزة وكافة البنى التحتية المدنية، مع استمرار حالة الحصار والتجويع الذي يرقى إلى مستوى الإبادة وجرائم الحرب، ولكن هنا لا بد من الإشارة إلى عدة مسائل أهمها:

أولا: أن المقاومة لا زالت هي صاحبة اليد العليا في الميدان، وهو الأمر المحوري في مواجهة جيش الاحتلال الفاشل في تحقيق أهدفه، بالإضافة إلى خسائره القياسية والفادحة في العديد والمعدّات، ما يشكّل استنزافا ضاغطا عليه.

ثانيا: أن حركة حماس تملك ورقة قوة أخرى، بالإضافة إلى المقاومة، وهي ملف أسرى الاحتلال، والذي يشكّل نقطة ضعف كبيرة ضاغطة على قيادة الاحتلال السياسية والعسكرية في جبهته الداخلية.

ثالثا: أن الاحتلال استنفد كافة أهدافه العسكرية التي يمكنه الوصول إليها، كما استنفد قصفه للمدنيين قتلا وتدميرا، بمعنى آخر أن الفلسطيني لم يبق لديه ما يخسره بعد هذا الدمار الهائل، والذي تجاوز في مستواه ما أصاب المدن الألمانية في الحرب العالمية الثانية.

طالما أن سلّة أهداف الاحتلال بدأت تنضب، وطالما أن المقاومة لا زالت تملك زمام المبادرة والقدرة على استنزاف العدو على مدار الساعة حتى لو انسحب من المدن ولجأ إلى فكرة الحزام الأمني، فإن الطرف الفلسطيني في هذه الحالة يصبح قادرا على المناورة بامتلاكه أوراق القوة والضغط لفرض معادلة تتجاوز فكرة وقف العدوان فقط، والتي يحاول الاحتلال سقف أي حراك سياسي بها.

الثمن الذي دفعه الفلسطينيون وخاصة في قطاع غزة، يستحق أهدافا أكثر سُموّا من وقف العدوان فقط، ولا سيّما رفع الحصار بالكلية عن قطاع غزة، وفتح الباب للمفاوضات على مصير العديد من الملفات الوطنية والسياسية كالأقصى والقدس، والاستيطان، والأسرى، والدولة الفلسطينية، فالسابع من تشرين الأول/ أكتوبر محطة يجب البناء عليها، وعدم إهدار أي نقطة إنجاز فيها، وكما الفلسطيني في أزمة إنسانية فالاحتلال واقع في أزمات متعدّدة الأوجه محليا ودوليا
فوقف العدوان كهدف أوحد وكما تروّج له المبادرات السياسية، فهو على أهميته، لا يشكّل وصفة سحرية لإعادة إعمار غزة أو رفع الحصار عنها، ناهيك عن تحقيق جزء من تطلعات الشعب الفلسطيني أو تحقيق الأهداف السياسية والوطنية للمقاومة التي خرجت في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر تحت عنوان حماية الأقصى والقدس، ووقف الاستيطان، وإطلاق سراح الأسرى، ورفع الحصار، ناهيك عن التأسيس لفكرة زوال الاحتلال.

الثمن الذي دفعه الفلسطينيون وخاصة في قطاع غزة، يستحق أهدافا أكثر سُموّا من وقف العدوان فقط، ولا سيّما رفع الحصار بالكلية عن قطاع غزة، وفتح الباب للمفاوضات على مصير العديد من الملفات الوطنية والسياسية كالأقصى والقدس، والاستيطان، والأسرى، والدولة الفلسطينية، فالسابع من تشرين الأول/ أكتوبر محطة يجب البناء عليها، وعدم إهدار أي نقطة إنجاز فيها، وكما الفلسطيني في أزمة إنسانية فالاحتلال واقع في أزمات متعدّدة الأوجه محليا ودوليا.

تمتّع المقاومة بالقدرة على استمرار استنزافها للاحتلال وجيشه بالإضافة إلى امتلاكها ورقة الأسرى، يشكّل مدخلا مهما وقويا لتغيير المعادلات القديمة، وإعادة رسم المشهد مع الاحتلال، الذي لا بد أن يخضع لمعادلات القوّة في النهاية، بعد أن بدأت تظهر في جسده نتوءات ما بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر سياسيا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا، ما يشكّل فرصة تاريخية للجانب الفلسطيني، رغم حجم الألم والكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المبادرات الإسرائيلي غزة المصرية المقاومة مصر إسرائيل غزة المقاومة مبادرات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المبادرة المصریة من تشرین الأول أن الاحتلال وقف العدوان قطاع غزة فی أزمة التی ت

إقرأ أيضاً:

القسام تستهدف دبابة ميركافا بقذيفة الياسين 105 جنوب خان يونس

أعلنت كتائب القسام استهدافها دبابة ميركافا بقذيفة الياسين 105 أمس جنوبي مدينة خان يونس.

وفي سياق اخر؛  قال المكتب الإعلامي الحكومي أن الاحتلال الإسرائيلي قصف داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى للمرة الـ11.

وقال الإعلامي الحكومي " وفي سياق العدوان المستمر وجريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش "الاحتلال الإسرائيلي" بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة، ارتكبت قوات الاحتلال جريمة جديدة صادمة ومروعة، حين قصفت طائراته الحربية سطح المبنى الرئيسي في مستشفى شهداء الأقصى (وسط قطاع غزة)، ما أدى إلى إلحاق أضرار مادية مكان القصف.

واضاف : إنّ هذا الاستهداف الإجرامي يأتي للمرة الحادية عشرة منذ بدء حرب الإبادة الجماعية، في تكرار ممنهج لجرائم القصف التي طالت المستشفى ذاته، وهو ما يعكس إصراراً واضحاً على استهداف البنية الصحية، وانتهاك القوانين الدولية التي تحظر المساس بالمرافق الطبية والفرق الصحفية والمدنيين.


وأردف : إننا نُدين بأشد العبارات هذا العدوان الهمجي، ونؤكد أن استهداف المستشفيات يمثل خرقاً فاضحاً لكافة المواثيق الدولية والإنسانية، وفي مقدمتها اتفاقيات جنيف التي تُعنى بحماية المدنيين والمرافق الطبية زمن الحرب.

وزاد : كما نُحمّل "الاحتلال الإسرائيلي"، ومعه الإدارة الأمريكية والدول المتواطئة، المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المُمنهجة، التي تندرج ضمن سياسة واضحة لتدمير البنية الصحية.

وختم : نُجدد مطالبتنا العاجلة للمجتمع الدولي، والأمم المتحدة، ومنظماتها الإنسانية والحقوقية، بالتحرك الفوري للجم العدوان ووقف هذه الجرائم التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية، وبتوفير حماية دولية عاجلة للمستشفيات والعاملين فيها في قطاع غزة.

المسافة صفر.. اشتباكات ضارية بين كتائب القسام وجيش الاحتلال في جبالياالمسافة صفر.. القسام تعلن مقتـ..ل وإصابة عدد من جنود الاحتلال بشمال غزةبقذيفة الياسين.. القسام تهاجم قوات الاحتلال في بيت لاهيا شمال غزةالقسام تستهدف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة P29 في جنوب غزة طباعة شارك القسام جيش الاحتلال قذيفة الياسمين دبابة ميركافا مستشفي شهداء الاقصي

مقالات مشابهة

  • تحذير إسرائيلي: مشاهد الجوع غير الأخلاقية في غزة أفقدتنا الشرعية الدولية التي نحتاجها
  • مقتل 4 جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب قطاع غزة
  • مجلس النواب يدين الفيتو الأمريكي ضد مشروع قرار إنهاء العدوان الصهيوني على غزة
  • تفاصيل اجتماع حماس والجهاد في الدوحة
  • خليل الحية: الحركة لم ترفض مقترح ويتكوف.. نتنياهو العائق أمام وقف العدوان
  • داخلية غزة تتوعد العصابات التي اعترف الاحتلال بتشكيلها لنشر الفوضى
  • أيمن عودة ردا على إجراءات فصله من الكنيست: الشعب الفلسطيني سينتصر على الاحتلال
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى أكثر من 54 ألف شهيد
  • القسام تستهدف دبابة ميركافا بقذيفة الياسين 105 جنوب خان يونس
  • رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: نتنياهو يطيل أمد الحرب لضمان بقائه السياسي