قال الكاتب الصحفي د.أسامة السعيد، إنّه يجب أن نفرق بين مسارين أساسيين، الأول هو المسار المصري الأردني العربي وهذا المسار يبدو أنه كان مدركًا منذ فترة مبكرة للغاية منذ اندلاع هذا الصراع بأن هناك مشروعات تتجاوز رد الفعل الإسرائيلي تجاه عملية طوفان الأقصى وأن هناك مساعى إسرائيلية واضحة لتفريغ سكان قطاع غزة من سكانه كمرحلة أولى والانتقال بعد ذلك لتفريغ الضفة الغربية من سكانها باتجاه الأردن.

 

وأضاف، اليوم الأربعاء، خلال مداخلة له عبر قناة “القاهرة الإخبارية”، أن الموقف المصري والأردني ومن بعدهما الموقف العربي كان موقفًا متقدمًا، وكشف في مراحل مبكرة للغاية من هذا الصراع النوايا الإسرائيلية والمساعي الإسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية، وبالتالي اتخذت مصر والأردن موقفًا متماسكًا وحاسمًا برفض هذه المخططات، والدعوة بأن يتحمل المجتمع الدولي مسئولياته تجاه هذه المشروعات التي ستضر بالاستقرار والسلم والأمن الإقليمي والدولي. 

المقاومة تنشر مشاهد لطائرة دون طيار أسقطتها من سماء غزة فرنسا ترحب بتعيين سيجريد كاج كبيرة منسقي الشئون الإنسانية وإعادة إعمار غزة

وأوضح أن هذه المواقف مثلت حصنًا مهمًا وحائط صد قويًا في مواجهة المخططات الإسرائيلية، وهذه المواقف اكتسبت دعمًا دوليًا بانحياز الولايات المتحدة الأمريكية للرؤية المصرية الأردنية في هذا الصدد، وبالتالي تحول الموقف الدولي إلى دعم الرؤية المصرية الأردنية في هذا الصدد. 

وأشار إلى أن إسرائيل لا تزال أسيرة لأفكار ومخططات عنصرية ومتطرفة يقودها بعض الأشخاص والعناصر الأكثر تطرفًا في السياسة الإسرائيلية، موضحًا أن هذه العناصر مقتنعة تمامًا أن هذا المشروع الذي يجب أن تعمل عليه الحكومة الإسرائيلية بتفريغ قطاع غزة والضفة الغربية من سكانهم وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد، وإنهاء القضية بدلًا من البحث عن حلول. 

وأكد أن هذه العناصر لا تزال حتى هذه اللحظة متمسكة بهذه الرؤية وترى أن هذه هي اللحظة المناسبة لإنجاز هذا المخطط في ظل الدعم الأمريكي غير المحدود للرؤية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنه على هؤلاء السياسيين في إسرائيل أن يدركوا أن هذه المخططات سيكون لها ثمن فادح، فمصر والأردن لن يسمحا بأي حال من الأحوال بالمساس بأمنهم القومي، حيث كانت هناك رسائل واضحة في هذا الصدد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أسامة السعيد طوفان الأقصى الأقصى الولايات المتحدة الأمريكية أن هذه

إقرأ أيضاً:

عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم.. بين السياسة والوفاء لمصر

عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم، اسم يرن في تاريخ مصر السياسي والدبلوماسي كرمز للنزاهة والجدية والتفاني في خدمة الوطن. ولد في مدينة الإسكندرية عام 1876، في بيت معروف بالتجارة والثقافة، حيث كان والده أحمد يحيي من كبار تجار القطن، ينتمي منذ بداياته إلى حزب الوفد، وكان له موقف راسخ في خدمة وطنه. 

عبدالفتاح يحيى نشأ في بيئة تجمع بين العمل التجاري والاجتماعي، ما أكسبه فهما عميقا للاقتصاد والمجتمع المصري، كما ورث عنه حب الوطن والانتماء الوطني الذي سيصنع لاحقا مسارا سياسيا غنيا بالعطاء والإنجازات.

في حياته العملية، تجسد دور عبدالفتاح باشا في شتى مناحي السياسة والدبلوماسية، فقد تقلد مناصب عديدة بداية من وزارة العدل، مرورا بمجلس الشوري، وصولا إلى رئاسة وزراء مصر. 

لم يكن مجرد سياسي تقليدي؛ بل كان رجلا يرى في السياسة وسيلة لخدمة المواطنين وتحقيق العدالة، خلال توليه وزارة العدل، حرص على تطوير النظام القضائي وتعزيز استخدام اللغة العربية في المحاكم المختلطة، مؤمنا أن اللغة ليست وسيلة للتواصل فحسب، بل هوية وطنية يجب الحفاظ عليها ودعمها.

وقد برز اسمه بشكل أكبر عندما تولى رئاسة مجلس الوزراء بين عامي 1933 و1934، حيث شكل حكومة كان هدفها خدمة الشعب المصري وتعزيز الاستقلال السياسي للبلاد. 

كان في هذه المرحلة محوريا في سن نظام أداء اليمين القانونية للوزراء أمام الملك، خطوة رائدة عززت من شفافية العمل الحكومي ونظام المساءلة داخل الدولة.

لم يقتصر دوره على الجانب السياسي الداخلي، بل امتدت بصماته إلى السياسة الخارجية، حيث احتفظ أثناء رئاسته للوزارة بمنصب وزير الخارجية، ما أتاح له أن يمثل مصر في المحافل الدولية ويثبت مكانتها بين الأمم.

عبدالفتاح باشا لم يكن بعيدا عن هموم المواطن البسيط، فقد أصدر قرارا بتخفيض إيجار الأطيان الزراعية عام 1932 بمقدار ثلاثة أعشار قيمتها، وهو قرار يعكس اهتمامه المباشر بمصالح الفلاحين والطبقة العاملة في الريف، ويبرهن على حبه لبلده وحرصه على العدالة الاجتماعية. 

كما كان له موقف حاسم من مؤسسات الإدارة المحلية التي لم تكن تعكس تطلعات المصريين، حيث قام بحل مجلس بلدي الإسكندرية الذي كان ذا صبغة دولية وأعضاؤه أجانب، مؤكدا أن مصر للأهالي وأن قراراتها يجب أن تخدم مصالح الشعب المصري أولا.

إضافة إلى ذلك، عمل على تنظيم وزارة الخارجية بشكل دقيق، محددا اختصاصات إداراتها، وهو ما ساعد على تعزيز كفاءة العمل الدبلوماسي، وفتح الطريق أمام جيل من الدبلوماسيين الذين يتطلعون لبناء مصر على أسس متينة. 

كل هذه الإنجازات لم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة لرؤية وطنية واضحة وإيمان راسخ بأن مصر تستحق قيادة واعية ومخلصة تعمل بلا كلل من أجلها.

حين نتحدث عن عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم، نتحدث عن رجل جمع بين الصرامة والنزاهة والحكمة والإنسانية، رجل لم ينس جذوره ولم يبتعد عن هموم شعبه، رجل جعل من السياسة أداة لخدمة الوطن والناس على حد سواء. 

إن تاريخه يذكرنا بأن القيادة الحقيقية ليست مجرد منصب، بل مسؤولية تجاه الوطن والمواطن، وأن الحب الحقيقي لمصر يظهر في القرارات الصغيرة والكبيرة، في العدالة الاجتماعية، وفي الدفاع عن هوية البلاد ومصالحها.

عبدالفتاح باشا ترك إرثا عميقا في الذاكرة المصرية، ليس فقط كسياسي ودبلوماسي، بل كمواطن عاش وحلم وعمل من أجل مصر، وعلمنا أن الوطنية ليست شعارات ترفع، بل أفعال تمارس يوميا، وأن الالتزام بحقوق الناس هو السبيل لبناء وطن قوي وكريم. 

وبالرغم من مرور السنوات، يظل اسمه محفورا في صفحات التاريخ، مثالا للنزاهة، للحكمة، وللإخلاص، وللحب الحقيقي لمصر، حب يتجاوز الكلمات ويصل إلى الأفعال، لتبقى مصر دائما في المقدمة، ولتبقى ذكراه مصدر إلهام لكل من يحب وطنه ويعمل من أجل رفعتها.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تعتمد قرارًا يلزم “إسرائيل”بإدخال المساعدات وعدم تهجير الفلسطينيين بغزة
  • العلامة الخطيب: مخططات خطيرة تهدد لبنان
  • عبدالفتاح باشا يحيى إبراهيم.. بين السياسة والوفاء لمصر
  • سرقة الأسورة الأثرية تهز المتحف المصري وجلسة 14 ديسمبر للفصل في القضية
  • تركيا: هدف “نتنياهو” الأساسي هو تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية
  • مرافعة نارية للنيابة العامة في قضية طفل المنشار قاتل صديقه .. فيديو
  • في اتصال مع جوتيريش.. مصر تؤكد رفض تهجير الفلسطينيين وتشدد على دور الأونروا
  • مشعل: القضية الفلسطينية استعادت حضورها الدولي والطوفان كشف الوجه الحقيقي لـ"إسرائيل"
  • من إسلام آباد.. الرئيس الإندونيسي يجدد التزام بلاده بدعم القضية الفلسطينية
  • الأورومتوسطي: تبعات خطة تقسيم غزة تؤدي فعليًا إلى تهجير السكان الفلسطينيين