جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي .. دور محوري يثري مجتمع الأبحاث العالمي
تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT
واصلت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي خلال العام الجاري 2023، مبادراتها الرائدة ومشاريعها المبتكرة التي تعكس دورها البارز والداعم لمجتمع الأبحاث العالمي.
وشهد العام الجاري تأثيراً إيجابياً للذكاء الاصطناعي التوليدي في القطاع الصناعي، وعززت الجامعة دورها على صعيد بناء القدرات الصناعية من خلال العمل على مشاريع تطبيقية كبرى بالتعاون مع شركاء رائدين عالمياً.
وشملت هذه المشاريع تطوير نماذج لغوية كبيرة متقدمة وابتكار بنى تحتية خاصة بالبرمجيات، مثل تطوير “جيس”، وهو النموذج اللغوي الكبير العربي الأكثر تقدماً بالشراكة مع شركة “سيريبراس سيستمز”، وشركة “كور 42” التي يقع مقرها في أبوظبي والتابعة لمجموعة “جي 42”.
وعملت مجموعة من الباحثين من جامعة كاليفورنيا سان دييغو وجامعة كاليفورنيا بيركلي وجامعة كارنيغي ميلون وجامعة ستانفورد وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي على تطوير نموذج لغوي كبير مستدام يحمل اسم “فيكونا” تم إطلاقه خلال العام.
وكشفت الجامعة أخيراً عن “جيس للمناخ” في مؤتمر الأطراف “COP28” الذي عُقد في دبي، وهو أول نموذج لغوي كبير ثنائي اللغة مخصص للمناخ في العالم، وقد تم تطويره أيضاً بالتعاون مع شركة “كور 42”.. كما تعاونت الجامعة مع شركتيّ “بيتووم” و”سيريبراس سيستمز” لإطلاق منصة للنماذج اللغوية مفتوحة المصدر “LLM360” بهدف تعزيز الشفافية والثقة والتعاون البحثي.
ومع إطلاق معهد النماذج التأسيسية إلى جانب مركز الميتافيرس، عززت الجامعة مكانتها في طليعة تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وبما أن الصحة تشكل إحدى ركائزها البحثية الرئيسية الثلاث، فقد برزت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي كقوة مهمة في مجال الرعاية الصحية الرقمية، إذ عقدت شراكات مع بعض الشركات الناشئة الأكثر نشاطاً وابتكاراً في العالم ضمن الملكية الفكرية المشتركة، كما وقّعت خلال هذا العام اتفاقيات مع مستشفى “كليفلاند كلينك أبوظبي”، وشركة “بيور هيلث”، وشركة “كيورس إيه آي”، وشركة “إنفنت برين تكنولوجي”، ومؤسسة الإمارات للخدمات الصحية.
ونتيجة لتركيزها على الأبحاث ونجاحها في جذب بعض ألمع العقول في العالم، ارتقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، التي أُدرجت ضمن تصنيفات المؤسسة التي تُعنى بعلم الحاسوب “CSRankings” في العام 2022، إلى المرتبة 18 عالمياً في تخصصات الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية وتعلّم الآلة ومعالجة اللغات الطبيعة، وفقاً لتصنيفات 2023.
كما ارتفع عدد أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة إلى 64 عضواً في العام 2023، مع الإشارة إلى أن أكثر من نصف هؤلاء الأعضاء انضموا إليها بعد أن عملوا في أفضل مئة مؤسسة متخصصة في الذكاء الاصطناعي حول العالم.
ونظمت الجامعة أول حفلتَي تخرّج لطلابها في يناير دفعة العام 2022، ويونيو دفعة العام 2023، حيث تخرّج 111 طالبا ونالوا شهادات الماجستير في علوم الحاسوب أو تعلّم الآلة أو معالجة اللغات الطبيعية، وقد بقي 86 في المائة من الخريجين في المنظومة المحلية للذكاء الاصطناعي، ما يعكس مهمة الجامعة المتمثلة في تطوير المواهب وتدريبها والاحتفاظ بها لتعزيز اقتصاد دولة الإمارات.
أما عدد طلاب الجامعة، فقد ارتفع إلى 276 طالباً من أكثر من 40 جنسية، غالبيتهم من مؤسسات جامعية عالمية رائدة، وبلغت نسبة الطلاب الإماراتيين 19 في المائة فيما بلغت نسبة الإناث 39 في المائة، وهي نسبة أعلى بكثير من تلك التي تسجلها المؤسسات الأخرى المتخصصة في علم الحاسوب حول العالم.
وأطلقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في العام 2023 قسمين جديدين مخصصين لعلم الروبوتات وعلوم الحاسوب، إلى جانب مركز حضانة وريادة الأعمال، وذلك من أجل مواصلة تطوير منظومة الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات والمساهمة في تطوير الابتكار والأبحاث المتقدمة عالمياً للتوصل إلى حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي.
وحصلت الجامعة خلال هذا العام على أول براءة اختراع لها من مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية، تحت عنوان “محولات كتابة خط اليد”.
وقدم الباحثون في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أكثر من 537 ورقة بحثية خلال هذا العام، كما أطلقوا ثمانية مشاريع ممولة للتعاون البحثي.
وشهد العام 2023 العديد من المحطات المهمة بالنسبة إلى الجامعة، أبرزها تقديم أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب 30 ورقة بحثية في المؤتمر الدولي للرؤية الحاسوبية الذي عُقد في العاصمة الفرنسية باريس في أكتوبر، و44 ورقة بحثية في مؤتمر الأساليب التجريبية في معالجة اللغات الطبيعية الذي عُقد في سنغافورة في شهر ديسمبر، و53 ورقة بحثية في المؤتمر السابع والثلاثين لنظم معالجة المعلومات العصبية الذي عُقد في ديسمبر في نيو أورلينز.
كما احتفت الجامعة بتخريج دفعتين من البرنامج التنفيذي في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، مما ساهم في تزويد 125 مديراً تنفيذياً رفيعي المستوى بالمهارات اللازمة لتحقيق منافع الذكاء الاصطناعي داخل القطاع الصناعي في دولة الإمارات.
وأدت الجامعة دوراً فاعلاً في نجاح مؤتمر الأطراف “COP28” في دبي، من خلال مشاركتها في مجموعة من الفعاليات ضمن مركز التعليم الأخضر الذي نظمته وزارة التربية والتعليم، وذلك من أجل تعزيز الدور الرئيسي الذي يمكن أن يؤديه الذكاء الاصطناعي في تحقيق أهداف الحد من تغير المناخ وأهمية دمج تقنياته في المناهج الدراسية.
وأشاد البروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بالنجاح الذي حققته الجامعة في تعزيز التنوع في صفوف أعضاء هيئتها التدريسية ومجتمع خريجيها في العام 2023؛ وقال : إن الجامعة طورت عدداً كبيراً من الأصول الفكرية وهي تستضيف مجموعة كبيرة من المواهب، ما أتاح لها تأدية دور رئيسي في البحث والتطوير ضمن مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأضاف البروفيسور إريك زينغ : نواصل عملنا نحو تدريب الجيل القادم من الخبراء في الذكاء الاصطناعي الذين سيساهمون في رفع مستوى المعرفة والتميّز في هذا المجال الحيوي من أجل مستقبل أفضل للبشرية، نفخر بالإنجازات المؤثرة التي حققناها خلال أربعة أعوام فقط من العمل، ونتطلع لتحقيق المزيد في الأعوام المقبلة.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
مهندسو الذكاء الاصطناعي شخصية عام 2025 بمجلة تايم
اختارت مجلة "تايم" الأميركية مهندسي الذكاء الاصطناعي شخصية عام 2025، وفي مقدمتهم جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، التي أصبحت خلال العام الجاري الشركة الأعلى قيمة في العالم بفضل هيمنتها على الرقائق المستخدمة في تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.
وقالت المجلة، في تقرير موسّع، إن هوانغ (62 عاما) تحول من مدير لشركة متخصصة في بطاقات الرسوميات إلى أحد أبرز قادة الثورة التقنية الحالية، مشيرة إلى أن نفوذ إنفيديا تجاوز المجال التجاري ليصبح عاملا مؤثرا في السياسة الدولية وصناعة القرار، مع تصاعد الطلب العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ونقلت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله لهوانغ خلال زيارة رسمية "أنت تستولي على العالم".
ووفقًا للمجلة، شهد عام 2025 سباقا عالميا كبيرا لنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي، بعدما تراجعت النقاشات المتعلقة بمخاطرها لصالح تسريع تبنّيها. وأكد هوانغ أن "كل صناعة وكل دولة تحتاج إلى الذكاء الاصطناعي"، واصفًا إياه بأنه "أكثر التقنيات تأثيرًا في عصرنا".
وأشارت مجلة "تايم" إلى أن عدد مستخدمي تطبيق "شات جي بي تي" تجاوز 800 مليون مستخدم أسبوعيا، في حين اعتمدت شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل ميتا وغوغل وتسلا، على استثمارات ضخمة لتسريع تطوير النماذج الذكية وإدماجها في منتجاتها وخدماتها، مما دفع بعض الخبراء لوصف هذا التوسع بأنه "ثقب أسود" يبتلع رؤوس الأموال العالمية.
2025 was the year when artificial intelligence’s full potential roared into view, and when it became clear that there will be no turning back.
For delivering the age of thinking machines, for wowing and worrying humanity, for transforming the present and transcending the… pic.twitter.com/mEIKRiZfLo
— TIME (@TIME) December 11, 2025
تحذيروفي المقابل، حذّر باحثون من تطور قدرات الأنظمة الذكية على الخداع والمناورة والابتزاز، مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى المضلل والمقاطع المزيفة.
إعلانوكشفت المجلة أن الشركات المطوّرة للنماذج الكبرى تبنّت خلال العام الماضي أساليب جديدة لتدريب الأنظمة، تقوم على السماح للنموذج بـ"التفكير" في الإجابة قبل إصدارها، الأمر الذي عزز قدراته المنطقية ورفع الطلب على خبراء الرياضيات والفيزياء والبرمجة والعلوم المتخصصة لإنتاج بيانات تدريبية أكثر تعقيدًا.
وخلص تقرير "تايم" إلى أن عام 2025 شكّل نقطة تحوّل فارقة في مسار الذكاء الاصطناعي، بعدما أصبح محركا رئيسيا في السياسة والاقتصاد والمجتمع، وأحد أكثر أدوات المنافسة بين القوى الكبرى تأثيرًا منذ ظهور الأسلحة النووية.