موقع 24:
2024-06-02@19:34:26 GMT

كيف يتعيّن الرد على إشارات بوتين حول التفاوض؟

تاريخ النشر: 28th, December 2023 GMT

كيف يتعيّن الرد على إشارات بوتين حول التفاوض؟

بعد تقرير أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يرسل بهدوء إشارات إلى انفتاحه على وقف لإطلاق النار في أوكرانيا، ارتفعت أصوات تنادي بعدم تفويت هذه الفرصة.

منع روسيا من تحقيق أهدافها والتحول إلى إعادة إعمار أوكرانيا وتحديثها سيمثل تحية دائمة للأوكرانيين


كتب عضو هيئة التحرير في "نيويورك تايمز" سيرج شميمان أن ثمة محاذير كثيرة لهذه الخطوة، منها أن الهدنة ستترك لبوتين السيطرة على نحو خُمس الأراض الأوكرانية، وأن الرئيس الروسي غير جدير بالثقة، وقد يستخدم المفاوضات المطولة لتعزيز قواته من أجل اندفاعة متجددة، أو لتهدئة المشرعين الغربيين، ودفعهم إلى قطع المساعدات عن أوكرانيا.

وربما يماطل على أمل أن يعود دونالد ترامب، خياره المفضل للرئاسة، إلى البيت الأبيض ويقطع المساعدات عن أوكرانيا.
مع ذلك، إذا تبين أن بوتين جاد، فينبغي على أوكرانيا ألا تفوت فرصة إنهاء إراقة الدماء. فالأراضي المستردة ليست المقياس الوحيد للانتصار في هذه الحرب. تكهن قاتم

يُظهر فحص الواقع المؤلم أن الجبهة الأوكرانية الروسية التي يبلغ طولها 600 ميل في حالة تجمد مجازي وحرفي، مما يستنزف الموارد والأرواح الأوكرانية بدون الكثير من احتمالات التغيير في المستقبل المنظور. لقد تسبب الهجوم الأوكراني المضاد الذي طال انتظاره خلال الأشهر الستة الماضية بكلفة باهظة من حيث الخسائر البشرية والعتاد، لكنه بالكاد حرك الخطوط الأمامية. وقال القائد العسكري الأعلى في أوكرانيا إن القتال وصل إلى "طريق مسدود"، وهي فكرة اعتبرت من المحرمات منذ وقت ليس ببعيد، ولن يتمكن من كسرها سوى اختراق تكنولوجي غير متوقع من جانب أو آخر. ومع اقتراب السنة من نهايتها، قام مشرعون في الولايات المتحدة وأوروبا بشكل منفصل بتعليق حزم المساعدات التي تحتاج إليها أوكرانيا بشدة، وليس هناك من يقين بشأن أدائهم في السنة الجديدة.

 

“Ukraine doesn’t need all its territory to defeat Putin”

This is called redefining success, David. pic.twitter.com/SOOtb6px9V

— Douglas Ritz (@douglasritz) December 27, 2023


يضيف الكاتب أنه لا يزال من الممكن أن يتخذ الصراع منحى غير متوقع، كما حدث من قبل. ولكن الاحتمال في هذه المرحلة يتلخص في اندلاع حرب استنزاف طويلة، من شأنها أن تلحق المزيد من الضرر بأوكرانيا، وأن تضحي بالمزيد من الأرواح وتنشر عدم الاستقرار في أوروبا. يقول مايكل كيماج، مؤلف كتاب "صدامات"، وهو كتاب تاريخ جديد عن الحرب، إن الطريقة التي تسير بها الأمور ستؤدي إلى أن "تؤوي أوكرانيا في المستقبل المنظور أخطر خط صدع جيوسياسي في أوروبا". وهو يتوقع صراعاً لا نهاية له من شأنه أن يؤدي إلى تعميق عزلة روسيا عن الغرب وتكريس البوتينية وتأخير اندماج أوكرانيا في أوروبا.
هذا على الأقل هو التكهن القاتم إذا استمر تحديد النصر في الحرب على المستوى الإقليمي، وتحديداً هدف إخراج روسيا من جميع الأراضي الأوكرانية التي احتلتها سنة 2014 وعلى مدى الأشهر الـ22 الماضية.

طريقة خاطئة

إن استعادة الأراضي هي الطريقة الخاطئة لتخيل النتيجة الفضلى وفق الكاتب. إن النصر الحقيقي لأوكرانيا يتلخص في النهوض من جحيم الحرب كدولة قوية ومستقلة ومزدهرة وآمنة وراسخة في الغرب. سيكون هذا بالضبط أكثر ما يخشاه بوتين من دولة مجاورة لها علاقات تاريخية عميقة مع روسيا.
من المفهوم أن أي حديث عن الهدنة هو أمر صعب بالنسبة إلى فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني الجريء الذي سعى بثبات إلى تقديم صورة للنجاحات الثابتة في ساحة المعركة بشكل يعزز المعنويات. وسيكون من المؤلم والصعب جداً على المستوى السياسي بالنسبة إليه أن يوقف القتال من دون معاقبة روسيا وأن يتركها تسيطر على جزء كبير من الأراضي الأوكرانية.

 

"Ukraine doesn't need all its territory to defeat Putin"
(no idea what level of cope that is)
The New York Times writes:

Taking back territory is the wrong way to imagine a better outcome. The real victory for Ukraine is to rise from the hell of war as a strong, independent,… pic.twitter.com/pHmulAqivY

— -- GEROMAN -- time will tell - ???? -- (@GeromanAT) December 27, 2023


لكن استكشاف الهدنة لا يعني الابتعاد عن الميدان وفق الكاتب. على العكس من ذلك، يجب أن يستمر القتال حتى عندما تبدأ المحادثات، للحفاظ على الضغوط العسكرية والاقتصادية على روسيا. وينبغي عدم السماح لهؤلاء الأشخاص الذين يقاومون استمرار المساعدات لأوكرانيا، سواء أكانوا بعض الجمهوريين في الكونغرس أو فيكتور أوربان في المجر، بالتخلي عن الأوكرانيين الآن. إذا كان بوتين يبحث جدياً عن وقف إطلاق النار فهو يفعل ذلك على افتراض أن البديل هو استمرار المذبحة لجنوده، وأنه لا يوجد شيء آخر يمكن تحقيقه من خلال التدمير أو العنف أو التهديد.

لا انتصار لروسيا لا يعني وقف القتال منح بوتين النصر، مهما كان صوته مرتفعاً وهو يدعي ذلك. لن تقبل أوكرانيا ومعظم دول العالم ضمه لأي من الأراضي الأوكرانية. لقد تعرض الجيش الروسي للإهانة والإذلال وانقطع اقتصاد البلاد عن الغرب. لقد شن بوتين الغزو قبل 22 شهراً وهو مقتنع بأنها ستكون بالفعل "عملية عسكرية خاصة" وأن الحكومة الأوكرانية ستستسلم فوراً، وأن الغرب سيثبت عجزه وأن العميل الذي تنصبه موسكو سيضمن ألا تصبح أوكرانيا مستقلة وناجحة وحرة وعضواً في الاتحاد الأوروبي.
بدلاً من ذلك، اضطرت روسيا إلى الانسحاب بشكل فوضوي من كييف وانزلقت في حرب باهظة الكلفة مع أوكرانيا قوية ومدعومة بمليارات الدولارات من الأسلحة والأموال الأمريكية والأوروبية. لزم القوات الروسية بقيادة مرتزقة أكثر من عام وخسائر فادحة للسيطرة على مدينة واحدة، باخموت؛ ولا تزال مدينة رئيسية أخرى، وهي أفدييفكا، في أيدي الأوكرانيين بالرغم من موجة تلو الأخرى من الجنود.
تم إرسال آلاف مؤلفة من الجنود الروس إلى مذابحهم، وفر عدد لا يحصى من أفضل وألمع شباب روسيا من البلاد، سواء لتجنب الحرب أو السجن بسبب معارضتها. أدى سوء إدارة الحرب إلى تمرد قصير الأمد من قبل رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، والذي أعقبه مقتله في حادث تحطم طائرة من شبه المؤكد أن الكرملين خطط له.
ووضعت عقوبات قاسية حداً لجميع التعاملات التجارية مع الغرب تقريباً وأدت إلى تفاقم التضخم، بالرغم من أن بوتين وجد طرقاً لإثراء أصدقائه. وبينما حصل الاقتصاد الروسي على دفعة قصيرة المدى من تغذية الآلة العسكرية وسد الفجوات التي خلفتها العقوبات، فإن التوقعات على المدى الطويل قاتمة.

من نواحٍ عدة، حقق بوتين عكس ما كان يعتزم القيام به. لقد خرجت الأمة الأوكرانية التي استهزأ بوجودها أقوى بعد الصعوبات. وفي 14 ديسمبر (كانون الأول)، وافق الاتحاد الأوروبي رسمياً على فتح مفاوضات الانضمام مع أوكرانيا، وهو التحول نحو الغرب الذي خاض بوتين الحرب من أجل عرقلته. كذلك، انضمت فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتقترب السويد من العضوية. هذه ليست عناصر انتصار.

 

ليست سبباً للآمال الكاذبة بعد زيارته الأخيرة لواشنطن، ينبغي على زيلينسكي ألا يتوهم أن الصنبور الأمريكي مفتوح، خصوصاً إذا عاد ترامب إلى البيت الأبيض. في مؤتمره الصحافي المشترك مع زيلينسكي، أعاد الرئيس بايدن الذي كان شعاره منذ فترة طويلة دعم أوكرانيا "طالما لزم الأمر"، صياغة التعهد كي يصبح "طالما أمكننا ذلك". وفي الاتحاد الأوروبي، قام أوربان بتقييد الموافقة على مبلغ 50 مليار يورو أخرى لأوكرانيا.
من المفهوم أن احتمال ضخ موارد لا نهاية لها في عملية عسكرية متعثرة سيثير مقاومة. وسيكون من الصعب على المشككين أن يشككوا في المساعدات الإضافية إذا كان هناك احتمال بإنهاء القتال والتحول نحو إعادة إعمار أوكرانيا.
وفق الكاتب، لن يكون من السهل تحقيق الهدنة أو مراقبتها. لكن المحادثات والكتابات حول النماذج المحتملة المختلفة كانت تنتشر بهدوء في الدوائر الحكومية ومراكز الأبحاث. وقد كتب مؤلفا التقرير الأحدث، صامويل شاراب من مؤسسة راند وجيريمي شابيرو من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أنه مهما كانت احتمالات السلام قاتمة، فإن الحرب "ستنتهي على الأرجح عبر نوع من المفاوضات".
واقترحا أن تركز المرحلة الأولى من المحادثات بالاتفاق على وقف الأعمال العدوانية وفض الاشتباك بين القوات وإنشاء بعثة مراقبة تابعة لطرف ثالث. وتتمثل العقبة التالية في وضع ترتيبات أمنية تمنح أوكرانيا الضمانات التي تحتاج إليها مع الأخذ في الاعتبار معارضة روسيا لعضو في الناتو على حدودها الشرقية. وقد تدخل العديد من القضايا الأخرى هذا المزيج مثل جرائم الحرب الروسية والتعويضات والعقوبات. وأي هدنة ستكون أقل بكثير من التسوية النهائية. تحية لكن الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان بوتين جاداً بشأن وقف إطلاق النار، وما إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، هو محاولة ذلك.
إن منع روسيا من تحقيق أهدافها والتحول إلى إعادة إعمار أوكرانيا وتحديثها سيمثل تحية دائمة للأوكرانيين الذين قدموا التضحية القصوى للحفاظ على وجود أمتهم. ولن تمنع أي هدنة موقتة أوكرانيا بشكل دائم من استعادة كل أراضيها، ختم شيمان.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: حصاد 2023 التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية روسیا من إذا کان

إقرأ أيضاً:

روسيا: واشنطن تتسامح مع كييف بما يتناسب معها في معركتها ضدنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف، اليوم "السبت" إن "الولايات المتحدة تتسامح مع كييف بقدر ما يتناسب معها في معركتها ضد روسيا".

وأوضح لافروف - وفقا لما أوردته وكالة أنباء (تاس) الروسية - أن نظام كييف يناسب الولايات المتحدة والغرب كأداة في حربهم ضد روسيا، لذا فهم يتغاضوا عن أوكرانيا في كثير من تصرفاتها.

وأضاف وزير خارجية روسيا أن "النفاق والتواطؤ مع أعوانهم والتسامح معهم كثيرا بما في ذلك التصرفات الصارخة للتعريف بالفكر النازي نظريا وعمليا الذي أصبح شائعا فقط لأن هؤلاء الأشخاص يناسبون الغرب والولايات المتحدة كأداة في معركتهم ضد الاتحاد الروسي".

وكان لافروف قد أعلن - في تصريحات سابقة له- أن الرئيس بوتين اتخذ القرار بشن هذه العملية العسكرية الخاصة كي يتمكن الأوكرانيون، بعد تحريرهم من هذا القمع، من تقرير مصيرهم بحرية" مؤكدا أن روسيا ستفعل كل ما بوسعها لضمان استقلال الحكومة الأوكرانية وقدرتها على تمثيل تنوع الشعب الأوكراني".

ولفت لافروف إلى أن الحكومة الحالية تقع تحت سيطرة خارجية، وتسعى لدعم وتشجيع الفلسفة النازية، كما أنها تحت سيطرة الغرب.

يذكر أن من بين الأهداف المباشرة التي حددها بوتين للعملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا; هي نزع سلاح أوكرانيا وإزالة الطابع النازي عنها.

مقالات مشابهة

  • أوكرانيا تسقط عدداً من الطائرات المسيرة
  • عن التطور التاريخي في الحرب الروسية الأوكرانية
  • روسيا: واشنطن تتسامح مع كييف بما يتناسب معها في معركتها ضدنا
  • هل يستسلم الغرب لشروط روسيا لإنهاء الحرب على أوكرانيا؟
  • تركيا تحذّر من خطر اتّساع الأزمة الأوكرانية
  • هاشتاج «الحرب العالمية الثالثة» يجتاح «إكس» بسبب أسلحة فرنسا.. ما القصة؟
  • خبير عسكري: الغرب لن يسمح لروسيا بالانتصار في أوكرانيا
  • تصريحات جديدة لزيلينسكي عن المفاوضات وعقد اتفاق سلام مع روسيا
  • روسيا تفتح جبهة جديدة.. خرائط توضح ثلاث معارك رئيسية في الحرب الأوكرانية
  • ضغوط دولية للسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأمريكية لضرب روسيا