ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن الجيش الإسرائيلي يوسع نطاق هجومه البري في قطاع غزة ليشمل مخيمات اللاجئين الحضرية المكتظة بالسكان في الجزء الأوسط من القطاع، فيما ترددت أنباء أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض طلبات من مسؤولي الأمن بوضع خطط للسيطرة على غزة بعد أن تنتهي الحرب مع حماس.

وقالت الصحيفة في تقرير عبر موقعها الإليكتروني، إنه خلال الأيام القليلة الماضية، تم إرسال ثلاثة طلبات إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نيابة عن مديري الموساد والشاباك ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي ووزارة الدفاع لترتيب اجتماع بشأن القرارات ذات الصلة بالوضع لاحقا، كي تعلن إسرائيل أنها حققت أهدافها ضد حماس التي تسيطر على قطاع غزة، وفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية.

ونسبت التقارير إلى مسئول أمني، لم تذكر اسمه قوله إن جميع هذه الطلبات تم رفضها، كما أن الوقت ينفد ويتعين اتخاذ قرارات بالفعل بشأن كيفية التصرف فيما يتعلق بجميع الجهات الفاعلة ذات الصلة داخل قطاع غزة وخارجه ويرغب الأمريكيون في الحصول على توضيحات.

وأشارت الجارديان إلى أن هذه التقارير تأتي وسط مزاعم في وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن نتنياهو ووزير دفاعه، يوآف جالانت، رفضا أيضا مناقشة الانتقال الذي طال انتظاره من مرحلة القتال الحالي «عالي الكثافة» إلى عبارة جديدة تركز على استهداف أكثر دقة لـ قادة حماس، فيما أفاد تقرير آخر بأن نتنياهو لم يسمح لجالانت بإجراء مناقشات تفصيلية مع الموساد حول صفقة إطلاق سراح رهائن محتملة.

ورأت الصحيفة أن نتنياهو ربما يرغب في تأجيل مثل هذه المناقشات لحماية منصبه كرئيس للوزراء: فحكومة الوحدة التي شكلها في زمن الحرب سوف تُحل بعد أن تضع الحرب أوزارها، واعتبرت أن أي حل لغزة يشمل جهات فلسطينية، مثل عودة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، يهدد الاستقرار لحكومته الائتلافية اليمينية المتطرفة.

واستعرضت الصحيفة الوضع على الأرض في غزة، قائلة إن إسرائيل وسعت هجومها ضد حماس، وتوسعت لتشمل العديد من مخيمات اللاجئين المكتظة بالقرب من مدينة دير البلح بوسط البلاد، فضلا عن شن غارات جوية مكثفة على مدينتي خان يونس ورفح الجنوبيتين، وجميعها مناطق يسيطر عليها الجيش وطلبت من الفلسطينيين البحث عن مأوى في وقت سابق من الحرب.

واضطر الآلاف من العائلات الفلسطينية التي فرت من مخيم البريج، الذي تعرض لقصف مكثف خلال الليل إلى نصب خيم في شوارع دير البلح.

ونسبت الجارديان إلى المواطن الفلسطيني رامي أبو مصعب قوله إن طائرات حربية حلقت في سماء المنطقة وترددت أصداء إطلاق نار وانفجارات من الطرف الشرقي للمخيم، وأضاف أن منزلا بالقرب من المكان الذي يلجأ إليه تعرض للقصف، لكن لم يتمكن أحد من الوصول إلى المنطقة.. وقالت هيئة الصحة في القطاع أن أكثر من 200 شخص قتلوا خلال الـ 24 ساعة الماضية.

ومنذ عشية عيد الميلاد، شهدت الأراضي الفلسطينية المحاصرة بعضا من أكثر الأيام دموية في الصراع المستمر منذ 12 أسبوعا حتى الآن.

وأصبحت الحرب الانتقامية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة بالفعل واحدة من أكثر الصراعات تدميرا في القرن الحادي والعشرين، حيث تشير التقديرات إلى مقتل أكثر من 20 ألفا و900 شخص وإصابة 55 ألفا آخرين، واضطر 85% من سكان الأراضي الفلسطينية البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى الفرار من منازلهم.

ورغم من تصاعد الاستنكار الدولي بشأن الكارثة الإنسانية، بما في ذلك الانتقادات المتزايدة من الولايات المتحدة، الحليف الأكثر أهمية لإسرائيل، قال نتنياهو إن إسرائيل ستستمر في تحقيق «النصر الكامل» على حماس (على حد وصفه).

ومضت الصحيفة البريطانية تقول إن الانقسامات تزايدت داخل إدارة بايدن بشأن السياسة الإسرائيلية، حيث قال بعض المسؤولين إن الولايات المتحدة وجدت العديد من الأسباب لتبرير هذا النفاق الكبير في عمليات القتل واسعة النطاق بحق للفلسطينيين في غزة.

اقرأ أيضاًمطار العريش يستقبل 352 طائرة مساعدات لغزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي

بدء أعمال الجلسة الخاصة للبرلمان العربي لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة والتصعيد بالضفة الغربية

اليوم.. البرلمان العربي يُناقش مستجدات الأوضاع في غزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: احداث فلسطين اخبار فلسطين اسرائيل اسرائيل ولبنان الاحتلال الاسرائيلي الحدود اللبنانية الحدود مع لبنان تل ابيب صراع اسرائيل ولبنان طوفان الاقصى عاصمة فلسطين غلاف غزة فلسطين فلسطين اليوم قصف اسرائيل قطاع غزة قوات الاحتلال لبنان لبنان واسرائيل مستشفيات غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حركة حماس بين فكي العشائر الفلسطينية وتراجع الدعم الإيراني.. صراع نفوذ ومعركة بقاء في غزة

رغم الضربات التي تلقتها منذ السابع من أكتوبر 2023، لا تزال حركة حماس تحتفظ بنفوذها وقدراتها العملياتية في قطاع غزة، إلا أنها تواجه تحديين كبيرين يهددان موقعها: تمرّد بعض العشائر المحلية، وحالة من الغموض تحيط باستمرار الدعم الإيراني، بحسب ما أفادت به وكالة "رويترز" نقلاً عن مصادر مقربة من الحركة. اعلان

لا تزال حماس تملك القدرة على تنفيذ هجمات موجعة، كان آخرها مقتل سبعة جنود إسرائيليين في عملية جنوب القطاع يوم الثلاثاء، غير أنها تواجه تحديات متزايدة تقوّض نفوذها، في وقت تواصل فيه إسرائيل دعم العشائر المعارِضة لها بشكل علني، بحسب ما أفادت به مصادر لـ"رويترز".

العشائر.. الحليف الجديد لإسرائيل؟

برزت العشائر الفلسطينية كجزء من استراتيجية إسرائيلية علنية لخلق بدائل لحكم حماس. وقد أعلن نتنياهو صراحة أن بلاده تسلح بعض هذه العشائر، دون أن يحدد أيّها تحديدًا.

وتظهر منشورات على صفحة "فيسبوك" التابعة لمجموعة ياسر أبو شباب صورًا لمسلحين يسيطرون على دخول شاحنات المساعدات من معبر كرم أبو سالم، في مؤشر على حجم نفوذهم في شرق رفح.

ثلاثة مصادر قريبة من حماس أكدت لـ"رويترز" أن تل أبيب تدعم علنًا بعض العشائر الفلسطينية التي تعارض حكم الحركة، في وقت تكافح فيه الأخيرة للحفاظ على قبضتها الأمنية والاجتماعية.

وقال أحد المصادر إن حماس "في أمسّ الحاجة إلى هدنة"، لأنها ستمنحها هامشًا لاستعادة السيطرة على الأوضاع الداخلية، بما في ذلك قمع العناصر الخارجة عن طاعتها، مثل بعض العشائر والجهات المتهمة بسرقة المساعدات الإنسانية.

أرشيف: مقاتلو حماس يتخذون مواقعهم استعدادًا لعملية إفراج عن رهائن في خانيونس جنوب قطاع غزة، السبت 1 شباط/ فبراير 2025.Abdel Kareem/ AP

ومن بين أبرز التحديات التي تواجه حماس، يبرز اسم ياسر أبو شباب، وهو قائد عشائري بدوي يتمركز في منطقة رفح الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، وتتهمه الحركة بالتعاون مع إسرائيل والتخطيط لهجمات ضدها.

وبحسب مصدرين من داخل حماس ومصدرين مطّلعين على الوضع، أرسلت الحركة بعضًا من أبرز مقاتليها لاغتياله، لكنها لم تتمكن من الوصول إليه حتى الآن.

الدعم الإيراني.. قلق متصاعد

إلى جانب التحدي الداخلي، تواجه حماس قلقًا خارجيًا بشأن مصير دعم حليفها الإيراني، خاصة في أعقاب حملة القصف الإسرائيلية الأخيرة داخل إيران. فطهران كانت شريكًا أساسيًا في تطوير الذراع العسكرية للحركة، وساهمت في تجهيزها بالصواريخ بعيدة المدى والطائرات المسيّرة.

مصدر فلسطيني مطلع على موقف الحركة قال لـ"رويترز" إن حماس تدرس بعناية مخاطر تراجع الدعم الإيراني، متوقعًا أن يظهر التأثير بشكل رئيسي على مستوى التمويل والخبرات العسكرية.

Relatedحماس تؤكد إستعدادها "للشروع الفوري" في مفاوضات للتوصل الى هدنة في غزةبعد موافقة حماس على مقترح وقف إطلاق النار تقارير عن عزم نتنياهو أن يزف قريبا خبرا سعيدا حول الرهائن رهائن الحقول في إسرائيل: لماذا كان التايلانديون في صدارة أسرى حماس في طوفان الأقصى؟

وقد استهدفت إسرائيل مؤخرًا مسؤولين إيرانيين على صلة مباشرة بحماس، كان أبرزهم سعيد أزادي، الضابط في الحرس الثوري الإيراني، والذي قُتل في غارة يوم السبت. وبحسب إسرائيل، فإن أزادي كان العقل المدبّر للتنسيق بين إيران وحماس.

وقدّمت الحركة تعازيها لطهران يوم الخميس، واصفة أزادي بـ"الصديق" والمسؤول عن العلاقات مع "قيادة المقاومة الفلسطينية". ووفق مصدر من إحدى الجماعات المدعومة إيرانيًا في المنطقة، ساهم أزادي في تطوير قدرات حماس، من بينها تنفيذ عمليات تسلل، وهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • حركة حماس بين فكي العشائر الفلسطينية وتراجع الدعم الإيراني.. صراع نفوذ ومعركة بقاء في غزة
  • إسرائيل هيوم: نتنياهو اتفق مع ترامب على إنهاء حرب غزة خلال أسبوعين
  • متخصص في الشأن الإسرائيلي: نتنياهو لن يقبل بوقف الحرب دون استعادة الأسرى الإسرائيليين لدى حماس
  • نتنياهو يبحث وقف الحرب .. وترامب يقترب من صفقة غزة الكبرى تشمل الرهائن
  • ‏الخارجية الفلسطينية: عجز المجتمع الدولي عن وقف "حرب الإبادة" في قطاع غزة غير مبرر
  • نيويورك تايمز: نتنياهو يستعيد قوته في استطلاعات الرأي بعد ضرب إيران
  • مقتل 7 جنود إسرائيليين في غزة يزيد الضغط على نتنياهو
  • نتنياهو عن مقـ.تل 7 من جنوده: يوم بالغ الصعوبة على شعب إسرائيل
  • عاجل | المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: الجيش أنجز أهداف الحرب في إيران وربما أكثر
  • نتنياهو: إسرائيل حققت انتصاراً تاريخياً على إيران