عمار العركي يكتب عن «السناريو» المتوقع
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
ظهور حميدتي : التوقيت والدواعي
ليس هناك جدوى من التفكير والانشغال بملهاة سيناريوالدراما المخابراتية الموجهة بعنوان (حقيقة مصير حميدتي) ، ولكن الجدوي في التفكير واعادة قراءة التطورات والوقائع والدواعي التي أجبرت الجهات الفاعلة ومخابراتها المسيطرة على الاوضاع على أن تعيد “حميدتي” للمشهد من جديد بعد فترة غياب طويلة بغض النظر عن ظهوره “كشبيه او ذكاء اصطناعي”،
نبدأ القراءة من آخر وأهم مستجد وتطور استدعى وجود “حميدتي” ، وهو ” المقاومة الشعبية” بأعتبارها اهم الدواعي واخطرها على الجهات الفاعلة والمؤثرة في المشهد السوداني ، ويتخطى خطرها الحدود ليشمل كل منطقة القرن الافريقي ، والتي خلطت أوراق كل الفاعلين ، وأكدت للفاعلين بعد إثبات فشل الجناح السياسي للمليشا – قحت – في تمرير كل السيناريوهات، محاربة الفلول والكيزان وجلب الديقراطة ولا للحرب ….
اضافة لذلك فشلت (قحت) في اخماد المقاومة واغتيالها سياسياً في مهدها باستمرارعدم تعاطي قائد الجيش البرهان خشية فرية ووصمة ( فلول وكيزان)، و انقلب السحر على الساحر، فشبت الخلافات داخل مكوناتها وشخصياتها النافذة من جهة ، ومع الجناح العسكري – المليشا – من جهة اخرى فكانت الاستقالات ، وبيانات وتصريحات الاعتراف والادانة للحليف العسكري.
هذه الوضعية استدعت ضرورة ظهور ووجود “حميدتي” على مسرح الأحداث باعتبار ان حميدتي هو الشخصية الوحيدة القادرة على:
– إعادة لملمة شتات الجناحين السياسي والعسكري ، خاصة العسكري، فقوات الدعم السريع ، في غيابه انفرط عقدها وباتت عبارة عن مليشات وعصابات وجماعات متفلتة رغم تقدمها عسكريا على الارض مقابل تاخر الجيش،، ولكن تأخرها وفشلها السياسي استثمره الجيش بالقضاء عليها سياسيا.
– إعادة تماسك ووحدة قيادة القوات التي باتت عبارة عن امراء حرب كل يعمل منفردا ويقود مجموعات منفردة لا تخضع لسيطرة قيادتها ولا لسيطرة (الفاعلين) ،
– هذا الوضعية استعصي علي الفاعلين معالحتها مما صعب من الحلول و اتفاق حتي ولو كانت في صالح الفاعلين والقوات ، وخصما علي الجيش. بل حتي ولو كان الفاعلين لديهم نوايا.تصعيد عسكري ، فهذه القوات باتت خطر ومهدد في تنفيذ المهام التوسعية.
– المجتمع والسياسية الدولية رجحت كفة الجيش خصما علي الفاعلين والداعمين للمليشات ، وكثير من الضغوط، الدولية التي مورست علي الامارات والفاعلين الاخرين.
– اقتراب اجل الانتخابات الامريكية التي باتت (دارفور) كرت انتخابي ثابت في الدورات السابقة ، مضاف عليها كرت آخر وهو استمرار الحرب واستمرار انتهاكات حقوق الانسان من قبل الدعم السريع كمهدد رئيسي للمصالح الامريكية في المنطقة ، لم تنجح الادارة الحالية في معالجه وادارته بشل يراعي تلك المصالخ بالرغم من الاجراءات والعقوبات ….
الخ
– ان كان هناك اي حسم او تسوية، ” فحميدتي”هو الشخصية الوحيدة التي بامكانها حسم الامور سلما او حربا ( قبل تنامي المقاومة الشعبية وتقوية عودها ودعمها من قبل الصين وروسيا وتركيا….. الخ) ، وكل ذلك مطلوب تسويته قبل آوان الانتخابات الامريكية ، واخراج الامارات من عنق الزجاجة الروسية الصينية ، لان كلما تم خنق الامارات تداعت لها امريكا.
عند تتبع هذه الفرضيات نجد تلقائياً الاجابة علي (الدواعي الفنية) التي حالت دون حضور حميدتي واعتذاره رغم وجوده في دولة اللقاء (عنتبي) بغض النظر عن حقيقة وجوده طبيعي ام صناعي، حيث لا استبعد ان تكون تلك المستجدات التي أضعفت موقف (حميدتي) ، وقوت من موقف (البرهان) حيال اللقاء ، فكان لابد من التأجيل حتي يتمكن حميدتي من تحسين موقفه
السناريو المتوقع
سيسعي حميدتي الي تحسين موقفه التفاوضي خلال الفترة القادمة وحتي آوان لقاء البرهان يناير المقبل ، وذلك بلملمة اطراف قواته وجناحه السياسي بتصعيد قيادة جديدة بجانب حمدوك ولا استبعد فارس النور و الدقير . كما.سيعمل علي السيطرة علي موقع عسكري استراتيجي داخل الخرطوم كرت تفاوضي- قبل مغادرة حميدتي اثيوبيا نفذت الميلشيا هجوم جديد علي المدرعات تم صده من قبل الجيش.- و استخدامه كمعسر ومقر قيادة لقواته حتي يتفادي حرج الالتزام بالخروج من منازل المواطنيين والأعيان المدنية مع ضمان بقاء قواته داخل الخرطوم
خلاصة القول ومنتهاه:
الفترة القادمة تتطلب مزيد من التجويد والتحشيد وتمتين جبهة المقاومة الشعبية خاصة الولايات التي لازالت مقاومتها الشعبية دون المستوي المطلوب.
بعد فترة من الهدؤ النسبي خلال الفترة السابقة ، حوجة الملشيا الي السيطرة علي موقع استراتيجي عسكري بها يتطلب التحوط والاستعداد الجيد والتفادي المبكر “للأخطاء االقاتلة”، كالتي حدثت في مدني.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: العركي المتوقع عمار عن يكتب
إقرأ أيضاً:
المنشد السوري عمار صرصر بين برمجة الكود وإنشاد القصيد
صرصر، الذي عرف بصوته العذب وأدائه الهادف، لا يقف عند حدود الإنشاد، بل امتد حضوره إلى مجالات تبدو بعيدة للوهلة الأولى، إذ يجمع بين فن الصوت وعلوم البرمجة وهندسة الحاسوب، في صورة لافتة لقدرة الإنسان على الجمع بين عوالم متباينة، يوحدها شغف الإبداع وحسّ الرسالة.
يستهل حوى اللقاء (يمكن متابعته كاملا عبر هذا الرابط)، لافتا النظر إلى "السمت المميز" الذي يطبع شخصية ضيفه، والذي رآه لا ينحصر في كونه منشدا فحسب، بل يمتد لتشمل بصمة فريدة في اختياراته وتوجهاته.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4حماة تحتفل بالنصر بحضور المنشد أبو راتبlist 2 of 4"السرقة الحلال".. هل تربى الإسلاميون على لحن مزور؟list 3 of 4عبد الباسط الساروت.. "بلبل" الثورة السوريةlist 4 of 4نجوم عرب رحلوا في 2024 بعد مسيرة فنية ثريةend of listومن هنا، يبدأ صرصر في فكّ خيوط هذا التكوين، مرجعا إياه إلى نشأة ملتزمة في كنف القرآن ودروس العلم، حيث بزغت موهبة الصوت، لكنها لم تكن يوما هي الأساس الذي بُنيت عليه شخصيته.
وفي ذلك يقول: "كنت دائما ماشي بطريق العلم"، بينما يظل هاجس أداء حق هذه الموهبة الصوتية يلحّ عليه، موجها إياها نحو الدعوة إلى الله وتذكير الناس به.
محطات مؤثرةوفي هذا النسيج المتفرد لشخصيته، تبرز محطات ومؤثرات كان لها بالغ الأثر، أولها مع والديه الذين غرسا فيه بذور الالتزام، ثم أستاذه منذر سرميني "أبو الجود"، الذي لم يكن مجرد ملهم، بل "قدوة رقم واحد" على حد تعبيره.
تتلمذ المنشد عمار على يدي أبو الجود في فرقته، ورأى فيه الداعية قبل المنشد، ويستذكر صرصر، وهو ما طبع في وعيه رسالة أن يكون إنشاده دوما للتوجيه والإرشاد، ليس بالقول فحسب، بل بالحال والأخلاق التي عايشها عن كثب.
إعلانوإن كان "أبو الجود" قد صقل توجهه الفني، فإن لوالدته فصلا آخر في مسيرته القرآنية، فيروي صرصر بحنين كيف دفعته أمه لحفظ كتاب الله، مستخدمة شتى السبل، من الترغيب إلى "العنف اللطيف" كـ"شد الأذن"، الذي كان، رغم بساطته، ذا وقع حاسم في صغره.
لكن الدافع الأعمق تجلى في هدفها النبيل: "أنا ما رح آخذ الإجازة إلا عندك"، وهذا الطموح الأمومي أشعره بمسؤولية مضاعفة، تكللت بالنجاح حين أجازته والدته على يد الشيخ أبو الحسن الكردي، بل وامتد الأثر لتصبح هي نفسها تُقرئ وتُجيز، حاملة إجازات طلابها توقيع ابنها، في صورة من صور البر والخير الممتد.
ولم تكن هذه الروح القرآنية حبيسة الذكريات، بل تجلت حين صدح صوته بتلاوة عطرة من سورة الفتح، أعادت للأذهان تلك الليلة الرمضانية الفريدة في إسطنبول، حين أمّ المصلين في مركز تجاري لم يُفتتح بعد، فتحول بطوابقه إلى مسجد يعجّ بالمصلين في ليلة القدر.
ومع ذلك، يبقى حلم تسجيل ختمة قرآنية كاملة يراوده، واعدا بالسعي لتحقيقه ليكون أثرا باقيا.
من القرآن إلى البرمجةومن محراب القرآن، ينتقل الحديث بسلاسة إلى عوالم البرمجة، كاشفا عن شغف آخر لا يقل عن حبه للإنشاد، ويقول في ذلك "أعشق فرعي، أعشق البرمجة وهندسة البرمجيات"، مؤكدا أن الجمع بينهما ممكن، وإن تطلب تضحيات.
وعندما يُستعاد شريط البدايات الفنية، تبرز أنشودة "تسمعني رباه" كنقطة انطلاق قدمته للجمهور، وهنا يواجهه حوى بسؤال مباشر عن اقتباس لحنها، وبصراحة لا تخلو من اعتراف بتحديات تلك المرحلة، يجيب صرصر: "من لم يكن له بداية محرقة، لن تكون له نهاية مشرقة".
يصف صرصر تلك الفترة بأنها "وقت ضائع"، جيلٌ وجد نفسه بين قديم وناشئ، بإمكانيات شبه معدومة، فكان اللجوء لألحان معروفة وتطويعها بكلمات جديدة هو السبيل المتاح، ليس كسرقة، بل كمحاولة شبابية عفوية لتقديم محتوى هادف.
إعلانويمتد عطاء صرصر الفني ليلامس قضايا الأمة، من غزة الجريحة إلى سوريا النابضة بالأمل، حيث يؤمن بأن النشيد يجب أن يكون صوتا لكل قضية عادلة، خاصة تلك التي تشكل الوجدان الجمعي.
ويرى صرصر أن للفن قوة في تشكيل الوعي وخدمة قضايا الأمة، معتبرا إياه واجبا لربط الناس عاطفيا بها، وفي لحظة صدق، يروي بحرقة قصة عمل ندم على تقديمه، ليس لمحتواه، بل للجهة التي استغلته لاحقا في الترويج لشخصيات يرفضها مبدئيا، مما دفعه للمطالبة بحذفه فورا.
ومع ذكر سوريا، تتألق أنشودة "فتح الشام" التي قدمها بعد انتصار الثورة، بروح دعوية تربط النصر بالقيم الإيمانية، وعندما وُضع أمام خيار المساهمة في بناء سوريا كمبرمج أو كفنان، لم يتردد في اختيار الفن، ليس لمكسب مادي، بل لقناعته العميقة بأن "الفن يبني الإنسان".
علامة فارقةوكانت أنشودة "في زمن الجور حلم مبرور" علامة فارقة أخرى، رغم صعوبة كلماتها، فقد حلقت في الآفاق ورددها الصغار قبل الكبار، ويرجع صرصر سر هذا القبول إلى "الروح" التي يبثها في العمل، تلك الروح التي تتجاوز حواجز اللغة والفهم.
لكن هذه المسيرة لم تخلُ من محطات الألم، فيروي بمرارة قصة مغادرته القسرية لسوريا، بعد ملاحقات أمنية واعتقال، وتلك اللحظة التي خرج فيها "وقلبه مخلوع"، ومع ذلك، كانت الغربة، رغم قسوتها، مدرسة صقلت تجربته ووسعت آفاقه، وربما منحته تقديرا أكبر في وطنه وخارجه.
وفي منعطف فني، يعرب صرصر عن أسفه لهيمنة مقام "الكرد" على الذائقة المعاصرة، متمنيا عودة التنوع للمقامات الشرقية الأصيلة كالـ "سيجا" والـ "راست"، ملمحا إلى دور وسائل التواصل في توجيه الأذواق. وللتدليل على ثراء التراث، يشنف الأسماع بمقطع ساحر على مقام السيجا، باعثا الشوق إلى زمن الطرب الأصيل.
كما يتناول الحوار قضية الجلسات الصوفية و"الحضرات"، موضحا أن التدين الشامي يحمل في طياته نفسا صوفيا يركز على "الإحسان" وتزكية القلب، مع ضرورة التمييز بين الذكر الجماعي المشروع والممارسات التي قد تشوبها المبالغة، مؤكدا على أهمية الاعتدال والوسطية.
إعلانوتناول اللقاء الحديث عن المخيمات التربوية، التي يعتبرها من أنجع الوسائل الدعوية لغرس القيم عمليا في نفوس الشباب، حيث يشكل النشيد عنصرا أساسيا في جلسات الأنس والترويح، مرددا أنشودة "ما لنا مولى سوى الله" التي يجد فيها الشباب ضالتهم ويتفاعلون معها بحماس.
10/6/2025