إبراهيم الرفاعي.. قائد العمليات المستحيلة وأسد سيناء الذي أرعب جنرالات إسرائيل
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
تحل اليوم ذكرى استشهاد إبراهيم الرفاعي، القائد المصري الأسطوري، الذي لقب بـ «أسد سيناء» وقائد العمليات المستحيلة»، حيث تولى قيادة «المجموعة 39 قتال صاعقة» خلال حرب أكتوبر 1973.
وارتبط اسم القائد إبراهيم الرفاعي بتنفيذ العديد من العمليات العسكرية الجريئة والناجحة خلف خطوط العدو، التي سببت خسائر فادحة لإسرائيل، وساهمت في رفع الروح المعنوية للقوات المصرية.
واستشهد إبراهيم الرفاعي في 19 أكتوبر 1973 خلال معركة «سرابيوم» لمنع تقدم القوات الإسرائيلية.
أبرز إنجازات القائد إبراهيم الرفاعي- قائد المجموعة 39 قتال، التي أُسست من القوات الخاصة عقب نكسة 1967، وتخصصت في تنفيذ عمليات فدائية وصعبة.
- نفذ أكثر من 70 عملية عسكرية ناجحة خلال حرب الاستنزاف، بما في ذلك تدمير مطار الطور، وتدمير قطار للجنود الإسرائيليين، وتدمير معبر الجيش الإسرائيلي على قناة السويس.
- قاد عملية ناجحة لتدمير موقع المعدية 6، التي انطلقت منها المدفعية التي استشهد فيها الفريق عبد المنعم رياض، وقتل 44 جندياً إسرائيلياً، ورفع علم مصر على المعدية المدمرة.
- إبراهيم الرفاعي شارك في صد هجوم إسرائيلي في تقاطع سرابيوم، وقاتل ببسالة حتى استشهاده في 19 أكتوبر 1973.
- إبراهيم الرفاعي من مواليد عام 1931 في قرية الخلالة، مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية
- إبراهيم الرفاعي التحق بالكلية الحربية عام 1951 وتخرج 1954
- إبراهيم الرفاعي انضم عقب تخرجه إلى سلاح المشاة وكان ضمن أول فرقة قوات الصاعقة المصرية في منطقة (أبو عجيلة)
- إبراهيم الرفاعي عُيَّن مدرساً بمدرسة الصاعقة وشارك في بناء أول قوة للصاعقة المصرية وعندما وقع العدوان الثلاثي على مصر 1956 شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد.
- إبراهيم الرفاعي تولى منصب قائد كتيبة صاعقة أثناء حرب اليمين، وخلال عام 1965 صدر قرار بترقيته تقديرًا للأعمال التي قام بها في الميدان اليمني.
- كانت أول عمليات هذه المجموعة 39 قتال صاعقة، التي كان إبراهيم الرفاعي قائداً بها، نسف قطار للعدو عند الشيخ زويد ثم نسف مخازن الذخيرة التي تركتها قواتنا عند أنسحابها من معارك 1967، وبعد هاتين العمليتين الناجحتين، وصل لإبراهيم خطاب شكر من وزير الحربية على المجهود الذي بذله في قيادة المجموعة.
- أُطلق على المجموعة اسم المجموعة 39 قتال، وذلك من يوم 25 يوليو 1969 وأختار الشهيد إبراهيم الرفاعي شعار رأس النمر كرمز للمجموعة.
اقرأ أيضاًبحضور أبطال الحرب.. .محافظ المنيا يشهد احتفالية المدرسة البريطانية بذكرى انتصارات أكتوبر
إعلان نتائج بطولة الشهيد الرفاعي للچودو بالجامعات والمعاهد العليا
بحصد 11 ميدالية فى لعبة الكونغ فو.. منتخب جامعة حلوان يتألق فى بطولة الشهيد الرفاعي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: حرب أكتوبر إبراهيم الرفاعي أسد سيناء إبراهیم الرفاعی المجموعة 39 قتال
إقرأ أيضاً:
القائد الذي لم ينحني .. الرواية الكاملة لاستشهاد رئيس هيئة الأركان اليمنية
في صباحٍ لم تعلنه الشمس، وعند مفترق نارٍ وسحاب، ترجل القائد. لا صوتٌ للوداع، لا صدى لخطوة أخيرة، فقط السماء تنفجُر على جسدٍ طالما مشى بثباتٍ في طرق لا يعرفها إلا أصحابُ العقيدة، وذوو البصائر، هناك، في ميدان المهمة المقدسة، خطّت دماؤه آخر سطرٍ في حكاية رجلٍ لم يكن مجرد اسمٍ في قائمة الشهداء، بل أسطورة صيغت من العزم والبصيرة، اسمه، محمد عبد الكريم الغماري.
يمانيون / خاص
أعلنت القوات المسلحة اليمنية، ببيان مليء بالفخر والاعتزاز، نبأ استشهاد رئيس هيئة الأركان العامة، الرجل الذي كان يوقّع بيانات الحرب بدمه، قبل أن يوقّعها بالحبر. غارة صهيونية استهدفت روحه، فارتقى كما يليق بالرجال العظماء، واقفًا في الميدان، باسلًا، لم ينكسر.
لكن مهلاً .. من هو الغماري؟ من هذا الرجل الذي حين يذكره المجاهدون، تنكسر نبرة الصوت من المهابة لا من الحزن؟ من هذا القائد الذي إذا حضر في الجبهة، صمتت البنادق احترامًا قبل أن تشتعل نيرانها تحت إشارته؟
الولادة من رحم الدين والهوية
في قريةٍ وادعةٍ من عمران، عام 1983، وُلد محمد عبد الكريم الغماري، من أسرةٍ متدينةٍ، أنجبت قلوبًا مؤمنةً لا تنكسر، نشأ في بيتٍ يرى في القيم درعًا، وفي القرآن سلاحًا، وفي الكرامة قدَراً، ما إن بلغ العشرين من عمره، حتى استلّ تكبيرة الحق من حنجرته، وانضم إلى المشروع القرآني، مضى خلفه لا بدافع الحماسة، بل بيقين العارفين المؤمنين الواثقين بالله .
لم يكن الميدان حلمًا بعيدًا بالنسبة للغماري، بل دربًا مشى عليه منذ بدايات الحرب الظالمة على صعدة، قاتل في الطلائع، سُجن، خرج، وعاد، لم تثنه الزنازين، ولم تضعف عزيمته العواصف، سلاحه إيمانٌ لا يصدأ، وخطةٌ لا تُقرأ إلا بعيون من فهموا أن الجهاد ليس انفعالًا، بل مسارٌ ممتد.
من القائد الميداني إلى صانع الردع
شيئًا فشيئًا، تحوّل الغماري من مقاتلٍ في الجبهة إلى عقلٍ يدير الجبهة، عام 2016، عُيّن رئيسًا لهيئة الأركان العامة، لكن المنصب والرتبة لم تغيّره، ظلّ ذلك القائد الذي يضع قدمه حيث يسير جنوده، والذي يرى في كل جبهةٍ محرابًا للصلاة، وفي كل معركةٍ آيةً من آيات القرآن تُترجم على الأرض.
أعاد هيكلة القوات المسلحة، ليس بالمعايير التقليدية، بل بمنهجٍ إيماني عسكري فريد. دمج الصواريخ الباليستية بالطائرات المسيّرة، وربط البحر بالبر، والسماء بالأرض، والميدان بالهدف، كان يؤمن أن المعركة مع الاستكبار لا تُكسب بالعدة فقط، بل بالنية الصادقة والعقيدة الثابتة.
القدس في القلب
حين اشتد العدوان على غزة، لم تكن فلسطين بالنسبة له نشرة أخبار، بل جزءٌ من القلب، من الهوية، من الايمان، فتح جبهات الرد من البحر الأحمر إلى باب المندب، وأدار المعارك بلغةٍ لا يفهمها العدو إلا حين تصله الصواريخ على ظهر بارجة، أو ترتطم به المسيّرات كأنها الغضب المجسد.
كان يؤمن أن الدفاع عن القدس لا يحتاج إلى جغرافيا، بل إلى قرار، وكان قراره واضحًا، خندق واحد من اليمن إلى فلسطين.
قيادة من نوعٍ آخر
الشهيد القائد الغماري لم يتخرّج من أي كلية عسكرية أجنبية، لكنه علّم جيوش الأرض كيف تُقاد الحروب بالإيمان وقوة العقيدة، لم يكن جنديًا نمطيًا، بل خبير تكتيك، يُفكك الجغرافيا، ويرتبها كما يرتب آيات الفتح في ذهنه، آمن أن الحرب علمٌ لكن نصرها من الله، وأن التخطيط سر، لكن التثبيت من فوق سبع سماوات.
القادة لم يهابوه، بل أحبوه، الجنود لم يخافوا منه، بل تأسوا به اتباعاً وتسليماً، لم يكن يعطي أمرًا إلا وكان هو أول من ينفذه، كان في مقدمة الصفوف، في عمق المعركة، عند مفترق الموت والحياة، لذلك حين سقط، لم يشعر أحدٌ أن الغياب قد وقع، بل أن البطولة تجلّت.
شهادة لا تُفني، بل تُخلِّد
حين جاءت الغارة، لم يفاجأ بها أحد، كثيرًا ما تنبأ العدو بمقتله، وكثيرًا ما صمت الغماري، كان يدير المعركة حتى في الغياب، وحتى في استشهاده اختار ألا يرحل بصخب، بل كأبٍ يُسلّم الراية ويختفي بهدوء، فجأة، صدر البيان .. استشهد الغماري، ولم تنكسر الجبهة، بل انتفضت، واشتدّت عزيمتها.
خلفه يوسف المداني، كما لو أن الغماري كان يخطّط للرحيل بعين القائد، ويُسلّم المهمة بثقةٍ بمن اختارهم، فالمشروع القرآني لا يعرف الفراغ، ولا يؤمن بالانكسار.
الدم الذي كتب العهد
دم الغماري لم يُسفك، بل كتب وثيقة عهدٍ جديدٍ بين اليمن وفلسطين، دماءه كانت الحبر الذي وُقّع به ميثاق الأمة، لن نخذل غزة، ولو فنينا من الوجود، كلماتٌ تحوّلت إلى عقيدة، وصورةٌ له وهو يبتسم وسط الغبار، تحوّلت إلى راية.
رحل محمد عبد الكريم الغماري كما يرحل القادة الكبار، جسدٌ في التراب، وروح لا تموت، لم يكن رحيله خسارة، بل ولادة جديدة لقوةٍ لم تعد تعتمد على القادة، بل على مدرسةٍ كاملةٍ أسّسها الغماري بدمه وإيمانه.
من صنعاء إلى القدس
سلامٌ على الغماري، يوم صدّق، ويوم ثبت، ويوم ارتقى، سلامٌ على روحه التي ما زالت تقاتل، وصورته التي لا تفارق الجبهات، واسمه الذي صار نشيدًا على ألسنة المجاهدين.
لقد علّمنا الغماري أن القادة لا يُصنعون في الكليات، بل في ساحات الإيمان، وأن الحرب ليست فعلًا عسكريًا فقط، بل عقيدة، ورسالة، وجهاد مستمر.
ولذلك كله .. ما زال محمد عبد الكريم الغماري حيًا، لا تسألوا عن مرقده، بل فتشوا عن فكرته، عن مبدأه، عن دمٍ ما زال يرسم خارطة النصر.