أسعار الذهب إلى أين؟ 3 خبراء يجيبون
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
رغم التراجعات المحدودة التي شهدها الذهب في نهاية الأسبوع فإن المعدن الأصفر يظل محط اهتمام عالمي مع تسجيله مستويات قياسية قاربت 4400 دولارا للأونصة.
وتأتي هذه التحركات وسط تصاعد التوتر التجاري بين واشنطن وبكين، واستمرار الإغلاق الحكومي الأميركي، وارتفاع الإقبال على الملاذات الآمنة بفعل تدهور الثقة بالأسواق المالية، وفقا لتقارير صحفية.
فماذا قال الخبراء للجزيرة نت عن أداء الذهب خلال الفترة المقبلة؟
تصحيح طبيعي بعد موجة صعود قويةيرى الرئيس التنفيذي للإستراتيجيات في شركة فورتريس للاستثمار مصطفى فهمي أن السوق تمر بما وصفها بـ"حركة تصحيحية طبيعية" عقب الارتفاعات الحادة التي سجلها الذهب في الأسبوع السابق.
وقال فهمي في تصريح خاص للجزيرة نت "الذهب سيمر بحركة تصحيحية نتيجة الارتفاعات الكبيرة التي حققها، وأعتقد أن المستويات بين 3900 و4 آلاف دولار للأونصة ستكون مناطق توقف مؤقت ما لم تطرأ مستجدات جوهرية".
ويضيف فهمي أن الاتجاه العام ما زال صاعدا على المديين المتوسط والطويل، مشيرا إلى أن "الذهب سيظل يحظى بطلب كبير -سواء من البنوك المركزية أو المؤسسات أو المستثمرين- لأسباب تحوطية أو للهروب من شبح التضخم وتآكل قيمة العملات الورقية".
أما عن التوقعات للأسبوع المقبل فأوضح فهمي في حديثه للجزيرة نت أن الذهب سيعاود الارتفاع بعد انتهاء الموجة التصحيحية الحالية.
وأشار إلى أن ما سيؤثر على حركة أسعار الذهب هو:
حرب الرسوم الجمركية بين أميركا والصين. استمرار أو انتهاء الإغلاق الحكومي الأميركي. التطورات السياسية في فرنسا واليابان. العوامل الجيوسياسية الأخرى.وقال فهمي "لا يمكن تحديد اليوم أو السعر الذي سيبدأ منه الارتفاع مجددا، لكن المؤكد أن الطلب سيستمر مدفوعا بالعوامل الاقتصادية والجيوسياسية الراهنة، خصوصا ما يجري في الحرب الروسية الأوكرانية وما بين الولايات المتحدة وفنزويلا".
إعلان زخم صعودي رغم المخاطر العاليةمن جانبه، أوضح مدير الاستثمار في شركة الأهلي للوساطة المالية وليد فقهاء في تصريح خاص للجزيرة نت أن الصورة الفنية للذهب "ما زالت إيجابية رغم ارتفاع المخاطر".
وقال فقهاء "القراءة الفنية تشير إلى استمرار الزخم الصعودي، فقد وصل الذهب إلى مستويات قريبة من 4400 دولار للأونصة، قبل أن يرتد بنحو 130 دولارا ويغلق عند 4270 دولارا تقريبا".
وأضاف أن التقديرات الفنية للأسبوع المقبل تشير إلى أن "الذهب سيتحرك ضمن نطاق يتراوح بين 4100 و4300 دولار للأونصة في حال عدم ظهور مستجدات مؤثرة".
وأشار فقهاء إلى أن "التوترات الجيوسياسية والتصريحات المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة ما زالت تضغط على معنويات المستثمرين"، متوقعا أن تبقى الأسعار "عند مستويات مرتفعة بالقرب من 4250 إلى 4300 دولار" بفعل استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي وغياب حلول قريبة للأزمة.
وقال "أي قراءات ضعيفة للناتج المحلي الإجمالي في الصين أو قرارات تخص أسعار الفائدة يوم الاثنين ستؤثر مباشرة في معنويات المستثمرين العالميين وتزيد الطلب على الذهب كملاذ آمن".
بدوره، قال مدير الاستثمار في شركة أفينتيكوم لإدارة رأس المال طلال السمهوري للجزيرة نت إن الاتجاه العام للذهب يبقى صاعدا خلال 9 إلى 12 شهرا المقبلة، لكنه حذر من التنبؤ بأداء الذهب على المدى القصير أو الأسبوعي نظرا لكثرة المتغيرات العالمية.
وأضاف "الذهب سيبقى في مسار تصاعدي مدعوما بالعوامل الاقتصادية الكلية، لكن من الصعب التنبؤ بحركته الأسبوعية بسبب التغيرات السياسية والتجارية المتسارعة".
صعود مدفوع بالهروب من التضخمووفقا لتقارير بلومبيرغ الأخيرة، فإن الذهب ارتفع بأكثر من 60% منذ بداية 2025 مدفوعا بموجة شراء قوية من البنوك المركزية وصناديق المؤشرات المدعومة بالسبائك، إضافة إلى التحول العالمي نحو الأصول الحقيقية في ظل تراجع الثقة بالنظام المالي وتذبذب العملات.
كما سجلت الفضة مكاسب قياسية تجاوزت 54.50 دولارا للأونصة، قبل أن تهبط بنسبة 6%، في أكبر تراجع لها منذ 6 أشهر.
ويشير محللو بلومبيرغ إلى أن "الذهب أصبح المؤشر النفسي للاقتصاد العالمي"، إذ يتفاعل مباشرة مع الرسوم الجمركية والتوترات الجيوسياسية ومعدلات الفائدة وأزمات الديون الحكومية.
نصائح للمستثمرينوفي ما يتعلق بالنصائح الموجه للمستثمرين، أوضح المحلل مصطفى فهمي أن:
من يشتري الذهب تحوطا من التضخم أو لتخزين القيمة عليه أن يشتري وينتظر على المديين المتوسط والطويل. الذهب يحتاج إلى صبر، والارتفاعات الحالية هي حصيلة فترات طويلة من الهدوء. من يرغب في البيع دون ضغوط مالية أنصحه بالانتظار، لأن الذهب مرشح لتجاوز 5 آلاف دولار للأونصة طالما استمرت هذه الظروف. أما المضاربون فأنصحهم بالحذر، لأن كل ارتفاع قوي يتبعه تصحيح قوي أيضا.أما المحلل المالي وليد فقهاء فأوصى بـ:
الشراء الجزئي على مراحل لتجنب مخاطر التوقيت الخاطئ. أما من يريد البيع يمكنه البيع الجزئي في حال بلوغ مستويات مرتفعة. الذهب بين ملاذ الأمان ومرآة الاضطرابوفي ضوء المؤشرات الحالية، يرى خبراء الاقتصاد أن الذهب سيبقى أداة التحوط الأولى عالميا في مواجهة موجات التضخم والاضطرابات التجارية والتوترات السياسية، حتى وإن شهدت الأسعار تصحيحات قصيرة المدى.
إعلانويُجمع الخبراء الثلاثة الذين تحدثوا للجزيرة نت على أن الاتجاه العام لا يزال صاعدا، وأن الذهب سيظل محور الثقة المالية في عالم مضطرب، وأن أي هبوط قادم "هو فرصة للشراء لا للذعر".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات دولار للأونصة للجزیرة نت أن الذهب إلى أن
إقرأ أيضاً:
ارتفاع أسعار الذهب مجددًا ليصل إلى نحو 4350 دولار للأوقية
صراحة نيوز- سجل الذهب ارتفاعًا جديدًا يوم الجمعة متجاوزًا مستوى 4300 دولار للأوقية، مسجلاً اتجاهًا قويًا لتحقيق أفضل أداء أسبوعي منذ 17 عامًا، مع تأثر المستثمرين بضعف البنوك الإقليمية الأميركية، التوتر التجاري العالمي، وزيادة التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة الأميركية، ما دفعهم نحو الملاذات الآمنة.
وبحلول الساعة 06:15 بتوقيت جرينتش، صعد الذهب الفوري بنسبة 0.8% إلى 4359.31 دولار للأوقية، بعد أن سجل أعلى مستوى له عند 4378.69 دولار في وقت سابق. وارتفع المعدن الأصفر خلال الأسبوع بنسبة 8.6%، وهو أفضل أداء أسبوعي له منذ سبتمبر 2008.
كما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب لشهر ديسمبر بنسبة 1.6% لتصل إلى 4372.10 دولار. وفي المقابل، ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 0.1% إلى 54.26 دولار للأوقية، وتتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بنحو 8%، بعد أن سجلت أعلى مستوى لها عند 54.35 دولار.
وقال تيم ووتر، كبير محللي السوق في “كي.سي.إم تريد”: “قد يصل الذهب إلى 4500 دولار أسرع من المتوقع، لكن ذلك يعتمد على مدى استمرار المخاوف التجارية بين الولايات المتحدة والصين وإغلاق الحكومة الأميركية”.
وتأثرت الأسواق بالتوتر التجاري بين واشنطن وبكين، إذ اتهمت الصين الولايات المتحدة بإثارة الذعر بشأن قيود المعادن الأرضية النادرة ورفضت الدعوات لإلغاء القيود.
كما عبر عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر عن دعمه لخفض إضافي في أسعار الفائدة بسبب المخاوف المتعلقة بسوق العمل، ويتوقع المستثمرون خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع المجلس يومي 29 و30 أكتوبر، وآخر في ديسمبر.
وتجاوزت مكاسب الذهب هذا العام 65% مدفوعة بالتوترات الجيوسياسية، التكهنات بخفض أسعار الفائدة، شراء البنوك المركزية، تراجع الاعتماد على الدولار، والتدفقات القوية لصناديق الاستثمار المتداولة.
على الصعيد الدولي، اتفق الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عقد قمة إضافية بشأن الحرب في أوكرانيا، بينما استمرت الدول الغربية في الضغط على روسيا بفرض عقوبات على شركات النفط الروسية.
وفي المعادن النفيسة الأخرى، تراجع البلاتين بنسبة 0.7% إلى 1699.45 دولار، والبلاديوم بنسبة 0.2% إلى 1611.24 دولار، مع توقع تحقيق كلا المعدنين لمكاسب أسبوعية.