كاتب إسرائيلي: هكذا حوّل ترامب إسرائيل إلى جمهورية موز
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
قال الكاتب الإسرائيلي البارز بن درور يميني في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت إن الإدارة الأميركية نجحت بفرض إملاءاتها على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في إدارة الحرب على غزة، مؤكدا أن القرارات المصيرية في الأسابيع الأخيرة لم تُتخذ في القدس، بل في واشنطن، وأن إسرائيل تحولت فعليا إلى "جمهورية موز" خاضعة لإرادة البيت الأبيض.
وقال يميني إن ما جرى خلال الأسابيع الماضية -وعلى رأسه وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى- لم يكن ليحدث من دون الضغط الأميركي المباشر، بل نتيجة "تدخّل قسري وإملاء واضح" من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحيفة أميركية: سباق عالمي لتطوير تقنيات جديدة لمواجهة المسيّراتlist 2 of 2باحث بريطاني: لهذه الأسباب فشلت إسرائيل في هزيمة حماسend of listوأوضح أن المبعوثين الأميركيين ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر حضرا شخصيا اجتماع الحكومة الإسرائيلية للإشراف على اتخاذ القرارات وضمان ألا تحدث "مفاجآت"، مشيرا إلى أن أغلبية الإسرائيليين أيدوا هذه الخطوات، لكن ذلك لا يغير حقيقة أن القرارات الحاسمة لم تُصنع في إسرائيل.
وفي سبيل تأكيد رأيه، ذكّر الكاتب بأن مكتب رئيس الحكومة كان قد أعلن في 14 أغسطس/آب الماضي 5 مبادئ أساسية لإنهاء الحرب تمثلت في:
نزع سلاح حركة حماس بالكامل. استعادة جميع الأسرى، أحياء وأمواتا. نزع سلاح قطاع غزة وضمان عدم تهريب السلاح إليه. فرض سيطرة أمنية إسرائيلية كاملة على القطاع. إقامة إدارة مدنية بديلة بدون مشاركة حماس ولا السلطة الفلسطينية.لكن -بحسب يميني- لم يتحقق كثير من هذه الشروط حتى الآن، فلم تُنزع أسلحة حماس، ولم ينفذ وعد السيطرة الأمنية، كما بات من الواضح أن السلطة الفلسطينية ستكون شريكا في إدارة القطاع، وهو ما كان نتنياهو يرفضه تماما.
اضطرار تحت وطأة الإملاءات
ويرى الكاتب أن نتنياهو لم يكن ينوي التراجع عن الشروط التي أعلنها بنفسه، لكنه اضطر إلى ذلك تحت وطأة الإملاءات الأميركية.
وقال إن الشروط التي حددها رئيس الحكومة لو تمسك بها كانت ستعني استمرار الحرب لأشهر طويلة وسقوط مئات القتلى من الجنود، وربما مقتل جميع الأسرى.
إعلانلكن نتنياهو ورغم اقتناعه بضرورة "حرب بلا نهاية" اضطر إلى توقيع اتفاق وقف النار الذي يتضمن في بنده الـ19 اعترافا بحق الفلسطينيين في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة.
ويضيف يميني أن هذا التراجع لم يكن تعبيرا عن قناعة، بل نتيجة ضغط مباشر من واشنطن التي "أوقفت نتنياهو وأجبرته على الطاعة"، على حد وصفه.
ويشير إلى أن ويتكوف وكوشنر قالا في مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" الأميركي إنهما شعرا بعد الهجوم في الدوحة بأنهما "خُدعا"، وأن "الإسرائيليين يفقدون السيطرة"، لكن الكاتب يرد بأن المشكلة ليست في "الإسرائيليين"، بل في نتنياهو تحديدا "الذي فقد السيطرة وسلمها للأميركيين".
سابقة خطيرةويقر الكاتب بأن الإكراه الأميركي قد يكون نافعا على المدى القصير لأنه يتماشى مع توصيات القيادة الأمنية ومع رغبات أغلبية الجمهور الإسرائيلي، لكنه يحذر في المقابل من أن هذا النهج يكرس سابقة خطيرة، إذ يجعل إسرائيل رهينة لضغوط خارجية قد تتعارض لاحقا مع مصالحها القومية.
وأوضح يميني أن التسوية المفروضة أدت إلى تعزيز مكانة قطر وتركيا اللتين تشتركان مع واشنطن في مصالح اقتصادية وأمنية واسعة، لكنه وصفهما بأنهما "دولتا الإخوان المسلمين".
وأشار إلى أن قطر ما زالت تستثمر أموالا طائلة في حملات تشويه إسرائيل داخل الجامعات الأميركية وفي مشاريع دعائية وصلت حتى إلى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي نفسه.
وأضاف أن هذه التطورات قد تؤدي إلى سابقة تجبر فيها الولايات المتحدة إسرائيل على خطوات لا تصب في مصلحتها مستقبلا.
جمهورية موز
ويرى الكاتب أن جوهر المشكلة لا يكمن في وجود ضغوط من الولايات المتحدة أو من دول صديقة، بل في خضوع نتنياهو الكامل لهذه الضغوط وتغليبه مصالحه السياسية على المصالح الوطنية.
وقال إن رئيس الحكومة خلق "تناقضا كاملا بين الشروط التي أعلنها لإنهاء الحرب وبين ما جرى فعلا"، مشددا على أن "الانصياع التام للإكراه الأميركي جعل إسرائيل تبدو كجمهورية موز".
ويخلص يميني إلى أن نتنياهو فشل في أن يتصرف من منطلق المصلحة الوطنية الخالصة، وأنه بقبوله الإملاءات الخارجية أسس سابقة قد تعيد إنتاج حالة الخضوع نفسها في المستقبل حتى عندما تكون نتائجها كارثية على إسرائيل.
ويختم بأن الرئيس الأميركي ترامب ظهر في اللحظة الأخيرة كـ"طوق نجاة" لنتنياهو، لكن "جوهر الأزمة ما زال قائما"، فـ"من جعل إسرائيل جمهورية موز حين كان ذلك في مصلحتها فتح الباب لأن تعامل كجمهورية موز حتى عندما يكون ذلك ضد مصلحتها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات رئیس الحکومة جمهوریة موز إلى أن
إقرأ أيضاً:
الشارع الأميركي يهتف ضد ترامب
صراحة نيوز-يستعد الشارع الأميركي غدا السبت لموجة احتجاجات وطنية واسعة تحت شعار “لا ملوك”، مع جدول يمتد -بحسب تقديرات إعلامية وتنظيمية- إلى نحو ألفي فعالية في نحو 1700 مدينة عبر الولايات المتحدة، بينما ترفع جهات محلية الرقم إلى أكثر من 2500 حدث احتجاجي متوقع.
ويستهدف الحراك ما يصفه منظموه بـ”تنامي النزعة الاستبدادية” في إدارة الرئيس دونالد ترامب، وسياساته تجاه المهاجرين والحريات المدنية، وذلك في سياق إغلاق حكومي متواصل يزيد من حدة التوتر الاجتماعي والسياسي.
وانطلقت حركة “لا ملوك” بتظاهرات واسعة في يونيو/حزيران الماضي، حيث قدّر المنظمون المشاركة بأزيد من 5 ملايين متظاهر في أكثر من 2100 مدينة، قبل أن تعود الدعوات إلى التصعيد هذا الأسبوع، على خلفية تعزيز الحضور الفدرالي وظهور عناصر أمنية ملثمة في بعض المدن، وهو ما تنفيه الإدارة الأميركية أحيانا أو تبرره باعتبارها “تدابير لحفظ النظام”.