تحذير أممي من أزمة جوع حادة وأفريقيا في الصدارة
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن ملايين البشر مهددون بفقدان المساعدات الغذائية المنقذة للحياة، في ظل أزمة تمويل غير مسبوقة تهدد 6 من أبرز عملياته الإنسانية حول العالم.
وفي تقريره الأخير، كشف البرنامج أن التراجع الحاد في الدعم الدولي، خاصة بعد تقليص المساعدات الأميركية، سيؤدي إلى انخفاض تمويله بنسبة 40% عام 2025 مقارنة بالعام السابق، ليهبط من 10 مليارات دولار إلى 6.
وقالت المديرة التنفيذية للبرنامج، سيندي ماكين، إن الفجوة بين ما يحتاجه البرنامج وما يستطيع تنفيذه "لم تكن أوسع مما هي عليه اليوم"، محذّرة من أن العالم قد يخسر عقودا من التقدم في مكافحة الجوع.
ووفق التقرير، فإن 13.7 مليون شخص إضافي قد ينزلقون من مرحلة "الأزمة" إلى "الطوارئ" في مستويات انعدام الأمن الغذائي، أي بزيادة تقارب الثلث.
والعمليات الأكثر تضررا تشمل:
– السودان: حيث يواجه نصف السكان (25 مليون شخص) انعداما حادا في الأمن الغذائي، بينما لا تصل المساعدات إلا إلى 4 ملايين شهريا.
– جنوب السودان: جميع المستفيدين يتلقون حصصا مخفضة، وبعض المواد الأساسية ستنفد بنهاية أكتوبر/تشرين الأول.
– الصومال: يواجه 4.4 ملايين شخص مستويات مرتفعة من الجوع، في حين سيُخفض عدد المستفيدين من 1.1 مليون إلى 350 ألفا فقط بسبب فجوة تمويلية تتجاوز 98 مليون دولار.
– الكونغو الديمقراطية: المساعدات تقلصت إلى 600 ألف شخص بدلا من 2.3 مليون، مع تحذير من توقف كامل بحلول فبراير/شباط 2026.
– هاييتي: توقفت برامج الوجبات الساخنة، والعائلات لا تتلقى سوى نصف الحصة الشهرية.
– أفغانستان: لا تصل المساعدات إلا إلى أقل من 10% من المحتاجين رغم تفاقم سوء التغذية.
نداء عاجلوأشار التقرير إلى أن المكاسب، التي تحققت في منطقة الساحل، حيث ساعدت برامج الدمج بين الإغاثة وبناء القدرة على الصمود في إخراج نصف مليون شخص من الاعتماد على المساعدات، باتت مهددة بالانهيار إذا لم يتجدد التمويل.
إعلانوحذّر البرنامج من أن استمرار هذا التراجع في التمويل سيؤدي إلى خسارة ملايين الأرواح، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك السريع لتفادي "كارثة إنسانية وشيكة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
مسؤول أممي: عمل كبير يجب القيام به لانتشال الجثث في غزة
حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشر من أن حجم المهام المطلوبة لانتشال الجثث من تحت أنقاض الدمار في قطاع غزة "هائل ويفوق قدرة أي جهة بمفردها"، مؤكدا أن آلاف المباني والمنازل المدمّرة تخفي تحتها جثامين لعائلات بأكملها تنتظر من ينتشلها.
وقال فليتشر، في مقابلة من مدينة غزة، إن هناك "عملا كبيرا وعملاقا أمامنا"، موضحا أن انتشار الأنقاض في كل مكان يجعل عمليات البحث والانتشال معقدة للغاية وتحتاج إلى معدات ثقيلة وتجهيزات متخصصة لا تزال إسرائيل تمنع دخول كثير منها.
وأضاف أن كثيرا من الأسر ما تزال تنتظر استعادة جثامين ذويها، مشددا على أن هذا الملف يمثل "قضية إنسانية بحتة" يجب أن تُدرج ضمن الالتزامات الميدانية لاتفاق وقف إطلاق النار، داعيا جميع الأطراف إلى التعاون لتسهيل المهمة.
وأكد أن الحاجة إلى المعدات الخاصة بالبحث والإنقاذ تمثل أولوية ملحّة ضمن خطة الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن حجم الركام الهائل يجعل من الصعب الوصول إلى الضحايا دون تدخل هندسي وتقني كبير، وأن الاستجابة الإنسانية يجب أن تشمل هذه العمليات إلى جانب الإغاثة الغذائية والطبية.
وفي حديثه عن المشهد العام في القطاع، وصف فليتشر الوضع الإنساني بأنه "صعب للغاية"، قائلا إن المدن التي زارها "سُويت بالأرض" وإن مستوى الدمار "يتجاوز كل تصور"، وأوضح أن ما شاهده خلال جولاته في غزة يعكس معاناة هائلة تحتاج إلى تضامن دولي واسع.
وأشار إلى أن الجهود تتواصل لإزالة الركام وإعادة فتح الطرق وتسهيل إيصال المساعدات، مؤكدا أن الأمم المتحدة تحتاج إلى آلاف الشاحنات أسبوعيا لتوزيع المساعدات الغذائية والصحية والتعليمية، وأن نحو مليون وجبة توزع حاليا على السكان، رغم النقص الكبير في الإمكانات.
وأوضح أن القطاع الصحي يواجه ضغطا شديدا، وأن المستشفيات بحاجة ماسة إلى الوقود والأدوية والمعدات، في حين يظل مئات الآلاف من الأطفال في انتظار العودة إلى مدارسهم ضمن خطة أوسع لإعادة إطلاق العملية التعليمية.
خطة الستين يوماوتطرق فليتشر إلى خطة الأمم المتحدة الممتدة لـ60 يوما عقب اتفاق وقف إطلاق النار، قائلا إنها "خطة واسعة النطاق" تشمل إدخال آلاف الشاحنات من الإمدادات خلال الأسابيع المقبلة، إلى جانب دعم تشغيل المخابز المحلية التي بدأت إنتاج مئات آلاف أرغفة الخبز يوميا بفضل وصول الخميرة والطحين والوقود.
إعلانوأضاف أن الخطة تتضمن كذلك إدخال آلاف الخيام استعدادا للشتاء، وتوفير الوقود اللازم للطهي والتدفئة وتشغيل محطات الصرف الصحي، إلى جانب إعادة تأهيل المستشفيات والمدارس وتزويدها بالكتب والمستلزمات التعليمية.
وشدد على أن "التحدي أمامنا كبير"، وأن إعادة بناء غزة تحتاج إلى جهود طويلة المدى، مؤكدا أن الوقت قد حان لأن يتحرك العالم بشكل جاد لدعم القطاع بعد سنوات من الإهمال والعزلة.
وحول تنسيق دخول المساعدات، قال فليتشر إن الجانب الإسرائيلي التزم بالسماح بعبور الشاحنات، وإن الأمم المتحدة بدأت ترى أثرا ملموسا بعد فتح معبر رفح وبدء دخول الإمدادات فعليا، لكنه أكد ضرورة فتح جميع المعابر أمام تدفق المساعدات بشكل دائم.
كما دعا إلى تمكين المنظمات غير الحكومية الدولية والفلسطينية من العمل جنبا إلى جنب لتوزيع المساعدات، مشيرا إلى أن الأسواق بحاجة إلى عودة المواد الأساسية مثل البيض والمنتجات اليومية الضرورية للحياة.
وفي ما يتعلق بمقتل أكثر من 100 موظف أممي خلال الحرب، عبّر فليتشر عن "حزن عميق لفقدان الزملاء"، مؤكدا التزام الأمم المتحدة بمبدأ المساءلة والاستمرار في أداء مهامها "وفاء لذكراهم"، ومشددا على أن المنظمة ستواصل حضورها الإنساني في القطاع رغم التحديات.
وشدد فليتشر على ضرورة عدم ترك غزة وحدها في مواجهة هذا الدمار، داعيا المجتمع الدولي إلى التضامن الحقيقي والمستدام، لأن "إعادة الحياة إلى هذا المكان المنكوب ليست مسؤولية الفلسطينيين وحدهم، بل واجب إنساني عالمي".