أول رد من دار الإفتاء على من على جدل "السيد البدوي"
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
علقت دار الإفتاء على سؤال يقول: “هناك مَن يدَّعي أن السيد البدوي ليس من الأولياء، وإنما كان مجذوبًا وليس وليًّا، فهل هذا صحيح؟ وكيف نرد على مَن يدَّعي ذلك؟”.
وقالت الإفتاء: “سيدي أحمد البدوي: هو السيد الشريف الحسيبُ النسيب، فرع الشجرة النبوية، وسليلُ البَضعة المصطفوية، أبو العباس شهاب الدين أحمد البدوي الحُسيني رضي الله عنه وأرضاه، المولود في فاس بالمغرب عام [596هـ]، والمتوفى في طنطا بمصر عام [675هـ]، المتصف بالصفات القويمة، والملقب بالألقاب الكريمة؛ كشيخ العرب، وأبي الفتيان، والمُلثَّم، والسطوحي، والسيد، وهو اللقب الملازم لاسمه الشريف، والذي صار في عرف أهل مصر عَلمًا عليه؛ بحيث ينصرف عند الإطلاق إليه، وهو ممَّن تربَّع على عرش الولاية الربانية، والوراثة المحمدية، وشهرته تغني عن تعريفه، وبركة سيرته تكفي في توصيفه، فهو قطب أقطاب الأولياء، وسلطان العارفين الأصفياء، وركن أقطاب الولاية لدى السادة الصوفية، وإليه تنسب الطريقة الأحمدية البدوية”.
وأضافت: “السيد البدوي رضي الله عنه هو من الأولياء الذين كتب الله لهم القبول في الأرض عند العامة والخاصة، واتفق على إمامتِه الأكابرُ والأصاغر، وترجمه بذلك المؤرخون، والعلماء والحفاظ والفقهاء في كل القرون، ولم يختلف أحدٌ في فضله، ولا نازع عالمٌ في شرفه ونُبْلِه؛ بحيث إنَّ الناظر في سيرته عند أهل العلم لا يجد عالمًا ولا مؤرخًا إلّا ذكرَه بالسيادة، وكريم الإشادة، ولا يطالع إلّا مدْحَ شجاعتِه، ووصْفَ نجدته وفتوَّتِه، والثناءَ على كرمه وسماحتِه، والدعاءَ بنيل بركتِه والانتفاع بزيارته ومحبتِه”.
وأوضحت: "السيد البدوي رضي الله عنه من الأولياء الذين عمّر الله بهم البلاد، وزكّى بهم العباد، فمنذ حلَّ في طنطا -عام 634 من الهجرة النبوية الشريفة- بدأت تعمر محلتها، وتزداد شهرتها، وتكثر أبنيتها، وتتسع عمارتها، وأصبح يقصدها القُصَّاد، ويرتادها الرواد، ويأتيها الزوار والعُبّاد؛ فازدهت عمرانًا بشريًّا، ومركزًا تجاريًّا، ومزارًا إسلاميًّا يُقصَدُ للاحتفال بالمولد النبوي فيه من جميع الأنحاء، وتُشَدُّ له الرحال من سائر الأرجاء؛ وصار ذلك -كما يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني فيما نقله عنه الإمام الشعراني في "الطبقات الوسطى" بخطه-: [يومًا مشهودًا؛ يقصده الناس من النواحي البعيدة، وشهرة هذا المولد في عصرنا تغني عن وصفه] اهـ".
وذكرت: "من بركات السيد البدوي على طنطا: أنها صارت بقدومه إليها بلدًا علميًّا سامقًا ومعهدًا قرآنيًّا باسقًا، وصار تدريس القرآن والعلم فيها عريقًا، وازدانت بالعلماء والقُرّاء بريقًا؛ فنشأت فيها حركة علمية، ومنظومة تعليمية، ومدرسة قرآنية، صار فيها الجامعُ الأحمديُّ شقيقَ الجامع الأزهر، وانتسب إليه فطاحل العلماء والأولياء، وتخرّج منه كبارُ الفقهاء وأعاظم القُرّاء الذين تربعوا على عرش القراءة القرآنية؛ بحيث اشتهر بين علماءِ مصرَ قولُهم: "العلم أزهريٌّ، والقرآنُ أحمديٌّ"، وهي مقولة يأثرها القراء وعلماء القراءات عن شيخ المقارئ المصرية وإمام أهل القراءة في عصره ومصره العلامة شمس الدين محمد المتولي الكبير [ت: 1313هـ]".
وأكدت: "بلغ ممَّا وضعه الله لوليه السيد أحمد البدوي رضي الله عنه من القبول عند الخاصة والعامة: أن سمَّى العلماءُ أولادَهم العلماءَ باسمه ولقبه معًا "السيد البدوي" تيمنًا وتبركًا؛ حتى كثر ذلك في الناس: كالشيخ العلامة محمدَا بن أبي أحمد الأموي المجلسي الشنقيطي، وولده هو العلامة النسابة أحمد البدوي الشنقيطي المجلسي [ت: 1208هـ] صاحب نظم "عمود النسب"؛ حيث سمّاه ولقبه "بأحمد البدوي" تيمنًا باسم السيد البدوي ولقبه رضي الله عنه، كما ذكره صاحب "رياض السيرة والأدب، في إكمال شرح عمود النسب" (1/ 3، ط. دار الفتح)".
وأشارت إلى أنه كإمام الجامع الأحمدي الشيخ إبراهيم بن إبراهيم الظواهريّ الشافعي [ت: 1325هـ]؛ فإنه سمى ولدَه "بمحمد الأحمدي" تيمنًا باسم السيد أحمد البدوي رضي الله عنه، وولدُه هو شيخ الإسلام الإمام الأكبر محمد الأحمدي الظواهري إمام الجامع الأزهر [ت: 1363هـ].
واختتمت: “هذا كله من علامات القبول التي وعد الله تعالى بها أولياءَه وأهلَ رضاه؛ كما قال الله جل في علاه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ [مريم: 96]”.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السيد البدوي دار الإفتاء احتفال السيد البدوي الأولياء مولد السيد البدوي البدوی رضی الله عنه السید البدوی أحمد البدوی
إقرأ أيضاً:
الأعلى للطرق الصوفية: الجدل حول مولد السيد البدوي مصطنع ومحاولات استغلال الرموز الدينية مرفوضة
أكد المجلس الأعلى للطرق الصوفية برئاسة الدكتور عبد الهادي القصبي، في بيان رسمي مساء اليوم، أن الجدل الدائر حول مولد السيد أحمد البدوي رضي الله عنه جدل مصطنع ومفتعل لا يستند إلى واقع أو علم أو نية صالحة مشيرًا إلى أنه محاولة متكررة لإثارة الضجيج الإعلامي بحثًا عن التريند وزيادة المشاهدات على حساب الثوابت الدينية والتراث الروحي للمجتمع المصري الذي يكن للسيد البدوي وأولياء الله الصالحين كل المحبة والاحترام منذ قرون.
وأوضح "القصبي" أن الاحتفال بموالد آل البيت والأولياء الصالحين شعيرة مشروعة وموروث أصيل من ميراث الأمة الإسلامية وقد أقر مشروعيته كبار العلماء ودار الإفتاء المصرية في فتاويها المتتابعة التي أكدت أن السيد أحمد البدوي إمام قطب عارف من آل البيت وأن الطعن في نسبه أو ولايته محرم شرعًا ومنافٍ لأدب العلم والدين.
وأشار "القصبي" إلى أن جمهور المولد يضم قطاعات واسعة من أبناء الشعب المصري الذين يشاركون بدافع المحبة والولاء دون أن يكونوا منتمين بالضرورة إلى الطرق الصوفية مؤكدًا أن نسبة أي تجاوز إلى التصوف هو تضليل مقصود فالتصوف الأزهري الوسطي كما قال العالم الجليل الراحل الدكتور أحمد عمر هاشم لم يخرج من عباءته متطرف أو منحرف بل كان دائمًا مدرسة في الاعتدال والوطنية وحماية المجتمع من الغلو والانقسام
وأضاف رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن احتفال المشيخة العامة هذا العام جاء في إطار منضبط بدأ بتلاوة القرآن الكريم وتضمن استذكار سيرة السيد أحمد البدوي ومواقفه الوطنية والإيمانية واختتم بالابتهالات والمدائح النبوية في أجواء من الوقار والسكينة بعيدًا عن اللهو أو المبالغة.
وأكدت المشيخة التزامها الكامل بضوابط إقامة الموالد وفي مقدمتها الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإقامة الشعائر المشروعة من ذكر وصلاة على النبي وصدقة وخدمة للخلق مع إنكار أي مخالفات أو إسراف قد يحدث ومعالجتها بالحكمة والموعظة الحسنة بالتعاون مع الجهات الرسمية لضمان التنظيم والانضباط.
واختتم المجلس الأعلى للطرق الصوفية بيانه بالتأكيد على أن وجود تجاوزات محدودة لا ينفي مشروعية الأصل بل يدعو إلى التصحيح والإصلاح بالحكمة مؤكدًا أن المشيخة العامة ماضية في حماية التراث الروحي الأصيل للأمة والرد بالحجة والتربية بالمحبة ورفض محاولات تشويه مقامات أولياء الله أو استغلال الرموز الدينية لتحقيق مكاسب إعلامية زائفة أو نشر الفتنة بين أبناء الوطن.