فى المواكب المُسيرة لموالد الأولياء في الشوارع والأزقة، في القري والمدن، ومع هذه الإيقاعات الصوتية التي تصاحب هذه المواكب كالأناشيد وآلات الإيقاع، والأعلام والأثواب الخضراء التي يرتديها المريدين، ومظاهر أخري كثيرة تختلف من منطقة إلى أخري ومن وليّ إلى آخر، يلفت الجمل الأعين .. يسير بهدوء ووقار كعادته وكأنه يفضل التنحي عن دور البطولة في الموكب رغم أنه محور الارتكاز.

 

تذهب الأعين من فرط زخم المشاهد المتتابعة في هذه المواكب إلى مناظر أخري أكثر صخبًا من مشهد الجمل وهو يسير بهدوء وثبات المُعتاد إيماءاته ورموزه الحاضرة فى ذلك الاحتفال. 

 

ومن أهم المشاهد التي تلتقطها الأعين المُطلعة على مواكب الأولياء في الشوارع، الهودج وهو محمل يوضع أعلي ظهر الجمل ويرمز إلى الولي؛ الذي يتم الاحتفاء به خلال الموكب الذي يُعرف باسم الدوره  ويتخذ ذلك المحمل هيئة أسدً رابض برأس إنسان عُممت رأسه بعمة خضراء زاهية اللون محلاة بأشرطة من القماش الأبيض والأحمر.

 

معاينة الجمل وهودجه المرتكز على أعلي ظهره من الأرض مغايرة عن معاينته من زاوية رؤية علوية؛ ففوق ظهر الجمل يرتكز صندوق خشبي مغطي بقماش من اللون الأخضر الزاهي/ الهودج، واللون الأخضر هو المستخدم في كل الأضرحة تقريبًا وبل ويرتديه المريدين بأشكال مختلفة كجلباب أو عمامة للرجال أو كعباءة أو غطاء للرأس للمريديات، يُثبت هذا الهيكل الخشبي فوق ظهر الجمل ويختلف عن الهودج العادي؛ وهو المحمل ذو القبة، ليأخذ شكلًا مغايرًا .

 

مع تعاظم حجم العمّة الملفوفة بعناية بالغة في نهاية الهيكل الخشبي، يصغر حجم رأس الجمل وتطغي عليها في الرؤية رأسًا رمزيةً وكأنه رجلًا معمم يُرابط على ظهر الجمل الذي يمشي على الأرض بخطي ثقيلة وبوتيرة واحدة وببطء. 

 

الخيول تفسح الطريق للجمل حامل هودج الولي: 

 

ارتبطت مواكب أولياء الله الصالحين باستخدام الجمال كمكون رئيسي في المسيرات السنوية للاحتفاء بذكري أصحاب الأضرحة، مع وجود استثناءات كاستخدام القوارب الخشبية في مولد سيدي أبو الحجاج الأقصري بديلًا عن الجمل، وهذا الأمر أدي إلى تفسيرات تحتاج إلى مراجعات بشأن تشابه هذا الموكب مع احتفالات عيد الأوبت المصرية القديمة. 

 

وتكون الخيول شريك ثانوي ومهم في الوقت ذاته في الموكب، وإن كانت لها أدوارًا مختلفة .. يمتطي الأحصنة في هذه المواكب الشباب ويسبقون الجمل وكأنهم يفسحون له الطريق ويخلونه من المارة بحركة الخيول الجامحة والشابة، كما لابد أن يمتطي نقيب الضريح جوادًا ويكون في مقدمة الموكب، وعدة رموز ظاهرة في هذه المواكب ولا تبوح عن نفسها إلا لمن يمعن النظر ويقرأ ما يراه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجمل الأولياء الموالد الأضرحة هذه المواکب ظهر الجمل

إقرأ أيضاً:

مولد السيد البدوي.. «سعد الدين الهلالي» يوضح حكم التبرك بأضرحة الأولياء

في أجواء الاحتفال بمولد السيد البدوي، والذي يشهد سنويًا توافد آلاف الزوار إلى مدينة طنطا، عاد الجدل الديني مجددًا حول مشروعية التبرك بالأضرحة وزيارة الأولياء الصالحين، بين من يعتبرها مظهرًا من مظاهر المحبة والاقتداء، ومن يراها نوعًا من المبالغة في التوسل بغير الله.

وفي هذا السياق، أوضح الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، رؤيته المتوازنة حول القضية خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج «الحكاية» المذاع عبر قناة «MBC مصر»"، مؤكدًا أن هذه المسائل فقهية خلافية يجب تجاوزها دون تشدد أو اتهام.

وأشار الهلالي إلى أن بناء الأضرحة والتبرك بالأموات أو الأحياء والمبالغات في التوسل بهم من القضايا التي لا ينبغي أن تكون سببًا للجدال، مستشهدًا بالقاعدة الفقهية: «لا جدال ولا مشاحة في المختلف فيه»، موضحًا أن الفقه الإسلامي قائم على التعددية وأن اختلاف الآراء فيه رحمة لا نقمة.

وأكد أن النبي صلى الله عليه وسلم علّم الصحابة الاعتماد على الله مباشرة دون وسائط، مستشهدًا بحديثه لابن عباس: «إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله».

وأضاف الهلالي أن الخطاب الديني المنصف هو الذي يذكّر الناس بأن الله معهم في كل وقت ومكان، دون الحاجة للتعلق بالبشر، مبينًا أن السؤال عن كرامات الأولياء أمر لا يعلمه إلا الله، فالقرآن والنبي لم ينصّا على شخص بعينه يتمتع بكرامات خاصة، مشيرًا إلى أن بعض المتاجرين بالدين يستغلون هذه المفاهيم لمصالحهم.

وتابع أن الأقطاب الأربعة «عبد القادر الجيلاني، أحمد الرفاعي، أحمد البدوي، إبراهيم الدسوقي» عاشوا بعد النبي بقرون، موضحًا أن الكرامات منح إلهية يمنحها الله لمن يشاء، مسلمين كانوا أو غيرهم، ولا تقتصر على الأموات.

كما لفت إلى أن الدعاء أمام القبور أو التوسل بالأولياء يعتمد في المقام الأول على النية، مستشهدًا بقول النبي: «إنما الأعمال بالنيات»، مؤكدًا أن مصيبة الخطاب الديني الحالي تكمن في ربط الناس بالبشر بدلاً من ربطهم بربهم.

وختم الهلالي حديثه بالتأكيد على أن الإيمان الصافي يقوم على التوحيد الخالص، وأن ضبط الزيارات الدينية للأضرحة والمقامات، وعلى رأسها قبر النبي صلى الله عليه وسلم، يهدف للحفاظ على العقيدة الصحيحة وتجنب أي مظاهر قد تُخرج الممارسة الدينية عن إطارها السليم.

اقرأ أيضاًمحمود التهامي يشعل أجواء الليلة الختامية لمولد البدوي بطنطا.. إنشاد ومديح في حضرة قطب الأقطاب

محافظ الغربية: حملات مكثفة لإعادة الانضباط بمحيط الساحة الأحمدية بعد انتهاء مولد البدوي

وسط إجراءات مكثفة.. محافظ الغربية يتابع ميدانياً احتفالات الليلة الختامية لمولد البدوي

مقالات مشابهة

  • أضرحة الأولياء منارات روحانية وتاريخ حي في وجدان المصريين
  • هل السيد البدوي من الأولياء أم المجاذيب؟.. دار الإفتاء ترد وتحسم الجدل
  • مولد السيد البدوي.. «سعد الدين الهلالي» يوضح حكم التبرك بأضرحة الأولياء
  • هل السيد البدوي من الأولياء؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل
  • الإفتاء تحسم الجدل بشأن حكم زيارة مقامات الأولياء والصالحين
  • النائب ميشيل الجمل بعد أداء اليمين الدستورية: مجلس الشيوخ شريك في بناء الدولة
  • دار الإفتاء: السيد البدوي من الأولياء وكتب الله له القبول في الأرض
  • مودي ناصر: الدوري هذا الموسم “مالوش كبير”.. وإنبي يعيش حالة حب واستقرار تحت قيادة حمزة الجمل
  • محافظ الدقهلية في جولة بشوارع مدينة المنصورة