بيروت ـ “راي اليوم” ـ نور علي: اثار قرار البرلمان الأوروبي هذا الأسبوع والمتضمن إبقاء النازحين السوريين في لبنان ، واتهام الدولة اللبنانية بتشجيع تصاعد خطاب الكراهية ضدهم  ردود فعل لبنانية أجمعت كلها على ادانة هذا القرار والعمل على مواجهته  واعتباره دليلا على نوايا الغرب في تنفيذ مشروع توطين اللاجئين في لبنان وفرضه كأمر واقع.

وشجب وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال عصام شرف الدين قرار الاتحاد الأوروبي بإبقاء الدعم للنازحين على الأراضي اللبنانية، معتبرا أنه “قرار جائر وتعسفي وله أغراض سياسية”. وأشار شرف الدين الى أن “القرار لم يكن مفاجئاً خصوصا أنه يأتي بعد تصريح لمسؤول أوروبي عقب مؤتمر بروكسيل يصب في الإطار عينه”، متهما الدول الأوروبية بأنها “تناقض وتراوغ أو حتى تكذب في هذا الملف”. وقال: “يتحدثون معنا بلغة المستعمِر، يتبرعون بأراضي الغير وكأنّ لبنان مستعمرةٌ بين أيديهم، من أنتم لكي تتبرعوا بأراضي غيركم لتوطين مليون ومئتي ألف شخص؟ وإذا كنتم فعلا حريصين على حقوق الانسان فخذوا النازحين اليكم لا سيما الأعداد التي تقدمت بطلب لذلك.” وتابع: “فور إعلان القرار، دعوت الى عقد جلسة طارئة لمجلس الوزراء للرد على هذا القرار واستدعاء سفراء دول الاتحاد الأوروبي للمطالبة بسحب القرار والاعتذار، ولكن هذا لم يحصل تحت ذريعة أن القرار برلماني ويأتي الرد من البرلمان”، متهما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب بالتقصير وأضاف: ” تم تكليف وزير الخارجية لتحديد موعد لزيارة سوريا منذ الشهر ونصف  الشهر لتحديد آلية للعودة. التاريخ سيحاسبنا على التقصير، وإذا لم يكن لشخص القدرة على القيام بمهام موكلة إليه، فعليه التنّحي وأنا سأطرح هذا الأمر على طاولة الاجتماع المقبل للحكومة”. وفند وزير المهجرين مراحل خطة الحكومة للعودة الآمنة، موضحاً أنها تلحظ مختلف الحالات وتضمن حقوق الانسان، كلُّ وفق وضعه، منتقداً وقوف الاتحاد الأوروبي والدول المانحة ضدّ قرار تشكيل لجنة ثلاثية بين لبنان وسوريا ومفوضية اللاجئين تكون الأساس للحلول، وتنبثق منها لجان فرعية في قرى العودة تراقب أوضاع النازحين العائدين أمنياً واقتصادياً واجتماعياً. وشدد على أن “لبنان واللبنانيين استقبلوا النازحين بقلوب مفتوحة لا سيما وأننا نعتبر أنفسنا شعبا واحدا”، لافتا الى أن “الحوادث الأمنية التي حصلت في ما بعد تأتي في الاطار الطبيعي خصوصا في ظل خرق العمالة السورية للاتفاقات والقوانين التي تحفظ حقّ العامل اللبناني كما أصحاب المصالح”. وأشار الى أنه “رغم هذه الحوادث إلا أن لبنان واللبنانيين لم يتعاطوا يوما مع الشعب السوري بعنصريّة”.  القرار الأوروبي استدعى موقفا واضحا من حزب الله عبر نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم الذي لفت في خطابه امس بذكرى حرب تموز  إلى أن “البرلمان الأوروبي طالعنا بقرار يلزم لبنان بإبقاء النازحين السوريين فيه، فمن هو هذا البرلمان الذي يريد أن يتحكّم بقراراتنا المحلية الداخلية اللبنانية، ومن هو هذا البرلمان الذي يمنع النازحين أن يعودوا إلى بلدانهم، ويفرضون علينا أن نقبل بالنازحين مع كل الظروف الصعبة والمعقدة لهم ولنا، وفي الوقت الذي يقبل النظام السوري بأن يستقبل النازحين، علماً أن هؤلاء يعطونهم الأموال في بلدنا، ويشجعونهم على عدم العودة بحجة الوضع الأمني، وعليه فإننا نقول لهم، توقفوا عن دفع المال بهذا السياق، وادفعوا الأموال لمن يعود بإرادته، وعندها ستجدون أن الغالبية من النازحين حاضرين للعودة إذا تأمنت لهم معيشتهم هناك”. وختم قاسم داعياً الحكومة الى أن “تخطو خطوة جريئة، وأن تشكّل وفداً رسمياً، وتخاطب وتلتقي مع المسؤولين السوريين، وتضع برنامجاً، وتضع في لبنان قيوداً تحمي هذا المجتمع والبلد، وبالتالي يكون للبنانيين حقوقهم، وللسوريين حقوقهم، ونساعد على الإعادة الآمنة الطوعية التي تكون منسقة مع الدولة السورية”. ومن جانبه اشار وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية هكتور حجار، الى ان قرار عودة النازحين بيد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والخطة موجودة لكن لا نية بالتنفيذ، لافتاً الى ان قرار الاتحاد الأوروبي بشأن النازحين هو مفتاح لسلسلة قرارات؛ والكارثة آتية لا محالة. وغرد النائب جميل السيد على تويتر قائلا  اودعتُ اليوم لدى الأمانة العامة لمجلس النواب العريضة النيابية التي تطالب بعقد جلسة عاجلة لمجلس النواب لمناقشة موقف البرلمان الاوروبي حول ابقاء النازحين في لبنان واستصدار تشريع او قرار يُلزِم الحكومة بتنظيم عودتهم الى سوريا وفقاً للإتفاقية الموقعة بين لبنان ومفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقد تواصلت مع كل الكتل النيابية للمبادرة الى توقيع تلك العريضة لدى الأمانة العام للمجلس “نص العريضة ادناه بإنتظار باقي التواقيع. ويعتبر لبنان ان موقف البرلمان الأوروبي ينتهك السيادة اللبنانية ، كما انه يحمل مفارقة مجحفة بحق لبنان لان الدول الأوروبية التي لديها إمكانات تفوق لبنان تكافح وتمنع وصول اللاجئين الى أراضيها في الوقت الذي يعاني لبنان من ازمة اقتصادية ومعيشية خانقة وتفرض عليه الدول الأوروبية إبقاء النازحين وتمنع التواصل مع سورية بهدف اعادتهم الى بلادهم.

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: البرلمان الأوروبی الاتحاد الأوروبی فی لبنان الى أن

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يعلنون استعدادهم لتبادل أسرى مع الحكومة.. والوسطاء يرحبون

أبدت حركة "أنصار الله" (الحوثيون) في اليمن، استعدادها لإبرام في صفقة شاملة لتبادل جميع الأسرى مع الحكومة المعترف بها دوليًا، في خطوة جديدة قد تحرك الملف الإنساني الأكثر تعقيدا في الحرب اليمنية المستمرة منذ سنوات.

وقال رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى التابعة للحوثيين، عبد القادر المرتضى، في منشور على منصة "إكس": "بمناسبة خروج الأسرى الفلسطينيين اليوم نبارك لكل أبناء فلسطين هذا الإنجاز العظيم"، متهما السعودية والحكومة اليمنية بعرقلة ملف الأسرى، ومعبرا عن أمله في أن "نشهد انفراجة شاملة لهذا الملف الذي طالت مدة الجمود فيه"، قبل أن يؤكد استعداد حركته "لصفقة شاملة للإفراج عن جميع الأسرى".

بمناسبة خروج الأسرى الفلسطينيين اليوم نبارك لكل أبناء فلسطين هذا الإنجاز العظيم
ونأمل أن يكف النظام السعودي ومرتزقته عن عرقلة وتعقيد ملف الأسرى في بلدنا، وأن نشهد انفراجة قريبة لهذا الملف الذي طالت مدة الجمود فيه.
ونجدد استعدادنا للدخول في صفقة شاملة للإفراج عن جميع الأسرى. — عبدالقادر المرتضى (@abdulqadermortd) October 13, 2025

وسبق للمرتضى أن أكد في كانون الثاني/يناير الماضي، عقب لقائه المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، "الاستعداد الكامل لتنفيذ ما تم التوافق عليه برعاية الأمم المتحدة، والمشاركة في جولات جديدة تُفضي إلى صفقة تشمل جميع الأسرى وفق قاعدة الكل مقابل الكل".

ورحب الوسيط المحلي في ملف الأسرى، عبد الواحد المصعبي، بالمبادرة الجديدة، آملاً أن تتحول إلى خطوات عملية تخفف معاناة مئات الأسر اليمنية.




وقال في تعليق على تدوينة المرتضى: "نحن وزملاؤنا الوسطاء المحليون نعمل منذ سنوات في هذا الملف الإنساني، ونحن على أتم الاستعداد لمواصلة الجهود وتعزيز التقارب بين الأطراف، خصوصًا في المفاوضات الأخيرة التي واجهت بعض العقبات الشائكة".

نرحب بتصريح الأستاذ عبدالقادر المرتضى رئيس لجنة الأسرى بصنعاء بشأن استعدادهم للدخول في صفقة شاملة للإفراج عن جميع الأسرى.
نأمل أن تتحول هذه المبادرة إلى أعمال واقعية من جميع الأطراف لتتحقق انفراجة عاجلة وتخفف المعاناة الطويلة لمئات الأسر اليمنية التي عاشت سنوات من القلق… — عبدالواحد المصعبي Abdulwahed Al-Masabi (@amir_masabi) October 13, 2025

تعثر المفاوضات الأممية

شهدت العاصمة العُمانية مسقط جولة تاسعة من مفاوضات ملف الأسرى بين 30 حزيران/يونيو و6 تموز/يوليو 2024، لكنها انتهت دون اتفاق.

كما تعثرت جهود الأمم المتحدة لعقد جولة عاشرة لأكثر من عام، وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين. وكانت عمّان قد استضافت الجولة الثامنة في حزيران/يونيو 2023، إلا أنها انتهت أيضًا دون نتائج.

ومنذ توقيع اتفاق ستوكهولم عام 2018، لم تنفذ بنوده المتعلقة بالإفراج الشامل عن جميع الأسرى والمعتقلين والمفقودين، رغم توقيع آلية تنفيذية تنص على تبادل الكشوفات النهائية خلال عشرة أيام من التوقيع.

وبحسب القوائم التي تبادلها الطرفان في ستوكهولم، بلغ إجمالي عدد الأسرى أكثر من 15 ألفًا، منهم 7587 من الحوثيين و8576 من الحكومة، وكان الاتفاق يقضي بتنفيذ عملية التبادل خلال 48 يومًا في مدينتي صنعاء وسيئون، لكن التنفيذ لم يتم.

صفقات جزئية 


ونظرا لتعثر الاتفاق الشامل، اتجهت المفاوضات إلى الحلول الجزئية. ففي تشرين الأول/أكتوبر 2020، تم تبادل 1056 أسيرًا ومعتقلًا في أكبر صفقة منذ اندلاع الحرب، تلتها صفقة أخرى في نيسان/أبريل 2023، أُفرج خلالها عن 887 أسيرًا، بينهم 181 من الحكومة، و16 سعوديًا، و3 سودانيين، مقابل إطلاق 706 من الحوثيين.

ورغم اعتبارها خطوة إيجابية، إلا أن مراقبين رأوا فيها تراجعًا عن اتفاقات سابقة، منها اتفاق عمّان الذي نص على تبادل أكثر من ألفي أسير. وبعد هذه الصفقة، أعلن المرتضى عن صفقة جديدة تشمل 700 أسير من كل طرف، لكن تنفيذها لم يتم، واستمر الجمود في الملف.

وأعلنت "أنصار الله" لاحقا إطلاق سراح عدد من الأسرى بمبادرات من طرف واحد، في حين نجحت وساطات محلية وقبلية في إتمام بعض صفقات التبادل المحدودة.

ملف سياسي وإنساني معقد

ويؤكد مراقبون أن تعثر تنفيذ اتفاق الأسرى يعود إلى استغلال الملف سياسيا كورقة ضغط متبادلة، إضافة إلى عقبات فنية تتعلق بغياب كشوف دقيقة وهويات محددة للمحتجزين.




ويرى آخرون أن الأمم المتحدة لجأت إلى الحلول الجزئية بعد فشل الجولات السابقة في تحقيق اختراق حقيقي.

ويفتح ملف الأسرى والمعتقلين تحديا لجدية الأطراف اليمنية في الذهاب نحو السلام وإنهاء معاناة آلاف الأسر التي تنتظر أبناءها منذ سنوات، إذ إن جميع الأطراف يمنية، والأسرى يمنيون، مما يجعل الحل مسؤولية وطنية وإنسانية في المقام الأول.

مقالات مشابهة

  • الحكومة اللبنانية تباشر خطة إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم
  • مفاجأة مدوية من دمشق إلى موسكو: الشرع في روسيا و يطالب بتسليم بشار الأسد لمحاكمته!
  • الحوثيون يعلنون استعدادهم لتبادل أسرى مع الحكومة.. والوسطاء يرحبون
  • حزب الله يفعِّل هذا الملف
  • رئيس وزراء فرنسا يطلب من البرلمان عدم التصويت على إقالة الحكومة
  • هندوراس تخطو خطوة هامة نحو نهائيات المونديال
  • جعجع: لتبدأ الحكومة بنفسها قبل مطالبة المجتمع الدولي بتنفيذ القرار 1701
  • هذا تاريخ بدء المرحلة الخامسة من عودة النازحين السوريين
  • من أجل الأسرى.. خطوة لـالحزب
  • «فتح»: قمة شرم الشيخ خطوة مهمة لإرساء مسار سياسي لإنهاء الاحتلال وتنفيذ حل الدولتين