حماد صبح: هل الحرب وشيكة بين إسرائيل وحزب الله؟!
تاريخ النشر: 15th, July 2023 GMT
حماد صبح تتحرق إسرائيل حيرة وقلقا وتوجسا من نوايا حزب الله ، وتفور في أعماقها رغبة ضارية في الانتقام منه ، ونزع نفسها من كابوس الرعب الذي أثقلها به منذ أن طردها ذليلة مكسورة القلب مخفوضة الرأس من جنوب لبنان في مايو 2000 ، وزاد من ثقل ذلك الكابوس بعد أن تعادل معها في حرب 2006 ، وتابع إرعابها وتحجيم قدرتها على الفعل العسكري في لبنان ، وفي المنطقة إجمالا .
وفي الأسابيع الأخيرة ، التهب الجو واكفهر بين الطرفين واحتشدت فيه بروق تنذر باحتمال حرب بينهما . بدأ كل ذلك بنصب حزب الله خيمتين في مزارع شبعا المحتلة ، عدتهما إسرائيل عدوانا عليها ! وهددت بمهاجمتهما إذا لم يزلهما ، ولما لم يخضعه تهديدها أعلنت أنه لا ضرر أمنيا منهما ! خافت فردعت . ثم اتهمته بمحاولة عرقلة تكملة بناء السياج الأمني الذي بدأته في 2018 والذي يراه لبنان خرقا خطيرا لسيادته لضمه القسم الشمالي من قرية الغجر اللبنانية . وهاجمت ، الأربعاء ، طائرة إسرائيلية بدون طيار مجموعة من رجال الحزب حين شرعوا في بناء برج مراقبة في مشارف بلدة يارين ، وجرحت ثلاثة منهم ، وأسقط الحزب تلك الطائرة في إنجاز عسكري سريع لا ريب في أنه أوجع إسرائيل على بساطة خسارتها المادية فيه . هذا الزخم المتتابع من الأحداث المتوترة بين العدوين اللدودين المتحفزين لبعضهما بعضا قد يفجر الحرب بينهما بمبادرة من إسرائيل التي أضناها شعورها الطويل باهتراء ردعها للحزب ، وصعوده بالتوازي رادعا لها . وقد تبادر إلى حرب سريعة لإبعاد قواته من منطقة الحدود ولو مؤقتا ريثما تتم بناء سياجها الأمني أسوة بالسياج الذي بنته حول مستوطنات غلاف غزة بطول 65 كيلومترا بداية من نتيفوت في الجنوب وانتهاء بسديروت في الشمال ، وأتمته في 2019 بعد ثلاثة أعوام ونصف من الشروع فيه . وستقبل في حربها السريعة ، في حال إقدامها عليها ، بتلقي رشقات صاروخية كثيرة من الحزب على مستوطنات الشمال ومدن الوسط . وجاء أصرح وأوضح دليل على توجهها هذا في ما نقلته ” يديعوت أحرونوت ” عن مصادر في الجيش الإسرائيلي تحدثت عن دنو انتهاء ما سمته استفزازات حزب الله ، وأن صمت الجيش الإسرائيلي في الشمال يقترب من النفاد وأجرت ، الأربعاء ، الفرقة السابعة في سلاح المدرعات الإسرائيلي تمرينا مركزا يحاكي حربا في جنوب لبنان . وللأحداث الداخلية في إسرائيل دور في توجهها نحو حرب محتملة سريعة مع حزب الله قد تحقق قدرا من التهدئة لها بالالتفاف حول الحكومة المزعزعة ، وأخطر هذه الأحداث الانقسام الذي يتمادى اتساعه في قضية الإصلاح القضائي، وأسوأ هذه الأخطار، ولا نتحدث عن الاقتصادية السيئة ؛ ما يصيب المؤسسة العسكرية التي هدد فيها 500 طيار ، منهم دان حالوتس رئيس الأركان الأسبق ، بوقف تدريباتهم ونشاطاتهم في حال تنفيذ ذلك الإصلاح ولو بالصيغة المعدلة التي يعرضها نتنياهو وأنصاره الملتصقون به ، وأوقف مئات من الأطباء والأطباء النفسيين والمضمدين من جنود الاحتياط خدماتهم احتجاجا عليه . ولغوغائي الحكومة المتطرفة مفعولهم الكبير في التحريض على الحرب . وزير الأمن القومي بن غفير يريدها ويحرض عليها . وفي أميركا أصداء عدم رضا عن ذلك الإصلاح . كتب توماس فريدمان مقالا في ” نيويورك تايمز ” طالب فيه الإدارة الأميركية بإعادة تقييم علاقتها بإسرائيل لما في الإصلاح من مفارقة إسرائيلية للقيم الأميركية في الديمقراطية ، وتظاهر مئات في اثنتي عشرة مدينة أميركية ، منها واشنطن ونيويورك وبوسطون ولوس أنجلوس ، داعين بايدن إلى عدم التنازل عن الديمقراطية الإسرائيلية. إسرائيل في حال يتمناها لها عدوها . في الداخل أزمات وانقسامات خطيرة توهن عظام كيانها ، وحولها أعداء تخافهم ولا تستطيع ردعهم ، فعلى أي جانبيها تميل بعبارة شاعرنا العظيم المتنبي ؟! قد تفضل حربا سريعة مع حزب الله على أزمات الداخل وانقساماته ، ولا ضمان لانقلاب الحرب في حال حدوثها سقوطا من المقلاة إلى النار . إسرائيل تجتاحها محنة وجود أو زوال ، وما بها من ظواهر هذه المحنة يدنيها إلى الزوال ، ويقصيها من الوجود . كاتب فلسطيني
المصدر: رأي اليوم
إقرأ أيضاً:
د.حماد عبدالله يكتب: الصحافة..... وسنينها !!!!!
لعلى من أكثر الناس إيمانًا بأن الكلمة الحرة –والرأى البناء –والنقد الذاتى –والتجرد أثناء الكتابة من كل ما يطبع المكتوب بالمصلحة الشخصية –أو الإبتزاز أو قلة الحياء –فقط من أجل أن هناك مثلًا يقول "خالف تعرف" –شيىء غير مقبول... وكلا م لا يساوى الحبر الذى أستهلك فى كتابته !!
ناهيك عن الطباعة والمساحات المخصصة فى أدوات النشر سواء كانت جريدة أو مجلة أو حتى منشور !! ولعلى وأنا أخوض فى هذه المقالة –أعترف بأننى "هاو" فى مجال الكتابة ولست محترفًا !! حيث أننى أعتبر نفسى كأستاذًا جامعيًا –ومهنيًا –يمكن الإرتكان إليه فى رأى يدخل فى تخصصى الدقيق –لذا فإننى أعيش على ما أنتجه فى مجال عملى وتخصصى –إلا أن الكتابة –فهى هواية أدبية –مارستها منذ كنت تلميذًا فى المرحلة الإعدادية على (جرائد الحوائط ) بالمدرسة –وبعض المقالات فى بعض الصحف دون تمييز من إتجاهاتها أو إنتمائاتها... إلا منذ أكثر من مائتين وعشرون يومًا –حينما دعيت من الزملاء كرم جبر، عبد الله كمال –للكتابة فى جريدة روزاليوسف اليومية –والتى إختصتنى بعامود يومى فى صفحتها السادسة –ولعل ما تعرضت له فى كتابتى يصب فيما يشغل الرأى العام من أحداث يومية أو فيما يتعلق برأى بناء نحو تصحيح أوضاع سواء كانت فى أى مجال -الإدارة المحلية -أو فى مجال أعمال بعض الوزارات أو الهيئات المرتبطة بخدمة الشعب وكذلك مشاهداتى ورؤيتى فى جوانب كثيرة من أركان المحروسة..
ولعلى قد وفقنى الله فيما إجتهدت فيه !!! إلا أننى أجد من قراءتى فى صحافة الوطن –سواء كانت مستقلة أو حزبية أو ما تسمى قومية !! وهى "ولا قومية ولا يحزنون " !!
إذ يمتلكها مجلس الشورى –ويديرها مجالس إدارات –ويضع سياسات تحريرها –رؤساء تحرير ومجالس تحرير –محترمة !!!
ولا شك بأن الصحافة –هى مرأة الوطن –وهى نبض الشارع –وهى كاشفة للمخالفات وبؤر الفساد –لكى تنير صاحب القرار فى أخذ المبادئة والمبادرة بالحساب –لصالح الشعب.
كما أن الصحافة أيضًا هى كاشفة لكل إيجابيات المجتمع سواء كان ذلك من خلال أداء جيد من مؤسسة أو هيئة أو أفراد –وإعطاء القدوة للشعب لكى يحذو الجميع بغية الإرتفاع بمستوى الأداء الوطنى !!
و لكن جانب أخر أراه غير مضيىء –ويدعو للإكتئاب –وهى المناحرة-والتنابذ "والتلسين" –فيما بين أعضاء الأسرة الواحدة وهم صحفى مصر المحترمين !!
ولعل ما كان يتم فى الزمن القديم –وخاصة قبل تأميم الصحافة –إن الكاتب يقول رأى يمس زميل –ويرد الزميل فورًا من نافذته على الرأى الأخر –ويكون للتراشق حلاوة –ويسجلوا أدبيات جديدة –فيما يسمى أدب الإختلاف !!
وهذا يفيد القارىء –ويعلم الطالب –ويعطى صدقًاَ وصراحة –وشفافية –دونما بذائة!!
ودونما تلقيح كلام –يؤخذ على واحد أو إثنين أو عشرات !! دون الإفصاح فيما بين الكاتب والمكتوب إليه !!
إننى أعتقد بأن هذه الممارسات هى إضاعة للوقت وفقد للطاقة الإبداعية لدى كتاب أعتز بهم –ولهم لدى القراء مكانة ومكان..إننى "كهاو" فى مجال الكتابة أرجو أن تزول هذه الغمة عن سماء هذه القبيلة المحترمة من قبائل المحروسة !!