سفير العراق بالقاهرة: نعتزم نقل التجربة المصرية في مجال التنمية والبناء لبلادنا
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
زار السفير أحمد نايف الدليمي سفير العراق بالقاهرة، مقر رئاسة الوزراء في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث استقبله الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وذلك بمناسبة انتهاء مهام عمله.
وخلال اللقاء، أعرب السفير العراقي عن تقديره لحفاوة الاستقبال والتعاون الذي حظى به خلال فترة عمله بالقاهرة، مؤكدًا تطلع بلاده لدعم العلاقات الثنائية مع مصر في مختلف المجالات.
وأكد السفير حرص بلاده على تفعيل اتفاقيات التعاون مع مصر، أخذًا في الاعتبار أن المرحلة الحالية هي مرحلة البناء والتنمية في العراق بعد نجاحه في دحر الإرهاب.
وأوضح السفير العراقي أن بلاده تسعى لجذب الاستثمارات الأجنبية والعربية، وتعمل على نقل التجربة المصرية في مجال التنمية والبناء، لا سيما في ظل وجود مشروعات واعدة للتعاون في إطار الآلية الثلاثية مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة.
وفي الختام، شدد على تعاون العراق ومصر في مواجهة كافة التحديات التي تواجه الأمة العربية.
فيما أكد رئيس الوزراء حرص مصر على دعم وتطوير العلاقات الوثيقة بين البلدين في كافة المجالات، منوهًا بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعبين الشقيقين المصري والعراقي باعتبارهما من أصحاب أقدم الحضارات التاريخية التي عرفتها البشرية.
وثمن رئيس الوزراء التعاون القائم مع العراق الشقيق سواء على المستوى الثنائي أو الإقليمي في إطار آلية التعاون الثلاثي مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة، مؤكدًا اهتمام فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بمساندة العراق الشقيق حتى يستعيد مكانته التي يستحقها باعتباره أحد مراكز الثقل والحضارة في عالمنا العربي.
وأعرب الدكتور مصطفى مدبولى عن خالص تمنياته للسفير العراقي بالتوفيق في مهامه المقبلة، وطلب من السفير العراقي إبلاغ تحياته لأخيه محمد شياع السوداني، رئيس الوزراء العراقي، معربا عن خالص تمنياته للعراق حكومة وشعبًا في تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصر السيسي القاهره مجلس الوزراء رئيس الوزراء العراق الرئيس سفير
إقرأ أيضاً:
كرة القدم المصرية بين الانهيار والبناء
الكرة في مصر تعيش أسوأ مراحلها التاريخية، ليس بسبب فقر المواهب ولا ضعف الجماهير ولا محدودية الإمكانات، بل لأن المنظومة الإدارية التي تدير هذا الملف أصبحت عبئًا على اللعبة، ومعطلًا لمسارها، ومعرقلًا لأي محاولة للنهضة. فملف كرة القدم، شأنه شأن أي ملف آخر، يعاني من غياب الرؤية الاستراتيجية، وانعدام التخطيط، وتمدد الشللية والمصالح الضيقة، مع استمرار تدوير نفس الوجوه التي أثبتت فشلها مرة بعد أخرى، وكأن الهدف هو الحفاظ على الخراب لا إصلاحه.
خروج المنتخبات المصرية بكل فئاتها من البطولات كان فضيحة كروية مكتملة الأركان. الأداء الهزيل والضعف البدني وسوء الإعداد وانعدام الهوية تكشف أن عملية بناء اللاعبين الصغار تسير بمنهجية عشوائية لا علاقة لها بعلم الرياضة الحديث. فالمواهب الصغيرة تحتاج إلى مدربين متخصصين في التكوين، لا إلى هواة يتم وضعهم في مواقع فنية حساسة عبر المجاملات والصداقات. التجارب الناجحة تؤكد أن المنتخبات السنية لا تنهض إلا بمدربين أجانب عالميين يعرفون كيف يصنعون لاعبًا كاملًا: فنيًا وبدنيًا وذهنيًا. أما الاعتماد على مدربين غير مؤهلين فهو وصفة مؤكدة لإنتاج أجيال ضعيفة مهزوزة لا تستطيع الصمود أمام منافسين يتطورون بسرعة.
وفي قلب هذه الفوضى يتعرض حسام حسن وشقيقه إبراهيم لحرب ممنهجة، ليس بسبب خلاف فني أو تنظيمي، ولكن لأنهما ببساطة لا يتلونان ولا يجاملان ولا يفتحان أبواب الفساد.وجودهما يربك المنظومة التي اعتادت أن تعمل في الغرف المغلقة، وأن تتربح من مواقعها، وأن تعيّن من تشاء وتبعد من تشاء وفقًا لمعادلة المصالح لا الكفاءة. حسام وإبراهيم يمثلان نموذجًا نادرًا في الصدق والانتماء والنزاهة، وهذا وحده كافٍ ليجعلهما هدفًا لكل من يخشى الإصلاح الحقيقي.
إصلاح كرة القدم يتطلب تشكيل مجموعة من خبراء اللعبة الحقيقيين لوضع رؤية ممتدة لعشرين عامًا، تضم أسماء عريقة وتمتلك معرفة فنية وإدارية مثل طه إسماعيل، فاروق جعفر، هاني رمزي، مصطفى يونس، علي أبو جريشة، حسام ميدو، وغيرهم ممن يملكون القدرة على صياغة مشروع قومي حقيقي لتطوير اللعبة في مصر. مهمة هذه المجموعة يجب أن تكون واضحة: إعادة هيكلة المنظومة من جذورها، ووضع برنامج لبناء قاعدة الناشئين، والتنسيق مع الأندية، وتحويل الكرة المصرية إلى صناعة استثمارية حقيقية.
ولا يمكن للكرة المصرية أن تتحرك خطوة إلى الأمام دون التحول الكامل إلى الأندية الاستثمارية. بيع الأندية لمستثمرين أو طرحها كأسهم ضرورة لا رفاهية، لأنها وحدها التي تضمن موارد ثابتة وبناء احترافي وإدارة رشيدة. كما يجب فتح الباب أمام احتراف اللاعبين الصغار قبل سن الثامنة عشرة دون رهن موافقة النادي، مع إنشاء أكاديميات رياضية حديثة في كل المحافظات بالشراكة مع أكاديميات أوروبية متخصصة في صناعة المواهب.
الإعلام الرياضي هو الآخر جزء أساسي من المشكلة. فالفضائيات تحولت إلى ساحات صراخ، وتحريض، ونشر شائعات، وشخصنة، وتشويه للرياضيين، بينما اختفى التحليل العلمي والنقد الرشيد والخبرة الحقيقية. الإصلاح يبدأ بإبعاد العناصر التي جعلت الفوضى منهجًا، وفتح المجال أمام إعلاميين مؤهلين يحترمون عقل المتلقي ويقدمون معرفة لا ضجيجًا.
أما اتحاد الكرة ورابطة الأندية فهما مثال صارخ على الفشل الإداري المعتمد على علاقات ودوائر مصالح، لا على كفاءة وقدرة وخبرة. تغيير هذه الوجوه ضرورة قبل أن تتحول اللعبة إلى عبء اجتماعي يجب الهروب منه. فالتدوير لا يصنع نهضة، والوجوه المستهلكة لا يمكنها أن تقود مستقبلًا مختلفًا.
التجارب الناجحة أمامنا، والتجربة المغربية نموذج ملهم لما يمكن أن تفعله دولة عندما تقرر أن الرياضة مشروع قومي. فالمغرب بنت أكاديمية محمد السادس باعتبارها مصنعًا وطنيًا للاعبين، واعتمدت على مدربين عالميين، وفرضت نظامًا تدريبيًا موحدًا، وضخت استثمارات ضخمة في البنية التحتية، واهتمت بالجانب الذهني والبدني للاعبين، لتنتج في النهاية جيلًا غيّر صورة القارة في كأس العالم وأصبح قوة حقيقية في كل مستويات اللعبة.
ما تحتاجه مصر ليس معجزة، بل قرار واضح بإعادة بناء المنظومة من أساسها، والاعتماد على الكفاءة وحدها، وإغلاق أبواب المجاملات والمحسوبية، وحماية المواهب، ومواجهة الفساد الرياضي بكل أشكاله. فمصر تمتلك تاريخًا كرويًا عظيمًا، وملايين من الجماهير، وكنزًا من المواهب، لكنها تحتاج إلى إدارة تليق بهذا الإرث وتستطيع أن تصنع مستقبلًا أفضل. كرة القدم ليست لهوًا شعبيًا، بل صناعة ضخمة، وقوة ناعمة، وواجهة حضارية، ومصدر فخر وطني… وعندما تعود مصر إلى الطريق الصحيح، ستعود الكرة المصرية كما كانت دائمًا: في المقدمة.
اقرأ أيضاًبعد خروج منتخب مصر من كأس العرب.. هاني رمزي: الكرة المصرية ماشية بالبركة.. ونجاحاتنا بالصدفة
ميدو: احترام قميص منتخب مصر واجب.. وما حدث بكأس العرب «نقطة سوداء ومصيبة»
ضياء السيد: خلافات حسام حسن وحلمي طولان سبب خروج مصر من كأس العرب