تلقى الدكتور محمد الخشت تقريرا عن حصاد جامعة القاهرة في تطوير منظومة العملية التعليمية في عام 2023، حيث أشار التقرير إلى نجاح جامعة القاهرة في مواصلة الارتقاء بمنظومة العملية التعليمية وتميزها والتحول إلى جامعة ذكية من جامعات الجيل الرابع يقوم التعليم فيها على المنافسة مع البرامج المناظرة لها بالجامعات المحلية والدولية، ومواكبة أحدث نُظم التعليم العالمي وتحقيق متطلبات الجودة والاعتماد الأكاديمي، وبما يتوافق مع احتياجات سوق العمل المحلية والعالمية، بهدف إيجاد ظروف مواتية للإبداع وتحقيق الجودة والميزة التنافسية للجامعة، بما يساهم في تحقيق أهداف رؤية الدولة المصرية 2030، ومن خلال العديد من الإجراءات التي يتم تنفيذها في إطار الخطة الاستراتيجية للجامعة  والوزارة 2020 / 2025، أهمها انطلاق وبدء الدراسة بالفرع الدولي لجامعة القاهرة، ومواصلة استحداث وتطوير العديد من البرامج واللوائح الدراسية والدبلومات المهنية، وإنشاء وتطوير عددًا من الكليات الجديدة التي تواكب متطلبات الثورة الصناعية الرابعة والخامسة ووظائف المستقبل، بالإضافة إلى تجديد طرق واستراتيجيات التعلم والامتحانات والتفكير.

كما أشار التقرير إلى بدء الدراسة بجامعة القاهرة الدولية بمدينة 6 أكتوبر لتصبح حقيقة ملموسة على أرض الواقع، وتفتح أبوابها أمام الطلاب للمرة الأولى لانطلاق الدراسة بها العام الجامعي الجاري 2023/ 2024، بما يُمثل نقلة نوعية على مستوى التعليم العالي في مصر وهى أول جامعة دولية من رحم الجامعات الحكومية تجمع بين نظام الكليات والبرامج، وتعمل بنظام البرامج المزدوجة والمشتركة مع عدد من الجامعات ذات السمعة الدولية باللغات الأجنبية أو المعتمدة من الهيئات الدولية، وتمتلك إمكانيات تضاهى أعرق الجامعات العالمية، وبرامج كليات معتمدة من هيئات عالمية تدخل في صميم احتياجات سوق العمل والثورة الصناعية الرابعة والخامسة، وهو النمط الذي جاء متوافقا في جانب كبير منه مع ما ذهب إليه النمط المقترح من كبرى المكاتب الاستشارية الدولية "مكنزي" أشهر شركات الاستشارات المرموقة في العالم والتي تعد من اشهر الشركات التي تقدم استشاراتها للحكومات عبر العالم، كما يضم بجانب الأساتذة المصريين المميزين عددًا من الأساتذة الزائرين الأجانب بما يتناسب مع احتياجات البرامج ويرتقى بالمستوى التعليمي والبحثي، ويستهدف الطلاب المحليين والدوليين الوافدين، ويرجع العائد منه على الجامعة والدولة المصرية.

وقد تم إعداد برامج دراسية للفرع الدولي لجامعة القاهرة في تخصصات مختلفة بالشراكة مع جامعات مرموقة دوليًا، حيث بدأت الدراسة بها العام الجامعي الحالي في 18 برنامج دراسي دولي بالشراكة مع جامعات عالمية مرموقة أو معتمدة دوليا بكل من المرحلة الجامعة الأولى "بكالوريوس وليسانس" ومرحلة الدراسات العليا، والتي تم إعدادها باللغتين الإنجليزية والفرنسية في تخصصات مختلفة، وسوف تزداد هذه البرامج العام القادم إلى 58 برنامجًا بعد الانتهاء من التوقيع على مجموعة كبرى من الاتفاقيات مع الجامعات العالمية الكبرى والتي أوشكت على الانتهاء، حيث يتم العمل بقوة على إضافة المزيد من الدرجات العلمية المزدوجة مع العديد من الجامعات العالمية إلى جامعة القاهرة الدولية ومنها جامعات أمريكية وصينية وأوروبية وبريطانية.

وتمكنت جامعة القاهرة خلال العام الأخير فقط من استحداث وتطوير 136 برنامج ولائحة ودرجة علمية من إجمالي 1778 من البرامج واللوائح الدراسية والدبلومات المهنية والدرجات العلمية المشتركة مع جامعات عالمية مرموقة التي تم استحداثها على مدار السنوات الـ 6 الأخيرة، بنظام الساعات المعتمدة وأنظمة التعليم الإلكتروني والمدمج والهجين والأوروبي، وذلك وفق متطلبات سوق العمل ومواكبة المتغيرات الاقتصادية، ونجحت الجامعة في التوسع في البرامج المميزة والدرجات المشتركة مع الجامعات الأجنبية المرموق ومختلف مؤسسات الدولة، وبرامج تخصصات البيانات الضخمة والريبورتات والبلوك تشين، وغيرها من تخصصات وظائف المستقبل.

وأصبحت جامعة القاهرة أول جامعة مصرية تُطبق نظام الأربع سنوات في بكالوريوس الهندسة في سابقة الأولى من نوعها في التعليم الهندسي في مصر. وتم توحيد برامج التربية العملية  لأول مرة توحيد برامج التربية العملية وتطوير كليات القطاع التربوي، بالإضافة إلى قبول الطلاب إلى جانب الطالبات بكلية التربية للطفولة المبكرة بالجامعة لأول مرة. علاوة على تطوير نظام التعليم الطبي ٥+ ٢، واحداث تطوير شامل في النظم التعليمية لدراسة الآداب واللغات والعلوم الانسانية والاجتماعية، واعتماد اللوائح الدراسية لهذه النظم وصدور القرار الوزاري لها، وسوف تبدأ الدراسة بها العام المقبل بكلية الاداب.

وعقدت جامعة القاهرة نحو 276 بروتوكول واتفاقية مع كُبرى الجامعات العالمية سواء فيما يتعلق بمجال البحث العلمي أو العملية التعليمية أو الدرجات العلمية المشتركة "بكالوريوس وليسانس" أو "دراسات عليا"، مثل جامعات كمبردج بالمملكة المتحدة البريطانية، وشنغهاي جياو-تونغ التي تحتل المرتبة 56 على مستوى العالم، وكولون، والسوربون، وويست فرجينيا.

كما واصلت الجامعة خلال عام 2023 استحداث وتطوير كليات ومعاهد وأقسام لوظائف المستقبل، حيث تم افتتاح مستشفى طب الأسنان التعليمي الجديد وتطويرات مبنى كلية طب الفم والأسنان بفرع الجامعة بالشيخ زايد، كما يتم العمل على قدم وساق في إنشاء 3 كليات جديدة بالفرع الدولي وهي كلية ومركز أبحاث علوم وتكنولوجيا الفضاء، وكلية علوم الطاقة الجديدة والمتجددة، وكلية الروبوتات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

IMG-20231231-WA0014 IMG-20231231-WA0013 IMG-20231231-WA0011 IMG-20231231-WA0012

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: احتياجات سوق العمل الاعتماد الأكاديمي التعليم العالي الثورة الصناعية الرابعة الدبلومات المهنية المملكة المتحدة الجامعات العالمیة جامعة القاهرة IMG 20231231

إقرأ أيضاً:

السودان يسقط من خارطة التعليم العالمي : حصاد عقود من الإهمال والتدهور

 

السودان يسقط من خارطة التعليم العالمي : حصاد عقود من الإهمال والتدهور

بقلم : صفاء الزين

هذا اليوم يسجل سقوطًا جديدًا في سجل التدهور الطويل: السودان خرج من التصنيف العالمي لجودة التعليم. خبر ثقيل، لكنه نتيجة سنوات من الإهمال المتواصل. مؤسسات التعليم تراجعت، المناهج تقادمت، المعلم يعيش في ظروف قاسية، والطلاب يتنقلون بين مدارس مهدمة وجامعات مشردة. بلد بهذا الواقع كان سيغادر أي قائمة محترمة عاجلًا أو آجلًا.

كيف يستمر السودان داخل أي مؤشر عالمي بينما أكثر من 19 مليون طفل – أي نحو 90% من إجمالي الأطفال في سن الدراسة – خارج الفصول أو بلا وصول منتظم إلى تعليم رسمي؟ وكيف تبقى دولة في خارطة التعليم والعالم يشهد أن نحو 7,000 مدرسة أصبحت خارج الخدمة بسبب الحرب، وأن أكثر من 13 مليون طالب تضرروا مباشرة جراء توقف العملية التعليمية؟ كيف يرتفع بلد يغيب فيه التخطيط، ويتراجع فيه الاستثمار في العقل، وينهار فيه كل ما يدعم بناء الإنسان؟ ما يحدث اليوم انعكاس مباشر لسنوات تراكمت، حتى صار التعليم مجرد اسم بلا مضمون.

دول أخرى في المنطقة تتحرك للأمام. قطر أصبحت الرابعة عالميًا والأولى عربيًا، الإمارات ضمن أفضل 20 دولة عالميًا في جودة التعليم الرقمي والبنية التعليمية، لبنان رغم أزماته يحافظ على المرتبة الثالثة عربيًا في جودة التعليم الجامعي. هذه الدول احترمت التعليم، واعتبرته مشروعًا مستمرًا لا يتبدل بتبدل الحكومات. ضخت الموارد، طورت المناهج، رفعت مكانة المعلم، وفتحت أبواب البحث العلمي. بينما السودان سار في الاتجاه المعاكس، حتى جاء وقت لم يجد فيه مكانًا بين دول العالم في أي تقييم جاد، بعد أن توقفت ميزانية التعليم عند أقل من 2% من الإنفاق الحكومي العام، في حين تتجاوز النسبة في الدول الناجحة 12% إلى 18%.

وسط هذا الخراب، يبرز صوت آخر يجب أن يقال بوضوح: أفيقوا أيها الجنرالات من صناعة الحروب، وأوقفوا هذا العبث من أجل نهضة البلاد. هناك جيل ضاع مستقبله تحت ظلال التصعيد المستمر. شباب لم يختاروا الحرب، لكنهم يعيشون آثارها كل يوم. قرار السلام لا يحتمل التأجيل، فهذه البلاد تحتاج توقف النزيف قبل أي خطوة أخرى. الجيل الذي يكبر اليوم يستحق مستقبلًا قائمًا على المعرفة، لا على الركام. التعليم هو الطريق الوحيد لنهضة الشعوب، وهو الأساس الذي لا يقوم بدونه أي مشروع وطني.

وخروج السودان من خارطة التعليم ما هو إلا إنذار أخير بأن البلاد تمشي نحو هاوية مفتوحة. ما لم يصبح التعليم أولوية أعلى من الصراع، سيبقى المستقبل محجوبًا عن جيل كامل ينتظر فرصة واحدة ليعيش حياة طبيعية. هذا السقوط لا يُعالج بالشعارات، بل بقرار واضح يعيد للعقل مكانه ولكرسي الدراسة قيمته… وإلا سنظل خارج القوائم، وخارج التاريخ.

الوسومالإهمال والتدهور الجنرالات من صناعة الحروب السودان يسقط حصاد عقود خارطة التعليم العالمي صفاء الزين

مقالات مشابهة

  • انطلاق المؤتمر الدولي الخامس عشر لشبكات البحث والتعليم في عمّان
  • بدء استقبال الطلاب في الملتقى الدولي للتعليم العالي «إديوجيت 2025» غدًا
  • تطوير التعليم بالوزراء: طلاب «الكوزن» يصعدون للتصفيات النهائية بالمعرض الدولي للهندسة والتكنولوجيا
  • غدا.. بدء استقبال الطلاب والزائرين بالدورة 18 من الملتقى الدولي للتعليم العالي «إديوجيت 2025»
  • انطلاق فعاليات الملتقى الفني الثالث والعشرين لشباب الجامعات بـ قنا
  • «تقويم التعليم» تمنح الاعتماد البرامجي الكامل لـ3 تخصصات بجامعة حائل
  • السودان يسقط من خارطة التعليم العالمي : حصاد عقود من الإهمال والتدهور
  • 7 جامعات مصرية تُشارك بالملتقي الفني الـ 23 بجامعة قنا
  • الرئيس السيسي يوجه بإطلاق حزمة التسهيلات الضريبية الثانية.. ومواصلة تطوير المنظومة الضريبية
  • اجتماع الخبراء مع الاتحاد الأوروبي وعقد ورشة الذكاء الاصطناعي.. حصاد الأسبوع لنشاط الأعلى للجامعات