فعاليات ومعارض وندوات جعلت من الدوحة مركز إشعاع ثقافي وحضاري
تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT
تشهد دولة قطر حراكا ثقافيا مكثفا على مدار العام، وتزخر الساحة الثقافية القطرية بالعديد من الفعاليات ما بين المهرجانات والجوائز والمعارض الفنية والندوات والأمسيات التي بدورها تستقطب المشاركين من الأدباء والمثقفين من معظم دول العالم، حيث تتبارى المؤسسات الثقافية القطرية في رفد المشهد الثقافي بالعديد من الفعاليات التي تجعل من الدوحة مركز إشعاع ثقافي وحضاري كبير.
وقد أصبحت الدوحة اليوم وبما كرسته من مبادئ في الانفتاح على ثقافات شعوب العالم، مع الحفاظ على قيم الأصالة للمجتمع القطري إحدى عواصم الثقافة العربية التي تستقطب شتى أشكال الإبداع الثقافي، وأصبحت لها سمة بارزة في المشهد الثقافي العربي بما تقدمه من برامج متطورة وفريدة من نوعها.
وخلال عام 2023 حققت دولة قطر إنجازات ثقافية على مستويات مختلفة، حيث اعتمدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ خلال أعمال الدورة الثانية والأربعين لمؤتمرها العام 2023، مقترح دولة قطر المقدم من هيئة متاحف قطر، بدعم من اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، للاحتفال بالذكرى السنوية الخمسينية لإنشاء متحف قطر الوطني، وذلك خلال الفترة من 2024 - 2025.
ويعكس هذا الاعتماد الدور الهام لمتحف قطر الوطني الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى 23 يونيو 1975، في الحفاظ على الهوية الوطنية، كونه حجر الأساس الذي يربط بين ماضي قطر وحاضرها ومستقبلها.
وفي نوفمبر 2023 بدأت بالدوحة أعمال الاجتماع العربي التنسيقي الأول لملف "البشت.. العباءة الرجالية"، الذي تستضيفه وزارة الثقافة بمشاركة ممثلين وخبراء من 12 دولة عربية.
وعقد الاجتماع بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /الألكسو/ واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، وذلك بهدف بحث إجراءات إدراج "البشت" ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/، كما يهدف إلى البدء في الإعداد والتحضير لكيفية جمع المعلومات والبيانات حسب استمارة التسجيل، ليكون أحد العناصر العربية المسجلة على قائمة التراث العالمي لينضم إلى العناصر العربية السابقة (النخلة، والخط العربي وغيرهما).
وخلال نوفمبر 2023 كرمت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /الألكسو/، في احتفالية أقيمت بمقرها في تونس العاصمة، المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، حيث صنفتها "مدينة الرواية العربية".
وتعد جائزة كتارا للرواية العربية ضمن الفعاليات الثقافية الكبرى التي تشهدها دولة قطر والتي تنظمها /كتارا/ منذ عام 2015، حيث مرت الجائزة بعدة مراحل تطويرية، وإطلاق العديد من المبادرات والبرامج التي تزامنت مع كل دورة من دوراتها.
وفي سبتمبر 2023 اعتمدت مدينة لوسيل عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي للعام 2030، وذلك خلال المؤتمر الثاني عشر لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي، الذي نظمته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة /الإيسيسكو/ واستضافته دولة قطر ممثلة في وزارة الثقافة.
وجاء اختيار مدينة لوسيل كعاصمة للثقافة في العالم الإسلامي تتويجا لجهود وزارة الثقافة القطرية ونجاحها في تقديم نموذج استثنائي خلال الدوحة عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي.
كما فازت دولة قطر برئاسة لجنة الثقافة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /الألكسو/، وتهدف لجان المنظمة إلى إشراك الدول الأعضاء لتطوير العمل العربي المشترك وتعزيز التواصل والمشاركة لدعم برامج وأنشطة المنظمة في كافة المجالات ومنها التربية، الثقافة، العلوم، الاتصال والمعلومات.
وفي أغسطس 2023 اختيرت مكتبة قطر الوطنية لتكون أول مكتب إقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (الإفلا) في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الاتحاد.
وتوج هذا الإعلان - الذي جاء على هامش الدورة الـ88 للمؤتمر العام للاتحاد في مدينة روتردام الهولندية - سجل المكتبة الحافل بالإنجازات في السنوات الماضية، لا سيما في تعزيز نشر المعرفة بلا قيود والإتاحة الحرة والإبداع والتنمية الثقافية، ويرسخ مكانتها كمؤسسة ثقافية رائدة في العالم العربي.
وفي أبريل 2023 تسلم سعادة الدكتور ناصر بن حمد الحنزاب مندوب دولة قطر الدائم لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ في المقر الرئيسي للمنظمة بباريس، شهادة انضمام دولة قطر لملف "النخلة.. المعارف والمهارات والتقاليد والممارسات" كعنصر ثقافي غير مادي لدى قائمة التراث الثقافي غير المادي.
وتجدر الإشارة إلى أن دولة قطر انضمت في الأول من شهر ديسمبر 2022 إلى ملف النخلة خلال انعقاد الدورة السابعة عشرة للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ في الرباط.
ويأتي هذا التسجيل انعكاسا لحرص دولة قطر على الحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي، كجزء من التكوين الثقافي للهوية القطرية والعربية المشتركة.
وخلال فبراير 2023 أعلنت المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ عن اكتمال إنجاز 13 مجلدا من /موسوعة قطر الثقافية/ التي تجري طباعتها حاليا، ومشروع /موسوعة قطر الثقافية/، بدأ فعليا في عام 2019، ويضم سبعة موضوعات رئيسية، هي: مفردات الحياة اليومية، الأمثال الشعبية، التعابير الشعبية، الحياة البحرية، النباتات والطيور والحشرات، الأواني والأطعمة، وأخيرا الأماكن.
وفي يناير 2023 أعلن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بمعهد الدوحة للدراسات العليا عن الانتهاء من نشر نتاج المرحلة الثانية من عمل معجم الدوحة التاريخي، وذلك (من العام 201هـ وحتى 500 هـ)، ليكتمل بذلك نشر عشرة قرون من تاريخ الكلمة العربية في معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، متما بذلك المرحلة الثانية، بحصيلة من المداخل المعجمية تبلغ زهاء مائتي ألف مدخل معجمي.
وقد تأسس معجم الدوحة التاريخي للغة العربية في الخامس والعشرين من مايو 2013 في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بهدف رصد ألفاظ اللغة العربية، مقرونة بمعانيها وشواهدها وتواريخ استعمالها وأسماء مؤلفيها، منذ ظهورها في النصوص حتى عصرنا الراهن.
وجاء الإعلان عن الانتهاء من المرحلة الثانية من المعجم بعد مرور أربع سنوات على نشر المرحلة الأولى من المعجم في بوابة إلكترونية مع نهاية العام 2018، والتي شملت إعداد زهاء مئة ألف مدخل معجمي، مرتبة ترتيبا تاريخيا من أقدم نقش أو نص إلى عام 200 للهجرة.
وتميز العمل في المرحلة الثانية بضخامة المدونة النصية ونوعيتها، حيث بلغت الزيادة فيها عن مدونة المرحلة الأولى أكثر من عشرة أضعاف من 12 مليون كلمة إلى 150 مليون كلمة، وقد جرى العمل في بنائها على انتقاء المصادر واختيار أفضل الطبعات، وتأريخ النصوص (شعر، ورجز، ورسائل، وخطب، وترجمات ومؤلفات في شتى التخصصات، ونحو ذلك)، وهيكلتها وتوسيمها واستخلاص الألفاظ منها مربوطة بسياقاتها.
وعلى مدار العام 2023 تميز المشهد الثقافي العام في قطر بالعديد من الفعاليات أبرزها جائزة /كتارا/ لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم والتي تقيمها المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/.
وتبلغ القيمة الإجمالية للجائزة 3.8 مليون ريال قطري، وذلك في فئتي الشعر الفصيح والشعر النبطي، بمعدل 3 جوائز لكل فئة، حيث يحصل صاحب المركز الأول على مليون ريال، وينال صاحب المركز الثاني جائزة بقيمة 600 ألف ريال، أما صاحب المركز الثالث فيحصد مبلغ 300 ألف ريال.
وتهدف جائزة /كتارا/ لشاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى تعميق حب المصطفى في قلوب الأجيال المعاصرة، وتشجيع المواهب الشابة وصقلها وتنميتها، والأخذ بيد الشباب ليترجموا نبوغهم إلى أشعار تخدم الإسلام، وكذلك التأكيد على أهمية الشعر في وحدة الأمتين الإسلامية والعربية، وربط شباب الأمة بحضارتها، وتدعيم الهوية العربية، وتعريف الجمهور بقيمة فن الشعر ومدى تأثره بواقعنا وتأثيره عليه من خلال التجارب الشعرية، والقصائد الملقاة على لسان المتسابقين.
كما نظمت المؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، النسخة الخامسة لمهرجان قطر الدولي للفنون، وذلك بالتعاون مع شركة مابس إنترناشيونال وبالشراكة مع /إكسبو 2023 الدوحة/.
وتميزت النسخة الخامسة لمهرجان قطر الدولي للفنون بإطلاق سلسلة من الأنشطة والعروض الفنية والثقافية توزعت على 12 فعالية ضمت باقة من الأعمال الإبداعية من رسم ونحت وتصميم جرافيك، إلى جانب المؤتمرات وورش العمل الفنية والأمسيات الثقافية وبرنامج الحوار الفني وعروض تم استيحاؤها من الأعمال المشاركة وعكست ثراء التراث الفني والحضاري للدول المشاركة.
واستقطب المهرجان المزيد من الزوار وجمهور الفنون الجميلة من أجل التعرف على ثقافات وفنون الدول المشاركة، واحتفى بنخبة من الفنانين العالميين المبدعين وسط أجواء ملهمة أتاحت لهم إطلاق طاقاتهم الإبداعية ومهاراتهم الفائقة وأعمالهم الفنية المميزة، جنبا إلى جنب مع استضافة باقة من الفعاليات والأنشطة المتعلقة بالفنون التشكيلية. كما وفر المهرجان منصة احترافية للفنانين في قطر ومختلف دول العالم، جمعت تحت مظلتها الخبراء والنقاد والأكاديميين وجمهور الفنون الجميلة.
كما نظمت مؤسسة /كتارا/ فعاليات النسخة الثالثة عشرة لمهرجان كتارا للمحامل التقليدية، ويتضمن باقة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية، بالإضافة إلى المسابقات البحرية التراثية، ويعكس المهرجان جهود المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا المتواصلة في الاهتمام بالتراث والثقافة البحرية بكل فنونها وتقاليدها، ويجسد مساعيها الدؤوبة في ترسيخ هذا التراث في نفوس الأجيال والناشئة.
ومن بين أبرز الفعاليات الثقافية التي نظمتها مؤسسة الحي الثقافي /كتارا/ في قطر، مهرجان كتارا الدولي للخيل العربية، والذي حظي بإقبال واهتمام دولي كبير، لخوض منافسات قوية بأفضل وأجود سلالات الخيل العريقة التي سيتم نقلها من مختلف قارات العالم.
ويعد المهرجان حدثا مهما يعمل على تشجيع ملاك الخيل العربية الأصيلة في قطر ويحثهم على تطوير إنتاجهم من هذا النوع الفريد من الخيل من خلال العناية بجمالها وتدريبها وتوفير البيئة المثالية لها وهو ما يؤكد تميز الجواد العربي الأصيل عن غيره من السلالات.
وتنظم مؤسسة /كتارا/ على مدار العام الكثير من الفعاليات والمهرجانات الثقافية التي تثير الساحة الثقافية في دولة قطر.
وتتشارك مع /كتارا/ وزارة الثقافة القطرية ومتاحف قطر في تنظيم فعاليات ثقافية هامة، حيث نظمت وزارة الثقافة القطرية فعاليات الدورة الـ 32 من معرض الدوحة الدولي للكتاب تحت شعار "بالقراءة نرتقي"، في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، وبمشاركة أكثر من 500 ناشر من 37 دولة.
وكانت النسخة الـ32 أكبر نسخ المعرض، حيث شاركت فيها المئات من دور النشر المحلية والعربية والدولية، مع تسجيل نحو 180 ألف عنوان، و750 ألف كتاب.
وحلت المملكة العربية السعودية ضيف شرف نسخة معرض الدوحة الدولي للكتاب لهذا العام، وشاركت بجناح خاص يضم مجموعة من الكتب المتنوعة، إلى جانب عروض للشعراء والرواة الذين يقدمون جوانب مختلفة من ثقافة المملكة.
كما نظمت وزارة الثقافة معرض رمضان للكتاب وفعاليات موسم الندوات وهي من الفعاليات الثقافية الهامة التي تحرص عليها الوزارة على مدار العام.
أما متاحف قطر وإلى جانب سلسلة الفعاليات الثقافية والمعارض التي تقيمها على مدار العام فقد استضافت في مايو 2023 أعمال المؤتمر العام للمجلس الدولي للمتاحف /إنتركوم الدوحة 2023/، وذلك تحت عنوان /متحف المستقبل: مؤتمر صياغة المهارات والاتجاهات الخاصة بقادة المتاحف أصحاب الرؤى الخلاقة/ بمشاركة وفود من جميع أنحاء العالم، منهم مديرو المتاحف والقيمون والمعلمون والباحثون والمتخصصون في الاتصال بهدف تبادل الأفكار والاطلاع على أفضل الممارسات في المجال.
وفي نوفمبر 2023 نظمت متاحف قطر مهرجان الجداريات الدولي (باو! واو!) ضمن مبادراتها المستمرة لإحياء المساحات الحضرية في جميع أنحاء الدوحة، وشارك في المهرجان، الذي تمت استضافته لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، 12 فنانا محليا وإقليميا ودوليا.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: الدوحة
إقرأ أيضاً:
بحضور حامد بن زايد.. انطلاق فعاليات الدورة الرابعة من “اصنع في الإمارات”
شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار، انطلاق فعاليات الدورة الرابعة من منصة “اصنع في الإمارات” التي تنعقد خلال الفترة من 19 لغاية 22 مايو الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض تحت شعار “تسريع الصناعات المتقدمة”، وتستضيفها وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة بالتعاون مع وزارة الثقافة، ومكتب أبوظبي للاستثمار، وأدنوك، وبتنظيم مجموعة شركة أبوظبي الوطنية للمعارض.
حضر حفل الافتتاح من ضيوف الدولة، معالي عبد الله فخرو وزير الصناعة والتجارة في مملكة البحرين، ومعالي سامهينج بورا وزير دولة في وزارة التجارة بكمبوديا.
كما حضره معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير دولة، ومعالي الشيخ سالم بن خالد القاسمي وزير الثقافة، ومعالي سهيل بن محمد المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، ومعالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير الرياضة، ومعالي محمد حسن السويدي وزير الاستثمار، ومعالي الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي وزيرة التغير المناخي والبيئة، ومعالي سناء بنت محمد سهيل وزيرة شؤون الأسرة، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، ومعالي مريم بنت أحمد الحمادي وزيرة دولة والأمين العام لمجلس الوزراء، ومعالي الدكتور سلطان النيادي وزير دولة لشؤون الشباب، ومعالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة، ومعالي فيصل البناي مستشار صاحب السمو رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الإستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، ومعالي مريم المهيري رئيس مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة، ومعالي جاسم بوعتابة الزعابي رئيس دائرة المالية –أبوظبي، ومعالي أحمد جاسم الزعابي رئيس دائرة التنمية الاقتصادية – أبوظبي، ومعالي منصور المنصوري رئيس دائرة الصحة – أبوظبي.
وتشهد المنصة في دورتها الرابعة مشاركة محلية ودولية واسعة تشمل نخبة من صناع القرار في مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، وروّاد الأعمال والمستثمرين والصناعيين والخبراء والمبتكرين ومؤسسات التمويل، إضافة إلى مشاركة واسعة من جانب أكثر من 700 شركة صناعية تعرض منتجاتها المبتكرة.
وتعد الدورة الرابعة من منصة “اصنع في الإمارات” والمعرض المصاحب لها، الأبرز والأشمل مقارنة بالدورات السابقة، حيث تقام على ما يصل إلى 68 ألف متر مربع من المساحات المخصصة للمعارض وتم تسجيل أكثر من 50 ألف زائر للمعرض.
وتساهم المنصة في تمكين القطاع الصناعي، وتعزيز التحول التكنولوجي فيه، وترسيخ مكانة الدولة كمركز عالمي جاذب للصناعات والاستثمارات، والمساهمة في التنمية الاقتصادية الشاملة، بما يحقق مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.
كما تتيح المنصة تبادل المعرفة والخبرات، وعقد الشراكات، وتعزيز الاكتفاء الذاتي، وتوطين سلاسل الإمداد، ورفع مستوى المرونة الصناعية، وتمكين الكفاءات الإماراتية في القطاع الصناعي عبر اطلاعهم على أبرز الفرص المتاحة في قطاعي الصناعية والتكنولوجيا المتقدمة.
وتدعم المنصة الشركات الناشئة بما يحقق المزيد من النمو والتنافسية للصناعات الإماراتية، خصوصاً من خلال حلول التكنولوجيا المتقدمة والثورة الصناعية الرابعة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وفي كلمته الافتتاحية للدورة الرابعة من “اصنع في الإمارات”، قال معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة: تنعقد هذه الدورة في ظل العديد من التحولات الاقتصادية والجيوسياسية المتسارعة، والتي أدت إلى ظهور فرص غير مسبوقة في كل القطاعات والمجالات، وبفضل الرؤية الاستباقية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، “حفظه الله”، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، والمتابعة الدقيقة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، فقد نجحت دولة الإمارات في إرساء ركائز قوية لبناء قطاع صناعي فعّال يساهم في تنويع الاقتصاد، وقد أثبتت مرونتها وقدرتها على التكيف مع مختلف المتغيرات.
وأضاف معاليه: الصناعة تساهم في خلق قيمة اقتصادية إضافية، وتحسن الإنتاجية، وتوفر فرص العمل، وتخلق بنية تحتية متطورة ومرنة، وتبني قاعدة إنتاجية لزيادة الصادرات، وتعزز الناتج المحلي الإجمالي، مشيرا إلى أن الدول التي تمتلك قاعدة صناعية قوية، تتمتع بنمو اقتصادي مستدام، وتضمن مستقبلا مزدهرا ومشرقا، وتساهم في تقدم المجتمعات وتطورها.
وأكد معاليه أن الاستثمار في التصنيع هو استثمار في الاقتصاد المتقدم، وكل استثمار في القطاع الصناعي، يحقق مردوداً مضاعفاً، من خلال تحفيز نمو القطاعات ذات الصلة.
وقال الدكتور سلطان الجابر، إنه وفي ضوء التحول نحو الصناعات المتقدمة التي تعتمد بشكل رئيسي على التقنيات الحديثة والمتطورة في عمليات الإنتاج مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات والمواد المتقدمة، بدأ العالم يشهد عصرا صناعيا جديدا، تُقوده الأفكار، وتُسرّعه التكنولوجيا، وتحدد ملامحه المرونة والقدرة على الاستجابة بسرعة لمختلف المتغيرات، مشيراً إلى أنه ومن خلال رؤية قيادتنا الرشيدة، فإن الابتكار والإصرار والعزيمة هي خط الأساس الذي ننطلق منه، والمرونة والسرعة والإنتاجية هي أسلوب عملنا، وأكد أن ذلك كان السبب لإطلاق إستراتيجية وطنية للصناعة، والتي تهدف إلى رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي، ودعم المُنتج الوطني، وتمكين سلاسل الإمداد، وتسريع تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والذكاء الاصطناعي.
وحول الذكاء الاصطناعي وصناعات المستقبل، قال معاليه: نحن في دولة الإمارات لا ننظر إلى الذكاء الاصطناعي كمجرد أداة أو تقنية جديدة، بل كقطاع اقتصادي متكامل، من المتوقع أن تتجاوز إيراداته عالمياً 1.5 تريليون دولار بحلول عام 2040، وكما تابعنا في زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لدولة الإمارات الأسبوع الماضي تم إطلاق المرحلة الأولى من مجمع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأمريكي في أبوظبي والذي سيكون أكبر مركز ذكاء اصطناعي خارج الولايات المتحدة الامريكية.
وتقدم معاليه بالتهنئة إلى القيادة الرشيدة وسمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، وكل القائمين على هذه المشاريع الإستراتيجية والمهمة التي ترسخ مكانة الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الجديد.
وقال معاليه إنه وفي إطار تعزيز هذا التوجه لتبني التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي، أطلقت الوزارة “برنامج التحول التكنولوجي” و”مؤشر تبني التكنولوجيا المتقدمة”، الذي نجح في دعم أكثر من 500 مصنع من خلال تسهيلات تمويلية وصلت قيمتها إلى 4.6 مليار درهم، كذلك نحن نهتم بصناعات المستقبل، بما فيها تقنيات الطاقة المتجددة، والمفاعلات المعيارية الصغيرة SMRs، والفضاء، وأشباه الموصلات، والشرائح الذكية، والمكونات اللازمة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، وبطاريات تخزين الطاقة، والمعدات والمركبات ذاتية القيادة، ومعدات ومواد البناء.
وحول تطوير القطاع الصناعي الوطني، قال الجابر: القطاع الصناعي في دولة الإمارات شهد نمواً كبيراً في السنوات الأخيرة، وارتفعت قيمة الصادرات الصناعية في عام 2024 إلى 197 مليار درهم، أي بنسبة 68% بالمقارنة مع عام 2021، مشيدا معاليه بدور كل الوزارات وبالأخص وزارة الاقتصاد في دعم الصادرات الصناعية، فمن خلال جهودهم، توسعت الشراكات الإستراتيجية لدولة الإمارات عبر اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، وساهم ذلك في تعزيز وصول المنتجات الإماراتية إلى أسواق جديدة، ورفع قيمة التجارة الخارجية للدولة لتصل إلى أكثر من 5 تريليونات درهم، ومن خلال برنامج المحتوى الوطني لدعم القطاع الصناعي، الذي يهدف لإعادة توجيه أكبر قدر ممكن من العقود والمشتريات إلى المنتجات والخدمات الوطنية، وصلت القيمة التراكمية للإنفاق المحلي عبر البرنامج إلى 347 مليار درهم، وتم توفير أكثر من 22 ألف فرصة عمل للمواطنين.
وتطرق معاليه لموضوع الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة، مؤكداً أنها جاءت تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة في مدّ جسور التعاون مع دول الإقليم، وتم إطلاق هذه الشراكة التي تضم كل من الإمارات والأردن والبحرين ومصر والمغرب وقطر وتركيا، منوهاً بمواصلة دعم تكامل سلاسل الإمداد الإقليمية من خلال مشاريع مشتركة بقيمة 5 مليارات دولار في القطاعات ذات الأهمية المشتركة.
وفي ما يتعلق بالجديد الذي تقدمه الدورة الرابعة، قال معالي الدكتور سلطان الجابر: تنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، تم تطوير منصة “اصنع في الإمارات” لتعزيز دورها في دعم نمو القطاع الصناعي الوطني، وفي دورة هذا العام، سيتم الإعلان عن مشاريع ومبادرات نوعية، من أهمها رفع قيمة فرص المشتريات الصناعية من 143 مليار درهم إلى 168 مليار درهم خلال السنوات العشر القادمة، أي بزيادة 25 مليار درهم عن العام الماضي، وبهدف توطين تصنيع أكثر من 4800 منتج داخل الدولة.
وأوضح أنه سيتم إطلاق “صندوق الإمارات للنمو” تحت مظلة “مصرف الإمارات للتنمية”، كمنصة استثمارية بقيمة مليار درهم، تهدف إلى تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاعات إستراتيجية تشمل التصنيع والصحة والأمن الغذائي والتكنولوجيا المتقدمة، من خلال توفير رأس المال طويل الأمد، والدعم الإستراتيجي اللازم للنمو المستدام والتوسع الفعّال، مشيرا إلى أنه سيتم كذلك توفير حلول تمويل تنافسية بقيمة تزيد على 40 مليار درهم عبر البنوك الوطنية على مدى 5 سنوات من خلال مصرف الإمارات للتنمية، وبنك أبوظبي الأول، وبنك المشرق، وبنك الإمارات دبي الوطني، وبنك أبوظبي التجاري، ومصرف أبوظبيالإسلامي، وبنك ويو.
وقال إن الدورة الرابعة ستوفر أيضا أكثر من 1200 فرصة عمل للكوادر الوطنية بالتعاون مع برنامج “نافس” وعدد من الشركات الوطنية عبر معرض “مُصنّعين”، وتم تخصيص جناح خاص للحِرَف الإماراتية والصناعات التراثية، بمناسبة “عام المجتمع” لدعم إرثنا الحرفي الصناعي وثقافتنا الوطنية، وبمشاركة 216 حرفيا إماراتيا، وسيكون هناك عدد من الإعلانات المهمة التي سيتم إصدارها خلال الأيام القادمة.
وشدد معالي وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة على أهم المزايا التي تتمتع بها دولة الإمارات، ومن بينها البنية التحتية عالمية المستوى، والموقع الإستراتيجي المتميز الذي يربط الشرق بالغرب، ومنظومة تشريعية وقانونية مرنة، وأمن سيبراني متقدم، وطاقة بتكلفة تنافسية، وجودة حياة عالية، وقدرة على جذب المواهب عالمية المستوى، ومدن صناعية متخصصة، وموانئ ومطارات وخدمات لوجستية تمكن منتجاتنا وصادراتنا من الوصول إلى أكثر من 3 مليارات شخص حول العالم، مؤكداً أن الأهم من ذلك سمعة الإمارات الطيبة، والمصداقية والموثوقية المعروفة بها الدولة، وقال : علينا البناء على هذه المزايا التنافسية لبلادنا وبناء جسور إضافية والانطلاق إلى العالمية.
ووجه الجابر دعوة للمستثمرين من المحليين والعالميين، للاستفادة من مكانة دولة الإمارات كوجهة مفضلة للاستثمار، واستكشاف الفرص المتاحة في منصة “اصنع في الإمارات” لبناء شراكات صناعية نوعية وطويلة الأمد.
كما وجه الدعوة للقطاعين الحكومي والخاص في دولة الإمارات إلى دعم الصناعات المحلية عبر برنامج المحتوى الوطني، بما يعزز التنافسية، والارتقاء بالإنتاجية، وتأمين سلاسل الإمداد واستدامتها.
وتماشياً مع توجيه القيادة بتمكين أجيال المستقبل، قال الجابر: نشجع أبناء وبنات الوطن على الانضمام إلى القطاع الصناعي، سواء من خلال فرص العمل أو ريادة الأعمال، مؤكداً أن دولة الإمارات توفر لهم كافة مقومات النجاح ليصبحوا رواد صناعات المستقبل.
وأضاف : كل مصنع نبنيه، وكل آلة نشغلها، هي أمل جديد وخطوة للأمام تساهم في تقدم وازدهار بلادنا، وأن علامة “صُنع في الإمارات” مستمرة في أن تكون رمزاً للجودة والتميز وفخرا وطنيا.
واختتم الدكتور سلطان الجابر كلمته بتوجيه الشكر لكافة الشركاء، والرعاة، والمستثمرين، والمصنعين، وفرق العمل، الذين أسهموا في إنجاح منصة “اصنع في الإمارات.
وتستعرض أكثر من 700 شركة منتجاتها المبتكرة في المعرض المصاحب للحدث، بما في ذلك آلاف المنتجات والخدمات من خلال مناطق متخصصة في قطاعات مختلفة من بينها تقنيات الزراعة والغذاء الحديثة والصحة، وتصنيع السفن والوسائل البحرية، والحرف التراثية الإماراتية، والتصنيع المتقدم والذكاء الاصطناعي، والطاقة والبنية التحتية، وصناعات الفضاء والسيارات والدفاع.
كما يقام خلال فعاليات “اصنع في الإمارات” وللمرة الأولى جناح مخصص للحرف والصناعات التراثية الإماراتية، بتنظيم من وزارة الثقافة ضمن فعاليات المنصة، وذلك بمناسبة “عام المجتمع”، سيقدم عروضاً حية لـ40 حرفة تقليدية موزعة على 10 مناطق رئيسية، يشارك بها 200 حرفي إماراتي.وام