هل تشرب الماء بكثرة لإنقاص وزنك؟ اقرأ هذه المعلومات؛ فقد تغير رأيك
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
أثير – ريما الشيخ
من المعروف أن الماء عنصر أساسي للحياة على وجه الأرض، لكن هناك من يعتقد بأن شربه بكثرة يساعد على إنقاص الوزن؛ فهل هذا المعتقد حقيقة أم خرافة؟
حول هذا الجانب وجهنا عدة أسئلة لإيمان بنت راشد القلهاتية اختصاصية تغذية في مجمع صور الصحي ونقطة ارتكاز برنامج التغذية بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة جنوب الشرقية.
هل يمكن أن يكون شرب الماء وسيلة فعالة حقا لإنقاص الوزن؟
قالت بأن شرب الماء يعد جزءًا مهمًا من إستراتيجية إدارة الوزن بصورة صحية، لكن لا يمكن أن يكون كافيًا بمفرده للوصول إلى هدف إنقاص الوزن دون الأخذ في الحسبان كمية السعرات الحرارية المستهلكة؛ إذ تعتمد عملية إنقاص الوزن على إيجاد عجز في السعرات الحرارية التي يتناولها الفرد وذلك من خلال تناوله لسعرات حرارية أقل من احتياجه اليومي، ويتم احتساب الاحتياج اليومي من السعرات الحرارية للفرد بناء على عدة عوامل مثل: العمر، والجنس، والوزن، والطول ومستوى النشاط البدني والحالة الصحية.
ما الآليات التي يمكن أن تجعل شرب الماء يُسهم في لإنقاص الوزن؟
ذكرت القلهاتية بأن شرب الماء يؤدي دورا مهمًا في عملية إنقاص الوزن، حيث توجد هناك بعض الآليات التي قد تسهم في ذلك، ونذكرها على سبيل المثال لا الحصر :
– زيادة الإحساس بالشبع والتقليل من الشعور بالجوع.
– تقليل استهلاك السعرات الحرارية.
– التقليل من احتباس السوائل.
– تحسين الأداء الرياضي.
– تعزيز الأيض.
هل يجب شرب الماء قبل الوجبات للمساعدة في التحكم في الشهية وبالتالي إنقاص الوزن؟
أوضحت الاختصاصية بأن شرب الماء قبل الوجبات يُمكن أن يُساعد في التحكم في الشهية وإنقاص الوزن، وذلك من خلال الشعور بالامتلاء وبالتالي التقليل من كمية الطعام المتناولة. كما يساعد على تأخير الشعور بالجوع وزيادة الوقت في تناول الطعام مما يمنح الجسم الوقت الكافي لإرسال إشارات الشبع إلى الدماغ، وهذا يُسهم في تحسين الوعي بمحتوى الوجبة المتناولة والاختيارات الغذائية؛ فيكون الفرد أقل عرضة لتناول كميات زائدة من الطعام.
ما الكمية المناسبة للشرب يوميًا؛ للحفاظ على صحة الجسم وربما فقدان الوزن؟
أشارت إلى اختلاف الكميات المناسبة من الماء أو السوائل من شخص إلى آخر؛ إذ تعتمد على عدة عوامل مثل: الوزن، والعمر، والجنس، والنشاط البدني، والبيئة الجوية والحالة الصحية للفرد، لكن كقاعدة عامة يُوصى بتناول ما لا يقل عن 8 أكواب يوميًا من السوائل أي ما يعادل لترين اثنين. كما يمكن احتساب كمية السوائل بصورة تقديرية من خلال المعادلة الآتية:
كمية احتياج السوائل (لتر) = وزن الجسم (كجم)x 0.03
فعلى سبيل المثال إذا كان وزن الشخص 70 كجم فإن كمية احتياجه التقديري من السوائل تساوي 70 x 0.03 أي ما يقارب 2.1 لتر ، كما يعد لون البول مؤشرًا جيدًا لترطيب الجسم حيث يدل اللون الفاتح على أن الجسم جيد الترطيب، أما لون البول الداكن فيشير إلى نقص في الترطيب والسوائل.
هل هناك آثار جانبية لشرب كميات كبيرة من الماء في محاولة لإنقاص الوزن؟
أجابت: نعم، هناك آثار جانبية عند شرب الماء بكميات تتجاوز احتياج الفرد بصورة كبيرة فقد يشكل شرب الماء بكميات كبيرة إلى إيجاد عبء على الكلى عند إخراج ومعالجة الزائد من السوائل خصوصًا لمن لديه مشاكل في الكلى. كما قد يؤدي إلى انخفاض في مستويات الأملاح في الجسم وإلى بعض الاضطرابات كالغثيان والقيء والتشنجات والصداع وانزعاج في الجهاز الهضمي.
ما المشورة العامة للأفراد الذين يرغبون في استخدام شرب الماء كجزء من إستراتيجيتهم لإنقاص الوزن؟
في ختام حديثها مع “أثير” أكدت الاختصاصية إيمان القلهاتية بأن الاعتدال هو المفتاح الرئيسي في عملية إنقاص الوزن؛ لذا لا يعتمد الشخص على شرب الماء كوسيلة وحيدة لإنقاص الوزن، حيث يجب عليه تلقي المشورة من مقدم الرعاية الصحية أو اختصاصي التغذية لإنقاص الوزن بصورة صحية. كما أن اتباعه لنظام غذائي متوازن وممارسة النشاط البدني يوصله إلى أفضل النتائج.
ومن الإرشادات العامة:
– حدد احتياجك اليومي من السوائل والتزم بتغطيته ضمن التوصيات.
– اشرب الماء فور الاستيقاظ من النوم.
– اشرب الماء قبل الوجبات.
– حدد وقتًا منتظمًا لشرب الماء خلال اليوم، على سبيل المثال كل ساعة أو استخدم تطبيقات الهاتف الذكية في تذكيرك.
– اسمع لجسدك واشرب الماء عند شعورك بالعطش.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: السعرات الحراریة لإنقاص الوزن إنقاص الوزن من السوائل شرب الماء
إقرأ أيضاً:
حين تتحول الدراما والإعلام إلى قوة تغير المجتمع وتحافظ على هويته
شهدت مكتبة مصر العامة مؤخرًا ندوة مهمة بعنوان ًالدراما والإعلام وبناء الإنسان شاركتُ فيها كمتحدثة بدعوة كريمة من الإعلامي الكبير أيمن عدلي، وأدارها الكاتب الكبير أحمد أيوب رئيس تحرير جريدة الجمهورية، بحضور نخبة متميزة من النقاد والإعلاميين والكتّاب. وجاءت الندوة في إطار حوار جاد حول دور الدراما والإعلام في تشكيل وعي المجتمع، لا سيما في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم في عصر السوشيال ميديا.
ناقشنا خلال الندوة كيفية تحقيق تكامل حقيقي بين الإعلام والدراما، بحيث يقدمان معاً محتوى يليق بالشعب المصري، ويستجيب للتحديات الثقافية والفكرية التي تواجه الجيل الجديد وفي ظل كثافة المعلومات وسرعة انتشارها عبر منصات التواصل الإجتماعي، أصبح الدور التنويري لكل من الإعلام والدراما أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى ،ليس فقط لتثقيف الجمهور، بل لتصحيح المفاهيم، ودعم الهوية الوطنية، وإبراز النماذج الإيجابية داخل المجتمع.
وجاءت الندوة متوافقة مع الإهتمام الذي يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم الدراما الهادفة ودورها في بناء الوعي المجتمعي؛ إذ يؤكد الرئيس دائماً على ضرورة تقديم أعمال فنية تعكس الواقع المصري بصدق، وتبرز حجم التنمية التي تشهدها الدولة، وتسلط الضوء على النجاحات التي تتحقق يوماً بعد يوم. كما تؤدي الدراما دوراً مهماً في دعم السياحة من خلال عرض الجوانب التاريخية والجمالية لمصر.
ومن واقع خبرتي ومتابعتي للمشهدين الإعلامي والدرامي، أؤمن بأننا أمام مرحلة تحتاج إلى إستراتيجية واضحة لصناعة محتوى يعيد للدراما دورها الأصيل بوصفها قوة ناعمة قادرة على التأثير والبناء. فالمطلوب اليوم ليس فقط أعمالًا تحقق نسب مشاهدة مرتفعة، بل أعمالًا تحمل رسائل واعية وتُسهم في تشكيل وعي حقيقي لدى الأجيال الجديدة.
وأرى أن الدراما يجب ألا تكتفي بعرض المشكلات، بل ينبغي أن تقدم أيضاً الإلهام والأمل، وتسرد قصص النجاح التي تحفز الشباب وتعبر عن قدرة المصريين على التغيير وصناعة المستقبل. كما والإعلام فدوره لا يقل أهمية، إذ يجب أن يكون شريكًا في التوعية، قادرًا على تبسيط القضايا المعقدة،
ومخاطبة عقل المواطن، وتعزيز ثقته في وطنه ومستقبله.
زأن يتجاوز حدود نقل الأخبار إلى تحليلها وتبسيطها وشرحها للمواطن، ليكون شريكاً فاعلاً في تعزيز الوعي، لا مجرد ناقل للأحداث.
ولا يفوتني أن أتقدم بالشكر للمنتجين الذين تعاونوا مع الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في تقديم أعمال درامية هادفة تحترم عقل المشاهد وتعكس القيم الأصيلة للمجتمع المصري؛ فهؤلاء يساهمون في رفع مستوى الدراما ويؤكدون أن الفن يمكن أن يكون راقياً ومؤثراً في آن واحد.
وأرجو منهم الإستمرار في هذا النهج الواعي، والإبتعاد عن الأعمال التي تروّج للعنف، أو تقدم صورة مشوهة عن المرأة، أو تُسيء إلى قيم المجتمع. فالدراما مسؤولية أخلاقية وثقافية قبل أن تكون مشروعاً فنياً، وتأثيرها المباشر في الجمهور يفرض على الجميع من منتجين وكتّاب ومخرجين أن يكونوا على قدر هذه المسؤولية الوطنية.
كما أتمنى أن يسهم المنتجون في التعاون مع قطاع الإنتاج بماسبيرو لإنتاج أعمال درامية جديدة تعيد إليه روحه ودوره التاريخي. فهذا القطاع العريق كان له فضل كبير على أجيال من صنّاع الدراما، واحتضن أعمالاً شكّلت وجدان الجمهور المصري والعربي لعقود طويلة واليوم حان الوقت ليقف المنتجون إلى جانبه، حتى يعود ماسبيرو شريكاً فاعلاً في صناعة الدراما الوطنية الراقية، ويستعيد مكانته التي يستحقها كأحد أهم روافد الفن والإعلام في مصر.
لحظات إنسانية مُلهمة داخل الندوة
وكان من دواعي سعادتي خلال الندوة حضور والدة ووالد الشهيد البطل هشام شتا، الذين حمل وجودهم معنى عميقاً للتضحية والوفاء، وذكّرونا جميعاً بأن هناك من قدّموا أرواحهم دفاعاً عن الوطن ليحيا المجتمع في أمن وإستقرار. كما تشرفت بوجود اللواء محمد عبد القادر، أحد أبطال نصر أكتوبر، الذي يجسد جيلاً من الأبطال الذين صنعوا أمجاد هذا الوطن وقدموا نموذجاً خالداً للشجاعة والإنتماء. لقد أضفى وجودهم قيمة إنسانية ووطنية مميزة على الندوة، وأثرى الحوار بروح العطاء والتضحية.
لقد كانت مشاركتي في هذه الندوة تجربة ثرية ومُلهمة، عززت قناعتي بأن الدراما والإعلام ليسا مجرد أدوات للترفيه أو نقل الخبر، بل شريكان أساسيان في بناء الإنسان، وتشكيل الوعي، وتقديم صورة حقيقية لمصر بكل ما تحمله من تحديات وإنجازات وطموحات.