حرب غزة: كذب السياسة في إسرائيل
تاريخ النشر: 1st, January 2024 GMT
منذ اندلاع حرب الابادة طهرت مواقف السياسيين الاسرائيليين الحقيقية بالسير وفق سياسة القطيع التي فرضتها الحرب واحداث السابع من اكتوبر ، من خلال اجماع اسرائيلي للاستمرار في الحرب حتى النصر.
ومع الوقت ظهرت المواقف الانتهازية التي تميز الساسة وقادة الاحزاب الاسرائيلية التي تسبر خلف توجهات السياسيين اللذين يمثلون أنفسهم ومصالحهم.
في إسرائيل يتم وصف رئيس الدولة اسحاك هرتسوغ ورئيس المعسكر الوطني ويائير لبيد رئيس حزب يوجد مستقبل، الذين طالبوا الإدارة الأمريكية عدم الحديث عن (حل الدولتين) لأن الجمهور الإسرائيلي لا يؤيد ذلك. ولا أحد من هؤلاء رجال دولة، إنهم تقليد أعمى لنتنياهو. يمكن أن نفهم من يفضل الأصل.
ويتجلى ذلك في موقف زعيم المعارضة يائير لبيد المتطرف والمتردد والمتناقض من عودة السلطة الفلسطينية لقطاع غزة، كما تخطط الادارة الامريكية، وفي تماهي مع موقف رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يزفض عودة السلطة لغزة، قال لبيد في شهر أكتوبر، ان الخطوة الصحيحة هي عودة السلطة إلى غزة، وفي شهر نوفمبر قال على السلطة الفلسطينية السيطرة على غزة، وفي ديسمبر قال لا يوجد شخص في العالم يعتقد أنه يجب تسليم غزة لأبو مازن. والان يقول انه مع عودة سلطة محدثة.
وكانت تصريحات غانتس واضحة، عندما طالبت الادارة الامريكية بوقف ارهاب المستوطنين في الصفة الغربية، حيث قال لم نسمح بالمساس بالاستيطان والمستوطنين في الضفة، وهؤلاء هم لحم لحمنا. وموقفه من حل الدولتين ومواقفه اليمينبة ويتم تصنيفه علي أن توجهاته السياسية يمينية، يمين الوسط، ومن السلطة الفلسطينية وعدم عودتها لغزة وضرورة تجديدها، وحتئ الان لم يميز نفسه عن حكومة نتنياهو، ويبدو أنه جزء من الحكومة التي كان رأس الحربة ضدها قي قضية الاصلاح القضائي واصعاف القضاء.
وضعت المعارضة والائتلاف الحاكم خططهم وسياستهم وفق الوقائع والتغيرات في الساحة الاسرائيلية، والمزاج العام، وتصريحات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وان اسرائيل تحارب علئ وجودها ومستقبلها وانها ستنتصر، وأسس نتنياهو خطاب تعبوي تبنته المعارضة والجمهور الاسرائيلي، وشكل حالة اجماع عام حول خطاب الحرب والابادة والقتل والانتصار من احل الوجود والمستقبل.
هذه الحالة وخطاب الحرب هي تعبير عن الهروب وفشل السياسية في إسرائيل وانتهازية قادة الاحزاب الاسرائيلية الذين يبحثون عن مصالحهم والسيطرة على السلطة، وهذا ينطبق على قادة الائتلاف الحاكم والمعارضة.
مجرد بدأ الحرب والدعوة للوحدة وشن الحرب تم تشكيل ما يسمى كابينيت الحرب بمشاركة المعارضة ممثلة في بيني غانتس زعيم المعسكر الوطني وعادي ازنكوت وجدعون ساعر من حزب (امل إسرائيل) الاكثر تطرفا من نتنياهو وانسحب من حزب الليكود بعد فشله في منافسة نتنياهو على رئاسة الحزب، وتتهمه وسائل الاعلام انه منذ اندلاع الحرب ومشاركته في حكومة الحرب، حدث تقارب مفاجئ بين المعتدي والضحية، بل إن الاثنين التقيا في عدد من المحادثات الوثيقة وبدا وكأنه يعمل مستشاراً لنتنياهو. ويجري حديث عن اعادنه لحزب الليكود
ولم يعد المتابع للحالة الاسرائيلية التمييز بين الحكومة والمعارضة، وبرغم الحديث عن عدم التعاطي بالسياسة وجميعهم يتعاطوا السياسة في وقت الحرب، وبعض الملاحظات والانتقادات لنتنياهو، لكن لا يوجد فروق سياسية والتوجه اكثر نحو اليمين.
اثبت الحرب أنه لا توجد معارضة في إسرائيل. ليس في الكنيست فحسب بل في الحقل السياسي العام.
غانتس يتولى منصب وزير في كبينيت الحرب ويمسك الكرسي لنتنياهو.، ويائير لابيد الذي رفض الدخول لكنه يريد أن يكون ومتردد. ليبرمان أيضاً.
ويحدث هذا عندما تطالب الأغلبية الساحقة من الاسرائيليين بإجراء انتخابات ومحاسبة المسؤولين عن فشل السابع من اكتوبر/ تشرين الأول وفي مقدمتهم نتنياهو الذي القى اسباب الفشل للجيش والأجهزة الامنية.
واتهامه بالتضحية بالمخطوفين، من أجل الغرق المستمر في وحل غزة، ومن أجل العزلة السياسية، والأزمة الاقتصادية، والاستمرار نهب الموارد العامة من قبل الحريديم على والفاسدين.
يقول بعض الاسرائيليين من المعارضة ان الحرب ستتوقف وستتغير مراحل الحرب. لقد حان الوقت لتغيير مرحلة قيادة الدولة، والذهاب إلى الانتخابات.
ويتساءل كثير من الاسرائيليين الى اي وقت سينسحب بني غانتس من الحكومة، ام انه يراكم اصوات ناخبيه، ويجب على غايتس وايزنكوت الانسحاب من حكومة الحرب خاصة ان الخلافات واضحة مع نتنياهو الذي وضع اهداف وتقديرات كبيرة للحرب من أجل مصلحته السياسية والبقاء وما يفعله يمدد الحرب هو لاستعادة شعبيته ورفع اصوات الناخبين له.
تعيش إسرائيل الكذبة والفشل العام، ويدرك الاسرائيليون فشل المستوى الامني والعسكري والسياسي الذي يرأسه شخص فاسد، ومن يدير حرب الابادة ضد الفلسطينيين هولاء الفاشلين. يعيش الاسرائيليون الصدمة والكذبة وان هذه المستويات ستنتصر لهم وتجلب لهم الامن. وهي تدير الحرب من أجل الانتقام والثأر، والتهجير القسري والتطهير العرقي، واظهار الوحدة والتأييد للجيش. دولة يديرها مجموعة من الفاشلين ستكون النتيجة الفشل.
في إسرائيل استطلاعات الراي تمنحه ارقام متدنية ويوجه الاسرائيليين النقد لنتنياهو وحكومته ويدركون الاعيبه وكذبه وهو المتهم بالفساد. غريب كيف يمكن الاعتماد عليه وانتقاد حكومة نتنياهو وأفعالها؟ ونتنياهو مستمر في الحكم وادارة حرب الابادة ضد الفلسطينيين، وعدم الاعتراف بالضبط بنفس السلوك والأنماط الذي يدير فيها الحرب؟ وكيف يمنحون الثقة الكاملة في الجيش والاجهزة الامنية التي فشلت في السابع من اكتوبر؟ يتضح يوميا من الداعمين والعسكريين المتقاعدين ان جميعهم يدير حرب الابادة للتخلص من الصدمة التي انغرست في الوعي الاسرائيلي العام وستستمر معهم لسنوات طويلة لذا هم مستمرون في الانتقام لكرامتهم . ومع انتهاء الحرب سنرى مصير هذه الوحدة الهشة وغير الحقيقية، والمعارك التي ستندلع وسحب السكاكين وتصفية الحسابات، والخلافات في مجلس الحرب بين نتنياهو وغانتس من جهة، وجالانت من جهة اخرى وخلافه مع رئيس الموساد في موضوع المختطفين.
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: حرب الابادة فی إسرائیل من أجل
إقرأ أيضاً:
ذي أتلانتيك: ترامب أصبح يعتقد أن نتنياهو يطيل أمد الحرب بغزة
كشفت مجلة "ذي أتلانتيك" الأميركية، نقلا عن مسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الأخير بات يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لإطالة أمد الحرب في غزة، رغم أن الأهداف العسكرية الإسرائيلية "قد تحققت منذ مدة".
وقالت المجلة إن ترامب أبلغ مقربين منه أن استمرار الحرب لا يخدم المصالح الأميركية، وإن صور الأطفال الجائعين في القطاع أثرت عليه شخصيا. وبحسب مسؤولين، فقد أوفد ترامب مبعوثه ستيف ويتكوف إلى المنطقة للضغط على إسرائيل لتخفيف أزمة الجوع في غزة.
وأضاف التقرير أن الرئيس الأميركي، رغم استيائه من نتنياهو، لا يعتزم محاسبته بشكل جدي، ويرى أن الخلافات بين الحلفاء أمر طبيعي. كما أن "صبر ترامب ينفد بشكل أساسي تجاه حماس وليس تجاه نتنياهو"، وفقا للمصدر نفسه.
وفيما يتعلق بموقف البيت الأبيض، قالت المجلة إن الإدارة الأميركية تعتقد أن نتنياهو يتخذ خطوات تُعرقل التوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، وأنه يواصل الحرب "حفاظا على سلطته السياسية".
علاقة متوترةكذلك، أشارت المجلة إلى أن العلاقة بين ترامب ونتنياهو كانت متوترة منذ اعتراف الأخير بفوز الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في انتخابات 2020، رغم محاولات ترميمها مؤخرا من خلال زيارات متعددة لنتنياهو إلى البيت الأبيض.
وقد تعمّق التوتر بعد فرض إسرائيل حصارا غذائيا وسياسة تجويع على غزة في مارس/آذار الماضي، ما أدى إلى تفاقم المجاعة وتحذيرات منظمات حقوقية من انتشار الجوع بين الأطفال.
وفي تصريح سابق، قال ترامب ردا على تقارير إسرائيلية "كاذبة" تنفي وجود مجاعة في غزة: "بناء على ما أراه في التلفزيون، هؤلاء الأطفال يبدون جائعين للغاية… هذه مجاعة حقيقية، ولا يمكن تزويرها".
يُذكر أن ترامب يواجه ضغوطا داخل تياره السياسي، خاصة من جناح "أميركا أولا"، الرافض لانخراط واشنطن في صراعات خارجية، بما في ذلك الحرب في غزة. كما بدأ بعض أبرز مؤيديه في الكونغرس ووسائل الإعلام، مثل مارجوري تايلور غرين وستيف بانون وتاكر كارلسون، بانتقاد إسرائيل بشكل علني.
إعلانوختمت المجلة تقريرها بالإشارة إلى أن الرئيس ترامب يسعى لإنهاء الحرب ووقف الصور المروعة التي تُعرض في وسائل الإعلام، قائلا لأحد مستشاريه إنه يريد فقط أن تتوقف هذه القصص عن الظهور على التلفزيون.
وبدعم أميركي مطلق، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما أسفر حتى اللحظة عن استشهاد وإصابة أكثر من 205 آلاف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.