صحيفة الاتحاد:
2025-12-14@19:44:32 GMT

أبوظبي.. ملاذ آمن للطبيعة

تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT

هالة الخياط (أبوظبي)

أخبار ذات صلة الطفلة «مريم».. قصة تعافٍ في «خليفة الطبية» هزاع بن طحنون يعزي علي حبروت المزروعي في وفاة ابنته

مع تنامي التهديدات التي تواجه الحياة البرية حول العالم، وتزايد معدلات اختفاء الأنواع المهددة، تبرز إمارة أبوظبي نموذجاً إقليمياً رائداً في صون التنوع البيولوجي؛ بفضل رؤية استشرافية تُجسّدها شبكة زايد للمحميات الطبيعية، التي باتت تشكّل خط الدفاع الأول عن الكائنات المهددة، والموائل الطبيعية الحساسة.


ففي حين تشير تقارير أممية إلى أن نحو مليون نوع مهدد بالانقراض حول العالم بسبب تغيّر المناخ، وفقدان الموائل، والنشاط البشري، تسير أبوظبي في مسار مختلف، قائم على التخطيط البيئي طويل الأمد، والاعتماد على العلم والتكنولوجيا لحماية كنوزها البيئية.
وتضم شبكة زايد للمحميات الطبيعية، التي أُعلن عنها رسمياً في عام 2020، 19 محمية طبيعية تغطي أكثر من 30% من إجمالي مساحة إمارة أبوظبي، وتشمل تنوعاً فريداً من الأنظمة البيئية الصحراوية والساحلية والبحرية. وقد تم اعتماد معظم هذه المحميات، وفق معايير الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN)، وتُدار بآليات متقدمة من قبل هيئة البيئة بأبوظبي.

بيئات حيوية 
تشمل المحميات البارزة الوثبة للأراضي الرطبة، وجزيرة بوطينة، وجزيرة صير بني ياس، ومحمية القرم الشرقي، وجبل حفيت، وغيرها من المناطق التي تمثل بيئات حيوية للكائنات النادرة والمهددة، وتحتضن بعضاً من أندر الكائنات على مستوى المنطقة.

حماية الأنواع المهددة بالانقراض
تعمل الشبكة كملاذ آمن لعشرات الأنواع المهددة، من بينها المها العربي، غزال الريم، الأطوم «أبقار البحر»، السلاحف البحرية الخضراء، صقر الشاهين، النسر المصري، طيور الفلامنغو، والنمر العربي، إضافة إلى نباتات نادرة مهددة بسبب التصحر.
ففي محمية الوثبة، تنجح الطيور المهاجرة، مثل الفلامنغو، في التعشيش كل عام؛ بفضل الموائل التي أعيد تأهيلها.
أما بوطينة، فهي من آخر المواطن الطبيعية للأطوم في مياه الخليج، وقد سُجلت فيها ثاني أكبر كثافة لهذا الكائن عالمياً.
وتوفر المحميات الطبيعية بيئات معزولة وآمنة، بعيداً عن التهديدات المباشرة، مثل الصيد الجائر، والتلوث، والتوسع العمراني، ما يساعد على استقرار أعداد الأنواع المعرضة للخطر، ويمنحها فرصة جديدة للبقاء.

الكربون الأزرق
لا تقتصر أهمية شبكة زايد للمحميات الطبيعية على حماية الأنواع، بل تمتد لتشمل أدواراً بيئية محورية في التوازن المناخي. فالمناطق الساحلية التي تحوي غابات القرم والأراضي الرطبة تُعد من أهم مخازن الكربون الأزرق، ما يسهم في خفض انبعاثات الكربون، والحد من آثار التغير المناخي.
كما تساعد المحميات على حماية السواحل من التآكل، وتدعم الثروة السمكية من خلال كونها مناطق حاضنة وتكاثر طبيعية للعديد من الكائنات البحرية، ما يعود بالفائدة على الأمن الغذائي المحلي.
ويؤكد خبراء «الهيئة» أن كل درهم يُستثمر في حماية الطبيعة اليوم، يوفّر أضعافه في المستقبل، سواء على صعيد الأمن البيئي، أو تقليل تكاليف التدهور البيئي والكوارث المرتبطة بالمناخ.

التكنولوجيا 
وتعتمد هيئة البيئة - أبوظبي على أحدث تقنيات المراقبة البيئية ضمن شبكة المحميات، بما في ذلك التصوير بالأقمار الصناعية، والطائرات دون طيار، وأجهزة التتبع اللاسلكي للحيوانات، ونظام إنذار مبكر لرصد المخاطر البيئية.
كما تم إطلاق برامج لإكثار بعض الأنواع، وإعادة توطينها، مثل مشروع إعادة المها العربي إلى البرية، وجهود إكثار السلاحف البحرية وحمايتها خلال موسم التفريخ، إلى جانب مشاريع ترميم الشعاب المرجانية.
ولا تقتصر شبكة زايد للمحميات الطبيعية على الجهود الميدانية التقليدية، بل تعتمد بشكل متزايد على التقنيات الذكية والذكاء الاصطناعي في مراقبة البيئة وإدارة التنوع البيولوجي.
ففي عدد من المحميات، يتم استخدام أنظمة مراقبة مدعومة بالرؤية الحاسوبية لرصد الكائنات وتوثيق سلوكها، إلى جانب تحليل صور الأقمار الصناعية لتتبع التغيرات في الغطاء النباتي والسواحل.
ويمثل هذا التوجه الرقمي امتدادًا لرؤية أبوظبي في الجمع بين الاستدامة والتكنولوجيا، وتحقيق حماية بيئية فاعلة تعزز من كفاءة إدارة المحميات على مدار الساعة.
وتسهم هذه المشاريع في إعادة التوازن للنظم البيئية المتدهورة، وتعزيز فرص النجاة للأنواع النادرة، بما ينسجم مع التزامات دولة الإمارات في الاتفاقيات البيئية الدولية.

دور تعليمي وسياحي
لا تغفل شبكة زايد للمحميات الطبيعية عن دورها التوعوي، حيث توفر بعض المحميات، مثل الوثبة والقرم الشرقي تجارب بيئية تفاعلية للزوار والطلبة، وتشجع على السياحة البيئية المسؤولة، ضمن ضوابط صارمة للحفاظ على الموائل الطبيعية.
وتنظم «الهيئة» ورشاً وفعاليات لرفع الوعي المجتمعي حول أهمية التنوع البيولوجي، وتُشرك الشباب والباحثين في مشاريع المراقبة والبحث العلمي، ما يعزز الانتماء البيئي، ويخلق أجيالاً مدركة لأهمية حماية الطبيعة.

رؤية أبوظبي 
تمثل شبكة زايد للمحميات الطبيعية أحد الأعمدة الأساسية لاستراتيجية أبوظبي البيئية، التي تسعى إلى تحقيق التوازن بين التنمية والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتدعم رؤية الإمارات الوطنية في الحياد المناخي بحلول 2050.
وقد حصلت إمارة أبوظبي على اعترافات دولية عدة؛ بفضل التزامها بحماية البيئة، مثل إدراج بعض محمياتها في قائمة «اليونسكو» للمحميات البيولوجية، وضم مناطق منها إلى اتفاقية رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية.

إرث زايد
تُجسد شبكة زايد للمحميات الطبيعية امتداداً حياً لإرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في احترام البيئة وحماية الحياة الفطرية. لتكتب أبوظبي قصة نجاح بيئي رائدة، تؤكد أن حماية الأنواع لا تقتصر على رد الجميل للطبيعة، بل هي استثمار ذكي في مستقبل الأوطان.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أبوظبي هيئة البيئة في أبوظبي هيئة البيئة الإمارات الحياة البرية التنوع البيولوجي شبكة زايد للمحميات الطبيعية المحميات الطبيعية محميات أبوظبي الأنواع المهددة بالانقراض الكائنات المهددة بالانقراض

إقرأ أيضاً:

برعاية حمدان بن زايد.. بطولات الظفرة الكبرى لصيد الكنعد تعقد فعالياتها في أبوظبي

تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، تنظم هيئة أبوظبي للتراث «بطولات الظفرة الكبرى لصيد الكنعد» خلال الفترة من يناير حتى مارس 2026.
تقام البطولات في 3 محطات تتضمن 6 مسابقات 3 للرجال و3 للنساء، خصصت لها 135 جائزة تتجاوز قيمتها الإجمالية 2 مليون درهم، حيث رصدت الهيئة 45 جائزة لكل محطة، منها 40 جائزة لفئة العامة و5 جوائز لفئة السيدات، علماً أن المشاركة في البطولات مفتوحة أمام المواطنين والمقيمين وزوار دولة الإمارات، ويُسمح بالصيد في إمارة أبوظبي فقط.

تبلغ قيمة جوائز المحطة الأولى 551,000 ألف درهم، منها 382,000 للفئة العامة، 169,000 لفئة السيدات، وقيمة جوائز المحطة الثانية 677,000 ألف درهم، منها 447,000 للفئة العامة، و230,000 للسيدات، وقيمة جوائز المحطة الثالثة 832,000 ألف درهم، منها 527,000 للفئة العامة، و305,000 درهم للسيدات.
واعتمدت الهيئة أسلوب الصيد بالصنارة حصراً في جميع المحطات، ولا يسمح باستخدام أي طريقة أخرى، على أن يتم تحديد الفائزين بناءً على أعلى وزن للسمكة الواحدة، مع اعتماد أن يكون التسجيل في البطولة على أساس المشاركة الفردية «مشارك واحد لكل قارب».

أخبار ذات صلة حمدان بن زايد يستقبل عدداً من كبار المواطنين والمسؤولين وموظفي وموظفات الجهات الحكومية في قصر الظنة بطولة حمدان بن زايد للرماية تتوّج أبطال النسخة الخامسة

وشددت هيئة أبوظبي للتراث على أن شروط المشاركة في البطولة تتضمن التقيد باشتراطات الأمن والسلامة وفق النظم واللوائح المتبعة في الدولة، والمعتمدة خصوصاً لدى «الحرس الوطني، وهيئة البيئة – أبوظبي»، إضافة إلى الالتزام بتصوير فيديو يظهر مراحل صيد السمكة وصولاً إلى لحظة وزنها، إلى جانب الاشتراطات والتعليمات الأخرى التي حددتها الهيئة لضمان سير البطولة في إطار من النزاهة والشفافية.
يهدف تنظيم «بطولات الظفرة الكبرى لصيد الكنعد» إلى تعزيز الوعي بأهمية التراث البحري، والحفاظ على موروث الصيد التقليدي الذي يمثل عنصراً أصيلاً من عناصر الهوية الإماراتية، إضافة إلى تعزيز الوعي بضرورة حماية الحياة البحرية واستدامتها عبر توعية المشاركين بالقوانين المنظمة لصيد الكنعد.

وتسعى البطولة إلى تحفيز روح التنافس بين المشاركين وتشجيع استخدام طرق الصيد التقليدية، إلى جانب دعم المشاركة النسائية وتوسيع حضورها في مسابقات الصيد، وترسيخ مكانة أبوظبي وجهةً إقليمية وعالمية رائدة في مجال الصيد البحري التقليدي.

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

مقالات مشابهة

  • منال عوض: الاستثمار في المحميات الطبيعية يعزز السياحة البيئية ويطور الاقتصاد الأخضر.. نواب البرلمان: مصر تمتلك قطاعًا سياحيًا متنوعًا ومتفردًا مع ثلث آثار العالم
  • رئيس شؤون البيئة: المحميات الطبيعية في مصر كنز وطني وتراث بيئي عالمي
  • منال عوض: المحميات المصرية تمتلك مقومات فريدة لجذب السياحة البيئية
  • منصور بن زايد يطلق مشروع “ساحة الخيل” بنادي أبوظبي للفروسية
  • وزيرة البيئة تبحث فرص تعزيز الاستثمار البيئي داخل المحميات الطبيعية
  • منال عوض تبحث فرص تعزيز الاستثمار البيئي داخل المحميات الطبيعية
  • البيئة تبحث فرص الاستثمار المستدام داخل المحميات الطبيعية
  • وزيرة التنمية المحلية تبحث فرص الاستثمار المستدام داخل المحميات الطبيعية مع أحد المستثمرين
  • برعاية حمدان بن زايد.. بطولات الظفرة الكبرى لصيد الكنعد تعقد فعالياتها في أبوظبي
  • منصور بن زايد يطلق مشروع «ساحة الخيل» بنادي أبوظبي للفروسية