هل إعلان أديس أبابا سينهي الحرب السودانية؟
تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT
تحركات بوتيرة متسارعة من تنسيقية القوي الديمقراطية المدنية “تقدم”، لإنهاء أزمة الحرب السودانية بعد 9 أشهر من الدمار والخراب،.
حيث عقد الطرفان اجتماع على مدار يومان في قاعة متحف العلوم بأديس أبابا، في أول لقاء من نوعه منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل الماضي، أسفر علي توقيع إعلان أديس أبابا.
وقع الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس القوي التنسيقية المدنية “تقدم”، وقوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي"، اليوم الثلاثاء في أثيوبيا، علي توقيع إعلان أديس أبابا للعمل علي وقف الحرب في البلاد، حيث ينتظر عقد اجتماع مماثل بقائد الجيش عبدالفتاح البرهان.
وشارك في حضور التوقيع كلا من :" المهندس عمر الدقير رئيس حزب الموتمر السوداني، وفضل الله برمة ناصر رئيس حزب الامة القومي، والطاهر حجر عضو مجلس السيادة و حركة تجمع قوي التحرير، والهادي ادريس عضو مجلس السيادة و رئيس حركة المجلس الانتقالي، بابكر فيصل رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي، ووفد من قوات الدعم السريع".
تفاصيل إعلان أديس أبابايمثل إعلان الذى وقعه الدكتور عبدالله حمدوك رئيس القوي الديمقراطية “تقدم”، مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، أبرزها وقف الحرب من قبل دقلو دون شروط عبر تفاوض مباشر مع القوات المسلحة، إيصال المساعدات الإنسانية، الإفراج علي 451 أسري من الحرب عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
كما أكدت القوي التنسيقية للوصول مع قائد القوات المسلحة الفريق عبد الفتاح البرهان، للالتزام بوقف الحرب دون شروط.
فتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانيةوأوضجت التنسيقية، علي تعهد محمد دقلو، بفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية، في مناطق سيطرتها، مع تهيئة الأجواء لعودة المواطنين إلى منازلهم في المناطق التي تأثرت بالحرب وذلك بتوفير الأمن عبر نشر قوات الشرطة وتشغيل المرافق الخدمية والإنتاجية.
كما شمل الإعلان تشكيل إدارات مدنية بتوافق أهل المناطق المتأثرة بالحرب تتولي مهمة ضمان عودة الحياة لطبيعتها وتوفير الاحتياجات الأساسية للمدنيين.
أضافت إلي تشكيل اللجنة الوطنية لحماية المدنيين من شخصيات وطنية داعمة لوقف الحرب تتولي مهمة مراقبة إجراءات عودة المدنيين إلى منازلهم وضمان تشغيل المرافق المدنية الخدمية والإنتاجية.
لجنة تقصي الحقائقكما اتفق الطرفان، التعاون التام مع لجنة التحقيق التي شكلها مجلس حقوق الإنسان بما يضمن كشف الحقائق وإنصاف الضحايا ومحاسبة المنتهكين.
تشكيل لجنة وطنية مستقلة ذات مصداقية لرصد كافة الانتهاكات في جميع أنحاء السودان وتحديد المسؤولين عن ارتكابها بما يضمن محاسبتهم.
تشكيل لجنة ذات مصداقية لكشف الحقائق حول من أشعل الحرب.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تريد اتفاقا يحقق لها النصر والمقاومة ترد بالاستنزاف
مع تمسك تل أبيب بفرض اتفاق يتضمن استسلاما للمقاومة وسيطرة على نصف مساحة قطاع غزة تقريبا والتحكم في توزيع المساعدات، رفع الفلسطينيون وتيرة عملياتهم على الأرض وأصبحوا يعتمدون الاستنزاف وسيلة أساسية لإنهاء الحرب بالطريقة التي لا يريدها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية.
ففي الوقت الذي يتحدث فيه نتنياهو ومن قبله الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن اتفاق محتمل خلال أيام قليلة، أكد محمد الهندي نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أن المطروح هو مقترح استسلام لن تقبل به المقاومة، وقال إن حرب الاستنزاف تصب في مصلحة المقاومة رغم الأثمان الباهظة التي يدفعها المدنيون.
وتحاول إسرائيل فرض اتفاق ينتهي بسيطرتها على 40% من مساحة غزة والتحكم في توزيع المساعدات وحصرها في مدينة خيام تخطط لإقامتها على أنقاض رفح جنوبي القطاع، بينما تتمسك المقاومة بالانسحاب الكامل ووقف الحرب وإعادة مهمة توزيع المساعدات إلى الأمم المتحدة.
ومع اتساع الخلاف بين الجانبين، صعدت المقاومة من عمليتها خلال الأيام الأخيرة على نحو يقول الخبير العسكري العميد إلياس حنا إنه يجعل إسرائيل غير قادرة على تحقيق مكاسب تكتيكية على الأرض، فضلا عن المكاسب الإستراتيجية في المفاوضات.
الاستنزاف في مصلحة المقاومةتأقلمت المقاومة على الوضع الميداني وأصبحت تعمل بلا مركزية كاملة وبأقل عدد ممكن من المقاتلين لإلحاق خسائر كبيرة بصفوف الاحتلال، كما حدث في بيت حانون مؤخرا.
علاوة على ذلك، انتقل المقاومون إلى مرحلة السعي لأسر جنود خلال العمليات، وهو ما اعترف به الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي عندما أكد أن جنديا قتل خلال محاولة أسره من جانب المقاومة في خان يونس.
وغياب القيادة المركزية للعمليات جعل جيوب المقاومة تقاتل حسب الهدف المتاح لها، ولم تعد إسرائيل تمتلك معلومات عملياتية تمكنها من إحباط هذه الهجمات أو التعامل مع هذه الجيوب، كما قال حنا في برنامج "مسار الأحداث".
إعلانوفي ظل حالة الإنهاك الشديد التي يعيشها جيش الاحتلال، وعجزه عن التعامل مع حرب المدن التي تشنها المقاومة، فإن عملية الاستنزاف الحالية ستخدم المقاومة بشكل أكبر.
لكن إسرائيل -رغم كل هذه الخسائر- تحاول فرض رؤيتها لما بعد الحرب من خلال الاتفاق المحتمل للهدنة، لأنها ربما لا تكون قادرة على تجديد المعارك بعد انتهاء مدة الـ60 يوما المقترحة لوقف القتال، كما يقول الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى.
فإسرائيل التي كانت تدخل حروبا خاطفة لتحقيق إنجازات عملياتية يمكنها تحويلها لمنجزات سياسية، أصبحت اليوم تتخبط بين عشرات التصورات لما يجب أن تنتهي عليه هذه المواجهة.
صحيح أن الحكومة تحاول استعادة نصف الأسرى خلال هدنة الـ60 يوما، لكن خشيتها من عدم قدرتها على استئناف القتال تدفعها لتضمين الاتفاق شروطا يمثل قبولها تحقيقا لأهداف الحرب السياسية التي لم تنجح في تحقيقها عسكريا، في ظل تلاشي المبررات التي قد يستند إليها نتنياهو لتجديد الحرب.
رهان على الميدان
في الوقت نفسه، لم يعد أمام المقاومة إلا التمسك بشروطها والاعتماد على الميدان لإجبار تل أبيب على الذهاب لإنهاء الحرب، لا سيما أن الجانب الفلسطيني لا يمتلك ظهيرا سياسيا ولا عربيا، كما يقول الباحث السياسي سعيد زياد.
ولأنه من غير المعقول القبول بحشر الفلسطينيين في حيز ضيق بمدينة رفح، والسماح للاحتلال بتشغيل عملاء لإدارة القطاع، فإن رهان المقاومة يظل محصورا بإلحاق خسائر كبيرة بالجيش حتى يدفعه للخلاف مع القيادة السياسية الإسرائيلية.
وترفض المقاومة مطلب الولايات المتحدة بالتركيز على تبادل الأسرى وإدخال المساعدات وإرجاء القضايا الخلافية الأخرى لحين التوصل لاتفاق نهائي بشأن هاتين النقطتين. وقد أكد الهندي -في مقابلة مع الجزيرة- أن المقاومة لن تسمح لواشنطن وتل أبيب بالتلاعب بمستقبل الفلسطينيين وتمهيد تهجيرهم.
وفي حين قالت هيئة البث الإسرائيلية إن نتنياهو سيعقد، مساء اليوم الأحد، جلسة مشاورات بشأن صفقة تبادل، دعت عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى التظاهر والضغط على الحكومة نتنياهو للإسراع بإبرام صفقة شاملة وإنهاء الحرب.
وحمّلت العائلات "حكومة المتطرفين" المسؤولية عن المماطلة بلا نهاية وكسب مزيد من الوقت لتحقيق أهدافه السياسية الداخلية والمحافظة على ائتلافه الحكومي من التفكك.