سواليف:
2025-10-09@14:39:12 GMT

في ظلال طوفان الأقصى “40”

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

في ظلال #طوفان_الأقصى “40”

#الفلسطينيون لبوتين لا يكفي شكراً #غزة

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

لعلها أكثر المستفيدين من الحرب على غزة، فقد استغلت انشغال الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وصبت جام قوتها على أوكرانيا، وألقت بكل ثقلها العسكري عليها، وركزت قصفها على مختلف مناطقها، وكثفت غاراتها الدقيقة على مئات المرافق الحساسة والأهداف الاستراتيجية، التي يؤثر تدميرها على مسار الحرب، ويضعف الجبهة الداخلية الأوكرانية، وحققت خلال الأشهر الثلاثة الماضية ما لم تحققه على مدار عامٍ كاملٍ من العمليات الحربية.

مقالات ذات صلة اولويات الاحزاب الاردنية والهوة بينها وبين المواطنيين 2024/01/02

استغل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الظروف الدولية المستجدة، وعمل بجدٍ وصمتٍ على مختلف الجبهات الأوكرانية العميقة والبعيدة والحدودية، وانتقم بشدةٍ من القيادة الأوكرانية التي كانت تتيه وتتشدق، وتتعالى وتتغطرس، معتمدةً على الدعم الخارجي والإسناد الدولي الكبير التي حظيت به، متجاهلة سياسة الغرب الخبيثة التي غررت به واستغلته، واستخدمته في القتال ضد روسيا لتحقيق مصالحها وخدمة أهدافها في إضعاف روسيا وتحجيم دورها، ولو على حساب تدمير أوكرانيا وقتل مواطنيها.

أدرك بوتين أن خطوط الإمداد الاستراتيجية الأمريكية والغربية قد قطعت، وأن شحنات الأسلحة قد توقفت، وأن حملات الدعم والإسناد قد تعطلت، وأن الحملة الإعلامية ضد بلاده قد تراجعت، وأن النظام في أوكرانيا بات ضعيفاً في المواجهة، وعاجزاً عن الدفاع وحماية المناطق، فضلاً عن أن الجبهة الداخلية قد تصدعت، وأن صفوف الجيش قد تفككت، وأن حراكاً عميقاً واسعاً داخل المؤسسات العسكرية والسياسية الأوكرانية قد بدأ يتململ، فانتهز الفرصة واستغل الظرف، فزحف وسيطر، وقصف ودمر، وحقق الكثير مما كان يحلم به ويتمنى، وما زال يواصل حملته ويطوي الأرض تحت أقدام جنود جيشه، ويحقق الأهداف على مدى قذائف دباباته ومنصات صواريخه.

يدرك الفلسطينيون أنهم الذين منحوا الرئيس الروسي وبلاده الفرصة الذهبية لتحقيق أهدافه، و أنه لولا انشغال الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوربا بالحرب على غزة، والتفرغ لدعم وإسناد وحماية الكيان الصهيوني، لما تمكن من تعويض ما فاته، وجبر الكسر الذي أصابه، واستعادة الردع الذي فقده، والتفوق الذي خسره، ولربما مضت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في استنزاف روسيا وكسرها، وتدمير اقتصادها وعزلها، ولعلهم نجحوا في مخططاتهم ضدها على مدى أكثر من عامٍ طويلٍ من القتال العنيف المرير.

بالمقابل فإن الفلسطينيين يتطلعون من القيادة الروسية أن تعترف بفضلهم، وأن ترد عليهم بمثله أو أكثر، فتساندهم وتؤيدهم، وتقف إلى جانبهم وتساعدهم، وتحبط المؤامرات التي تحاك ضدهم، وتعطل القرارات التي تتخذ للنيل منهم وتفكيك قضيتهم، على ألا تكون المواقف نظرية ضعيفة، أو باهتة غير مؤثرة، بل جادة وعملية، تخيف العدو وتقلقه، وتجبره على التراجع والانكفاء، ووقف الحرب والكف عن الاعتداء.

ربما بلغ الفلسطينيين شكرُ الرئيس الروسي لمقاومتهم، وإشادته بصمودها، وإعجابه بعملياتها، وهاله صبر الشعب وعطاؤه، واحتضانه للمقاومة واحتماله، وقد علموا أنه نقل مواقفه إليهم عبر وسطاء ومن خلال حلفاء، لكن الفلسطينيين يرون أن الشكر لا يكفي، وأن الدعم النظري لا يفيد شيئاً ولا يغير الواقع أبداً، وأن مشاعر الإعجاب وكلمات الإشادة التي يبدو أنها سريةٌ وخفيةٌ، وأنه يخشى أن يعلم بها أحد، أو يعرف بها الكيان، ولهذا كانت مكالماته الطويلة مع رئيس حكومة العدو مزعجة ومقلقة، فماذا قال له حتى أرضاه، وماذا شرح له حتى أسكته، وماذا وعده حتى طمأنه.

إن الفلسطينيين الذين وقفوا ابتداءً إلى جانب روسيا في حربها ضد أوكرانيا، وأيدوها ودافعوا عنها، قبل أن يشن العدو الإسرائيلي حربه المدمرة على قطاع غزة وأهله، التي استفادت منها روسيا وما زالت، يرون أن الشكر لا يكفي، وأن عبارات التأييد التي تأتي على استحياء لا تنفع، وأن محاولات استرضاء رئيس الحكومة الإسرائيلية تقلق، فهل تغير القيادة الروسية وتبدل في مواقفها، وتكون أجرأ وأقوى، وأوضح وأصدق، وتتخذ مواقف عملية مؤثرة، وتهدد بسياساتٍ جديدةٍ تتوافق مع مصالحنا ومصالحها، أم أن هذا هو آخر ما عندها، وأقصى ما تستطيع تقديمه، فلا نرجو منها أكثر، ولا نتوقع منها غير الإدانة والاستنكار، والتأييد الصامت والشكر البارد.

بيروت في 2/1/2024

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة

إقرأ أيضاً:

مسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في المراوعة

الثورة نت /..

نفذ 300 من خريجي الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” من أبناء عزلة القطيع بمديرية المراوعة في محافظة الحديدة، اليوم، مسيراً راجلاً تزامناً مع الذكرى الثانية لانطلاق عملية طوفان الأقصى.

ورفع المشاركون في المسير الذي جاب مدينة القطيع وشارك فيه مسؤول التعبئة بالمديرية، حمادي العليفي، والقائم بأعمال أمين عام المجلس المحلي، محمد قرموط، العلمين اليمني والفلسطيني، مرددين هتافات وشعارات منددة بجرائم الاحتلال الصهيوني بحق المدنيين.

وأشار المشاركون إلى أن القضية الفلسطينية كانت ولا تزال القضية المركزية للشعب اليمني الذي وقف بقوة في ميادين الإسناد التعبوي والسياسي والعسكري نصرة للشعب الفلسطيني، معتبرين الخروج الاسبوعي الشعبي المستمر ترجمة حقيقية لهذا الموقف الثابت.

ونوهوا إلى أن اليمن، رغم ما يتعرض له من عدوان وحصار، سيبقى متمسكاً بمواقفه تجاه فلسطين، في وقت تخلت فيه الأنظمة العربية والإسلامية عن مسؤولياتها الدينية والقومية والانسانية.

مقالات مشابهة

  • فعالية في جهران بالذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى”
  • في الـ9 مساءً.. انطلاق حملة تغريدات بمرور عامين على انطلاق “طوفان الأقصى”
  • فعالية كروية رياضية في زبيد بذكرى “طوفان الاقصى”
  • بوتين يكشف مساحة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا
  • مسير وعرض لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في حيفان
  • ندوة في ذمار بالذكرى الثانية لـ “طوفان الأقصى”
  • ثلاثون مظهرا للأزمة داخل “إسرائيل” كشفها وعمّقها طوفان الأقصى
  • مسير لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في المراوعة
  • مسير ومناورة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في شرعب الرونة
  • عرض شعبي لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في حجة