حول النار وحدها تجد عائلة معروف الفلسطينية المأوى وبعض الدفء في برد الشتاء وعراء مدينة رفح التي تكسوها المخيمات. لكن هذا الدفء قد لا تجده لاحقا الأسرة التي جاءت إلى رفح بعد فرارها من منزلها مع بداية القصف الإسرائيلي قبل نحو ثلاثة أشهر.
فموارد الأخشاب التي يتم جمعها من المباني المدمرة نضبت منذ فترة طويلة في القطاع الفلسطيني المدمر.

وأصبح أفراد الأسرة وغيرهم من النازحين المعوزين يذكون النيران بقطع من القماش أو البلاستيك.
وقال شادي معروف ‭‭»‬‬والله ما في أمان، اقسم بالله بنخاف، والله العظيم بنخاف، وأولادي بيخافوا وبيقولي يا بوي (أبي) احنا في الخلاء. باقولهم المعين الله وين بدنا نروح».
وفقد تقريبا جميع سكان قطاع غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة منازلهم بعد القصف المدمر والهجوم البري الذي شنته إسرائيل بعد أن اجتاح مقاتلو حماس الحدود في السابع من أكتوبر مما أسفر عن مقتل 1200 شخص.
وتقول السلطات الصحية في غزة التي تديرها حماس إن أكثر من 22 ألف فلسطيني استشهدوا في القصف الإسرائيلي.
ويعيش سكان القطاع الساحلي الصغير الآن مكدسين في ملاجئ جماعية في مدارس الأمم المتحدة أو في مخيمات مؤقتة مكتظة في شوارع رفح، بالقرب من الحدود الجنوبية لغزة مع مصر، وفي عدد قليل من المراكز الأخرى.
وفرت عائلة معروف من بيت لاهيا القريبة من الحدود الشمالية مع إسرائيل في اليوم الأول من الحرب. ولجأت العائلة إلى منطقة شمالية أخرى، لكنهم وجدوا أنها غير آمنة فارتحلوا ثانية.
ومكثوا في مخيم النصيرات بوسط غزة، لمدة شهر، لكن الغارات الجوية كانت قريبة منهم في كثير من الأحيان. ثم انتقلوا جنوبا إلى رفح، على الحدود مع مصر مباشرة.
ويجلس أفراد الأسرة الآن حول النيران التي يشعلونها خارج خيمتهم المصنوعة من الخشب والبلاستيك. ومن بين أفراد الأسرة طفلة عمرها أربعة أشهر ولا يجد الأبوان إلا هذه النار مصدرا لتدفئة الطفلة الصغيرة.
وتصير المخيمات مدينة أشباح ليلا. فقد انقطعت الكهرباء في غزة في وقت مبكر من الحرب بعد أن قطعت إسرائيل إمدادات الكهرباء والوقود للمولدات. وفي بعض الأحيان، لا يضيء الخيمة إلا مصباح ببطارية يرسل ضوءه خافتا عبر أغطية البلاستيك المصنوعة منها الخيمة.
ويتجمع شادي معروف وزوجته صفية وأطفالهما الستة حول النار التماسا للدفء في مواجهة البرد القارس.
وقال شادي «والله الحياة مأساة في رفح. جينا (أتينا) مشردين من بيت لاهيا وملقناش (لم نجد) ولا حاجة، ولا مأوى ولا بطانية ولا فرشة، وهاي تحت الصقعة (البرد الشديد) وزي ما انت شايف حتى ما في حطب ولا فيه مايه حتى المايه... اتيمم في الرمل إذا بدي أصلي ومفيش مايه للشرب».
وقالت صفية معروف التي تكافح من أجل العثور على حفاضات وحليب أطفال لابنتها «ايش بدنا نسوي (نفعل). الوضع صعب والحياة صعبة علينا وعلى الجميع، للناس كلها مش بس علينا، الناس كلها بتعاني، الناس كلها وجعانه (تتألم)، مفيش حمامات، مفيش ميه (لا يوجد ماء) مفيش دفا، مفيش أمان، احنا بننام واحنا خايفين».

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطاع غزة مدينة رفح مخيمات رفح معاناة نازحي غزة

إقرأ أيضاً:

طاقم السفينة ” توتور “يروون لحظة تعرضهم لهجوم في البحر الأحمر وكيف أنقذتهم البحرية الأميركية 

 

 

حيروت – ترجمة ” الموقع بوست ”

 

روى طاقم السفينة اليونانية “توتور” التي تعرضت لهجوم حوثي في البحر الأحمر لحظة الهجوم على السفينة في البحر الأحمر وكيف أنقذتهم البحرية الأمريكية.

 

 

 

وفي تصريحات نقلتها صحيفة “نيويورك تايمز” وترجمها للعربية “الموقع بوست” قال القبطان كريستيان دومريكي -يوم الاثنين في مانيلا حيث تم نقله هو وأفراد الطاقم وجميعهم من الفلبين بعد أن نقلتهم البحرية الأمريكية جوا من السفينة المنكوبة- “كنا جميعا خائفين، كانت هذه هي المرة الأولى التي نختبر فيها ذلك جميعًا”.

 

 

 

وقال دومريك، الذي تحدث نيابة عن أفراد الطاقم في مؤتمر صحفي نظمته الحكومة الفلبينية، إن جميعهم بقوا على جسر السفينة بعد الهجوم أثناء اتصاله بمالك السفينة والحكومة الفلبينية والولايات المتحدة. البحرية، التي تقوم بدوريات في المياه لردع هجمات الحوثيين. كما حذر السفن القريبة من تجنب مواقعها.

 

 

 

وأضاف “كان طاقم سفينة Tutor، وهي سفينة نقل بضائع مملوكة لليونان تبحر عبر البحر الأحمر إلى الهند، على سطح السفينة في صباح مشمس من الأسبوع الماضي عندما رصدوا على مسافة ما يشبه سفينة صيد على متنها شخصان”.

 

 

 

وتابع “اعتقد أفراد الطاقم أن الأمر لم يكن شيئًا غير عادي، لكن بعد لحظات، كما قال قبطان السفينة، لاحظوا سفينة تندفع نحو سفينتهم”.

 

 

 

 

 

وذكر أن القارب يتم التحكم فيه عن بعد – فالصيادون الذين ظنوا أنهم لمحوهم كانوا مجرد دمى – وصاح أفراد الطاقم: “في الداخل! أثناء تسابقهم للاحتماء، بحسب مقطع فيديو نشره أحدهم على فيسبوك. وقال القبطان إن القارب اصطدم بسفينتهم وانفجر، مما أدى إلى تحطيم النوافذ الزجاجية على جسر سفينتهم وغمر غرفة المحرك بمياه البحر والزيت.

 

 

 

وكانت هذه واحدة من أكثر الأحداث دراماتيكية في الأشهر الأخيرة في البحر الأحمر، حيث كثفت جماعة الحوثي في ​​اليمن هجماتها الصاروخية والطائرات بدون طيار ضد السفن فيما تقول إنها حملة للضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة.

 

 

 

وأشار إلى أنه تتم إنقاذ واحد وعشرين بحارًا بمن فيهم القبطان. ولا يزال أحد أفراد الطاقم، الذي كان في غرفة المحرك وقت الاصطدام، مفقودًا، وفقًا للسيد دومريك ومسؤولين حكوميين فلبينيين.

 

 

 

يأتي ذلك فيما قالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية إنه يُعتقد أن الحوثيين أغرقوا سفينة ثانية في البحر الأحمر، وهي السفينة توتور.

 

 

 

وأفادت تقارير سابقة بتعرض ناقلة الفحم توتور ذات الملكية اليونانية للقصف بصواريخ وقارب ملغوم مسير في 12 يونيو الجاري، وكانت المياه تتسرب إليها.

 

 

 

وأضافت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية في تحديث أمني “أبلغت السلطات العسكرية عن رصد حطام بحري ونفط في آخر موقع ورد أن السفينة كانت موجودة فيه”.

 

 

 

ولا يزال أحد أفراد طاقم توتور مفقودا، ويُعتقد أنه كان في غرفة المحرك وقت وقوع الهجمات.

 

 

 

وكانت السفينة روبيمار ذات الملكية البريطانية أول سفينة يغرقها الحوثيون. وغرقت في الثاني من مارس بعد نحو أسبوعين من تعرضها لقصف صاروخي.

 

 

 

ويأتي تقرير الهيئة عن غرق توتور بعد أسبوع من إلحاق الحوثيين أضرار جسيمة بالسفينة التي ترفع علم ليبيريا، وكذلك السفينة فيربينا التي ترفع علم بالاو، والتي كانت محملة بمواد بناء خشبية.

 

 

مقالات مشابهة

  • حظك اليوم.. توقعات برج القوس 20 يونيو 2024
  • طاقم السفينة ” توتور “يروون لحظة تعرضهم لهجوم في البحر الأحمر وكيف أنقذتهم البحرية الأميركية 
  • آلاف المواطنين يتوافدون على حديقة الأسرة والرحلات النيلية بدسوق
  • اعتقالات باقتحامات متفرقة بالضفة
  • شهداء أو نازحون.. الحرب تخنق أحلام طلبة الثانوية في غزة
  • قصف وحظر تجوال.. قوات الاحتلال تحاصر مخيمات رفح
  • برش رذاذ الماء.. أفراد الكشافة يلطفون الأجواء على الحجاج في منى
  • حظك اليوم.. توقعات برج الحمل 18 يونيو 2024
  • جيجل.. 4 جرحى في انحراف وانقلاب سيارة
  • عقوبات أمريكية على 9 أفراد وكيانات وسفينة بدعوى تسهيل شراء الأسحلة للحوثيين