لماذا قرر أميركيون مقاضاة كوريا الشمالية بعد هجوم 7 أكتوبر؟
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
قررت أسر مواطنين أميركيين قتلوا إثر هجمات حركة حماس في السابع من أكتوبر، إقامة دعوى قضائية ضد كوريا الشمالية، وذلك لتسليحها المجموعة الفلسطينية بشكل غير مباشر.
ونقلت إذاعة "صوت أميركا"، الأربعاء، عن المحامية الإسرائيلية ممثلة الضحايا، نيتسانا لايتر، إن الأسلحة التي استخدمتها حماس في هجومها ضد البلدات جنوبي إسرائيل، "حصلت عليها من كوريا الشمالية عن عمد وعلم".
وشنت حركة حماس المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية، هجوما أودى بحياة نحو 1200 شخص في إسرائيل معظمهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال، واحتجزت نحو 250 شخصا رهائن، لا يزال 129 منهم في قطاع غزة، بحسب أرقام الجيش الإسرائيلي.
وترد إسرائيل بقصف عنيف يترافق منذ 27 أكتوبر مع هجوم بري، مما أدى إلى مقتل 22313 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى إصابة أكثر من 57 ألفا بجروح، وفق آخر أرقام لوزارة الصحة في غزة.
وأضافت المحامية في حديثها، أن كوريا الشمالية "تدرك أن أسلحتها تذهب إلى إيران، والتي بدورها تسلمها إلى حماس"، مشيرة إلى أن كوريا الشمالية "لم تحذر إيران أبدا من إرسال الأسلحة إلى حماس".
يجعل ذلك كوريا الشمالية، وفق لايتر، "مسؤولة"، مضيفة أنها ستعمل مع شركائها القانونيين في رفع دعوى أمام محكمة أميركية ضد الدول التي دعمت حماس، مثل إيران وكوريا الشمالية، بعد توكيل من الضحايا الأميركيين وأسرهم.
ولقي أكثر من 30 أميركيا، من بينهم يحملون الجنسية الإسرائيلية أيضًا، في هجوم السابع من أكتوبر.
وتمثل المحامية الإسرائيلية 10 أميركيين، من بينهم أفراد فقدوا أحباءهم، بجانب مواطنين أميركيين أصيبوا أو تكبدوا خسائر في الممتلكات بسبب الهجوم.
وأشارت المحامية إلى أنها تتوقع انضمام المزيد من الضحايا الأميركيين إلى الدعوى، ومن بينهم الرهائن المحتجزين حال عودتهم بسلام.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي خلال جولة إعلامية في أكتوبر، إن "نحو 10 بالمئة من أسلحة حماس التي تم العثور عليها بعد الهجوم، صنعت في كوريا الشمالية".
وبحسب الإذاعة، فقد "أدخلت حماس تعديلات على قذائف صاروخية كورية شمالية لجعل أدائها أفضل".
وقال ضابط الجيش الإسرائيلي إيدان شارون كيتلر، للخدمة الكورية من "راديو أميركا"، في 28 ديسمبر الماضي، إن هناك "إمدادات تأتي من دول مختلفة إلى حماس، ومن بينها كوريا الشمالية".
وتابع: "الصواريخ التي وجدناها، حتى التي تم إنتاجها داخل غزة أو في إيران، تستخدم أجزاء قادمة من كوريا الشمالية، ومن بين ذلك كل القذائف من نوع آر بي جي".
وأشار إلى أن الصواريخ تحتوي على محركات كورية شمالية، مما يمنحها القدرة على "اختراق الدروع الثقيلة" وإلحاق أضرار بالغة.
وقالت المحامية لايتر، إن الصواريخ "تجعل حماس قادرة على مهاجمة المدنيين دون أن تتواجد في إسرائيل".
وأضافت: "بمجرد بناء إسرائيل لسياج حول غزة، لم يعد بإمكان إرهابيي حماس الدخول إلى إسرائيل وتنفيذ عمليات داخلها"، مضيفة أنه قبل اختراق السياج الحدودي في 7 أكتوبر "كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن بها قتل الشعب الإسرائيلي هي الصواريخ".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
لماذا استهدفت إسرائيل الرجل الثاني في القسام الآن؟
أعلنت إسرائيل استهداف قيادي بارز في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلال عملية عسكرية في قطاع غزة، في خطوة أثارت تساؤلات حول توقيتها ودلالاتها السياسية والأمنية، لا سيما أنها جاءت في ظل سريان اتفاق وقف إطلاق النار.
ورغم أن البيان الرسمي للجيش الإسرائيلي خلا من ذكر اسم القيادي المستهدف، فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية تداولت على نطاق واسع اسم رائد سعد، وقدمته بوصفه "الرجل الثاني" في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، ونائب قائدها العام.
وفي هذا السياق، أوضح مراسل الجزيرة إلياس كرام أن عدم ذكر الجيش الإسرائيلي للاسم يعكس على الأرجح، عدم التيقن الكامل من نتائج محاولة الاغتيال، لافتا إلى أن البيانات الرسمية غالبا ما تتأخر إلى حين التأكد الاستخباراتي من نجاح العملية.
وبحسب كرام، فإن البيان الإسرائيلي اكتفى بالإشارة إلى استهداف "شخصية قيادية بارزة" في حماس، قال إنها كانت تعمل على إعادة تأهيل بنى عسكرية موجهة ضد الجيش الإسرائيلي، وهو الوصف ذاته الذي تبنته التسريبات المنسوبة لمصادر أمنية.
وتزامنا مع ذلك، حرصت وسائل الإعلام الإسرائيلية على إبراز دور رائد سعد، مقدمة إياه باعتباره اليد اليمنى لقائد القسام الراحل محمد الضيف، وأحد المخططين الرئيسيين لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في محاولة لتبرير عملية الاغتيال.
وفي السياق، أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ في قطاع غزة بارتقاء 4 شهداء وإصابة 10 آخرين حالة بعضهم خطرة جراء قصف الاحتلال سيارة مدنية جنوب غربي مدينة غزة.
انتهاك للاتفاقويشير مراسل الجزيرة إلى أن هذا الخطاب الإعلامي يأتي في وقت يفترض أن وقف إطلاق النار لا يزال ساريا، لكنه يتعرض، وفق توصيفه، لانتهاكات متكررة من جانب إسرائيل عبر عمليات قصف واغتيال وهدم منازل داخل القطاع.
وتبرز أهمية هذه العملية، إن ثبت نجاحها، من كونها قد تكون أرفع عملية اغتيال تطال قياديا في غزة منذ بدء العمل باتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خاصة إذا صح توصيف سعد كمسؤول مركزي عن إعادة التصنيع والتسليح داخل الحركة.
إعلانوفي هذا السياق، أشار كرام إلى أن إسرائيل تعتبر جميع قيادات حماس، السياسية والعسكرية، أهدافا مشروعة، ولا ترى في اتفاق وقف إطلاق النار أي حصانة لهم، سواء داخل قطاع غزة أو خارجه، وهو ما يفسر استمرار دائرة الاستهداف.
لكن توقيت العملية يكتسب بعدا سياسيا إضافيا، مع تزايد الحديث عن ضغوط أميركية للانتقال إلى المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وهو ما قد تسعى إسرائيل إلى عرقلته أو إعادة صياغته بشروطها الخاصة.
ويؤكد كرام أن إسرائيل، عبر هذا التصعيد، تحاول فرض نموذج أمني مشابه لما تطبقه في لبنان، حيث نفذت مئات عمليات الاغتيال ضد كوادر حزب الله منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار هناك في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
تضارب الروايات
وبشأن تضارب الروايات حول نجاح الاغتيال، أوضح كرام أن التسريبات الصادرة عن "مصادر أمنية" إسرائيلية تعود في جوهرها إلى الجيش نفسه، الذي يفضل التريث قبل إعلان رسمي، تفاديا لإحراج محتمل في حال عدم تأكيد النتائج.
وتستند هذه التسريبات إلى سرد موسع عن شخصية رائد سعد، ودوره المفترض في إعداد وثيقة "جدار أريحا"، التي تتهمه إسرائيل بوضعها كخطة لهجوم "السابع من أكتوبر"، رغم أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت قد اطلعت عليها سابقا دون التعامل معها بجدية.
كما تشير الروايات الإسرائيلية إلى أن سعد كان يتولى في المرحلة الأخيرة مهمة إعادة بناء القدرات العسكرية لحماس، وهو ما تستخدمه تل أبيب كمبرر مباشر لتنفيذ عملية الاغتيال، بزعم إحباط تهديدات مستقبلية.
وتحدث كرام عن محاولات سابقة لاغتيال سعد خلال الأسابيع الماضية، ألغيت في اللحظات الأخيرة لأسباب عملياتية أو استخباراتية، إلى أن اعتبرت إسرائيل أن "الفرصة الميدانية" باتت مؤاتية لتنفيذ العملية.
وفي خلفية المشهد، يربط كرام بين هذا التصعيد واستعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة واشنطن، حيث يتوقع أن يواجه ضغوطا أميركية للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، مع سعيه لفرض شروط أمنية مشددة.