سرايا - عكست المعارضة التي تبديها أوساط واسعة في الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو لترؤس شاؤول موفاز وزير الأمن ورئيس أركان الجيش الأسبق لجنة للتحقيق في الإخفاق بصد الهجوم المفاجئ لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) هواجس المستوى السياسي من مغبة أن تفضي التوصيات إلى تفكيك الحكومة حتى خلال الحرب على غزة.



وحملت هذه الأصوات المعارضة في طياتها رسائل كثيرة، من بينها اتهام موفاز بإخلاء المستوطنات من قطاع غزة، وأنه شريك في صياغة التصور الأمني تجاه حماس، وانتقاده بسبب مواقفه المشككة بجدوى ونجاعة الحرب على غزة والتوغل البري، ودعوته إلى إبرام صفقة تبادل شاملة.

وقرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي البدء بعملية التحقيق في الحرب على غزة، بما فيها سير العمليات العسكرية والتوغل البري بالقطاع المحاصر والفشل في منع أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

ويضم فريق التحقيق شاؤول موفاز -الذي أشرف على خطة الانفصال عن غزة عام 2005- والرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية اللواء في الاحتياط أهارون زئيفي والقائد السابق للقيادة الجنوبية التابعة للجيش الإسرائيلي اللواء في الاحتياط سامي ترجمان.

وصرح موفاز -الذي شغل منصب وزير الأمن خلال خطة فك الارتباط- للقناة الـ12 الإسرائيلية عقب الهجوم المفاجئ لحماس على مستوطنات "غلاف غزة" والنقب الغربي بأنه "يتحمل مسؤولية فك الارتباط".

وأشار إلى أنه كان فخورا بهذه الخطوة، قائلا "لو أن المستوطنين استمروا في البقاء في قطاع غزة قرب مخالب هؤلاء الحيوانات المفترسة لكان من الممكن أن تكون هناك عمليات مسلحة قبالة حماس"، حسب تعبيره.

وتنطلق لجنة تحقيق برئاسة موفاز بالتزامن مع آلية الفحص الحالية لهيئة الأركان المشتركة بقيادة اللواء موتي باروخ، للتحقيق في أحداث العمليات العسكرية في قطاع غزة.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه لا توجد صلة بين الإجراءات التي سيتم إطلاقها في لاهاي وفريق التحقيق الخارجي، بحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت".

ومن المفترض أن يقدم فريق التحقيق برئاسة موفاز تقريرا مؤقتا في الأشهر المقبلة، وقد يؤدي بدء التحقيق وفق يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إلى "مطالبة بعض الوزراء بالشروع أيضا في إقامة لجنة تحقيق رسمية، مما سيختصر الطريق إلى المساءلة أو الاستقالة بين كبار المسؤولين الحكوميين".

وقال زيتون إن أسباب معارضة تعيين لجنة تحقيق برئاسة موفاز سياسية لدى أحزاب الائتلاف الحكومي التي تخشى أن يمهد ذلك إلى الإسراع في إقامة لجنة تحقيق رسمية وتحميل قادتها والحكومة مسؤولية الفشل في منع الهجوم وعدم الاستماع إلى تقديرات المستوى العسكري التي حذرت من سيناريو هجوم مفاجئ تخطط له حماس.

وفي مؤشر يعكس المعارضة التي يبديها وزراء من معسكر اليمين المتطرف لهذه اللجنة، أشار المراسل العسكري إلى أن هاليفي أوضح في محادثات مع مسؤولين أمنيين أنه ينوي إجراء تحقيق مهني لفحص سلوك الجيش في الحرب لتحسين أدائه، وأن الفحص سيشمل مدى جاهزية الجيش والقيادات العسكرية، ولن يشمل المستويين السياسي والحكومي.

وفي ما يتعلق بالحكومة، يعتقد المحلل السياسي عكيفا إلدار أن الهجوم على رئيس الأركان خلال جلسة الكابينت من قبل وزراء باليمين وفي حزب الليكود على خلفية تشكيل لجنة تحقيق بالجيش لفحص الإخفاق والفشل وسير الحرب ما كان ليتم دون ضوء أخضر من نتنياهو.

واستعرض إلدار أسباب معارضة أوساط واسعة في الحكومة الإسرائيلية إقامة لجنة تحقيق داخل الجيش، قائلا إن ذلك بمثابة مقدمة تمهد إلى تسارع الإجراءات لإقامة لجنة تحقيق رسمية حتى قبل انتهاء الحرب، وهي اللجنة التي تشكل تهديدا لائتلاف حكومة اليمين المتطرف.

أما بخصوص معارضة وزراء في اليمين المتطرف تعيين موفاز رئيسا لفريق التحقيق فتعود إلى أسباب سياسية، حيث إن عودته إلى المشهد السياسي الإسرائيلي تُعتبر صفعة لحكومة نتنياهو التي ترى في موفاز واليمين التقليدي تهديدا سياسيا، يضيف إلدار.

ولفت المحلل السياسي إلى أن موفاز ما زال على قناعة بأن ما قامت به الحكومة في حينه كان صحيحا، كما أنه عارض بشدة قرار حكومة نتنياهو إلغاء فك الارتباط في شمال الضفة الغربية، إضافة إلى أنه والتيار الذي يمثله في معسكر اليمين يدعمان التوجه إلى عملية سياسية مع الفلسطينيين في اليوم التالي بعد الحرب.

بدورها، انتقدت القناة الـ14 الإسرائيلية تعيين موفاز محققا في إخفاق 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

واستعرضت القناة -المحسوبة على معسكر اليمين المتطرف والمستوطنين- أسباب رفضها بأنه كان من المعارضين لشن حكومة نتنياهو الحرب على غزة.

وأضافت أن موفاز أبدى تحفظه على التوغل البري وشكك في إمكانية أن تحقق الحرب أهدافها المعلنة، حيث دعا إلى صفقة تبادل شاملة وتبييض السجون من الأسرى الفلسطينيين مقابل تحرير جميع المحتجزين الإسرائيليين، بمن فيهم العسكريون.

وبحسب قسم الشؤون السياسية في القناة، يُعتبر موفاز عراب خطة فك الارتباط والانسحاب أحادي الجانب من غزة حيث كان وزيرا للأمن، وزعمت أنه يتحمل مسؤولية ما وصلت إليه إسرائيل مع القطاع بالهجوم المفاجئ، وعليه لا يمكن أن يكون موضوعيا في التوصيات التي ستخلص إليها لجنة التحقيق برئاسته.

بدوره، رد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على تعيين موفاز بتغريدة على منصة "إكس" قال فيها "تعيين موفاز إحدى الشخصيات المركزية -التي أعدت خطة فك الارتباط- وشخصية سياسية، وشريك أساسي في التصور الأمني الذي أوصلنا إلى هذه النقطة في فريق التحقيق في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول خطيئة وتكفير عن الجريمة".

وأضاف "يجب أن يشمل التحقيق أيضا مسألة سفك الدماء التاريخي لإخلاء المستوطنين من القطاع، وبالتأكيد عدم تعيين مهندسيها لفحص الفشل الذي نتج عن أفعالهم، الأمر نفسه ينطبق على أهارون زئيفي الذي أيد فك الارتباط الذي كان حافزا لأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول"، على حد زعمه.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: أکتوبر تشرین الأول الیمین المتطرف حکومة نتنیاهو الحرب على غزة فک الارتباط لجنة تحقیق إلى أن

إقرأ أيضاً:

إعلام عبري: أحزاب دينية يهودية تهدد بإسقاط حكومة نتنياهو

#سواليف

كشفت وسائل إعلام عبرية، أن رئيس #حكومة #الاحتلال الإسرائيلي بنيامين #نتنياهو، يواجه تحديا جديدا يهدد بإسقاط حكومته، بعد أن صعد ” #حزب_التوراة_اليهودية ” المتحدة المتشدد من تهديداته بالانسحاب من الحكومة بسبب فشلها في تمرير قانون يعفي طلاب المدارس الدينية من الخدمة العسكرية.

وذكرت صحيفة /هآرتس/ وموقع /واللا/ العبري، أن أعضاء الحزب و #الحاخامات من خلفهم، وعلى رأسهم وزير الإسكان والبناء يتسحاق جولدنوبف، سيناقشون إما الانسحاب من الحكومة أو الشروع في إجراءات حل ” #الكنيست ” والتوجه إلى انتخابات إذا لم يتم تمرير القانون بعد عطلة عيد الشفوعوت اليهودي (عيد الأسابيع)، التي تصادف يومي الأول والثاني من يونيو/حزيران.

Add Post

مقالات ذات صلة “أكسيوس”: مقترح ويتكوف الجديد تم تنسيقه بالكامل مع “إسرائيل” 2025/05/30

وصرح مصدر في الحزب لصحيفة “هآرتس” أن زعيمًا في كتلة أغودات إسرائيل، الممثلة للطوائف #الحريدية، أبلغ أعضاء كتلة “ديغل هتوراه” غير الحريدية بقرارهم الانسحاب من الحكومة.

وفي الأشهر الأخيرة، قاطع الحزب تشريعات الكنيست، وفي وقت سابق من هذا العام، استقال جولدنوبف رمزيا من منصبه الوزاري الثانوي كوزير في مكتب رئيس الوزراء بسبب هذه القضية.

وتواجه حكومة نتنياهو وضعا صعبا بسبب فشلها في التوصل إلى اتفاق بشأن التشريع الذي يحسم مسألة الخدمة العسكرية لطلاب المدارس الدينية.

وبعد صدور حكم من المحكمة العليا العام الماضي يقضي بانعدام أي أساس قانوني للإبقاء على إعفاءات طلاب المدارس الدينية (اليشيفا) القائمة منذ فترة طويلة، طالبت الأحزاب الحريدية بتشريع جديد يسمح باستمرار هذه الممارسة.

لكن عشرين شهرًا من الحرب في غزة وعلى جبهات أخرى فرضت ضغطًا هائلًا على الجيش، حيث أعرب العديد من الأعضاء غير الحريدييم في الائتلاف الحاكم عن رفضهم لمشروع قانون يُمكّن من إعفاءات شاملة.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، حذر النائب عن حزب “يهدوت هتوراة” يعقوب آشر من أنه إذا لم يقر الكنيست مشروع قانون الإعفاء بحلول نهاية الدورة الصيفية في 27 يوليو/تموز، فلن يتمكن حزبه من البقاء في الحكومة.

وهدد نواب متشددون أيضا بإسقاط الائتلاف، بعد أن أعلن الجيش في وقت سابق من هذا الشهر أنه اعتقل أشخاصا تجاهلوا أوامر التجنيد بعد الجولة الأخيرة من الاستدعاءات.

كما أفادت تقارير إعلامية، أن حاخامات حزب شاس الأرثوذكسي المتشدد من الطائفة السفاردية يستعدون لاتخاذ قرار بعد عطلة عيد الشفوعوت يوم الاثنين بشأن ما إذا كانوا سينسحبون من الحكومة.

وقال مسؤولون كبار في حزب “شاس”، لم يذكر أسماؤهم، في تقرير على الصفحة الأولى في صحيفة “هاديريش”، الصحيفة الرسمية للحزب، إن مجلس حكماء التوراة في “شاس” من المتوقع أن يجتمع بعد العطلة لمناقشة التشريع المتوقف لحماية الدراسة الكاملة للتوراة لطلاب المدارس الدينية ومنع تجنيدهم.

ودعا المسؤولون نتنياهو إلى تسريع المفاوضات ومنع حدوث أزمة سياسية. وقالوا: “نأمل أن يتحمل رئيس الوزراء مسؤوليته ويُسرّع المفاوضات دون تأخير”.

ويبلغ عدد الرجال الحريديم الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً ما يقرب من 80 ألف رجل مؤهلين للخدمة العسكرية، ولكن ما يزيد قليلاً على 1800 من الحريديم التحقوا بالجيش منذ الصيف الماضي، وهو عدد أقل بكثير من هدف الجيش البالغ 4800.

وتصاعد الجدل حول هذه القضية إلى ذروته مع خدمة عشرات الآلاف من جنود الاحتياط في الجيش لمئات الأيام منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما اقتحم آلاف المقاومين الفلسطينيين عدة قواعد عسكرية ومستوطنات في جنوب فلسطين المحتلة عام 48، مما أسفر عن مقتل 1200 جندي ومستوطن وأسر 250 آخرين

مقالات مشابهة

  • وسائل إعلام إسرائيلية: حكومة نتنياهو ترفض أي التزام بإنهاء حرب غزة
  • أولمرت يصف حكومة نتنياهو بأنها "عصابة بلطجية" ويتهمها بارتكاب جرائم حربٍ في غزة
  • إعلام عبري: أحزاب دينية يهودية تهدد بإسقاط حكومة نتنياهو
  • البرهان يصدر قرار عاجل بشأن إتهامات أمريكية بإستخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية في الحرب
  • حكومة نتنياهو على المحك بعد تهديد شاس بالانسحاب
  • كتاب ومحللون إسرائيليون: لماذا لم ننتصر بعد 600 يوم من الحرب؟
  • خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟
  • عائلات إسرائيلية تفند ادعاء نتنياهو “تحقيق إنجازات” بالحرب
  • مراحل عربات جدعون التي أقرها نتنياهو لتهجير سكان غزة
  • بليحق: الطرف الوحيد الذي يرفض تشكيل حكومة جديدة موحدة هو الدبيبة