مع بداية العام الميلادى الجديد، يضع المراقبون والمحللون تصوراتهم لشكل خريطة التطرف والإرهاب حول العالم، ما بين مناطق ينحسر فيها المد الإرهابي، وتتقلص فيه عمليات التنظيمات الإرهابية نتيجة اليقظة الأمنية والملاحقات المستمرة وعمليات التفتيش والتطهير المتتابعة كما يحدث فى العراق.
ينفذ العراق عمليات أمنية لتتبع عصابات تنظيم داعش الإرهابى فى المناطق الجغرافية الوعرة مثل الجبال والصحاري، ومؤخرا كانت صحراء الثرثار الواقعة على حدود محافظة صلاح الدين، لها نصيب وافر من عمليات الفحص والتفتيش التى أسفرت عن ضبط أوكار وتجهيزات ومعدات وأسلحة خاصة بالتنظيم الإرهابي.


ومناطق أخرى تتمدد فيها التنظيمات الإرهابية وتجد متسعًا من الملاذات الآمنة لإعادة التموضع والتمركز والتخطيط لشن هجمات جديدة باستمرار، كما يحدث فى مناطق دول الساحل الأفريقي، والتى انسحبت منها فرنسا وأخلت قواعدها العسكرية هناك، معلنة بلك انتهاء نفوذها العسكري، وتقلص نفوذها السياسي، وبالتبعية تآكل نفوذها الاقتصادي.
 

فى المقابل تسعى دول جوار مثل المغرب بالتنسيق اقتصاديا مع دول النيجر بوركينا فاسو ومالى وتشاد من أجل ضمان النفاذ لهذه الدول إلى المحيط الأطلسى مستخدمة البُنى التحتية للمغرب مثل الطرق والسكك الحديدية والموانئ، من أجل شراكة تهدف لازدهار أفريقى بحسب مبادرة دولية أطلقها ملك المغرب محمد السادس.
بينما تستغل دول لبسط نفوذها خلفا للهيمنة الغربية الراحلة، مثل روسيا التى تسمح لشركة فاجنر العسكرية بتمدد تنسيقها مع دول الساحل هذه التى طردت الوجود الفرنسى من أراضيها.

د. جاسم محمد:الهشاشة الأمنية والأنظمة غير المستقرة في أفريقيا يجعلها القارة الأخطر من ناحية تمدد الجماعات الإرهابية

فى السياق ذاته، أصدر المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب بألمانيا، دراسة بعنوان (مكافحة الإرهاب: قراءة استشرافية فى اتجاهات الإرهاب دوليا لعام ٢٠٢٤) أعدها رئيس المركز الخبير الأمنى الدكتور جاسم محمد.
بدأ "جاسم" قراءته بتخوفات الدول الأوروبية من استمرار الحرب فى غزة، خاصة وأن العدوان المستمر من إسرائيل على غزة يثير بعض الجماعات لشن هجمات ضد أهداف فى دول أوروبا. وكانت مفوضة الشئون الداخلية فى الاتحاد الأوروبي، يلفا يوهانسون، أنه "مع الحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس، والاستقطاب الذى تسببه فى مجتمعاتنا، ومع قرب حلول فترة العطل، هناك مخاطر وقوع هجمات إرهابية فى الاتحاد الأوروبى هائلة".
وأشار إلى حادث طعن وقع فى باريس على يد متطرف فرنسى من أصل إيراني، حيث تم القبض على ٧ أفراد فى مختلف أنحاء الدنمارك، وألمانيا، وهولندا بتهمة التخطيط لهجمات إرهابية ضد مؤسسات يهودية فى أوروبا.
ورغم المخاوف الأوروبية من تصاعد الهجمات ضد المواطنين ومن خلال عمليات صغيرة تعتمد فكرة "الذئاب المنفردة" ومسببة نوعا من الذعر، فإن ثقل الإرهاب سيكون مركزا فى أماكن أخرى، وهى القارة الأفريقية، التى يجد فيها التنظيم من حيث الهيكل والقادة والعناصر المجندة ملاذا متاحا لحالة الضعف الأمنى المسيطرة على عدد من البلاد الأفريقي.

من المرجح أن يظل مركز ثقل الإرهاب فى المستقبل القريب هو منطقة الساحل فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى

تنظيمات فى أفريقيا
يرى رئيس المركز، أنه من المرجح أن يظل مركز ثقل الإرهاب فى المستقبل القريب هو منطقة الساحل فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وتعانى منطقة الساحل من الحدود التى يسهل اختراقها وقوات الأمن الضعيفة والمجالس العسكرية غير الشرعية. فى جميع أنحاء هذه المنطقة، ستواصل الجماعات "الجهادية"، بما فى ذلك جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وولاية الساحل الإسلامية، وتنظيم داعش فى غرب أفريقيا، مستغلة الدول الفاشلة والمساحات غير الخاضعة للحكم.
وأضاف "جاسم"، أنه لا تزال جماعة نصرة الإسلام والمسلمين من بين أقوى الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة وتتطلع إلى توسيع عملياتها من منطقة الساحل إلى غرب أفريقيا الساحلية. ومع ذلك، على مستوى العالم، فإن بعض محللى مكافحة الإرهاب متفائلون بشأن الزوال الوشيك للتنظيم.
وفى مقال بمجلة فورين بوليسى فى يوليو٢٠٢٣، علق الباحث فى شئون الإرهاب دانييل بايمان على "تراجع قدرات التنظيم ونفوذه الأيديولوجي. وهناك آخرون، ليسوا على استعداد تام لكتابة نعى تنظيم القاعدة، نظرًا للمرونة التاريخية التى يتمتع بها التنظيم وميله إلى التجدد عندما ُيتاح له الملاذ فى الدول الفاشلة، كما حدث الآن مع حكومة طالبان فى أفغانستان.

تدريبات مشتركة بين قوات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية

شمال شرق سوريا
مع العام الجديد، يُضاف إلى منطقة الإدارة الذاتية للأكراد فى شمال وشرق سوريا عبئا جديدا وهو استهداف القواعد العسكرية الأمريكية فى المنطقة عقب بداية العدوان الإسرائيلى على غزة، مدعومًا بقوة من واشنطن، وهو ما جعل الولايات المتحدة تزيد من يقظتها الأمنية هناك، وتعمل على زيادة التسليح والمعدات، وإجراء تدريبات أمنية مع الشركاء المحليين مثل قوات سوريا الديمقراطية، كما أنها تدرس زيادها قواعده العسكرية، وهو ما استجد مؤخرا.
ومع ذلك، تدخل المنطقة إلى العام الجديد محملة بملفات العام الماضى دون أن تحل، مثل ضرورة تفكيك مخيم الهول الذى يأوى عائلات تنظيم داعش الإرهابي، وكان يضم نحو ٦٥ ألف شخص، لكن العدد انخفض فى السنوات الماضية ليصل هذا العام إلى ما يزيد على ٤٥ ألف نسمة، نصفهم تقريبا من الجنسية العراقية، وأقل من النصف من ذوى الجنسية السورية، إلى جانب نساء وأطفال من جنسيات أفريقية وأوروبية وغير ذلك.
وفى دراسة المركز الأوروبى للتطرف، فإن هناك قضايا لم يتم حلها بشأن مرافق الاحتجاز ومعسكرات الأسرى فى جميع أنحاء شمال شرق سوريا، بما فى ذلك مخيم الهول، الذى وُصف بأنه حاضنة للتطرف. تعتبر هذه المعسكرات أيضا أهدافًا محتملة للهروب من سجون داعش، وهو هاجس طويل الأمد يعود تاريخه إلى حملة "تحطيم الجدران" التى أطلقها التنظيم.
لقد تراجعت هجمات تنظيم داعش بشكل كبير، لكن قادته يعملون على تطبيق حكم الظل فى جميع أنحاء شرق سوريا، مما يضع الجماعة فى وضع يسمح لها بالعودة فى المستقبل إذا أصبحت الظروف أكثر ملاءمة. تحتفظ الولايات المتحدة بحوالى ٩٠٠ جندى من قوات العمليات الخاصة فى سوريا، مما يحافظ على خط المواجهة ضد كل من تنظيم الدولة الإسلامية ونفوذ إيران المتزايد.

العدوان الإسرائيلي على غزة يضع سياسات الغرب في مأزق بعد تنامي الهجمات المسلحة 

تحذيرات ضرورية
أشارت قراءة مؤشرات الإرهاب فى العام الجديد والتى قام بها المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب بألمانيا، إلى عدد من التحذيرات الضرورية الواجب الانتباه إليها، أولها موقف وسياسة الدول الأوروبية، حيث "بات ضروريا أن تراجع دول أوروبا مواقفها وسياساتها الخارجية والداخلية، تلك السياسات التى تعمل على احتقان الشارع الأوروبي، والاستمرار بتعزيز سياسات منع الكراهية ومنع التطرف والإرهاب، وان تستثمر دول أوروبا نجاحاتها خلال السنوات الماضية. وبات ضروريا أن يكون هناك فصل ما بين التطرف وحرية التعبير عن الرأي".
وفيما يخص الأحداث فى غزة، أكد المركز أن هناك حاجة ملحة لإيجاد حل سياسى إلى الصراع الفلسطينى الإسرائيلي، من خلال العودة إلى اتفاقات أوسلو والعودة إلى حل إقامة الدولتين، الدولة الفلسطينية عاصمتها القدس وحدودها عام ١٩٦٧، وذلك من خلال تفعيل قرارات مجلس الأمن ذات العلاقة، بالتوازى مع حملة إعلامية تكشف مخاطر اليمين المتطرف فى إسرائيل.
وحول تمدد الإرهاب فى أفريقيا، شرح المركز أن القارة الأفريقية هى الأخطر، ويعود ذلك إلى الجغرافية وأسباب نشر التطرف والإرهاب، أبرزها عدم وجود الحكم الرشيد، وأنظمة سياسية غير مستقرة، والكوارث الطبيعية وسياسات حكومية ناقصة. وهذا يعنى أن معالجة التطرف والإرهاب فى أفريقيا هو الأصعب خلال عام ٢٠٢٤، وستكون له تداعيات كبيرة على الأمن الإقليمى والأمن الدولي، بسبب النزوح والهجرة والعنصرية.

خريطة التطرف والإرهاب

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: دول الساحل الأفريقي التنظيمات الإرهابية

إقرأ أيضاً:

WSJ: هجوم الاحتلال على رفح وضع مصر في مأزق خطير

أدى هجوم الاحتلال الإسرائيلي على مدينة رفح في قطاع غزة إلى زيادة الضغوط على رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي للرد بقوة أكبر على دولة الاحتلال التي تربطها مع مصر سلام بارد منذ فترة طويلة، ولكن ينظر إليه أيضا بعين الشك العميق.

ونشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا للصحفيين جاريد مالسين وسمر سعيد، أكد أن مسؤولين مصريين قالا منذ بداية الاحتلال بنشر قوات على طول الحدود الجنوبية لغزة في الأسابيع الأخيرة، أصدر الجيش المصري تعليمات للجنود على الحدود بالرد على إطلاق النار إذا تم إطلاق النار عليهم. وأضافوا أن مصر حذرت إسرائيل من أنها لن تتردد في الرد عسكريا إذا تعرض أمنها للتهديد.

ومع إعلان قوات الاحتلال الإسرائيلي هذا الأسبوع أنها تسيطر الآن على الحدود التي يبلغ طولها حوالي 9 أميال، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تبعد سوى بضع مئات من الأمتار عن الجنود المصريين الذين يتمركزون في مواقع على الجانب الآخر من سياج غزة. واحتمالات سوء التقدير مرتفعة.


وتحققت هذه المخاوف يوم الاثنين عندما أدى اشتباك نادر على الحدود إلى مقتل جنديين مصريين، وفقا لمسؤولين وأحد أفراد الأسرة، وأثار غضبا في الدولة العربية، حسب التقرير.

وذكر التقرير أن أحداث هذا الأسبوع سلطت الضوء على اثنين من أسوأ مخاوف حكومة السيسي: أن القتال قد يمتد إلى مصر، وأن حرب غزة يمكن أن تثير ثورة شعبية في أكبر دولة في الشرق الأوسط من حيث عدد السكان. وبالفعل، أدت سلسلة من المظاهرات الصغيرة المؤيدة للفلسطينيين في مصر إلى زيادة المخاوف بين مسؤولي الأمن من أن السخط العام قد ينقلب في نهاية المطاف ضد الحكومة.

وقال مايكل حنا، مدير البرنامج الأمريكي في مجموعة الأزمات الدولية والخبير في السياسة والأمن المصري، إن الأحداث الأخيرة كانت "مهينة لمصر". وقال: "إن عدم وجود أي رد سيكون محبطا لكثير من الناس".

ولم ترد وزارة الخارجية المصرية على طلب الصحيفة للتعليق. ورفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق.

وقالت دولة الاحتلال إن "السيطرة على الجانب الفلسطيني من الحدود مع مصر هو هدف رئيسي للحرب، بهدف قطع ما تقول إنها قدرة حماس على تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة. وقد شككت مصر في اتهامات إسرائيل بأنها لا تفعل ما يكفي للقضاء على تهريب الأسلحة. ويقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضا إن حملة رفح تهدف إلى تدمير ما تبقى من قوات حماس العسكرية في المنطقة"، وفقا للتقرير.

وعلى الرغم من بعض التهديدات المبطنة، استبعدت مصر العمل العسكري ضد إسرائيل في الوقت الحالي واختارت ما يسميه المسؤولون استراتيجية الاحتواء المصممة لزيادة الضغط تدريجيا على إسرائيل. وتشمل هذه السياسة اشتراط إعادة فتح معبر رفح – وهو طريق حيوي للمساعدات الإنسانية إلى غزة من مصر – بانسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة وعودة السيطرة على المعبر إلى الفلسطينيين، والانضمام إلى قضية تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في محكمة العدل الدولية، وهو الاتهام الذي نفته إسرائيل. وإذا استنفدت مصر تلك الخيارات الأخرى، فسوف تقوم الحكومة بتجميد العلاقات مع إسرائيل بالكامل، وفقا لمسؤولين مصريين.


في وقت سابق من الحرب، أشاد الاحتلال إسرائيل بدور مصر كوسيط مع حماس في المحادثات التي أدت إلى إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة تم أسرهم عندما اقتحمت الحركة التي تصنفها الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي على أنها إرهابية وقتلت أكثر من 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وفقا للمسؤولين الإسرائيليين. وقال تيموثي قلداس، نائب مدير معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث مقره في واشنطن، إنه بعد عقد من تراجع مصر كقوة إقليمية، "أمضى السيسي الأشهر الثمانية الماضية في الاستفادة من هذه الأزمة لإثبات أهمية مصر الدبلوماسية".

منذ البداية، أدت الحرب أيضا إلى الضغط على الاقتصاد المصري المتوتر بالفعل، مع انخفاض عائدات قناة السويس بسبب انخفاض حركة المرور وسط هجمات المتمردين اليمنيين على طرق الشحن في البحر الأحمر. وأعلنت الحكومة مؤخرا عن زيادة أسعار الخبز المدعوم وخفضت قيمة العملة، وهي الإجراءات التي أضرت بشدة بالطبقة العاملة والفقراء المصريين، وفقا للتقرير.

ويتزايد غضب المصريين العاديين بشأن مسار الحرب مع تزايد عدد القتلى الفلسطينيين. وقال مسؤولون فلسطينيون إن هجوم الاحتلال الإسرائيلي على غزة أدى إلى مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، دون تحديد عدد المقاتلين.

وكانت مصر أول دولة عربية تعترف بإسرائيل. وبعد سلسلة من الحروب، طورت الدولتان شراكة أمنية مهمة منذ عام 1979، حيث أصبحت مصر حجر الزاوية في استراتيجية إسرائيل لكسب القبول في الشرق الأوسط. وعملت الأجهزة الأمنية في البلدين معا بشكل وثيق، لا سيما على مدار العقد الماضي في عهد السيسي، حيث تبادلت المعلومات الاستخباراتية للمساعدة في هزيمة متطرفي تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة شمال سيناء في مصر.

وذكر التقرير أن العلاقات كانت دائما فاترة علنا ولم تمتد أبدا إلى الإسرائيليين أو المصريين العاديين، الذين لا يزورون بشكل عام بلدان بعضهم البعض أو يقومون بالكثير بالتجارة معا.


وكانت أحدث نقطة اشتعال في أوائل شهر أيار/ مايو، عندما تجاهل الجيش الإسرائيلي التحذيرات المصرية من شن عمليته في رفح.

وقال مسؤولون مصريون إن الاحتلال الإسرائيلي أعطت مصر إشعارا قبل ساعات فقط بالعملية الوشيكة، والتي سيطرت فيها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح الحدودي مع مصر. وأغلقت الحكومة المصرية جانبها من المعبر احتجاجا وهددت بتخفيض التمثيل الدبلوماسي المصري في إسرائيل.

ويقول المسؤولون المصريون إن وجود قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة على طول الحدود مع مصر ينتهك شروط معاهدة السلام لعام 1979، التي تضع قيودا على عدد القوات التي يمكن لكلا البلدين نشرها بالقرب من حدودهما المشتركة. وتحظر المعاهدة على إسرائيل نشر الدبابات والمدفعية والأسلحة المضادة للطائرات في شريط ضيق على طول الحدود مع مصر، حسب الصحيفة.

وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن إسرائيل "تتصرف دفاعا عن النفس ولا تنتهك أي اتفاق"، وفقا للتقرير.

وتساءل ضياء رشوان، المتحدث باسم الحكومة المصرية، في مقابلة مع قناة العربية الإخبارية في نيسان/ أبريل: "هل تفهم إسرائيل تماما معنى التحذيرات المصرية من الدخول إلى رفح؟ هل ستختار إسرائيل هذا الخيار على حساب السلام المستمر منذ 45 عاما؟"

وقد أعرب القادة العسكريون المصريون عن قلقهم بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة بشأن وجود قوات إسرائيلية على مقربة من المجندين المصريين، الذين غالبا ما تلقوا تدريبا محدودا، على طول الحدود. بدأ الجيش المصري بتغيير الجنود كل بضعة أيام لتجنب السيناريو الذي يمكن فيه للجنود المصريين أخذ الأمور بأيديهم وفتح النار على القوات الإسرائيلية.

وفشلت هذه الاحتياطات في منع تبادل إطلاق النار المميت يوم الاثنين. واعترف الجيش المصري بمقتل جندي واحد فقط، وقال إنه يحقق في الحادث، في إطار نهج التقليل من أهمية الحادث علنا، وهو مؤشر على المخاطر التي ينطوي عليها الأمر بالنسبة للسيسي.

وأكد أحد أقاربه ومسؤولين مصريين مقتل جندي ثان. وفي جنازته في محافظة الفيوم الريفية بمصر جنوب القاهرة، قاد إمام حشدا من الناس في الصلاة والدعاء ضد من أسماهم "الخونة الصهاينة" ودعما لـ "مجاهدي فلسطين"، وفقا لتسجيل بث مباشر للجنازة.


وأدت سلسلة من الاحتجاجات الصغيرة في مصر إلى زيادة المخاوف بين مسؤولي الأمن المصريين من أن أي اضطرابات قد تنقلب في نهاية المطاف ضد الحكومة. منذ وصول السيسي إلى السلطة في انقلاب عام 2013، سجنت السلطات المصرية الآلاف في محاولة واسعة لإنهاء حقبة من الاحتجاجات الشعبية والاضطرابات في أعقاب ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس في ذلك الوقت، حسني مبارك.

اعتقلت السلطات المصرية 120 شخصا على صلة بالاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين منذ بدء الحرب، وفقا لقائمة المعتقلين التي جمعتها المفوضية المصرية للحقوق والحريات، وهي منظمة غير حكومية مقرها القاهرة.

وقال محمد لطفي، المدير التنفيذي للمفوضية: "بقدر ما يوجد تعاطف مع الفلسطينيين بشكل عام، هناك خوف من الانزلاق إلى حالة حرب، وهذا ما يدور في أذهان الجميع".

مقالات مشابهة

  • WSJ: هجوم الاحتلال على رفح وضع مصر في مأزق خطير
  • ضحايا إلغاء دعم الخبز
  • رد فعل مفاجئ من نجلة عمرو دياب على إعلانه لشركة مشروب غازي
  • العراق ينفذ أحكام إعدام بحق عناصر من داعش
  • العراق يعدم 8 محكومين بتهم الإرهاب
  • فرانس برس: تنفيذ حكم الإعدام بحق 8 مدانين بـالارهاب في العراق
  • مصدر أمني عراقي: السلطات نفذت حكم الإعدام بحق 8 مدانين بـ"الإرهاب"
  • بينهم الصميدعي.. العراق يعدم 8 محكومين بتهم الإرهاب
  • مأزق كبير في برشلونة قبل انطلاق الموسم الجديد
  • «دبي البحري» يعتمد خريطة مسابقات الموسم الجديد