قال المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج، الجمعة، إن هجمات جماعة الحوثي على السفن خلال الشهرين الماضيين، واحتجازها السفن وأطقمها، ومحاولة اختطاف سفن أخرى "أمور غير مرتبطة بأي شكل" بالحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، مؤشر على اتساع الصراع في المنطقة.

 

وأضاف ليندركينج لـ"الشرق"، "نهدف إلى تهدئته وتجنب التصعيد، حتى نتمكن من إعادة إحلال السلام في اليمن في ظل هذه الفرصة السانحة لحفظ جهود السلام هناك".

 

وتابع إن إعادة وضع الحوثيين على "قوائم الإرهاب" من بين الخيارات المطروحة على الطاولة، التي تتم مناقشتها بسبب هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر.

 

وأكد أن "التحذير هو رسالة واضحة للجميع"، منبهاً أن ما يجب التركيز عليه هو أن "وضع السلام في اليمن هش"، وشدد على أن "هذه الهجمات على السفن تهدد فرصة السلام".

 

واعتبر المبعوث الأميركي أن "إعادة وضع الحوثيين على قائمة الإرهاب من بين الخيارات المطروحة على الطاولة، والتي يتم مناقشتها".

 

واستدرك "إذا تمكنا من خفض التصعيد، لن يتم دراسة مثل هذه الخيارات، ويمكننا أن نعود إلى أولوية دفع جهود السلام في اليمن".

 

وتابع: "هناك الكثير من الخيارات التي يتم مناقشتها للتعامل مع ما يشعر الناس هنا أنه سلوكيات خطرة ومجازفة من الحوثيين".

 

وأشار إلى أن "هذه الخيارات يمكن تجنبها، ولكن في نهاية المطاف، الخيار سيكون في يد الحوثيين أنفسهم بناءً على المسار الذي سيختارونه، لأنه على الرغم من مزاعمهم بأنهم يحاولون مساعدة غزة، إلا أن هذا يؤدي إلى وقف السفن التي تحمل المساعدات إلى غزة، وتبعد السفن عن البحر الأحمر، وهذا يمثل تهديداً للاقتصاد الدولي".

 

ورد المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن على سؤال بشأن إمكانية أن يكون "الخيار العسكري" عاملاً في اتساع نطاق التوتر في المنطقة، بقوله: "كلنا نريد تجنب أي مواجهة عسكرية"، معتبراً أن هذا "كان مبدأً جوهرياً للولايات المتحدة منذ السابع من أكتوبر".


 

وبشأن احتمالية تواجد واشنطن على أبواب مواجهة مفتوحة مع إيران، التي هددت بأنها لن تسمح بوجود عسكري غربي في المنطقة، قال ليندركينج إن بلاده "تبذل جميع المحاولات لتجنب أي مواجهة مباشرة مع إيران أو أي دولة أخرى في المنطقة"، مشدداً على أن "الولايات المتحدة وسفنها لا يجب أن تتعرض لأي هجمات، أو استهداف موظفيها أو جنودها أو قواتها".

 

وأضاف: "عازمون على إنهاء هذه الهجمات على السفن التي تهدد الاقتصاد العالمي، لأن هذه ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع التحديات والإشكاليات في غزة والتي نقر بأنها ضخمة، ويجب التعامل معها".

 

وقال إن "الحل السياسي في اليمن يمكن العمل عليه، ويمكنه أن يكون واضحاً إذا تم تنفيذ خارطة الطريق التي تم الإعلان عنها في ديسمبر الماضي"، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن "الهجمات على السفن تشتيت كبير جداً، ويقلل من قيمة هذه الجهود، وتتسبب في فقدان الشعب اليمني لدعم المجتمع الدولي".

 

وتابع أن "اليمن سيحتاج إلى الدعم الدولي لأي جهود سلام مستقبلية لتطبيق وتنفيذ خارطة الطريق، والدعم الاقتصادي الدولي"، داعياً إلى "الحفاظ على خفض التوترات" و"عدم عودة اليمن من جديد إلى الحرب"، كما اعتبر أن الهجمات على خطوط النقل في البحر الأحمر "لا يساعد" على دعم هذه الخارطة.

 

وبشأن ما وصلت إليه جهود التوصل إلى وقف نهائي لإطلاق النار في اليمن، وإطلاق حوار "يمني - يمني" تحت قيادة الأمم المتحدة أو برعاية ودفع أميركي، اعتبر ليندركينج أن "خارطة الطريق توفر أفضل فرصة سانحة لليمن منذ بدء الصراع منذ عدة سنوات".

 

وأردف أن "إمكانية عمل الأطراف بشكل جماعي والجلوس على طاولة التفاوض موجودة ومحتملة، لكنها تصبح أقل احتمالية، ولا يمكن العودة إليها كلما زاد التصعيد في البحر الأحمر".

 

ولفت للحاجة إلى دعم إقليمي لجهود السلام في اليمن، موضحاً أن "دول مثل عمان تلعب دوراً محورياً وفعالاً في هذه العملية"، مضيفاً: "نريد أن يستمر ذلك، نريد أن نرى التزام السعودية يستمر".

 

وقال إن "الكل مستفيد في شبه الجزيرة العربية من السلام في اليمن"، مشدداً على أن "هذه الأوضاع الحالية مهددة لجهود السلام، ولذلك نحتاج من الجميع أن يركز على خفض التصعيد في البحر الأحمر، وإعادة التركيز تجاه السلام في اليمن".

 

وأقر ليندركينج بأنه "لا شك أن الصراع في غزة يسبب توترات هائلة في المنطقة"، مضيفاً أنه "كلما أسرعنا في التعامل مع هذا الصراع بطريقة مرضية، سيكون ذلك مفيداً بالتأكيد، ويفضي إلى تهدئة التوترات".

 

واستدرك: "لكن أيضاً في اليمن، نحتاج إلى إبقاء التركيز على احتياجات اليمن والشعب اليمني الذي عانى لفترات طويلة جداً في هذا الصراع، وبسبب هذا التصعيد الحالي لا يصب الأمر في مصلحة الشعب اليمني، وهذا ما يجب أن نركز عليه".

 

وتأتي تصريحات ليندركينج بعد تحذيرات أطلقتها أكثر من 12 دولة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاء رئيسيون، قالوا فيها إن "الحوثيين سيواجهون عواقب وخيمة إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية بالمنطقة".

 

وتعرضت سفن عدة في البحر الأحمر لهجمات من قبل جماعة الحوثي، التي تقول إنها تأتي رداً على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

 

وتتهم الولايات المتحدة إيران بالضلوع في الهجمات عبر دعم الحوثيين بتوفير طائرات مسيّرة وصواريخ ومعلومات استخباراتية، وهو الاتهام الذي تنفيه طهران. وبات عدد من شركات الشحن الكبرى يسلك طريقاً أطول وأكثر تكلفة حول الطرف الجنوبي لإفريقيا لتجنب تهديد الحوثيين، ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار قصيرة الأجل لشحن الحاويات.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن المبعوث الأمريكي البحر الأحمر الحوثي مفاوضات سياسية فی البحر الأحمر السلام فی الیمن جهود السلام الهجمات على فی المنطقة على السفن

إقرأ أيضاً:

غروندبرغ: الحل في اليمن سياسي ولا يمكن حسمه من قبل أي طرف

أكد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس جروندبرج، أن النزاع فى اليمن لا يمكن أن يحسم عبر إجراءات أحادية، أيًا كان الطرف الذي يتخذها، وأن اليمن يحتاج إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة التي يعاني منها الشعب منذ أكثر من عقد من الزمن.

 

وقال غروندبرغ في حوار مع صحيفة الدستور المصرية، إن الحل في اليمن بحل سياسي شامل يأتى نتيجة مفاوضات جادة وبحسن نية، وبدعم من جهد دولي منسّق، داعيا لتضافر جهود جميع الأطراف الفاعلة لدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

 

وأضاف: "أواصل انخراطي مع جميع المعنيين، مع الأطراف اليمنية والجهات الإقليمية والمجتمع الدولي بشكل واسع، للحفاظ على التركيز على ما هو جوهري: معالجة جذور النزاع من خلال الحوار والمضي نحو سلام عادل ودائم".

 

وأشار هانس جروندبرج إلى انعدام ثقة متجذر بين الأطراف المتصارعة وتصاعدًا للخطاب العدائى، مشددا على أهمية تقديم ضمانات مستدامة للمجتمعين الإقليمي والدولي بأن البحر الأحمر لن يتأثر باعتباره ممرًا دوليًا، لافتا إلى أن الحرب في غزة فاقمت الأوضاع، وأنه لا بديل عن حل سياسي يضمن لليمنيين حقهم في تقرير مصيرهم.

 

وأوضح المبعوث الأممى أن إنهاء هذه الحرب يبدأ بوقف إطلاق نار دائم على مستوى البلاد، يحترمه جميع الأطراف ويلتزم به، مشيرًا إلى أنه يواصل العمل مع الأطراف اليمنية والجهات الفاعلة الإقليمية، بما في ذلك مصر والشركاء الدوليون، لتهيئة الظروف اللازمة لحوار جاد وهادف.

 

ولفت إلى وجود أولويات واضحة، متمثلة بوقف إطلاق نار دائم مدعوم بترتيبات أمنية قوية؛ وتخفيف المعاناة الاقتصادية، بدءًا من صرف الرواتب وتوفير الاحتياجات الأساسية مثل الوقود؛ والأهم من ذلك، استئناف عملية سياسية شاملة تمكّن اليمنيين من رسم مستقبلهم.

 

وتحدث غروندبرغ عن الحرب في غزة وأثرها على جهوده الرامية لإحلال السلام، حيث قال: "الوضع في اليمن لا يتأثر فقط بالعوامل الداخلية، بل يتشابك أيضًا مع السياق الإقليمي، بما في ذلك المأساة المستمرة في غزة. ما شهدناه فى الأسابيع الأخيرة من هجمات الحوثيين على مطار بن جوريون، وما أعقبها من ضربات شنتها إسرائيل على ميناء الحديدة ومطار صنعاء، أمر مقلق للغاية، ويضع اليمن مجددًا فى قلب التصعيد الإقليمي".

 

واعتبر إعلان سلطنة عمان في السادس من مايو الماضي، حول وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة والحوثيين، كخطوة يمكن أن تخفف من التوترات، ليس فقط في البحر الأحمر، ولكن أيضًا داخل اليمن، مضيفا: "هذا الإعلان يمنحنا فرصة لإعادة تركيز الجهود على ما هو مهم حقًا؛ التحرك نحو تحقيق السلام فى اليمن، إلى جانب تقديم ضمانات مستدامة للمجتمعين الإقليمي والدولي بأن هذا الممر المائي الدولي الحيوي لن يتأثر.

 

وتابع: "أنا أرى أنه لا يوجد حل مستدام في اليمن إلا من خلال تسوية سياسية تفاوضية، وأواصل العمل مع الأطراف اليمنية والجهات الفاعلة الإقليمية، بما في ذلك مصر والشركاء الدوليون، لتهيئة الظروف اللازمة لحوار جاد وهادف، وقد التقيت في هذا السياق وزير الخارجية المصري في عمّان في الأول من يونيو، حيث أجرينا نقاشًا بنّاءً حول مستجدات الوضع في اليمن. لقد شهدنا سابقًا بأن الحوار يمكن أن يكون هادفًا، كما رأينا في هدنة عام 2022، والالتزامات التي قدمتها الأطراف في 2023. من خلال الحوار، يمكن تحقيق تقدم يترجم إلى تحسينات ملموسة في حياة الناس. ما نحتاج إليه الآن هو البناء على هذه الخطوات، والحفاظ على قنوات التواصل مفتوحة، وضمان أن يكون لليمنيين الدور الرئيسي في رسم مستقبلهم، وهذا هو جوهر ما تسعى إليه الأمم المتحدة".

 

ودعا غروندبرغ، جماعة الحوثي، إلى الإفراج الفورى وغير المشروط عن جميع المحتجزين من موظفي الأمم المتحدة، والدبلوماسيين، وأفراد المجتمع المدني، والعاملين في المجال الإنساني.


مقالات مشابهة

  • خسائر مؤلمة وثمن باهظ.. كواليس المواجهة الأمريكية - اليمنية في البحر الأحمر
  • التلغراف: فشل الفرقاطة الدنماركية أمام اليمن درسٌ للبحرية البريطانية
  • مجلة الجيش الصيني: على البحرية الصينية أن تتعلم من معارك البحر الأحمر
  • غروندبرغ: الحل في اليمن سياسي ولا يمكن حسمه من قبل أي طرف
  • كبريات شركات الشحن: لا يزال ممر البحر الأحمر محظورا رغم الإجراءات الأمريكية (ترجمة خاصة)
  • بحرية الصين تؤكد تعلمها من الدروس التي تجرعها الأمريكان على يد اليمن في البحر الأحمر
  • البحرية الصينية: نتعلم دروسا عديدة من معارك البحر الأحمر
  • كيف تسبب “مجتمع دولي من فاعلي الخير” في فقدان الولايات المتحدة بوصلتها في اليمن؟
  • ابتزاز دولي في البحر الأحمر وتوسع نفوذ على وقع الصراع في غزة.. تحليل سفير بريطانيا السابق لدى اليمن لسلوك الحوثيين
  • إعلام أمريكي: الصراع مع اليمنيون في البحر الأحمر استنزف الذخائر وأرهق الطواقم