رأي اليوم:
2025-05-12@10:51:31 GMT

وائل الأمين: الشرق السوري.. بين الحرب والتحرير

تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT

وائل الأمين: الشرق السوري.. بين الحرب والتحرير

وائل الأمين تبدو الولايات المتحدة الأمريكية عازمةً وبقوة على تكوين خط من الشمال الشرقي السوري إلى قاعدة التنف جنوب شرقي البلاد، وفي هذه القضية ثمة أسئلة عديدة تخطر في بال أي متابع للأحداث، هل تريد أمريكا نقل الصراع في سوريا إلى مستوى جديد؟ وهل تريد أمريكا دمج مجموعات قسد الانفصالية مع جبهة النصرة وجيش أحرار سوريا والصناديد؟ ماذا عن تركيا؟ كل هذه الأسئلة يستوجب توضيحها وفهمها لكي نعرف ماذا يجري، لكن بداية سيدي القارئ يجب أن تعلم أن واشنطن تريد قطع طريق الإمداد بين العراق وسوريا عبر السيطرة على الحدود الشرقية السورية، وتمثل ذلك في حشد قوات الصناديد وقسد على الضفة الشرقية لنهر الفرات وتشير المصادر أن قسد تلقت إيعازاً أمريكياً بالجاهزية القصوى حيث حشدت أعداماً ضخمة في قاعدتي العمر وكونيكو بريف دير الزور، أما فيما يخص جبهة النصرة فقد قامت بعدة عمليات إعدام لقياديين فيها بعدما تلقت معلومات استخباراتية فرنسية تفيد بتورط هؤلاء القياديين بالتخابر مع التحالف الدولي وروسيا، وكذلك قامت باعتقال مايزيد عن 80 مسلحاً منضوين تحت جناحها، وهنا يجب الوقوف قليلاً لنوضح عدة أمور أهمها: أولاً: يمكن القول أن جبهة النصرة وقائدها الإرهابي الجولاني قد تلقوا تعليمات حازمة من المخابرات الغربية بضرورة تحييد هؤلاء الإرهابيين القادة في النصرة ربما لأنهم يعارضون توحيدهم مع قسد وقوات الصناديد وهم من الموالين لتركيا التي تعتبر قسد الانفصالية هي مكون إرهابي وذلك لتسهيل عملية توحيد قسد والنصرة الصناديد وما يسمى جيش سوريا الحرة الذي يجمع ما تبقى من دواعش وفتات الإرهابيين من جنسيات مختلفة برعاية أمريكية.

ثانياً: تفيد المعلومات عن اجتماع بين قادة من قسد الانفصالية مع جبهة النصرة الإرهابية وأن هناك مباحثات لتفعيل قرار توحيد هذه المجموعات الإرهابية خصوصاً بعد المباحثات السورية التركية برعاية روسيا وإيران الحليفتين لسورية، وبالتالي تدرك قسد أن أي تفاهم بين دمشق وأنقرة سيؤدي إلى زوال مشروعها الأمريكي والقائم على سرقة موارد السوريين من الطاقة الأحفورية والزراعية وتجويع الشعب السوري واستمرار معاناته الاقتصادية وهذا يدل على صدق النظرية التي تقول أن أمريكا تسعى لجمع فتات حلفائها من الفصائل الإرهابية ونقل الحرب في سورية إلى مستوىً جديد. ثالثاً: تسعى أمريكا إلى استنزاف روسيا في حربها ضد النازيين الجدد في أوكرانيا، وتصعيد خطابها ضد الروس في سورية لتشتيت الروس بين كييف ودمشق وبناء عليه قد أرسلت واشنطن تعزيزات عسكرية ولوجستية إلى قواعدها في مدينة الحسكة شمالي شرقي سوريا، ليطل مسؤول في البنتاغون بتصريحات إعلامية قائلاً: أن واشنطن تدرس خيارات للرد العسكري على روسيا في السماء السورية، وأن واشنطن سترسل طائرات F16 لمنطقة الخليج. كل هذه النقاط توضح أن أمريكا تسعى لخلق قواعد اشتباك جديدة في سوريا تتمثل بالسيطرة على الحدود السورية العراقية عبر ما تبقى من فتات مجموعاتها المسلحة وذلك لقطع طريق الإمداد بين بغداد ودمشق، ولكن الجيش السوري وحلفاؤه يحشدون في المنطقة ويبدو أن قرار من محور المقاومة يمنع أمريكا من تنفيذ مشروعها الاستعماري في سوريا،عبر عدة خيارات يبدو أن أولها هو المقاومة الشعبية التي ترعب جيش الولايات المتحدة الأمريكية فهو ذاق مراراً الخوف منها في العراق. تسير قسد وفق خطى مرسومة بيد البيت الأبيض، ولكنها سرعان ما تتعثر لأن من يبقى مع الأمريكي يخسر ولنا في أوكرانيا مثال حي على ذلك، ويمكن القول أن توحيد إيديولوجية الإرهابيين ستكون صعبة على سيدهم الأمريكي، فهل ستسير خطة واشنطن وفق المطلوب؟؟ أم أن لدمشق وحلفائها رأي آخر؟؟ يتساءل مراقبون ؟؟ كاتب وإعلامي سوري

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

من الهجوم إلى الانكسار.. أمريكا تنهزم في اليمن وموازين القوى تنقلب

يمانيون/ كتابات/ جمال الأشول

في خطوة تعكس تحولات عميقة في موازين القوى في المنطقة، أعلنت الولايات المتحدة وقف عملياتها العسكرية المباشرة ضد اليمن، والتي أطلقتها خلال الأشهر الماضية بذريعة حماية الملاحة البحرية و”ردع التهديدات الحوثية”.

لكن القراءة الدقيقة لهذا الإعلان تكشف أنه ليس خيارًا طوعيًا، بل إقرار بهزيمة استراتيجية أمام صمود اليمن وقدراته المتنامية، التي استطاعت كسر الهيبة العسكرية لأمريكا، وإفشال أهداف عدوانها.

فمنذ العدوان الصهيوني على غزة، دخل اليمن على خط المواجهة مع الكيان الصهيوني بشكل مباشر، لمساندة غزة عبر إغلاق البحر الأحمر أمام السفن المتجهة نحو الكيان الصهيوني، وتنفيذ العمليات العسكرية إلى العمق الصهيوني وفرض معادلة غير مسبوقة عنوانها: “لا مرور إلا بوقف العدوان على غزة.”

هذا التدخل قلب الطاولة على واشنطن وتل أبيب، ودفع الولايات المتحدة لتشكيل تحالف عسكري بحري لشن غارات وضربات على صنعاء والمحافظات اليمنية، الواقعة تحت سلطة صنعاء، مستهدفة المنشآت والموانئ والمصانع والبنية التحتية، في محاولة لكسر هذا الموقف.

غير أن الغارات الأمريكية، التي وُصفت بأنها الأوسع منذ سنوات، فشلت في تحقيق أهدافها، حيث واصل اليمن إطلاق عملياته البحرية، ووسع من بنك أهدافه، ليشمل أهداف في عمق الكيان منها مطار بن غوريون، مما زاد من كلفة العدوان وجعل استمراره مخاطرة استراتيجية.

لذا فان دوافع إعلان واشنطن لوقف هجماتها على اليمن، كالاتي:

1- فشل عسكري ميداني لم تتمكن أمريكا من تحييد القدرات اليمنية، سواء الصاروخية أو البحرية، رغم التفوق التكنولوجي الكبير. بل على العكس، تكيفت صنعاء مع الغارات، وطورت من أساليب ردها، ووسعت عملياتها رغم الحصار والقصف.

2- تسبب حصار اليمن على السفن الأمريكية والإسرائيلية في ارتفاع تكاليف الشحن، وتراجع ثقة الأسواق العالمية، ما انعكس سلبًا على الاقتصاد الصهيوني والأمريكي.

3- خسرت أمريكا الكثير من أوراقها الإقليمية، مع تراجع شركائها وتحفظ حلفائها من التورط في معركة مكلفة وغير مضمونة النتائج، خاصة مع صعود الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية في المنطقة.

4- فشل الرهان على كسر موقف اليمن من غزة كل أهداف الحملة العسكرية كانت تهدف إلى إجبار اليمن على فك ارتباطه بمعركة غزة، وهو ما لم يتحقق، بل زاد من صلابة موقف صنعاء، التي ربطت استمرار عملياتها بإنهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع.

ومع ذلك فان اعلان واشنطن وقف الهجمات الجوية على اليمن هي أعلان الهزيمة الأمريكية في اليمن وسقوط الهيمنة الأمريكية في البحر الأحمر

للمرة الأولى منذ عقود، تتعرض الهيمنة البحرية الأمريكية لهزة حقيقية، حيث أُجبرت حاملات الطائرات والسفن الأمريكية على الانكفاء وإعادة التموضع أمام ضربات من دولة محاصَرة مثل اليمن.

كما تعاظم دور اليمن كقوة إقليمية فاعلة أثبت أنه لاعب لا يمكن تجاهله في معادلات الأمن الإقليمي، بعدما نجح في فرض واقع جديد، وإعادة تعريف موازين الردع في المنطقة المعادلة التي فرضها اليمن “الحصار سيُقابل بحصار، والعدوان سيرد عليه بعمليات نوعية”

ناهيك ان اليمن أصبح نموذجًا يُحتذى به من قوى المقاومة في المنطقة، مما يغير قواعد الاشتباك التقليدية.

وهنا سؤال يفرض نفسه عن مستقبل المواجهة خاصة بعد وقف الهجمات الأمريكية على اليمن، فيما يظل دعم ومساندة اليمن مستمرا

اعتقد أنه برغم الإعلان الأمريكي، وقف الهجمات إلا أن واشنطن قد تلجأ إلى أساليب أخرى لمواصلة الضغوط، عبر:

– الحرب الاقتصادية الناعمة، بفرض عقوبات جديدة ومحاولة خنق اليمن اقتصاديًا.

– تحريك أدواتها المرتزقة للضغط العسكري من خلال اعادة الجبهات العسكرية، وهذا يعد انتحار للمرتزقة

– الاستهداف الإعلامي والدعائي، بهدف تشويه الانتصار اليمني والتقليل من تأثيره.

لكن اليمن، الذي صمد في وجه العدوان المباشر، يبدو مستعدًا لمواجهة هذه التحديات، مستندًا إلى تجربة صقلتها سنوات الحرب، وإلى دعم شعبي قوي لا يتراجع عن تبني قضايا الأمة، وفي مقدمتها فلسطين.

الخلاصة أن إعلان أمريكا وقف عدوانها على اليمن لا يمكن قراءته إلا كهزيمة استراتيجية كبرى، وتأكيد على أن من كان يُنظر إليه كقوة لا تُقهر، قد اصطدم اليوم بإرادة شعب قرر أن يكون نصر غزة نصرًا له، وهزيمة إسرائيل هزيمةً لأمريكا أيضًا.

اليمن، الذي هزم السلاح الأمريكي في البحر والجو، وضع أسس معادلة جديدة ستنعكس على مستقبل الصراع في المنطقة، حيث لم تعد واشنطن قادرة على فرض إرادتها بالقوة، ولم تعد إسرائيل بمنأى عن الردع حتى في عمق موانئها ومطاراتها.

واليمنيون اليوم، وهم يُحيون انتصارهم هذا، يُدركون أن المعركة لم تنتهِ، بل دخلت مرحلة كسر الحصار وتثبيت قواعد الردع، حتى وقف العدوان ورفع الحصار على غزة.

مقالات مشابهة

  • سوريا تسعى لإغراء الرئيس الأمريكي لتخفيف العقوبات.. برج ترامب في دمشق
  • واشنطن: 3 ملفات سيركز عليها ترامب في جولته الشرق أوسطية
  • المواساة يلملم جراح ضحايا نزاعات الشرق الأوسط
  • الحرب الناعمة على سوريا وتحديات المستقبل
  • أهالي من دمشق يؤكدون أن الحوار الوطني السوري وحده ما يبني سوريا الجديدة
  • الرئاسة السورية: نؤكد أهمية دور المملكة في تعزيز وحدة أراضي سوريا
  • من المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن إلى كبير المسؤولين في مكتب شؤون الشرق الأدنى .... ‏دلالات تغيير صفة ليندركينغ على الملف اليمني
  • أنقرة تعلن استضافة اجتماع ثلاثي مع سوريا والأردن يؤكد دعم الحكومة السورية
  • من الهجوم إلى الانكسار.. أمريكا تنهزم في اليمن وموازين القوى تنقلب
  • 38 مسيرة حاشدة بذمار نصرةً لغزة واحتفالاً بهزيمة أمريكا