جنوب كاليفورنيا يهتز.. أكثر من 40 زلزالاً في يوم واحد!
تاريخ النشر: 12th, July 2025 GMT
تشهد منطقة جنوب كاليفورنيا، وتحديدًا في محيط بحيرة سالتون، موجة غير مسبوقة من الهزات الأرضية المتتالية، أثارت قلق الأوساط العلمية والسكان المحليين، وسط تحذيرات جدية من اقتراب “الزلزال الكبير” (The Big One) الذي طالما حذّر منه الخبراء، وتوقّعوا أن يُحدث دمارًا هائلًا على امتداد الساحل الغربي للولايات المتحدة.
ووفقًا لما أعلنته هيئة المسح الجيولوجي الأميركية (USGS)، سجلت المنطقة المحيطة ببحيرة سالتون، الواقعة على بعد 160 كيلومترًا جنوب شرقي سان دييغو، عشرات الزلازل خلال ليل الخميس وصباح الجمعة، بلغت أقواها 4.3 درجات على مقياس ريختر، تلتها أكثر من 30 هزة ارتدادية، معظمها عند الطرف الجنوبي للبحيرة، بينما شهدت المناطق الشمالية والغربية للبحيرة سلاسل زلزالية إضافية، تجاوز عدد الزلازل فيها 10 في كل موقع حتى ظهر الجمعة.
لماذا تقلق الهزات علماء الزلازل؟تُعد بحيرة سالتون من أبرز المناطق النشطة زلزاليًا في ولاية كاليفورنيا، وتقع فوق خط التقاطع بين صفيحتي المحيط الهادئ وأميركا الشمالية، وهو ما يفسر النشاط الزلزالي المكثف فيها. الأخطر، أن هذه الهزات تقع على مقربة أقل من 64 كيلومترًا من صدع سان أندرياس الشهير، والذي يمتد لمسافة 1,200 كيلومتر، ويُعتبر من أخطر الفوالق الزلزالية في العالم.
وتشير تقديرات العلماء إلى أن الزلزال الكبير المرتقب قد تتجاوز قوته 8 درجات، مع توقعات بوقوع مئات القتلى وآلاف المصابين، إضافة إلى أضرار مادية كارثية قد تطال البنية التحتية في لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وسواحل الولاية كافة.
“إنذار مبكر” لا يجب تجاهلهوحذّرت صحيفة ديلي ميل البريطانية من أن سلسلة الزلازل الأخيرة قد تكون بمثابة إشارة إنذار مبكر لوقوع الزلزال المدمر الذي تقول دراسات إنه “مسألة وقت فقط”.
من جانبها، أكدت العالمة الزلزالية لوسي جونز أن النشاط الزلزالي في بحيرة سالتون لطالما كان موضع ترقب، مشيرة إلى أن موقعه القريب من صدع إلسينور، الذي يمتد من الحدود المكسيكية حتى مقاطعة سان دييغو، يزيد من خطورته.
ولفتت جونز إلى أن صدع إلسينور قادر على توليد زلزال بقوة تصل إلى 7.8 درجات، مضيفة أن آخر نشاط كبير له كان عام 1910، ما يعني أنه يقترب من نهاية دورته الزلزالية الممتدة بين 100 و200 عام.
استنفار واستعدادات في كاليفورنياتأتي هذه التطورات في وقت يتجدد فيه الجدل حول مدى جهوزية كاليفورنيا لمواجهة الزلزال الكبير، وسط مطالب بتحديث البنى التحتية، وتعميم خطط الإخلاء والطوارئ، وتكثيف حملات التوعية. وتُظهر الإحصاءات الرسمية أن أكثر من 39 مليون شخص يعيشون في الولاية، مع وجود مراكز حضرية ضخمة قد تتأثر بشكل بالغ حال وقوع الزلزال المتوقع.
ما الذي يُمكن أن يحدث إذا ضرب الزلزال الكبير؟تُحذر النماذج الزلزالية الحديثة من أن الزلزال الكبير قد يؤدي إلى:
انهيار آلاف المباني السكنية والتجارية. انقطاع واسع للكهرباء والاتصالات. شلل في المواصلات والطرقات السريعة. تسونامي محتمل على طول الساحل. خسائر اقتصادية بمليارات الدولارات.ورغم أن الزلازل الأخيرة لم تُسفر عن ضحايا أو أضرار كبيرة، إلا أن الخبراء يؤكدون أن هذه التحركات الأرضية المتكررة يجب أن تؤخذ على محمل الجد، كجزء من “السيناريو المحتمل” لانطلاق الزلزال الكبير.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمريكا حوادث حول العالم زلزال أمريكا كاليفورنيا الزلزال الکبیر أکثر من
إقرأ أيضاً:
إسطنبول على صفيح ساخن: زلزال مدمر يلوح في الأفق
صراحة نيوز- أثارت تقارير أمريكية قلق العلماء حول مستقبل مدينة إسطنبول التركية، مشيراً إلى أن منطقة بحر مرمرة تحت المدينة تخبئ خطرًا زلزاليًا هائلاً.
ووفق دراسة جديدة نُشرت في مجلة ساينس، فإن صدع مرمرة الرئيسي، الذي يربط البحر الأسود ببحر إيجة، يشهد تراكمًا متزايدًا للضغط، ما يرفع احتمالات حدوث زلزال كبير قد تصل قوته إلى 7 درجات أو أكثر.
وتشير الدراسة إلى أن الزلازل الأخيرة، التي بلغت شدتها حتى 6.2 درجة في أبريل 2025، تتحرك تدريجيًا نحو الشرق، مقتربة من الجزء الهادئ من الصدع الواقع تحت إسطنبول، الذي لم يشهد زلزالاً كبيراً منذ عام 1766.
وحذر العالم جوديث هوبارد من جامعة كورنيل من أن الزلزال المرتقب قد يؤدي إلى “واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث”، مشدداً على أهمية الاستعداد المبكر والتخطيط للطوارئ.
في المقابل، أكدت عالمة الزلازل باتريشيا مارتينيز-غارزون على أن التنبؤ بالزلازل بدقة مستحيل، لكنها دعت إلى مراقبة التحركات الزلزالية باستمرار والحد من آثارها المحتملة.