تزامنًا مع تعهد الغرب بمواجهة الحوثيين.. قائد عسكري إيراني: نواجه معركة شاملة مع العدو
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
(CNN)-- قال قائد إيراني كبير إن البلاد تواجه "معركة شاملة" مع "العدو" في الوقت الذي تعهدت فيه الدول الغربية بالتصدي لسلسلة الهجمات الأخيرة التي شنها المتمردون الحوثيون المدعومين من إيران في البحر الأحمر.
وقال اللواء حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، السبت، خلال حفل للكشف عن سفينة بحرية جديدة في مدينة بندر عباس الساحلية المطلة على الخليج: "اليوم، نواجه معركة شاملة مع العدو"، حسبما نقلت وكالة أنباء رويترز.
وقال سلامي خلال الخطاب المتلفز: "نحن بحاجة إلى الدفاع عن مصالحنا الوطنية إلى أي مكان تمتد إليه... سيكون من الضار وجود العدو في مكان قريب أو على مسافة نصف بعيدة. يجب أن يبتعدوا عن هذه المنطقة" - دون أن يسمي العدو، بحسب رويترز.
وفي 2 يناير/ كانون الثاني، أرسلت البحرية الإيرانية مدمرة عسكرية إلى البحر الأحمر مع تصاعد التوترات في الممر المائي. وعلى الرغم من أن إيران لم تقدم رسميًا سببًا لنشر المدمرة، إلا أن وكالة تسنيم للأنباء التابعة للدولة قالت إن المدمرة تم إرسالها كجزء من سلسلة من السفن التي تشارك "في مهام عادية في المياه الدولية".
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه مجموعة أمبري أناليتكس للأمن البحري، ومقرها المملكة المتحدة، في تنبيه لها السبت، إنها تلقت تقريرًا عن "حدث أمني بحري في منطقة باب المندب" في البحر الأحمر.
وأضافت: "ننصح أطقم العمل بتقليل تحركات سطح السفينة إلى الحد الأدنى ويجب أن يكون الطاقم الأساسي فقط على الجسر".
الحادثة واحدة من عدة أحداث مماثلة وقعت في البحر الأحمر في الأسابيع الأخيرة. وشن المتمردون الحوثيون، الذين يعتبرون أحد وكلاء إيران، عدة هجمات ضد السفن التجارية والتجارية في البحر الأحمر فيما وصفته الجماعة بحملة انتقامية ضد الحرب الإسرائيلية في غزة.
وأدان تحالف مكون من 11 دولة، من بينها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، الهجمات "غير القانونية" و"المزعزعة للاستقرار بشدة" في بيان مشترك الأربعاء. وأوضح التحالف نيته الجادة في "محاسبة الجهات الفاعلة الخبيثة" على "الاستيلاء والهجمات غير القانونية".
وشدد وزير المالية البريطاني على خطورة الوضع خلال مقابلة مع راديو BBC4 السبت، معترفا بأن الهجمات "قد يكون لها تأثير" على الأسعار في البلاد.
وقال وزير المالية جيريمي هانت إن المملكة المتحدة وشركائها أظهروا "بكل وضوح للحوثيين" أن تصرفات الجماعة المتمردة في البحر الأحمر ستكون لها "عواقب".
وحذر هانت قائلا: "لن نجلس ونقبل ذلك لأنه أمر حيوي للغاية بالنسبة للتجارة العالمية".
إيراننشر السبت، 06 يناير / كانون الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: فی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
مجاهدو غزة يقلبون موازين الحرب… ويكتبون تاريخ الأمة من جديد
يمانيون../
في زمن التخاذل والصمت العربي الرسمي، وفي عالم يغرق في ازدواجيته الأخلاقية، تبقى غزة عنوانًا للفداء، وصوتًا ناطقًا باسم الحق، وبوصلة لا تحيد في مواجهة الطغيان. لم تعد غزة مجرد مدينة أو قطاعًا محاصرًا منذ سنوات، بل غدت رمزًا لمشروع مقاومة راسخ، يتجاوز حدود الجغرافيا ليعيد تعريف الكرامة والحرية والرجولة في أمة أُريد لها أن تركع.
لقد أذهل صمود المجاهدين في غزة العالم، فوقف العدو قبل الصديق مندهشًا أمام هذا الثبات الاستثنائي، الذي لا تفسره موازين القوى المادية، بل موازين الإيمان والوعي والبصيرة. هؤلاء ليسوا جنودًا عاديين، ولا مقاتلين مأجورين، بل حملة مشروع، ومجاهدون يحملون راية الأمة، ويقاتلون نيابة عن كرامة شعوب صمتت حكوماتها، وتنكرت لها أنظمتها.
{فتية آمنوا بربهم فزادهم هدى}
من يظن أنه سيُخضع هؤلاء فهو واهم، بل مجنون؛ فهم الذين خرجوا من أزقة المخيمات وتحت الحصار، وصاغوا ملحمة ستتحدث عنها الأجيال. هم فتيةٌ آمنوا بربهم، فزادهم هدى، وثباتًا، وبصيرة لا تضاهى. يواجهون العدو الصهيوني المدجج بأعتى الأسلحة والمدعوم من قوى الغرب، لكنهم لم يهتزوا، ولم يتراجعوا، بل يسطرون أروع فصول البطولة والإيمان.
ازدواجية دولية وتخاذل عربي
في مقابل هذه الملحمة البطولية، يتجلى المشهد الدولي والعربي في أقبح صوره: أنظمة عربية تُطبع مع العدو وتغض الطرف عن مجازره، فيما دول كبرى تكتفي بتعاطف إعلامي، وتقدّم الغطاء السياسي والعسكري للقاتل. لم يعد الغرب بحاجة إلى إخفاء نفاقه؛ فصوته يعلو دفاعًا عن “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”، بينما تُنتشل جثث الأطفال من تحت الأنقاض، ويُباد شعب بأكمله على مرأى من العالم.
أما الموقف العربي الرسمي، فهو مشلول، عاجز، بل ومشارك أحيانًا بصمته وتواطئه. ومع ذلك، لا يزال هناك أمل متجدد في الشعوب الحيّة، التي خرجت تهتف لفلسطين، وتضغط من أجل موقف أخلاقي يعيد شيئًا من التوازن لصوت عربي غائب عن المؤسسات الرسمية.
اليمن… موقف في زمن التخاذل
وحدها جبهة اليمن المقاوِمة، وعلى رأسها السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وقفت بوضوح وقوة إلى جانب فلسطين. كانت المواقف صريحة، والأفعال تسبق الأقوال. أطلقت صنعاء صواريخها وطائراتها المسيّرة نحو العدو، لا لتغير معادلة ميدانية فحسب، بل لتعلن للعالم: إن أمة ما زالت حيّة، تقف مع مظلوميها، وتقاتل دفاعًا عن قضاياها العادلة.
الحق لا يُهزم… والمشروع القرآني باقٍ
ما يجري في غزة اليوم ليس معركة حدود، بل مواجهة بين مشروعين: مشروع الهيمنة الصهيونية الأمريكية الساعي لإخضاع الشعوب ونهب مقدراتها، ومشروع قرآني تحمله قوى المقاومة، يبشّر بعالم جديد قوامه العدل والكرامة والحرية.
مجاهدو غزة ليسوا مجرد مقاتلين، إنهم طليعة أمة، وصفوة رجال، ومشروع مستقبلي يُكتب بالدم والإيمان، تاريخًا مختلفًا عن سجل الهزائم المتراكمة. وكل شهيد يسقط، وكل بيت يُقصف، يزيد جذوة هذا المشروع اشتعالًا، ويُقرب لحظة النصر الحتمية التي لا شك فيها.
تقرير | عبدالمؤمن جحاف