تربت وأختها الكبرى على يد والدتها "الرائعة" كما تصفها، والتي تعتبرها "صخرتها"، ولدت لعائلة أيرلندية استقرت في النهاية في لندن مع رحلات طويلة إلى أيرلندا الوطن الأم. 

كان عثورها على كتيب عن مقتل ماجيلا أوهير الفتاة البالغة من العمر 12 عاما برصاصة في ظهرها أطلقها جندي بريطاني عام 1976، تأثير كبير على مسيرة حياتها المهنية المستقبلية.

 

سألت والدتها وهي تبكي كيف يمكن أن يحدث مثل هذا الشيء الفظيع؟! فأجابت والدتها: "افعلي شيئا حيال ذلك". 

وبقيت تفكر طويلا في رد فعل والدتها، تقول "لقد ضربت كلماتها على وتر حساس عميق للغاية. وتمسكت بهذا الكتيب طوال هذه السنوات. وهو الآن مؤطر فوق مكتب عملي كتذكير بما أتى بي إلى هنا".

تخرجت بلين ني غراليغ من كلية كوينز، جامعة كامبريدج مع مرتبة الشرف الأولى في اللغات الحديثة ولغات العصور الوسطى، وحصلت على امتياز في دبلوم الدراسات العليا في القانون، وحصلت على درجة الامتياز في الدورة المهنية للمحامين. 


وهي حاصلة على ماجستير في الدراسات القانونية الدولية من جامعة نيويورك، حيث تخصصت في القانون البيئي الدولي ولاجئي المناخ. وهي حاصلة أيضا على شهادات من كلية لندن للاقتصاد في القانون والحرب وحقوق الإنسان، والقانون الدولي لحقوق الإنسان وممارستها. 

عملت غراليغ كمراقب قانوني في تحقيق "الأحد الدامي" في أيرلندا الشمالية، والذي وصفته بأنه "امتياز هائل"، كان التحقيق حول أحداث عام 1972، عندما قتل الجنود البريطانيون بالرصاص 14 مدنيا أعزل وأصابوا العديد من الآخرين خلال مسيرة للحقوق المدنية في منطقة بمدينة ديري بإيرلندا. 

تشمل اللحظات البارزة الأخرى في حياتها المهنية مرافعتها في محكمة العدل الدولية نيابة عن كرواتيا في قضية تطبيق اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها (كرواتيا ضد صربيا)، فضلا عن كونها المرأة الوحيدة محام للدفاع عن ريان جراهام، أحد المتظاهرين "كولستون فور"، الذين برأتهم هيئة محلفين في المحكمة عام 2022 من الأضرار الجنائية لإسقاط تمثال تاجر العبيد إدوارد كولستون. 

وتعمل غراليغ حاليا كمحامية لدى "ماتريكس تشامبرز" في لندن التي التحقت بها منذ عام 2005 أثناء دراستها الجامعية. 

سجلها في مهنة المحاماة مليء بالإنجازات فهي حاصلة على جائزة أفضل محامي في القانون الدولي العام، في عام 2022. وأفضل محامي في مجال الجريمة في عامي 2020 و2021، وأفضل محامي مساعدة قانونية في عام 2021. وحصلت على لقب محامية التايمز في عام 2022، ومحامية الأخبار القانونية الأيرلندية للشهر لدفاعها في قضية "كولستون فور". 

 ومن المحطات التي تفتخر بها تعيينها زميلة زائرة في كلية الحقوق بجامعة هارفارد في عام 2016، وزميلة بيغاسوس في مركز الحق الدستوري في نيويورك في عام 2010، والتي تصفها بأنها "فرصة رائعة للانغماس حقا في التعلم القانوني". 

وهي مسجلة في نقابة المحامين في أيرلندا (الجوب والشمال)، بالإضافة إلى نقابة المحامين في إنجلترا وويلز. وهي مدرجة أيضا على قائمة المستشارين القانونيين للمحكمة الجنائية الدولية. 
وتجيد الفرنسية، الأيرلندية الأساسية، وتتعلم اللغة العربية. 

فيما يتعلق باللحظات المهمة الأخرى في حياتها المهنية، تشير غراليغ إلى بعثة تقصي الحقائق القانونية التي قامت بها إلى غزة في عام 2009، مباشرة بعد العملية العسكرية الإسرائيلية "الرصاص المصبوب". تقول "من الصعب وصف مستوى الدمار والصدمة الذي شهدته في غزة بالكلمات. لقد كانت واحدة من تجارب حياتي المهنية التي أثرت فيّ أكثر من غيرها".

ظهر اسمها من جديد بخصوص غزة ففي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كانت واحدا من بين أكثر من 1000 محام وقعوا على رسالة مفتوحة موجهة إلى رئيس وزراء بريطانيا ووزير الخارجية ووزير الدفاع يدعون فيها حكومة المملكة المتحدة "للتحرك بشكل عاجل للوفاء بالتزاماتها القانونية الدولية فيما يتعلق بالانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في غزة". 

ثم ظهر اسمها بقوة بعد تقديم دولة جنوب أفريقيا وثيقة مؤلفة من 84 صفحة إلى محكمة العدل الدولية اتهمت فيها دولة الاحتلال بانتهاك اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 من خلال أفعال "تهدف إلى تدمير جزء كبير من المجموعة الوطنية والإثنية الفلسطينية، التي هي جزء من المجموعة الفلسطينية في قطاع غزة". 

وجاء في الطلب أن "إسرائيل حولت غزة، وما زالت مستمرة، إلى أنقاض، وتقتل وتؤذي وتدمر شعبها، وتخلق ظروف حياة محسوبة لتحقيق تدميرهم الجسدي كمجموعة". 


وتسعى جنوب أفريقيا إلى اتخاذ تدابير مؤقتة عاجلة، بما في ذلك إصدار أمر من محكمة العدل الدولية يقضي بأن "تعلق إسرائيل على الفور عملياتها العسكرية في غزة وضدها". 

ومن المقرر عقد جلسات استماع علنية في محكمة العدل الدولية في قصر السلام في لاهاي، مقر المحكمة، الخميس المقبل 11 كانون الثاني/يناير، حيث ستقدم جنوب أفريقيا المرافعات الشفوية، وفي اليوم التالي الجمعة ستقدم دولية الاحتلال المرافعات الشفوية. 

وستعمل المحامية الإيرلندي بلين ني غراليغ كجزء من الفريق القانوني لجنوب إفريقيا وستكون مستشارا خارجيا للفريق القانوني الجنوب أفريقي. 

وسيعمل كل من: جون دوجارد، ماكس دو بليسيس، تيمبيكا نجكوكايتوبي، أديلا هاشم كمستشارين كبار، في حين ستعمل: سارة بوديفين جونز، ليراتو زيكالالا، تشيديسو راموغالي، كمستشارين مبتدئين. 
ولا تزال غراليغ تقدم المشورة وتعمل لصالح الأفراد والدول والمنظمات غير الحكومية والهيئات الوطنية والدولية الأخرى، وتناقش نقاطا قانونية غالبا ما تكون بارزة أمام المحاكم المحلية، بما في ذلك المحكمة العليا، وأمام المحاكم والهيئات القضائية الدولية، بما في ذلك محكمة العدل الدولية. 
وتشمل ممارساتها المحلية قضايا تتعلق بالحق في حرية التعبير وحرية الاحتجاج، والتمييز والمساواة، والقانون الدولي، وقانون البيئة، والأمن القومي، والسجون، والشرطة. 

ويعول كثيرا على هذه المحامية الخبيرة في حقوق الإنسان والقانون الدولي ولها ممارسة واسعة في القانون الجنائي والمدني والعام، ورفاقها في إدانة دولة الاحتلال وإجبارها على وقف عملياتها المدمرة التي فاقت الوصف في جرائمها في قطاع غزة. 


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه غزة جنوب أفريقيا الاحتلال غزة جنوب أفريقيا الاحتلال طوفان الاقصي بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه عالم الفن عالم الفن سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محکمة العدل الدولیة القانون الدولی فی القانون فی عام

إقرأ أيضاً:

الصليب الأحمر: الانتهاكات بحق المدنيين تعكس تآكلا خطيرا في القانون الدولي

شاركت آنا براتس رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القاهرة (ICRC)، اليوم الإثنين، يأعمال الاجتماع الثالث عشر للجان الوطنية العربية لتنفيذ القانون الدولي الإنساني، المنعقد في القاهرة يومي 8 و9 ديسمبر 2025، وذلك بحضور المستشار عدنان فنجري وزير العدل المصري، والسفير حسين هنداوي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إلى جانب ممثلي الدول واللجان الوطنية العربية المختصة بالقانون الدولي الإنساني.

وفي كلمتها الافتتاحية، رحّبت رئيسة البعثة بالمشاركين، معربة عن تقديرها العميق للدول الحاضرة ولمصر على استضافتها “الاستثنائية”، مؤكدة أنّ وجود اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مصر يمتد لأكثر من قرن من التعاون والشراكة في الملفات الإنسانية.

العالم يعاني من أزمات إنسانية 

كما أشادت بالتعاون الوثيق مع جامعة الدول العربية واللجنة الوطنية المصرية للقانون الدولي الإنساني في تنظيم هذا اللقاء الإقليمي الهام، مؤكدة أنّ الاجتماع يأتي في “منعطف حاسم”، مشيرة إلى ما يشهده العالم من أزمات إنسانية خطيرة في السودان وغزة وأوكرانيا، وغيرها من مناطق النزاعات التي لا تحظى بالاهتمام الإعلامي الكافي، حيث يتحمل المدنيون النصيب الأكبر من المعاناة.

وقالت إنّ “المستوى البغيض من الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيون يعكس تآكلاً خطيراً في احترام القانون الدولي الإنساني”، مضيفة أن استهداف العاملين في المجال الإنساني وتصاعد الهجمات ضدهم يشكل “أمراً غير مقبول” وينتهك القواعد الأساسية للعمل الإنساني.

ولفتت إلى تعقّد النزاعات المسلحة المعاصرة، خاصة مع انتشار القتال في المدن وسوء استخدام التقنيات الجديدة، ما يزيد من صعوبة توفير الحماية الفعلية للمدنيين.

وأشادت رئيسة البعثة بالدور الأساسي الذي تلعبه اللجان الوطنية العربية للقانون الدولي الإنساني في اعتماد التشريعات اللازمة، وإنشاء آليات التنفيذ، وتعزيز التصديق على المعاهدات، وتوسيع برامج نشر القانون والتدريب الموجّه إلى القوات المسلحة والدبلوماسيين والجهات المعنية، موضحة أن تنفيذ القانون الدولي الإنساني “عملية مستمرة”، وأن خطة العمل التي سيُتفق عليها خلال الاجتماع ستحدد أولويات المرحلة المقبلة.

وثمّنت رئيسة البعثة دعم الدول العربية للمبادرة العالمية التي أطلقتها اللجنة الدولية العام الماضي بالتعاون مع ست دول مؤسسة، بهدف تطوير توصيات عملية قابلة للتنفيذ لتعزيز احترام القانون الدولي الإنساني وتكييفه مع المستقبل.

وأشارت إلى أن جهود المبادرة ستتوج بعقد اجتماع رفيع المستوى العام المقبل، متمنية أن تسهم في تحسينات ملموسة على أرض الواقع، كما أعربت عن امتنانها للدول العربية المشاركة في قيادة مسارات عمل المبادرة، مؤكدة أن الاجتماع الجاري يتيح منصة مهمة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الإقليمي.

وفي ختام كلمتها، وجّهت رئيس البعثة شكرها لجميع المشاركين على التزامهم المستمر، معربة عن تطلعها إلى النتائج التي سيسفر عنها الاجتماع، والتي من شأنها دعم الجهود المشتركة لضمان احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين في مناطق النزاع.

طباعة شارك آنا براتس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وزير العدل المصري جامعة الدول العربية اللجنة الدولية للصليب الأحمر الصليب الأحمر غزة أوكرانيا السودان القانون الدولي السفير حسين هنداوي ICRC اللجان الوطنية العربية لتنفيذ القانون الدولي الإنساني

مقالات مشابهة

  • احذر .. الترويع واختلاس بيانات الناخبين يعرضك للعقوبة بالقانون
  • المملكة تستعرض جهودها في تنفيذ القانون الدولي الإنساني
  • المملكة تستعرض جهودها في تنفيذ القانون الدولي الإنساني أمام الاجتماع الـ13 للجان الوطنية للقانون الدولي الإنساني
  • تحذير لإدارة ترامب حول ملفات إبستين مع اقتراب مهلة كشفها
  • وزير العدل يترأس الاجتماع الثالث عشر للجان الوطنية العربية للقانون الدولي الانساني
  • وزير العدل يترأس الاجتماع الثالث عشر للجان الوطنية العربية للقانون الدولي الإنساني
  • وزير العدل يترأس الاجتماع الـ 13 للجان الوطنية العربية للقانون الدولي الإنساني
  • وزير العمل يستقبل خبيرة “العمل الدولية” لبحث الاستعدادات لإصدار الاستراتيجية الوطنية للسلامة
  • الصليب الأحمر: الانتهاكات بحق المدنيين تعكس تآكلا خطيرا في القانون الدولي
  • المشاركون باجتماع اللجان الوطنية العربية للقانون الدولي يقفون دقيقة حدادا على القضاة الأربعة