جرائم الاحتلال بنبش القبور وسرقة الجثث تتكرر في غزة
تاريخ النشر: 7th, January 2024 GMT
نبش 1100 قبر وسرقة 150 جثمانا
الثورة / متابعة / محمد الجبري
لم يكتف جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف الأحياء من المدنيين العزل، وما خلفه من دمار واسع وتخريب، بل وصل به الأمر إلى التطاول في جرائمه بـ «نبش القبور» وسرقة جثث الموتى من أبناء غزة بدعوى أنها جثث نشطاء فلسطينيين.
وفي هذا الصدد قال المكتب الإعلامي الحكومي لقطاع غزة يوم أمس السبت إن جيش الاحتلال نبش قرابة 1,100 قبر في مقبرة حي التفاح (شرق مدينة غزة)، وأخرج جثامين الشهداء والأموات منها، وداسها بالجرافات وامتهنت كرامتها، دون أي مراعاة لقدسية الأموات أو المقابر.
وأضاف بيان المكتب الحكومي أنه بعد نبش القبور وتجريف المقبرة سرق جيش الاحتلال قرابة 150 جثماناً من جثامين الشهداء التي دُفنت حديثاً، وقام بترحيلها إلى جهة مجهولة، مما يثير الشكوك مجدداً نحو جريمة أخرى وهي جريمة سرقة أعضاء الشهداء التي أشرنا لها في بيانات سابقة.
وأوضح المكتب أن الاحتلال كرر هذه الجريمة أكثر من مرة، وكان آخرها تسليم 80 جثماناً من جثامين شهداء سابقين كان سرقها من محافظتي غزة وشمال غزة، وعبث بها، وسلَّمها مُشوَّهة ودفنت في رفح، رافضاً تقديم أية معلومات حولها، وقد ظهر عليها تغير في ملامح الجثامين في إشارة واضحة إلى سرقة الاحتلال لأعضاء حيوية من أجساد هؤلاء الشهداء، كما نبش سابقاً قبوراً في جباليا وسرق جثامين شهداء أيضاً منها، إضافة إلى استمراره في احتجاز عشرات جثامين الشهداء من قطاع غزة.
وكان كشف في منتصف الشهر الماضي المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان، حيث قال إن الجيش الإسرائيلي عمد وبشكل متكرر إلى استهداف المقابر في قطاع غزة، وسرقة جثث الموتى بدعوى أنها جثث نشطاء فلسطينيين.
ووثق المرصد استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي لعشرات المقابر في قطاع غزة وتدميرها، بما في ذلك مقبرة الفلوجة شمال القطاع، ومقابر على بن مروان، ومقابر الشيخ رضوان، والشهداء، والشيخ شعبان، بالإضافة إلى مقبرة كنيسة القديس برفيريوس، ومقبرة الشهداء في بلدة بيت لاهيا الشمالية.
وكشف الأورومتوسطي أن الاحتلال أحدث فتحات كبيرة داخل العديد من المقابر نتيجة الهجمات الإسرائيلية المتكررة، مما أدى إلى ابتلاع عشرات القبور، وتناثر بقايا بعض الجثث أو اختفائها، في حين لا تزال عشرات القبور تعاني من أضرار جسيمة، وسط مخاوف من سرقة أعضائهم، في ظل تواطؤ دولي مشمئز وغير مبرر.
وقالت المنظمة الحقوقية إن إسرائيل تنتهك بشكل منهجي حرمة الموتى والمقابر، ومبادئ القانون الإنساني الدولي وقواعد الحرب فيما يتعلق بحماية المقابر أثناء النزاعات المسلحة، إذ تنص القاعدة (115) من القانون الدولي الإنساني العرفي على أن «تُعامل جثث الموتى بطريقة تتسم بالاحترام، وتُحترم قبورهم وتُصان بشكل ملائم»، كما تنص المادة (130) من اتفاقية جنيف لعام 1949م أيضًا على وجوب احترام القبور، وصيانتها، ووضع علامات عليها بطريقة يمكن التعرف عليها دائمًا.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
ثلاجة الموتى”… صدمة مسرحية تهز وجدان جمهور مهرجان جرش 39
صراحة نيوز -في عرض مسرحي استثنائي ضمن فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته التاسعة والثلاثين، شهد جمهور المهرجان واحدة من أكثر التجارب المسرحية صدمة وعمقًا، مع مسرحية “ثلاجة الموتى”، التي قُدمت مساء أمس وسط تفاعل كبير من الحضور، لما حملته من طرح وجودي وإنساني جريء.
العمل، الذي جمع بين الفنانة هاجر شاهين والفنان تيسير البريجي، جاء بنص كتبه الشاعر والكاتب د. علي الشوابكة، وتولى إخراجه وتمثيل أحد أدواره محمد الشوابكة، مقدّمًا رؤية إخراجية تقف عند الحدود القصوى للوجع الإنساني.
تتناول المسرحية قصة عاملين يعلقان في ثلاجة موتى داخل مستشفى حكومي، في ظل عطل مفاجئ، ليجدا نفسيهما بين الحياة والموت، في مكان يفترض أن يكون نهاية المسار. ومن خلال هذا الإطار الرمزي، تطرح المسرحية تساؤلات كبرى حول الكرامة، والتهميش، والعبث الذي يواجهه الإنسان البسيط في مجتمعه.
تميز أداء هاجر شاهين بالصدق والعفوية، حيث جسّدت ببراعة معاناة امرأة مسحوقة تعمل في الظل، بينما قدّم تيسير البريجي شخصية الرجل الذي طحنته الحاجة، وأعياه الفقر، بانكسار مؤلم. وقد أضفى دخول المخرج محمد الشوابكة بدور الطبيب في المشهد الختامي، طابعًا صادمًا عندما قام بنقل الجثتين، في لحظة تختزل العبث الرسمي والبرود المؤسسي.
“ثلاجة الموتى” ليست مجرد عمل درامي، بل صرخة فنية ضد النسيان والتواطؤ المجتمعي، وواحدة من أبرز العروض التي أعادت التأكيد على أهمية المسرح كأداة وعي وتغيير.